بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله
الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على نبينا محمد خاتم الرسل و من تمسك بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين .
أما بعد :-
فإن العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه بنيان الأمم , صلاح كل امة ورقيقها مربوط بسلامة عقيدتها وسلامة أفكارها , و من ثم جاءت رسالات الأنبياء عليهم الصلاة و السلام تنادي بإصلاح العقيدة . فكل رسول يقول لقومه أول ما يدعوهم :
( ...اعبدوا الله مالكم من إله غيره .... ) ( 1 ) .
( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت .... ) ( 2 ) .
( 1) الآية ( 59 ) من سورة الأعراف
( 2 ) الآية ( 36 ) من سورة النحل .
وذلك لأن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له كما قال تعالى :-
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) " 3 " . و العبادة حق الله على عباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : (( أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله , قال حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) (4) , وهذا الحق هو أول الحقوق على الإطلاق لا يسبقه شيء و لا يتقدمه حق أحد .
قال تعالى :
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحسناً ..... ) (5) .
الآية وقال تعالى :
(قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسناً ) (6 ) الآيات
( 3 ) الآية ( 56 ) من سورة الذاريات .
( 4 ) الحديث رواه البخاري ( 13/300 ) في لتوحيد ومسلم برقم 30 في الإيمان .
( 5 ) الآية (23 ) من سورة الإسراء .
(6 ) الآية ( 151 ) من سورة الأنعام .
ولأسبقية هذا الحق وأولويته على سائر الحقوق وكونه الأساس الذي ينبني عليه سار أحكام الدين نرى النبي صلى الله عليه وسلم لبث في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى القيام به ونفي الإشراك عنه وجاء القرآن الكريم في معظم آياته بتقريره ونفي الشبه عنه , وكل مصل فرضاً أو نفلاً يعاهد الله على القيام به في قوله :
( إياك تعبد وإياك نستعين ) (7 ) .
وهذا الحق العظيم يسمى توحيد العبادة أو توحيد الإلهية , أو توحيد الطلب والقصد – أسماء لمسمى واحد – وهذا التوحيد مركوز في الفطر(فكل مولود يولد على الفطرة ) (8) وإنما يطرأ الإنحراف عنه بسبب التربية الفاسدة (( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) (8) وهذا التوحيد أصيل في العالم والشرك طارئ عليه ودخيل فيه قال تعالى :
( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ..... ) ( 9)
وقال تعالى :
( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا .... ) (10) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان بين آدم ونوح عيهما الصلاة و السلام عشرة قرون كلهم على الإسلام (11) قال العلامة ابن القيم : هذا هو القول الصحيح في الآية وذكر ما يعضده من القرآن (12 ) .
وصححه أيضاً الحافظ ابن كثير في تفسيره , وأول ما حدث الشرك في قوم نوح حين غلوا في الصالحين واستكبروا عن دعوة نبيهم .
( 7 ) ألاية ( 5 ) من سورة الفاتحة
( 8 ) من حديث رواه مسلم في صحيحه برقم ( /2047 ) .
( 9 ) الآية ( 213 ) من سورة البقرة .
(10 ) الآية ( 19 ) من سورة يونس .
(11 ) انظر تفسير ابن كثير (1/250 )
( 12 ) انظر إغاثة اللهفان ( 2/201 ) .
( وقالوا لا تذرن ءالهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ) (13 ) .
قال البخاري رحمة الله في صحيحه (14 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما : (( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجالسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) قال الإمام ابن القيم (15) رحمة الله : قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ثم ثال (16) رحمة الله : وقد تلاعب الشيطان بالمشركين في عبادة الأصننام بكل قوم على قدر عقولهم , فطائفة دعاهم إلى عبادتهم من جهة تعظيم الموتى الذين صوروا تلك الأصنام على صورهم كما في قوم نوح – وهذا السبب هو الغالب على عوام المشركين وأما خواصهم فاتخذوا الأصنام على صور الكواكب المؤثرة في العالم بزعمهم وجعلوا لهم بيوتاً وسدنة وحجاباً وقرباناً ولم يزل هذا في الدنيا قديماً وحديثاً . وأصل هذا المذهب من مشركي الصبائة وهم قوم إبراهيم عليه السلام الذين ناظرهم في بطلان الشرك وكسر حجتهم بعلمه وآلهتهم بيده , فطلبوا تحريقه , وطائفة أخرى اتخذت للقمر صنماً وزعموا أنه يستحق العبادة وإليه تدبير هذا العالم السفلي , وطائفة تعبد النار وهم المجوس فيبنوون لها بيوتاً كثيرة ويتخذون لها الوقوف والسدنة و الحجاب فلا يدعونها تخمد لحظة واحدة , وطائفة تعبد الماء , تزعم أن الماء أصل كل شيء وبه كل ولادة ونمو ونشوء وطهارة وعمارة , وطائفة تعبد الحيوانات , فطائفة عبدت الخيل , وطائفة عبدت البقر وطائفة عبدت البشر الأحياء والأموات , وطائفة تعبد الجن , وطائفة تعبد الشجر , وطائفة تعبد الملائكة , انتهى الكلام ابن القيم رحمة الله .
و من الأثر الذي مر من رواية البخاري عن ابن عباس في بيان سبب حدوث الشرك في قوم نوح .
ندرك أولاً :- خطورة تعليق الصور على الجدران ونصب التماثيل في المجالس والميادين , وأنذلك يئول بالناس إلى الشرك بحيث يتطور تعظيم تك الصور والتماثيل إلى عبادتها واعتقاد جلب الخير ودفع الشر منها كما حدث لقوم نوح.
ندرك ثانياً :- مدى حرص الشيطان على إضلال بني آدم ومكره بهم وأنه قد يأتيهم من ناحية استغلال العواطف ودعوى الترغيب في الخير فإنه لمارأى في قوم نوح ولوعهم في الصالحين ومحبتهم لهم دعاهم إلى الغلو في هذه المحبة بحيث أمرهم بنصب صورهم على المجالس وهدفه من هذا الخروج بهم عن جادة الصواب.
