نداء الى الأمة الاسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن حل مشاكلكم – أيها المسلمون - لا يكمن في الديمقراطية , ولا في الدكتاتورية , وإنما يكمن والله الذي لا إله إلا هو في الإسلام , في عقائده وتشريعاته ومنهجه . قال الله تعالى مخاطباً أمة الإسلام : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (آل عمران من الآية 103)وقال تعالى: ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاء ) (الأعراف من الآية 3 )، وقال تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ )، وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) ( الأحزاب من الآية 36 ) .

 

أيها المسلمون، يجب أن نفقه هذه النصوص وأن نطبقها عملياً في جميع المجالات الإسلامية : العقائدية والعبادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا عزة ولا كرامة للمسلمين في الدنيا والآخرة إلا إذا نهضت بتعاليم الإسلام على الوجه الذي شرعه الله ورضيه.

 

وفي ديننا الوفاء بكل ما تطلبه الحياة، قال تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلام دِيناً ) (المائدة: من الآية3).

 

وكل المسائل التي حلَّت بالمسلمين فإنما هي من ثمار تفريطهم في كثير من أمور دينهم، ولا حلَّ لهذه المشاكل إلا بالجد في الأخذ به جميعاً وتطبيقه.

 

الحق في الإسلام وحده،والعقائد الصحيحة في الإسلام وحده , والعدل والإنصاف في الإسلام وحده، والرحمة والبر والإحسان على الوجه الذي يرضي الله , إنما هي في الإسلام .

 

إنه لمن المؤسف جداً , أن ترى أن أكثر أصحاب الأقلام , من مفكرين وأحزاب سياسية لا تتحدث إلا عن الديمقراطية , ولا تحاسب ما تراه في نظرها من أخطاء , إلا من منطلقات الديمقراطية .

 

ولا تنصب حكومات وبرلمانات ,إلا بناء على أسس ديمقراطية وكثير من العلماء والقضاة في كثير من بلدان المسلمين , يجارون هذه الأوضاع ويؤيدونها .

 

يا معشر المسلمين : الديمقراطية من وضع وتأصيل أعداء الإسلام , واجهوا بها علماء ضلال ووثنية , وكهنة شر وفساد , وواجهوا بها دكتاتوريات بلغت غاية الاستبداد والظلم , سحقت تلك الدكتاتوريات شعوبها سحقاً بعد أن استعبدتها , وسلبتها حرياتها سلباً مهلكاً, وحولتها إلى قطعان أحطّ من الحيوانات .

 

وليس للمظلومين المنهوكين دين يواجهون به هذا الواقع , فاخترعوا ما يسمى ( الديمقراطية ) أي حكم الشعوب بالشعوب , لأنه ليس لهذه الشعوب أديان يوجد فيها العدل والإنصاف والعقائد الصحيحة .

 

فوجدوا فيها متنفساً , على فجورها وكفرها وظلمها وانحطاطها , وتحللها من الأخلاق الإنسانية .

 

فهل وصل واقع المسلمين في بلدان الإسلام إلى هذا المنحدر حكومات وشعوباً , حتى لا تجد خلاصها وحل مشاكلها إلا في الديمقراطية ؟ .

 

أو أن المصيبة تكمن في التبعية , والتقليد الأعمى ؟ .

 

لقد قامت ثورات وانقلابات فكرية وعسكرية في بلاد الإسلام باسم الديمقراطية على حكام مسلمين يحترمون الإسلام , ولا يريدون به بديلاً وعندهم ظلم لا شك , ولكن الفرق بين ظلمهم وبين الظلم الذي جرى في أوربا وغيرها من بلدان الكفر كالفرق بين الثرى والثريا, وكالفرق بين الإنسان والوحوش الكاسرة .

 

قامت هذه الثورات والانقلابات العسكرية باسم الديمقراطية , والحرية والمساواة , فماذا استفادت منها شعوب الإسلام ؟ .

 

لقد استفادوا منها سلب عقول وأخلاق وعقائد كثير من أبناء الإسلام .

 

استفادوا منها الظلم والاستبداد , الذي لم يسبق له نظير في بلدان المسلمين ولا يوجد له نظير في أوربا في عصور الظلمات في بلادهم .

 

استفادوا الإبادات الجماعية والمعتقلات والسجون والنفي والتشريد، ومصادرات الممتلكات ومساواة الأغنياء بالفقراء، الذين أنهكهم الفقر إلى غير هذه البلايا، مما لا أعرفه، وقد أعرف بعضه .

 

وكل هذه المخازي ترتكب باسم الإصلاح، وتصحيح الأوضاع والقضاء على الدكتاتوريات.

 

أما تكفيكم هذه الثمار المرة أيها المسلمون حكومات وشعوباً وعلماء وسياسيون ومفكرون؟.

 

أما يكفيكم ما أُريق ويُراق في الجزائر والعراق، وغيرهما من بلدان المسلمين باسم الديمقراطية ومطالبها ؟ .

 

أما يكفيكم ما يجري في كثير من بلدان المسلمين باسم الانتخابات الديمقراطية، من ضياع المليارات من الدولارات، من أجل إنجاح المرشحين للانتخابات ؟ .

 

فإذا نجح من نجح من الأحزاب، لا يحقق للإسلام والمسلمين إلا الضياع وإنما يحقق مصالحه الدنيئة .

 

هذا بالإضافة إلى إفساد أخلاق المسلمين، بالأكاذيب والغش والخيانات وعمليات التزوير، ثم ضياع الأوقات في سبيل الشيطان، والانتصارات للظلم والأباطيل , والشعارات الكاذبة .

