التحذير من السفر إلى بلاد الكفرة و خطره على العقيدة و الأخلاق

التحذير من السفر إلى بلاد الكفرة و خطره على العقيدة و الأخلاق

الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده نبينا محمد و على آله و أصحابه و أتباعه إلى يوم الدين....أما بعد:

فقد أنعم الله على هذة الأمة بنعم كثيرة و خصها بمزايا فريدة و جعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و تؤمن بالله و أعظم هذه النعم نعمة الإسلام الذى ارتضاه الله لعباده شريعة و منهج حياة و أتم به على عباده النعمة و أكمل لهم به الدين قال تعالى( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )ٌ [أ‌] و لكن أعداء الإسلام قد حسدوا المسلمين على هذه النعمة الكبرى فامتلأت قلوبهم حقدا و غيظا و فاضت نفوسهم بالعداوة و البغضاء لهذا الدين و أهله و ودوا لو يسلبون المسلمين هذه النعمة أو يخرجونهم منها كما قال تعالى فى وصف ما تختلج به نفوسهم   (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)[ب‌] و قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) [ت‌]  و قال عز و جل (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)[ث‌] و قال جل و علا (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ)[ج‌]

و الآيات الدالة على عداوة الكفار للمسلمين كثيرة.. و المقصود أنهم لا يألون جهدا و لايتركون سبيلا للوصول الى أغراضهم و تحقيق أهدافهم فى النيل من المسلمين الإ سلكوه , و لهم فى ذلك أساليب عديدة ووسائل خفية و ظاهرة فمن ذلك ما ظهر من قيام بعض مؤسسات السفر و السياحة بتوزيع نشرات دعائية تتضمن دعوة أبناء هذا البلد لقضاء العطلة الصيفية فى ربوع أوربا و أمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية ووضعت لذلك برنامج شاملا لجميع وقت المسافر..و هذا البرنامج يشتمل على فقرات عديدة منها ما يلى:

(  أ  )   اختيار عائلة انجليزية كافر لإقامة الطالب لديها مع ما فى ذلك من المحاذير الكثيرة

( ب )  حفلات موسيقية و مسارح و عروض مسرحية فى المدينة التى يقيم فيها

( ج )   زيارة أماكن الرقص و الترفيه

(  د )  ممارسة رقصة الديسكو مع فتيات انجليزيات و مسابقات فى الرقص

(أندية ليلية, مراقص ديسكو , حفلات موسيقية الجاز و الروك , الموسيقة الحديثة , مسارح و دور سينما و حانات انجليزية تقليدية)

و تهدف هذه النشرات إلى تحقيق عدد من الأغراض الخطيرة منها ما يأتى

( ۱ )  العمل على انحراف شباب المسلمين و اضلالهم.

( ۲ )  افساد الأخلاق و الوقوع فى الرذيلة عن طريق تهيئة أسباب الفساد و جعلها فى متناول اليد.

( ۳ )  تشكيك المسلم فى عقيدته.

( ٤ ) تنمية روح الإعجاب و الإنبهار بحضارة الغرب.

( ٥ ) تخلقه بالكثير من تقاليد الغرب و عاداته السيئة.

( ٦ ) التعود على عدم الاكتراث بالدين و عدم الالتفات لآدابه و أوامره.

( ٧ ) تجنيد الشباب المسلم ليكونوا من دعاة التغريب فى بلادهم بعد عودتهم من هذه الرحلة و تشبعهم بأفكار الغرب و عادته و طرق معيشته.

  إلى غير ذلك من الأغراض و المقاصد الخطيرة التى يعمل أعداء الإسلام لتحقيقها بكل ما أوتوا من قوة و بشتى الطرق و الأساليب الظاهرة و الخفية و قد يتسترون و يعملون بأسماء عربية و مؤسسات وطنية إمعانا فى الكيد و إبعادا للشبهة و تضليلا للمسلمين عما يرومونه من أغراض فى بلاد الإسلام..لذلك فإنى أحذر إخوانى المسلمين فى هذا البلد خاصة و فى جميع بلاد المسلمين عامة من الانخداع بمثل هذه النشرات و التأثر بها و أدعوهم إلى ان أخذ الحيطة و الحذر و عدم الاستجابة لشىء منها فإنها سم زعاف و مخططات من أعداء الإسلام تفضى إلى إخراج المسلمين من دينهم و تشكيكهم فى عقيدتهم و بث الفتن بينهم كما ذكر الله عنهم فى محكم تنزيله

 ( و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم)[ح‌] كما أنصح أولياء أمور الطلبة خاصة بالمحافظة على أبنائهم و عدم الاستجابة لطلبهم السفر الى الخارج لما فى ذلك من الأضرار و المفاسد على دينهم و أخلاقهم و بلادهم كما أسلفنا و إرشادهم الى أماكن النزهة و الاصطياف فى بلادنا و هى كثيرة بحمد الله و الاستغناء بها عن غيرها فيتحقق بذلك المطلوب و تحصل السلامة لشبابنا من الأخطار و المتاعب و العواقب الوخيمة و الصعوبات التى يتعرضون لها فى البلاد الأجنبية..هذا و أسأل الله جلو علا أن يحمى بلادنا و سائر بلاد المسليمن و أبناءهم من كل سوء و مكروه و ان يجنبهم مكائد الأعداء و مكرهم و ان يرد كيدهم فى نحورهم كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل ما فيه القضاء على هذه الدعايات الضارة و النشرات الخطيرة و أن يوفقهم لكل ما فيه صلاح العباد و البلاد..أنه ولى ذلك و القادر عليه..و صلى الله و سلم على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه و اتباعه باحسان الى يوم الدين

                                                           الرئيس العام                                                        

                                لادارات البحوث العلمية و الافتاء و الدعوة و الارشاد

                                               عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

المقال منقول من كتاب الثمار اليانعة من الكلمات النافعة

لفضيلة الشيخ عبدالله بن جارالله بن إبراهيم بن الجارالله  رحمه الله