ندرك ثالثاً :- أن الشيطان لا يقصر نظرة على إغواء الأجيال الحاضرة بل يمتد إلى الأجيال المستقبلية فإنه لمالم يتمكن منن إيقاع الشرك في الجيل الحاضر من قوم نوح طمع في الجيل المقبل ونصب له الأحبولة .
ندرك رابعاً :- أنه لا يجوز التساهل في وسائل الشر بل يجب قطعها وسد بابها .
ندرك خامساً :- فضل العلماء العاملين وأن وجودهم في الناس خير . وفقدانهم شر فإن الشيطان لم يتمكن من إغواء القوم حتى فقدوا .
أنواع التوحيد :-
إن التوحيد نوعان : توحيد في المعرفة والإثبات وهو توحيد الربوبية المتمثل بالإقرار بالخالق وانفراده بالخلق والتدبير والإحياء والإماتة وجلب الخير ودفع الشر , وهذا النوع لا يكاد ينازع فيه أحد من الخلق حتى أن المشركين كانوا يقرون به مع شركهم ولا ينكرونه كما ذكر الله تعالى عنهم في قوله :
( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والبصر ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي و من يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) "17"
وأمثالها من الآيات كثير وفيها البيان الواضح بأن المشركين كانوا يقرون بهذا النوع من التوحيد , وإنما كانوا يجحدون النوع الثاني منه وهو توحيد العبادة المتمثل في إفراد الله سبحانه وتعالى في الطلب و القصد في كل ما يصدر من العبد من أنواع العبادة ,كما تدل عليه وتعبر عنه كلمة " لا إله إلا الله " إن هذه الكلمة تثبت العبادة بجميع أنواعها لله وحده وتنفيها عما سواه ولهذا لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين أن يقولوها امتنعوا وقالوا :
( أجعل الالهة إلهاً وحداً إن هذا الشيء عجاب ) "18 " .
لعملهم أن من قالها فقد اعترف ببطلان عبادة كل ما سوى الله واثبت العبادة لله وحده , فإن الإله معناه المعبود – و العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة – فمن نطق بهذه الكلمة وهو مع هذا يدعو غير الله فقد تناقض مع نفسه – والعلاقة بين بتوحيد الربوبية يوجب الإلهية هي التلازم بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الإلهية والقيام به ظاهراً وباطناً ولهذا كان الرسل صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين يطالبون أممهم بذلك ويحتجون عليهم بما يعترفون به من توحيد الربوبية كما قال تعالى :
( 13 ) الآية (23) من سورة نوح .
( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خلق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل )
( ول,,ن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرءيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كشفت ضرو أو أرادني برحمة هل هن ممسكت رحمته .... ) (2)
فالإقرار بتوحيد الربوبية مركوز في الفطر لا يكاد ينازع فيه أحد من المشركين ولم يعرف عن أحد من طوائف العالم إنكار هذا النوع إلا الدهرية الذين يجحدون الخالق ويزعمون أن العالم يسير بنفسه من غير مدبر له كما قال الله عنهم :
( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدينا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ..... ) ( 21 ) .
فرد الله عليهم بقوله :
( .... وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ) (21 ) .
فهم لم يبنوا إنكارهم هذا على برهان دلهم عليه بل على مجرد ظن , و الظن لا يغني عن الحق شيئاً كما لم يستطيعوا الإجابة عن قوله تعالى :-
( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض ....... ) ( 25 ) .
وقال عنه وعن قومه
( 19 ) الآية ( 102 ) من سورة الأنعام .
( 20 ) الآية ( 38 ) من سورة الزمر .
( 21 ) الآية ( 24 ) من سورة الجاثية .
( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخلقون (35 ) أم خلقوا السموات والأرض بل يوقنون ) ( 22 )
و لا عن قوله تعالى :-
( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه .......) ( 23 ) .
( فل أرءيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ... ) ( 24 ) .
و من تظاهر بجحد هذا النوع من التوحيد كفرعون فهو مقر به في الباطن كما قال الله تعالى عنه :
( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض ......... ) (25 )
وقال عنه وعن قومه :
( 22 ) الآيتان ( 35-36 ) من سورة الطور .
( 23 ) الآية ( 11 ) من سورة لقمان .
( 24 ) الآية ( 4 ) من سورة الأحقاف .
( 25 ) الآية ( 102 ) من سورة الإسراء .
وجحدوا بها واستقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ..... ) (26 ) .
وقال تعالى عن الأمم الأولى :-
( وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مسكنهم وزين لهم الشيطن أعملهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ) (27) .
وهذا النوع من التوحيد – كما لم يذهب إلى جحده طائفة معروفة من بني آدم كذلك في الغالب لم يقع فيه شرك فالكل مقرون بأن الله هو المنفرد بالخلق والتدبير ولم يثبت عن أحد من طوائف العالم إثبات خالقين متساويين في الصفات والأفعال فالثانوية من المحبوس الذين يجعلون للعالم خالقين – خالقاً للخير وهو النور فالنور عندهم هو الأصل والظلمة وكذلك النصاري القائلون بالتثليب لم يثبتوا للعالم ثلاثة أرباب منفصل بعضهم عن بعض بل هم متفقون على أن خالق العالم واحد , ويقولون إن الأب هو الإله الأكبر . و الحاصل أن إثبات توحيد الربوبية محل وفاق و الشرك فيه قليل , ولكن الإقرار به وحده لا يكفي العبد في حصول الإسلام . بل لابد مع ذلك أن يأتي بلازمة وهو توحيد الأهية , فإن الأمم الكفرية كانت تقر بتوحيد الربوبية خصوصاً مشركي العرب الذين بعث فيهم خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا بهذا مسلمين لما لم يأتوا بتوحيد الإلهية , و المستقرأ لآيات القرآن الكريم يجد أنها تطالب بتوحيد الإلهية وتستدل عليه بتوحيد الربوبية فهي تطالب المشركين بما جحدوه وتستدل عليه بما أثبتوه
فهي تأمر بتوحيد العبادة وتخبر عن إقرارهم بتوحيد الربوبية فتذكر توحيد العبادة في سياق الطلب , وتوحيد الربوبية في سياق الخبر .
