حقيقة مصطلح الارهاب

حقيقة مصطلح الإرهاب

لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

مفتي عام المملكة العربية السعودية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . . وبعد :

فإنه قد ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح الإرهاب وشنت الحرب عليه من غير تحديد لمفهومه وهذا من الخطأ الواضح .

فإن محاربة مصطلح وشن الحملات المتتابعة على أعلى المستويات الإعلامية والأمنية والدولية عليه ، مع عدم معرفة حدوده ، تعتبر حربا على المجهول ، وهذا من شأنه أن يوقعنا في إشكالات كثيرة ، منها : أن نعادي أطرافا على أنهم إرهابيون وليسوا كذلك ، وهذا ظاهر فيمن يحارب ويقاوم لأجل أن يخلص بلاده من المحتل مثلا .

وأيضا من الإشكالات أن يترك أطراف هم أشد عنفا وعداوة وإفسادا فلا يقاومون ولا ينكر فعلهم ؛ لأن هذا المصطلح لم يطلق عليهم وإن كان منطبقا عليهم .

(الجزء رقم : 70، الصفحة رقم: 8)

نحن في دين الإسلام لا نقر استخدام الألفاظ المحتملة لعدة معان من غير تمييز المعنى المراد ؛ لأن ديننا إنما جاء بالوضوح والصراحة والصدق سورة التوبة الآية 119 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .

وديننا جاء بالعدل فلا يمكن أن يحملنا بغضنا وعداوتنا لأقوام على أن نعتدي عليهم ولو بالألقاب التي لا تنطبق عليهم سورة المائدة الآية 8 وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .

وتعلمنا في دين الإسلام أنه لا يمكن أن يحمل أطراف ذنوب أطراف أخرى ، وبعبارة أخرى لا يمكن أن يؤخذ أطراف بجرائر آخرين مهما كان ، يقول الله عز وجل : سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى . .

أما حقيقة هذا اللفظ من الناحية الشرعية فإنا لم نجد هذا اللفظ بعينه في النصوص الشرعية وإنما يوجد أصله الثلاثي وما تصرف منه وكذلك أيضا ما تصرف من أصله الرباعي .

ومن هنا نعلم أن مصطلح الإرهاب بهذه الصيغة لم يرد في الشرع أصلا حسب علمنا ، وإنما ورد بعض ما تصرف من جذره .

هذا وإنما يكون من تصرفات عدوانية إجرامية فإن له أسبابا أجملها فيما يلي :

فأول الأسباب وأعظمها خطرا وأوسعها ظهورا وانتشارا هو :

(الجزء رقم : 70، الصفحة رقم: 9)

الإعراض عن تطبيق شرع الله في الأرض .

ومن الأسباب : الغلو : وهو مجاوزة الحد ، وهذا الغلو أو ما قد يصطلح عليه بـ"التطرف" خطير جدا في أي مجال من المجالات حتى ولو كان لباسه دينيا .

ومن الأسباب : التصور الخاطئ .

ومن الأسباب : العوائق التي تقام في وجه الدعوات الصادقة . وعلاج ذلك يتلخص في أمور :

منها : العمل الجاد على تعميم تعاليم الإسلام وتطبيقها .

ومن وسائل العلاج : تأصيل العلم الشرعي الرصين المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .

ومن وسائل العلاج : الوضوح والصراحة في محاربة هذه الآفة .

ومن الوسائل : تحرير المصطلحات الشرعية وضبطها بضوابط واضحة حتى لا تكون مجالا لتجار الظلام والإفساد .

وقد كان لنا بحث في هذه القضية يجده القارئ في ثنايا هذا العدد من هذه المجلة المباركة ، نفع الله به كاتبه وقارئه .

أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمته ويرزقنا شكرها ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يصلح أحوال المسلمين ويكبت أعداءهم ، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

(نشر بالعدد السبعين لمجلة البحوث الاسلامية التابعة للرئاسة العامة للبحوث العلمية و الافتاء و الدعوة و الارشاد بالمملكة العربية السعودية

001 - DC4091 - NikesneakersShops , nike air chromeposite for sale california cheap - Jordan Jordan 1 Mid MMD (Black) | SBD - bronze huarache nike women sandals shoes - nike 2015 hyperdunk sprite black and pink Comfort Easter CT0979 - 101 Release Senility

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء: