الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . . وبعد :
فإنه قد ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح الإرهاب وشنت الحرب عليه من غير تحديد لمفهومه وهذا من الخطأ الواضح .
فإن محاربة مصطلح وشن الحملات المتتابعة على أعلى المستويات الإعلامية والأمنية والدولية عليه ، مع عدم معرفة حدوده ، تعتبر حربا على المجهول ، وهذا من شأنه أن يوقعنا في إشكالات كثيرة ، منها : أن نعادي أطرافا على أنهم إرهابيون وليسوا كذلك ، وهذا ظاهر فيمن يحارب ويقاوم لأجل أن يخلص بلاده من المحتل مثلا .
وأيضا من الإشكالات أن يترك أطراف هم أشد عنفا وعداوة وإفسادا فلا يقاومون ولا ينكر فعلهم ؛ لأن هذا المصطلح لم يطلق عليهم وإن كان منطبقا عليهم .
(الجزء رقم : 70، الصفحة رقم: 8)
نحن في دين الإسلام لا نقر استخدام الألفاظ المحتملة لعدة معان من غير تمييز المعنى المراد ؛ لأن ديننا إنما جاء بالوضوح والصراحة والصدق سورة التوبة الآية 119 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .
وديننا جاء بالعدل فلا يمكن أن يحملنا بغضنا وعداوتنا لأقوام على أن نعتدي عليهم ولو بالألقاب التي لا تنطبق عليهم سورة المائدة الآية 8 وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .
وتعلمنا في دين الإسلام أنه لا يمكن أن يحمل أطراف ذنوب أطراف أخرى ، وبعبارة أخرى لا يمكن أن يؤخذ أطراف بجرائر آخرين مهما كان ، يقول الله عز وجل : سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . .
أما حقيقة هذا اللفظ من الناحية الشرعية فإنا لم نجد هذا اللفظ بعينه في النصوص الشرعية وإنما يوجد أصله الثلاثي وما تصرف منه وكذلك أيضا ما تصرف من أصله الرباعي .
ومن هنا نعلم أن مصطلح الإرهاب بهذه الصيغة لم يرد في الشرع أصلا حسب علمنا ، وإنما ورد بعض ما تصرف من جذره .
هذا وإنما يكون من تصرفات عدوانية إجرامية فإن له أسبابا أجملها فيما يلي :
فأول الأسباب وأعظمها خطرا وأوسعها ظهورا وانتشارا هو :
(الجزء رقم : 70، الصفحة رقم: 9)
الإعراض عن تطبيق شرع الله في الأرض .
ومن الأسباب : الغلو : وهو مجاوزة الحد ، وهذا الغلو أو ما قد يصطلح عليه بـ"التطرف" خطير جدا في أي مجال من المجالات حتى ولو كان لباسه دينيا .
ومن الأسباب : التصور الخاطئ .
ومن الأسباب : العوائق التي تقام في وجه الدعوات الصادقة . وعلاج ذلك يتلخص في أمور :
منها : العمل الجاد على تعميم تعاليم الإسلام وتطبيقها .
ومن وسائل العلاج : تأصيل العلم الشرعي الرصين المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .
ومن وسائل العلاج : الوضوح والصراحة في محاربة هذه الآفة .
ومن الوسائل : تحرير المصطلحات الشرعية وضبطها بضوابط واضحة حتى لا تكون مجالا لتجار الظلام والإفساد .
وقد كان لنا بحث في هذه القضية يجده القارئ في ثنايا هذا العدد من هذه المجلة المباركة ، نفع الله به كاتبه وقارئه .
أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمته ويرزقنا شكرها ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يصلح أحوال المسلمين ويكبت أعداءهم ، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
(نشر بالعدد السبعين لمجلة البحوث الاسلامية التابعة للرئاسة العامة للبحوث العلمية و الافتاء و الدعوة و الارشاد بالمملكة العربية السعودية
001 - DC4091 - NikesneakersShops , nike air chromeposite for sale california cheap - Jordan Jordan 1 Mid MMD (Black) | SBD - bronze huarache nike women sandals shoes - nike 2015 hyperdunk sprite black and pink Comfort Easter CT0979 - 101 Release Senility