وأول أمر جاء في المصحف في قوله تعالى :
( 26 ) الآية ( 14 ) من سورة النمل .
( 27 ) الآية ( 38 ) من سورة العنكبوت .
( يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فرشاً و السماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرت رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ( 28 ) .
وكثيراً ما نجد في القرآن الكريم الدعوة إلى توحيد العبادة والأمر به و الجواب عن الشبه الموجهة إليه , وكل سورة في القرآن بل كل آية في القرآن فهي داعية إلى هذا التوحيد , لأن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وهذا هو توحيد الربوبية , وأما دعاء إلى عبادته وحده لا شريك له وترك ما يعبد من دونه , وهذا هو توحيد الإلهية , وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده وطاعته في الدنيا والآخرة وهذا جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وعن جزائهم في الدنيا والآخرة , وهذا جزاء من خرج عن حكم التوحيد , وإما أحكام وتشريع , وهذا من حقوق التوحيد فإن التشريع حق الله وحده .
وهذا التوحيد بجميع أنواعه وحقوقه تضمنته كلمة واحدة هي :
"لا إله إلا الله " فإنها تتضمن نفياً وإثباتاً .
( 28 ) الآيتان ( 21-22 ) من سورة البقرة .
نفي الألهية الحقة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله وحده كما تتضمن ولاء وبراء – ولاء لله وبراء مما سواه ودين التوحيد قائم على هذين الأساسين – كما قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه الصلاة و السلام أنه قال لقومه :
( ..... إنني براء مما تعبدون (26) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ) (29) .
وهذا منهاج كل رسول يبعثه الله قال تعالى :
( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أعبدو الله واجتنبوا الطغوات ...... ) ( 30 ) .,
( .... فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ....) ( 31 )
فمن قال : ( لا إله إلا الله ) فقد أعلن البراءة من عبادة كل ما سوى الله والتزم القيام بعبادة الله وذلك عهد يقطعه الإنسان على نفسه :
( 29 ) الآيتان ( 26-27 ) من سورة الزخرف
( 30) الآية ( 36 ) من سورة النحل .
( 31 ) الآية ( 256 ) من سورة البقرة .
( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عهد عليه الله فسيئوتيه أجراً عظيماًُ ) " 32 "
فلا إله إلا الله إعلان لتوحيد العبادة لأن معناه المعبود فمعناها لا معبود بحق إلا الله فمن قال هذه الكلمة عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية لله مع اعتقاد ذلك و العمل به فهو المسلم حقاً . و من قالها وعمل بمقتضاها ظاهراً من غير اعتقاد في القلب فهو المنافق , و من قالها بلسانه وعمل بخلافها من الشرك المنافي لمدلولها فهو الكافر ولو قالها مراراً وتكراراً كحال عباد القبور اليوم الذين ينطقون بهذه الكلمة ولا يفقهون معناها ولا يكون لها أثر في تعديل سلوكهم وتصحيح اعمالهم فتراه يقول لا إله إلى الله , ثم يقول : المدد يا عبد القادر , يا بدوي , يا فلان يا فلان يستنجد بالأموات ويستغيث بهم في الممات . أن المشركين الأولين عرفوا من معنى هذه الكلمة ما لم يعرفه هؤلاء حيث أدركوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
( 32 ) الآية ( 10) من سورة الفتح .
حينما قال لهم قولوا لا إله إلا الله فقد طلب منهم ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده ولهذا قالوا :
( أجعل الالهة إلهاً واحداً ..... ) ( 33 ) .
وقال قوم هود :
( .... أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد ءاباؤنا.... ) ( 34 ) .
وقال قوم صالح له :
( ...... أتنهنا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا ......) ( 35 ) .
وقال قوم نوح له من قبل:
( وقالوا لا تذرن ءالهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً و لا يغوث ويعوق ونسراً ) ( 36 )
هذا ما فهمه الكفار من معنى لا إله إلا الله – أنه ترك لعبادة الأصنام وإقبال على عبادة الله وحده فلهذا أبو عن النطق بها – لأنه لا يجتمع مع عبادة اللات و العزى ومناة وعباد القبور اليوم لا يدركون هذا التناقض فهم ينطقون بها مع بقائهم على عبادة الأموات .
وبعضهم يفسر إلا له بأنه القادر على الاختراع و الخلق والإيجاد (37 ) فيكون معنى ( لا إله إلا الله ) عنده : لا قادر على الاختراع إلا الله – وهذا من أفحش الخطأ فإن من فسرها بذلك لم يزد على ما أقر به الكفار فإنهم كانوا يقرون بأنه لا يقدر على الاختراع و الخلق و الرزق
( 33 ) الآية ( 5 ) من سورة ص .
( 34 ) الآية ( 70 ) من سورة الأعراف .
( 35 ) الآية ( 62 ) من سورة هود .
( 36 ) الآية ( 32 ) من سورة نوح .
( 37 )كما هو مذكور في كتب العقائد المؤلفة على طريقة علماء الكلام وانظر مثلاً رسالة التوحيد لمحمد عبده .
والإحياء والأمانة إلا الله كما ذكر الله تعالى ذلك عنهم ولم يصيروا به مسلمين .
