من لم الدر المنثور للحارثي

علامــــــــــــات أهل السنة

ـ قال البربهاري : (( إذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة, وأنس بن مالك, وأسيد بن حضير, فاعلم أنه صاحب سنة ـ إن شاء الله ـ .

ـ وإذا رأيت الرجل يحب أيوب, وابن عون, ويونس بن عبيد, وعبدالله بن إدريس الأودي, والشعبي, ومالك بن مغول, ويزيد بن زريع, ومعاذ بن معاذ, ووهب بن جرير, وحماد بن سلمة, وحماد بن زيد, ومالك بن أنس, والأوزاعي, وزائدة بن قدامة, فاعلم أنه صاحب سنة. وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل, والحجاج بن المنهال, وأحمد بن نصر, وذكرهم بخير, وقال بقولهم, فاعلم أنه صاحب سنة )).

ـ قلت: (( وغذا رأيت الرجل اليوم يحب علماء هذه البلاد وغيرها, المتمسكين بالسنة, على منهج السلف الصالح, وقال بقولهم, فاعلم أنه صاحب سنة ـ إن شاء الله تعالى ـ  )) .

ـ وقال البربهاري ـ أيضا ـ : (( ومن عرف ما ترك أصحاب البدع من السنة, وما فارقوا فيه, فنمسك به, فهو صاحب سنة وصاحب جماعة, وحقيق أن يتبع, وأن يعان, وأن يحفظ , وهو ما أوصى به ـ صلى الله عليه وسلم ـ )).

ـ وقال : (( وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة ـ إن شاء الله ـ )).

ـ  قلت : وخلاصة القول : إذا رأيت الجل يحب أهل السنة أينما كانوا, ويبغض أهل البدع والأهواء أينما حلوا وارتحلوا فاعلم أنه صاحب سنة .

ـ  قال أبو حاتم لابنه : (( إذا رأيت من يحــب أحطد فاعلم أنه صاحب سنة. ))

ـ عن جعفر بن محمد قال: سمعت قـتيـبة يقول: (( إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن محمد حنبل وإسحاق بن راهويه ـ وذكر قوما اّخرين ـ فإنه على السنة, ومن خلف هؤلاء فاعلم أنه مبتدع )) .

الـرد على أهل الأهواء بالسنن

ـ قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : (( سيأتي أناس سيجادلونكم بشبهات القراّ ن فخذوهم (فجادلوهم) بالسنن, فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله ـ عز وجل ـ )).

ـ وجاء عن علي ـ رضي الله عنه ـ مثله.

ـ نقل ابن رجب الحنبلي عن بعض السلف, قيل له : الرجل يكون عالما بالسنن يجادل عنها؟ قال : (( لا, ولكن يخبر بالسنة, فإذا قبل منه وإلا سكت . ))

ـ قال ابن بطة العكبري : (( ليكن ما ترشد به وتوقف عليه من الكتاب والسنة والاّ ثار الصحيحة من علماء الأمة من الصحابة والتابعين )).

الغرباء وأوصافهم . . وعدم الوحشة من القلــــة

ـ  قال الفضيل بن عياض : (( اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلـة السالكين, وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكـثرة الهالكين )) .

ـ  قال الحسن : (( عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة )) .

ـ قال الحسن البصري : (( يا أهل السنة ترفقـوا ـ رحمكم الله ـ فإنكم من أقل الناس )) .

ـ  عن يونس بن عبيد قال : (( أصبح من إذا عرف السنة عرفها غريبا, وأغرب منه من  يعرفها )).

ـ قال أبو إدريس الخولاني : (( سمعت أن للإسلام عرا يتعلق الناس بها, وإنما تمتلخ عروة عروة, فأول ما يمتلخ منها الحلم, واّ خر ما يمتلخ منها تلصلاة )) .

ـ عن ابن مبارك عن سفيان الثوري قال : (( استوصوا بأهل السنة خيرا, فغنهم غرباء )) .

ـ عن يوسف بن أسباط قال : سمعت سفيان الثوري يقول : (( إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة واّ خر بالمغرب فابعث إليهما السلام وادع لهما, ما أقل أهل السنة والجماعة )) .

الامتــــحان بمحبة أهل السنة وكراهيتهم .

ـ عن ابن المديني قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : (( ابن عون في البصريـين إذا رأيت الرجل يحبه فاطمئن إليه, وفي الكوفيـين: مالك بن مغول, وزائدة بن قدامة إذا رأيت الرجل يحبه فارج خيره, ومن أهل الشام : الأوزاعي وأبو اسحاق الفزاري, ومن أهل الحجاز مالك بن أنس )) .

ـ قال ابن مهدي : (( إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي وأبا اسحاق الفزاري فارج خيره )) .

ـ وقال ـ أيضا ـ (( إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي وأبا اسحاق الفزاري فهو صاحب سنة )).

ـ عن أحمد بن يونس عن الثوري قال : (( امتحنوا أهل الموصل بالمعافي بن عمران )) .

ـ قال البربهاري : (( والمحة في الإسلام بدعة, وأما اليوم فيمتحن بالسنة )) .

ـ عن أحمد بن زهير قال : سمعت أحمد بن عبدالله بن يونس يقول : (( امتحن أهل الوصل بمعافي بن عمران, فإن أحبوه فهم أهل السنة, وإن أبغضوه فهم أهل بدعة, كما يمتحن أهل الكوفة بيحيـى )) .

*  من كتاب لـم الدر المنـثور من القول المأثـور  قرأه وراجعه فضياة الشيخ الدكتور صالـح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء

جمع الفقير إلى عفو ربه أبي عبد الله جمال بن فريــحان الحارثـي

طبع مكتبة وتسجيلات الهداية  الإمام القسطلاني رقم 86 الاحباس ـ الدار البيضاء ـ المغرب