الشيخ رحمه الله : هذه النقطة يجب الفصل بينها وبين تلك ، أي قدوتنا عليه السلام في أمور الدين وليس في أمور الدنيا ، ولذلك يُخطئ أشد الخطأ بعض الجهلة الذين لا يفرقون بين سنة العادة وبين سنة العبادة .
سنة العبادة لا تقبل الزيادة ، ومن هنا يقول الرسول عليه السلام : ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) سنة العادة تقبل الزيادة وتقبل النقص وتقبل كل شيء ، لأنه عادة ، أضرب لكم مثلاً واحداً من سنن عادة الرسول عليه السلام :
دخل مكة وله أربع غزاير ، شو بتقولوا إنتو ؟ ظفائر ؟
الحاضرين : ظفائر .
الشيخ رحمه الله : ظفائر ، غزائر .
دخل مكة فاتحاً لمكة ، يوم نصره الله على أهل مكة ، وله أربع غزاير ، هذه سنة العرب ، إلى اليوم توجد هذه السنة في بعض الشباب من البدو ، أنا شفتهم يعني في الصحراء ، إلى اليوم موجودة هذه العادة ، أنت حر فيها ، إذا رأيتها مناسبة إلك فعلتها ، وإذا رأيتَ تركتها ، ولا تخالف في ذلك سنة الرسول ، ليه ؟ لأنه هذي سنة عادة وليست سنة عبادة ، هذا التفريق من تمام الفهم والفقه في الدين ، حيث يجهله كثيرمن المبتدئين بالتعالم وهم ليسوا علماء ، مبتدئين بدعوة العلم وليس بعلماء .
الفرق بين سنن العادة وسنن العبادة .( 00:11:06 )
----------------------------------
رقم الشريط : 216 موسوعة فتاوى الألباني الصوتية
ملاحظة : تم تفريغ الفتوى هذه إلى التوقيت ( 00:4:01 ) لأن باقي الفتوى لا تتعلق بموضوعنا هذا، وفيه يتكلم أحد الحضور حول تجربته الشخصية التي توضح مدى علاقة الصدقة بالنجاح في العمل .
الشيخ رحمه الله : فهذه الأمور التي منها القلنسوة ، أو العمامة على القلنسوة أو ... ( كلمة غير واضحة ) للعمامة ، هذه بلا شك ، هذه أمور ثابتة عن الرسول عليه السلام .
_ أحد من الحاضرين عطس _
الشيخ رحمه الله : لكن ليس لها علاقة _ يرحمك الله _ .
الشيخ رحمه الله : ليس لها علاقة بماذا ؟ بالعبادات ، هذي مما يسميها بعض العلماء بسنن العادة .
كذلك تأكل بيدك أو تأكل بالملعقة أو الشوكة أو ما شابه ذلك ، هذي أمور عادات ، لا تدخل في العبادات ، على أنه الأكل باليد إذا كان الآكل بها باليد آآآ من أجل السنة ، فجميع الذين يأكلون اليوم باليد يخالفون السنة ، لأن السنة أن يأكل بثلاث أصابع .
فما أرى واحد من هؤلاء الذين ابتلوا بمخالفة السنة بالأكل باليد ، ما أرى منهم يوافق السنة بالأكل بثلاثة أصابع باليد ، وليس كذلك الذي يأكل بوسيلة مخترعة ، كأي وسيلة من الوسائل التي تسهل الصعب وتقرب البعيد ونحو ذلك ، فهذي ليس لها علاقة كما قلنا في أول الجلسة بالشريعة ، وإنما هي مما خلق الله عز وجل لعباده .
آآآ التشدد في هذه الناحية يقع أولئك فيها ، لزاماً عليهم أن يكون لهم عمامة ويكون لهم ... ( كلمة غير واضحة ) على أنه من الثابت في السنة ، أن الرسول ما كان دائماً يتعمد ، كانت ... ( كلمة غير مفهومة ) على القلنسوة ، بدون عمامة ، وتارة عمامة بدون قلنسوة ، وتارة يجمع بينهما .
لكن الشيء الظاهر الذي هو يشكرون عليه ، هو ألتقيت مع أحدهم تجد فيهم ، الإخلاص والمودة والمحبة خاصة بين بعضهم البعض ، مقابل هذا الغلو في التمسك بالسنة ، يوجد عندهم إنحرف خطير جداً في العقيدة ، حيث أنهم أشاعرة ، في الإيش ؟ في الصفات ، فهم يتأولون آيات الصفات ، حتى أن شيخهم هذا له كتاب خاص في تأويل آيات الصفات ، وإثبات أنه آية الرحمن على العرش استوى هي بمعنى استولى وليس بمعنى استعلى .
فالشاهد هذا الرجل له حسنات وله انحرافات ، مع ذلك الآن في مصر أو ما أدري الآن حقيقة لأنه أنا صار لي أكثر من عشر سنين ما أُتيح لي الذهاب إلى مصر ، الذي أعرفه قديماً أنهم كانوا يهدون الملايين بسبب إخلاص هذا الرجل في دعوته ، والإنحراف الذي نحن نعده عليه ، لعله كان بإجتهاد منه يؤجر عليه إن شاء الله ، خلاصة الكلام كله : فأنا أرجو لك أن يصبح أو تصبح هذه الأرض ... ( كلمة غير مفهومة ) خضراء يتردد عليها العلماء وطلاب العلم ويكون هذا المكان منارة لنشر العلم الصحيح المطابق للكتاب والسنة ، هذا الذي أردت أن أقوله في هذه المناسبة .
الحضور : جزاك الله خيرا .