نعم هذا المعنى الذي يذكرونه داخل في معنى لا إله إلا الله لكن ليس هو المقصود من هذه الكلمة
الشرك في توحيد العبادة :-
و الشرك في العبادة هو صرفها أو صرف شيء منها لغير الله , وقد ألمحنا فيما سبق إلى مبدأ حدوثه في الأرض ولا زال مستمراً في الخلق إلا من رحم الله – وهذا الشرك نوعان شرك أكبر يخرج من الملة كالذبح لغير الله دعاء غير الله – أو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله – وشرك أصغر لا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد وقد يتمادى بصاحبه حتى يقع في الشرك الأكبر – وذلك كالحلف بغير الله وكثير الرياء وقول ما شاء الله وشئت ولو الله و أنت . وما شبه ذلك من الألفاظ التي تجري على اللسان و لا يقصد معناها . وقد كثر الشرك في هذه الأمة واستشرى أمره بسب ابتعاد أكثر الناس عن الكتاب و السنة وتقليدهم للآباء والأجداد على غير هدى وبسبب الجهل بحقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال أمير المؤمنين عمبر بن الخطاب رضي الله عنه : " إنما تنقض عرى الإسلام عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " .
وبسبب رواج الشبه والحكايات التي ضل بها أكثر الناس واعتبرها أدلة يستندون إليها في تبرير ما هم عليه , وهذه الشبه منها ما أدلى به مشركوا الأمم السابقة
ومنها ما أدلى به مشركوا هذه الأمة , ومن هذه الشبه :
أولاً :- شبهة تكاد تكونمشتركة بين طوائف المشركين في مختلف الأمم قديماً وحديثاً , وهي شبهة الاحتجاج بما عليه الآباء والأجداد وأنهم ورثوا هذه العقيدة عنهم – كما قال تعالى :
( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على امة وإنا على ءاثرهم مقتدون )(38 ) .
وهذه حجة يلجأ إليها كل من يعجز عن إقامة الدليل على دعواه وهي حجة داحضة لا يقام لها وزن في سوق المناظرة فإن هؤلاء الآباء الذين قلدوا ليسوا على هدى و من كان كذلك لا تجوز متابعته والاقتداء به – قال تعال :
( ... أولو كان ءاباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون ) .(39 )
وقال تعالى :
( ... أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) (40) .
( 38 ) الآية ( 23 ) من سورة الزخرف .
( 39 ) الآية ( 104 ) من سورة المائدة .
( 40 ) الآية ( 170 ) من سورة البقرة .
وإنما يكون الاقتداء بالآباء محموداً إذا كانوا على حق – قال تعالى عن يوسف عليه السلام :
( واتبعت ملة ءاباءي إبراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى لناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) (41 )
وقال تعالى :-
( والذين ءامنوا اتبعتهم ذريتهم بإيمن ألحقنا بهم ذريتهم ... ) (42 )
وهذه الشبهة متغلغلة في نفوس المشركين يقابلون بها دعوات الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . فقوم نوح لما قال لهم نوح :
( يقوم عبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون (23) فقال الملؤا الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل مل’’كة ما سمعنا بهذا في ءابا,,, الأولين ) ( 43 ) .
( 41 ) الآية ( 38 ) من سورة يوسف .
( 42 ) الآية ( 21 ) من سورة الطور .,
( 43 ) الآيات ( 23 – 24 ) من سورة المؤمنون .
فجعلوا ما عليه آباؤهم حجة يعارضون بها ما جاءهم به نبيهم نوح عليه السلام وقوم صالح يقولون له :
( ... ألهنـنا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا ..... ) ( 44 ) .
وقوم شعيب يقولون له :
( .. أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا ... ) ( 45 ) .
وقوم إبراهيم يقولون له لما أفحمهم بالحجة وقال لهم :
( .... وما تعبدون (70) قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عكفين (71 ) قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو يفعونكم أو يضرون (73) قالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون ) ( 46 ) .
وقال فرعون لموسى :
( قال فما بال القرون الأولى ) ( 47 ) .
وهكذا الكفر ملة واحد لا يملك أهله حجة يدفعون بها الحق إلا هذه الحجة الواهية .
( 44 ) الآية ( 62 ) من سورة هود .
( 45 ) الآية ( 87 ) من سورة هود .
( 46 ) الآيات ( 70-74 ) من سورة الشعراء .
( 47 ) الآية (51 ) من سورة طه .
ثانيا :- الشبهة التي ادلى بها مشركوا قريش وغيرهم وهي الاحتجاج بالقدر على تبرير ما هم عليه من الشرك قال تعالى في سورة الانعام :
( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء ... ) ( 48 ) الآية .
وقال في سورة النحل :
( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا ءاباؤنا ولا حلامنا من دونه من شيء .... ) ( 49 ) .
وقال في سورة الزخرف :
( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدنهم ... ) ( 50 )
قال الحافظ ابن كثير رحمة الله عند آية الأنعام (51 ) :
مناظرة ذكرها الله تعالى وشبهة تشبث بها المشركون في شركهم وتحريم ما حرموه بأن الله مطلع على ما هم فيه
( 48 ) الآية ( 148 ) من سورة الأنعام .
( 49 ) الآية ( 35 ) من سورة النحل .
( 50) الآية ( 20 ) من سورة الزخرف .
( 51 ) تفسير ابن كثير ( 2/186 ) .
من الشرك و التحريم لما حرموه وهو قادر على تغييره بأن يلهمنا الإيمان ويحول بيننا و بين الكفر فلم يغيره فدل على أنه بمشيئته وإرادته ورضاه منا بذلك – قال : وهي حجة داحضة باطلة لأنها لو كانت صحيحة لما أذاقهم الله بأسه ودمر عليهم وأدال عليهم رسله الكرام وأذاق المشركين من أليم الانتقاء : ( قل هل عندكم من علم أي بأن الله راض عنكم فيما أنتم فيه ) " فتخرجوه لنا " أي الوهم و الخيال " وإن أنتم لا تخرصون " تكذبون على الله فيما ادعيتموه . انتهى .
وقال عند تفسير آية النحل (52 ) : ومضمون كلامهم أنه لو كان الله تعالى كارهاً لما فعلناه لأنكره علينا بالعقوبة ولما مكننا منه . قال الله تعالى راداً عليهم شبهتهم : " فهل على الرسل إلا البلاغ المبين " ( ولقد بعثنا في كل امة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله و منهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) ( 53 ) أي ليس الأمر كما تزعمون أنه لم ينكره عليكم بل قد أنكره عليكم أشد الإنكار ونهاكم عنه آكد النهي وبعث في " في كل أمة " أي في ل قرن وطائفة من الناس رسولاً وكلهم يدعون إلى عبادة الله وينهون عن عبادة ما سواه " أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " قلم يزل تعالى يرسل الناس إلى الرسل بذلك إليهم نوحاً وكان ول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الأنس و الجن و المشارق و المغارب وكلهم
(52 ) تفسير ابن كثير ( 2/586-587 ) .
( 53 ) الآية ( 36 ) من سورة النحل .
كما قال الله تعالى :
( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( 54 )
وقوله : ( وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمنءالهة يعبدون ) (55) .
وقال تعالى في هذه الآية الكريمة :
( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطغوت ... ) (56 ) .
فكيف يشوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول :
( لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء ) فمشيئة الله تعالى الشرعية عنهم منتفية لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله وأما مشئيته الكونية وهي تمكينهم من ذلك قدراً فلا حجة لهم فيها – قال : ثم أنه تعالى قد أخبر أنه أنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل .
انتهى . فهم لا يريدوا بهذا الكلام الاعتذار عن ارتكاب القبيح لأنهم لا يعتقدون قبح أفعالهم بل هم " يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " وهم إنما يعبدون الأصنام " ليقربوهم إلى الله زلفى " (57 ) فلم يريدوا بذلك إلا الاحتجاج على أن ما ارتكبوه حق ومشروع ومرضى عند الله فرد عليهم سبحانه بأنه لو كان الأمر كذلك لما بعث الرسل لإنكاره ولما عاقبهم عليه .
( 54 ) الآية ( 25 ) من سورة الأنبياء .
( 55 ) الآية ( 45 ) من سورة الزخرف .
( 56 ) كما في الآية ( 36 ) من سورة النحل .
( 57 ) من الآية ( 3 ) من سورة الزمر .
ثالثاً : و من شبههم ظنهم أن مجرد النطق بلا إله إلا الله يكفي لدخول الجنة ولو فعل الإنسان ما فعل من المكفرات و المشركيات متمسكين بظواهر الأحاديث التي ورد فيها أن من نطق بالشهادتين حرم على النار – و الجواب عن هذه الشبهة : أن الأحاديث المذكورة محمولة على من قال لا إله إلا الله ومات عليها ولم يناقضها بشرك بل قالها خالصاً من قلبه مع كفره بما يعبد من دون الله ومات على ذلك كما في حديث عتبان : " فإن الله قد حرم على النار م قال لاإله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " ( 58 ) .
وفي صحيح مسلم (59 ) )) من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه و حسابه على الله " فعلق النبي صلى الله عليه وسلم عصمة المال و الدم بأمرين : الأول : قوله لا إله الله و الثاني الكفر بما يعبد من دون الله فلم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى بل لابد من قولها و العمل بها . فقول لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة و النجاة من النار ومقتض لذلك ولكن السبب و المقتضي لا يعمل عمله إلا إذا تحققت شروطه وانتفت موانعه . قيل للحسن رحمة الله : إن ناساً يقولون : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة , فقال : من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة , وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال : بلى ولكن ما من مفتاح إى وله أسنان , فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح . فكيف يقال أن مجرد النطق بلا إله إلا الله يكفي لدخول الجنة ولو كان الناطق بها يدعو الأموات ويستغيث بهم في الملمات .
و لا يكفر بما يعبد من دون الله . هل هذا إلا عن المغالطة بالباطل .
رابعاً :- و من شبههم دعواهم أنه لا يقع في هذه الأمة المحمدية شرك وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله , وأن هذا الذي يقع منهم مع الأولياء و الصالحين عند قبورهم ليس بشرك – و الجواب عن هذه الشبهة أ ن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه سيحصل في هذه الأمة مشابهة لليهود و النصارى فيما هم عليه . و من حملة ذلك اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله – قال صلى الله عليه وسلم : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه – قالوا يا رسول الله اليهود و النصارى , قال : فمن ؟ " (60 ) فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفعل ما فعلته الأمم قبلها من الديانات و العادات و السياسات مطلقاً .
وقد وجد في الأمم قبلنا الشرك فكذلك يوجد في هذه الأمة وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم فها هي القبور تعبد من دون الله بأنواع العبادات ويصرف لها كثير من القربات , وأخبر صلى الله عليه وسلم أنها لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمته بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمته الأوثان , رواه أبو داود (61) وابن ماجه . وقد حدث في هذه الأمة من الشرك و المبادئ الهدامة و النحل الضالة ما خرج به كثير عن دين الإسلام .
( 60 ) الحديث رواه البخاري ( 13/300 ) فتح الباري .
( 61 ) أنظر سنن أبي داود – باب الفتن رقم الحديث 4252باب ذكر الفتن ودلائلها .
خامساً :- و من شبههم استدلالهم بحديث : ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب , وهو حديث صحيح مروي عن عدة طرق في صحيح مسلم وغيره وقد استدلوا به على استحالة وقوع الشرك في جزيرة العرب – والجواب عن ذلك بما قاله ابن رجب رجمة الله : أن المراد أنه يئس أن تجتمع الأمة كلها على الشرك الأكبر . وأشار ابن كثير إلى ها المعنى عند تفسير قوله تعالى :
( .... اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ... ) .
وأيضاً في الحديث المذكور نسبة اليأس إلى الشيطان مبيناً للفاعل ولم يقل : ( أيس ) بالبناء للمفعول , إياسه ظن منه وتخمين لا عن علم لأنه لا يعلم الغيب ,. وهذا غيب لا يعلمه إلا الله وظنه هذا تكذبه الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم و التي أخبر فيها عن وقوع الشرك في هذه الأمة من بعده – ويكذبه الواقع فإن كثيراً من العرب ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأنواع من الردة – والله أعلم .
سادساً :- و من شبههم : تعلقهم بقضية الشفاعة حيث يقولون نحن لا نريد من الأولياء و الصالحين قضاء الحاجات من دون الله ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله سبحانه وتعالى و الشفاعة ثابتة بالكتاب و السنة فهذا الذي نريده منهم . و الجواب : أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تعليل تعلقهم بالمخلوقين من دون الله كما قال تعالى عنهم :
( ...و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ... ) ( 62 ).
( 62 ) الآية ( 3 ) من سورة الزمر .
وقال تعالى :-
( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعؤنا عند الله... ) ( 63 )
و الشفاعة حق ولكنها ملك لله وحده :
( قل لله الشفعة جميعاً له ملك السموت والأرض ... ) ( 64 ) .
فهي تطلب من الله لا من الأموات والله قد أخبرنا أنها لا تحصل إلا بشرطين : الشرط الأول إذن الله للشافع أن يشفع كما قال :
( ...من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ... ) (65 ) .
و الشرط الثاني أن يكون المشفوع فيه ممن رضي الله قوله وعمله وهو المؤمن الموحد – كما قال تعالى :-
( وكم من ملك في السموت لا تغني شفعتهم شيئاً إلا من بعد أن يإذن الله لمن يشاء ويرضى ) (67 ) .
( 63 ) الآية ( 18 ) من سورة يونس .
( 64 ) الآية ( 44 ) من سورة الزمر .
( 65 ) الآية ( 255 ) من سورة البقرة .
( 66 ) الآية ( 28 ) من سورة الأنبياء .
( 67 ) الآية ( 26 ) من سورة النجم .
وقال تعالى :
( يومئذ لا تنفع الشفعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولاً ) ( 68 ) .
فالله لم يرخص في طلب الشفاعة من الملائكة ولا من الأنبياء و لامن الأصنام لأنها ملكه وحده ومنه تطلب :
( قل الله الشفعة جميعاً ... ) ( 69 ) .
فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع . وإن لم يأذن له لم يتقدم في الشفاعة بين يديه . وليس الأمر كما يحصل عند المخلوقين من تقدم الشفعاء إليهم وإن لم يأذنوا لهم .
ويقبلون شفاعتهم ولو لم يرضوا بها – فإن المشفوع عنده من المخلوقين يحتاج إلى الشافع ومعاونته فيضطر لقبول شفاعته وإن لم يأذن له فيها – وأما الله سبحانه فهو الغني عما سواه فليس بحاجة إلى أحد بل كل أحد محتاج إليه .
وأيضاً المخلوق لا يدري عن كل أحوال رعيته حتى يبلغه عنها الشفعاء لديه – والله سبحانه بكل شئ عليم لا يخفي عليه شيء من أحوال خلقه فليس بحاجة إلى من يبلغه – وحقيقة الشفاعة عند الله سبحانه أن الله سبحانه هو الذي يتفضل علىأهل الإخلاص فيعفو عنهم ويغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه بذلك .
( 68 ) الآية ( 109 ) من سورة طه .
( 69 ) الآية ( 44 ) من سورة الزمر .
سابعاً :- و من شبههم قولهم : أن الأولياء و الصالحين لهم مكانة عند الله كما قال تعالى :-
( ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) الذين ءامنوا وكانوا يتقون (63) لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة ... ) ( 70 ) .
و التعلق بهم و التبرك بآثارهم من تعظيمهم ومحبتهم وكذلك سؤال الله بجاههم وحقهم وما أشبه ذلك من التعليلات , و الجواب أن المؤمنين كلهم أولياء الله وهم يتفاوتون في هذه الولاية بحسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة – ولكن الجزم لمعين بأنه ولي الله يحتاج إلى دليل من الكتاب و السنة – فمن شهد له الكتاب و السنة بالولاية شهدنا له بذلك . و من لم يشهد له بالكتاب و السنة فإننا لا نجزم له بذلك ولكن نرجو للمؤمن الخير – وحتى من ثبت في الكتاب و السنة أنه من أولياء الله فإنه لا يجوز لنا الغلو فيه و التبرك به وسؤال الله بجاهه وحقه فإن ذلك من وسائل الشرك و من البدع المحرمة . فنحن نحب الصالحين ونقتدي بهم في الأعمال الصالحة و الخصال الطيبة . و لا نغلوا فيهم ونرفعهم فوق منزلتهم فإن الغلو في الصالحين هو مبدأ الشرك كما حصل في قوم نوح لما غلوا في الصالحين فآل بهم الأمر أن عبدوهم من دون الله . وكما وقع في هذه الأمة بسبب الغلو في الصالحين من الشرك في العبادة . وقد حذر الله ورسوله من الغو فقال تعالى :-
( قل يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ... ) ( 71 ) .
( 70 ) الآيات ( 62-64 ) من سورة يونس .
( 71 ) الآية (77) من سورة المائدة .
( 72 ) الحديث رواه البخاري ( 6/478) فتح الباري .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم , إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " ( 72 ) .
والإطراء مجاوزة الحد في المدح . والله تعالى قد أمرنا أن ندعوه وحده بدون واسطة ولي أو غيره ووعدنا أن يستجيب لنا وهو لا يخلف وعده فقال سبحانه :
( وقال ربكم أدعوني استجب لكم ..... ) ( 73 ) .
وقال تعالى :-
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ... ) ( 74 ) .
وقال تعالى :-
( أدعوا ربكم تضرعاً وخفية ... ) ( 75 ) .
وقال تعالى :
( ... فادعوه مخلصين له الدين .... ) ( 76 ) .
(73) الآية ( 60 ) من سورة غافر .
(74) الآية ( 186 ) من سورة البقرة .
( 75 ) الآية ( 55 ) من سورة الأعراف .
( 76 ) الآية ( 65 ) من سورة غافر .
هكذا كل الآيات فيها الأمر بدعائه مباشرة من دون واسطة واحدة . والأولياء و الصالحون عباد محتاجون فقراء إلى الله – قال تعالى :
( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ... ) ( 77 ) .
قال العوفي عن ابن عباس في الآية كان أهل الشرك يقولون : نعبد الملائكة و المسيح وعزيراً فقال الله تعالى :
( أولئك الذين يدعون ...) .
أي الملائكة المعبودة لهم يتبادرون إلى طلب القربة إلى الله فيرجون رحمته ويخافون عذابه و من كان كذلك لا يدعى مع الله ( 87 ) – قال الشيخ الإسلام ابن تيمية : والآية عامة تعم كل من كان معبوده عابد الله سواء كان من الملائكة أو من الجن أو من البشر – فالآية خطاب لكل من دعا من دون الله مدعوا وذلك المدعو يبتغي إلى الله الوسيلة ويرجو رحمته ويخاف عذابه فكل من دعا ميتاً أو غائباً من الأنبياء و الصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها فقد تناولته الآية كما تتناول من دعا الملائكة و الجن ( 79 ) .
ثامناً : و من شبههم استدلالهم بقوله تعالى :
( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) ( 80 ) .
( 74 ) الآية ( 186 ) من سورة البقرة .
( 75 ) الآية ( 55 ) من سورة الأعراف .
( 76 ) الآية ( 65 ) من سورة غافر .
( 77 ) الآية ( 57 ) من سورة الإسراء .
وقوله تعالى :
( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ...... ) ( 81 ) .
حيث فهموا من الآيتين مشروعية اتخاذ الوسائط بينهم و بين الله من الأنبياء و الصالحين يتوسلون بذواتهم وبحقهم وجاههم – و الجواب عن ذلك أن الوسيلة في الآيتين ليست كما فهموا بل المراد بها التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة – فالتوسل قسمان : توسل مشروع وتوسل ممنوع – فالتوسع المشروع أنواع – منها :
1- التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته كما قال تعالى :-
( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها ..... ) ( 82 ) .
كـأن يقول المسلم يا الله يا أرحم الراحمين , يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام أسألك كذا وكذا .
2- التوسل إلى الله بإظهار الفقر و الحاجة إليه سبحانه – كما قال أيوب عليه السلام .
( ... أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) ( 83 ) .
( 81) الآية ( 57 ) من سورة الإسراء .
(82) الآية ( 180 ) من سورة الإعراف .
(83) الآية ( 83 ) من سورة الأنبياء .
وكما قال زكريا عليه السلام :
( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقياً ) ( 84 ) الآيات
وكما قال ذو النون عليه السلام :
( .... إن لا إله إلا أنت سبحنك إني كنت من الظلمين ) ( 85 ) .
3- التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة كما في قوله تعالى :-
( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمن أن ءامنوا بربكم فئامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ... ) ( 86 ) .
وكم في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله بصالح أعمالهم ففرج عنهم (87) وهو التوسل المذكور في الآيتين الكريمتين اللتين استدل بهما المخالف فهو التقرب على الله تعالى بالأعمال الصالحة .
( 84 ) الآية ( 4 ) من سورة مريم .
( 85 ) الآية ( 87 ) من سورة الأنبياء .
( 86 ) الآية ( 193 ) من سورة آل عمران .
( 87 ) أنظر صحيح البخاري ( 4/369, 370 ) .
4- التوسل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين – بأن تأتي إلى عبد صالح حي وتقول له ادع الله لي – كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه : لا تنسنا يا أخي من دعائك (88) , و كما كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم ويطلب بعضهم من بعض الدعاء.
أما التوسل الممنوع :- فهو التوسل بذوات المخلوقين وحقهم وجاههم – كأن يقول قائل : أسألك بفلان أو بحق فلان أو جاهه حياً أو ميتاً فإن هذا بدعه محرمة ووسيلة من وسائل الشرك وإن تقرب صاحبه إلى المخلوق المتوسل به بشيء من أنواع العبادة فهو الشرك الأكبر نعوذ بالله من ذلك كأن يذبح للولي أو ينذر لقبره أو يناديه ويطلب منه المدد وغير ذلك . نسأل الله أن يبصر المسلمين بدينهم وأن ينصرهم على أعدائهم ويهدي ضالهم .
( 88 ) انظر الحديث : في سنن أبي داود رقم 1498 في الصلاة في باب الدعاء والترمذي في الدعوات رقم 3557 .
تاسعاً :- و من شبههم تعلقهم ببعض الأحاديث التي ظنوا أنها تصلح حجة لهم كالحديث الذي رواه الترمذي في جامعة ( 89 ) بسنده عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أدع الله أن يعافيني , قال : إن شئت دعوت . وإن شئت دعوت . وإن شئت صبرت فهو خير لك . قال فادعه فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة , إني توجهت به إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي , اللهم فشفعه في , قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من رواية أبي جعفر وهو غير الخطمي , قالوا فهذا الحديث فيه التوجه إلى الله وسؤاله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
و الجواب عن ذلك أن هذا الحديث إن صح فهو في غير محل النزاع , فإن هذا الأعمى إنما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له وتوجه إلى الله بدعائه مع حضوره وهذا جائز – أن تأتي إلى رجل صالح حي وتطلب منه أن يدعو الله لك – وليس فيه ما يدل على التوسل و التوجه بالأموات والغائبين . و النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا الضرير أن يدعو الله أن يقبل شفاعته نبيه فيه فهذا فيه طلب الشفاعة من الله تعالى وطلب الشفاء من الله وحده , ليس في الحديث أكثر من هذا فهو لا يدل على جواز التويل ذوات المخلوقين ونداء الأموات و الغائبين , واستدلوا أيضاً بحديث مكذوب مفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله (90) .
( 89 ) سنن الترمذي كتاب الدعوات رقم الحديث ( 3573 ) باب من دعية الإجابة .
( 90 ) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام أبن تيمية ( 1/319, 346 ) .
عاشراً : و من شبههم أيضاً اعتمادهم على حكايات ومنامات : أن فلاناً مثلاً أتى القبر الفلاني فحصل له كذا وكذا وفلاناً رأي في المنام كذا وكذا – مثل الحكاية التي ذكرها جماعة منهم . وهي أن العتبي قال كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت يقول :
( ....ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) ( 91) .
وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت في الأرض أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الإعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلىالله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبي الحق بالأعرابي فبشره أن الله غفر له – والجواب عن ذلك : أن الحكايات و المنامات لا تصلح دليلاً تبنى عليه أحكام وعقائد :
وقوله تعالى : ( جاءوك ...) .
( 91 ) الآية ( 64 ) من سورة النساء .
المراد به المجيء إليه صلى الله عليه وسلم في حياته لا المجيء إلى قبره . بدليل أنه لم يكن أحد من الصحابة و التابعين لهم بإحسان يأتي إلى قبره صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يستغفر له مع حرصهم الشديد على الخير وامتثال الأمر فلو كان ذلك مشروعاً لفعلوه ....
الحادي عشر :- و من شبههم الاستدلال بحصول بعض مقاصدهم عند الأضرحة ونحوها كقولهم إن فلاناً دعا عند الضريح الفلاني أو هتف باسم الشيخ فلان أو الولي فلان فحصل له مطلوبه – و الجواب أن حصول بعض المقصود لمشرك لا يدل على جواز ما هو عليه من الشرك . إذ قد يكون حصول ذلك صادف قضاء وقدراًَ فظن أن ذلك بسبب دعائه لذلك الشيخ أو الولي . أو قد يكون ذلك حصل استدراجاً وفتنة – فلا يدل على جواز دعاء غير الله . وهكذا نجد المشركين لا يملكون دليلاً واحداً صحيحاً لما هم عليه من الشرك بل هم كما قال الله تعالى :
( و من يدع مع الله إلهاً ءاخر لا برهن له به ... ) ( 92 ) .
وإذا كان الشرك لم يقم على برهان وحجة فإن التوحيد قام على البراهين القاطعة و الحجج الواضحة :
( 92 ) الآية ( 117 ) من سورة المؤمنون .
( ...أفي الله شك فاطر السموات والأرض ... ) ( 93 ) .
( يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فرشاً و السماء بناء وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجلعوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ( 94 ) .
الثاني عشر:- زعم غلاة المتصوفة و من يقلدهم أن الشرك هو الميل إلى الدنيا والاشتغال بطلبها , و الجواب :
أن هذا يريدون به تغطية ما هم عليه من الشرك الأكبر المتمثل بعبادتهم للقبور وغلوهم في المشائخ , وطلب الدنيا من الوجه المباح هو مما أمر الله به , وإذا كان القصد منه الاستعانة به من طاعة الله فهو عبادة وتوحيد .
( 93 ) الآية ( 10 ) و من سورة إبراهيم .
( 94 ) الآيتان ( 21-22 ) من سورة البقرة .
الخاتمة
وبعد : فإن الشرك هو أعظم أنواع الظلم قال تعالى :-
(... إن الشرك لظلم عظيم ) ( 95 ) .
إن الشرك لا تتناوله مغفرة الله لمن مات عليه قال تعالى :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ... ) ( 96 ) .
إن الشرك تحرم عليه الجنة مؤبداً :
( ... إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأو,,,, النار ... ) ( 97 ) .
إن المشرك نجس لا يحل دخوله في حرم الله .
يأيها الذينءامنوا إنما المشركون نجس فلا يقربواالمسجد الحرام بعد عامهم هـذا)98
إن المشرك حلال الدم والمال :
( فإذا نسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة فخلوا سبيلهم)( 99 )
إن المشرك قد ضل ضلالاً مبيناً وافترى إثماً عظيماً إن المشرك قد انحط من سمو التوحيد :
( ... و من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق ) ( 100) . إن المشرك لا تحل مناكحته :
( 95 ) الآية ( 13 ) من سورة لقمان .
( 96) الآية ( 48 ) من سورة النساء .
( 97 ) الآية ( 72) من سورة المائدة .
( 98 ) الآية ( 28) من سورة التوبة .
( 99 ) الآية (5 ) من سورة التوبة .
( 100) الآية ( 221 ) من سورة البقرة .
( وتنكحوا المشركت حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم و لا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) ( 101 ),
إن المشرك لا يقبل منه عمل و لا تصح منه عبادة :
( ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحطبن عملك ولتكونن من الخسرين ) ( 102 ) .
( ...ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملوان ) ( 103 ) .
" نعوذ بالله من الشك و الشرك و الكفر و النفاق وسوء الأخلاق وسوء المنقلب في المال والأهل و الولد اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " .
( سبحن ربك رب العزة عما يصفون (180 ) وسلم على المرسلين و الحمد له رب العلمين ) ( 104 ) .
( ... سبحـنه وتعلـى عما يشركون ) ( 105 ) .
( سبحـنه وتعلـى عما يقولون علواً كبيراً ) ( 106 ) .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
د. صالح الفوزان .
( 101 ) الآية ( 221 ) من سورة البقرة .
( 102 ) الآية ( 65 ) من سورة الزمر .
( 103 ) الآية ( 88 ) من سورة الأنعام .
( 104 ) الآيات من سورة الصافات ( 180-182 ) .
( 105 ) الآية (1) من سورة النحل .
( 106 ) الآية ( 43 ) من سورة الإسراء
Women's shoes - adidas hermosa mesh backpack purple and blue color , GiftofvisionShops - Fitness - adidas nite jogger kids - Sports shoes | nike air max heritage hybrid cars parts list , Sneaker News / Release Info