 

فيا أيها المسلمون , لا يخدعنَّكم بريق الديمقراطية , لأنها لا تعترف إلا بحقوق الإنسان المزيفة , ولا تعترف بحقوق الله , الذي خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان , وسخر له ما في السموات والأرض، ليعبد ربه ويشكره , الذي سخر له ما في السماوات والأرض , ومنحه العقل والسمع والبصر , ليعرف حقوق ربه , التي شرعها وفرضها عليه , ووعده إن هو قام بها جنة عرضها السموات والأرض , فيها ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر , وتوعده بالنار التي أعدت للكافرين , وقودها الناس والحجارة .

 

يا معشر المسلمين إن دينكم والله ليشتمل على حقوق الله مبيَّنة مفصلة، وعلى حقوق الإنسان مبينَّة مفصلة، وعلى حقوق الحيوان مبينَّة مفصلة .

 

والغرب الذي يقلده كثير من المسلمين , وكثير من مثقفيهم , لا يرفع عقيرته بحقوق الإنسان إلا إذا مسها غير الغرب , أما إذا أهانها , وداس كرامتها الغرب , أو إحدى دوله , فهنا تضيع كرامة وحقوق الإنسان .

 

وإن ارتفعت بعض الأصوات الهزيلة ضده , فلا يرفع بها رأساً , ويمضي قدماً ضارباً عرض الحائط بحقوق الإنسان .

 

إنه يتخذ حقوق الإنسان سلاحاً لتحقيق سيطرته , ولتحقيق مصالحه فقط لا لتحقيق حقوق الإنسان وكرامته , التي شرعها الله سبحانه وتعالى .

 

 

 

اقرأوا بالله هذا المقال، وأدركوا ما فيه من بركات (!) وثمار الديمقراطية وتذكروا ماذا يجري في بلدان المسلمين مما هو أسوء حالاً من هذه الحال .

 

1- " الشرق الأوسط الاثنين 21/11/2005 - العدد 9855

 

( انتخابات مصر : قتيل ومائة مصاب في الجولة الثانية ) :

 

( القاهرة - الإسكندرية : صلاح الرشيدي وعبده زينة :

 

شهدت مصر أمس يوماً درامياً دامياً في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب ( البرلمان ) . وقد استخدمت السيوف والمطاوي والسنج والأسلحة النارية على مرأى ومسمع من رجال الأمن فيما اكتفى بيان الشرطة الرسمي بالتأكيد بالتزام الحياد وتأمين الناخبين رغم وقوع قتيل ونحو 100مصاب بينهم مرشح منشق عن الحزب الوطني ووكيل مرشح للإخوان بالبحيرة فضلا عن اعتقال ما يقرب من 310 من المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة قانونيا " .

 

2- " اشتباكات بكل أنواع الأسلحة بين مؤيدي {الوطني} و{الإخوان }

 

الخلافات الطائفية والبلطجة تفرض نفسها في جولة الانتخابات الثانية.

 

القاهرة - الإسماعيلية: جمال العمدة وعصام فضل ويسري محمد

 

شهدت محافظات القناة الثلاث، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد اشتباكات عنيفة بكل أنواع الأسلحة بما فيها النارية، بين أنصار مرشحي الحزب الوطني الحاكم في مصر وجماعة الإخوان المسلمين في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية.

 

وسيطرت التحالفات العائلية على انتخابات محافظة القليوبية بدلتا مصر، حيث خرج عدد من قيادات الحزب الحاكم عن الالتزام الحزبي وأعلنوا تأييدهم لمرشحين مستقلين، فيما شهدت دائرة شبرا الخيمة تظاهرات متعارضة لأنصار مرشح الإخوان المسلمين ومرشح قبطي، وتدخل الأمن لاحتوائها قبل تحولها إلى فتنة طائفية.

 

وقالت مصادر طبية بمحافظة الإسماعيلية إن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا في مشاجرات عنيفة وقعت بين أنصار احمد أبو زيد مرشح الحزب الوطني، وصبري خلف الله مرشح الإخوان استخدمت فيها العصي والأسلحة البيضاء ".

 

3- وذكر في هذا المقال أنه تم الاعتداء على سيدتين من مؤيدات مرشح الجبهة الوطنية , وشوهد سيدات يحملن عصياً غليظة , يقفن أمام إحدى لجان السيدات .

 

4- " وقال شهود عيان إن مشاجرة عنيفة وقعت بين «بلطجية» الحزب الوطني ومرشحي الإخوان أمام مدرستي القابوطي وسعد زغلول نتيجة محاولة بعض «بلطجية» الحزب الوطني إدخال صناديق انتخابية إلى داخل اللجنة، مما أدى إلى سقوط عدد غير معروف من المصابين.

 

ودارت معارك بالعصي والسكاكين في مدارس أحد والقابوطي وسعد زغلول. وحاول مسلحون بالسيوف والسكاكين التأثير في أصوات الناخبين المؤيدين لمرشح الإخوان، وأصيب عدد من الناخبين، فيما قام ضابط شرطة سحب التوكيلات من المندوبين عن مرشح الإخوان في ثلاث لجان في جزير الصبايحة ".

 

5- وذكرت معارك أخرى , هنا وهناك , بمختلف الأسلحة , كالعصي والحجارة والزجاجات , ومن حملة العصي الغليظة النساء . ووصفت هذه الأعمال بالبلطجية , في عدد من المقالات من عدة جهات .

 

الحلول المقترحة :

 

وتدعو منظمة حقوقية إلى تدخل الأمم المتحدة في شئون مصر , أي تريد هذه المنظمة أن تكون مصر , حكومة وشعباً , تحت وصاية الأمم المتحدة ليقف الشعب المصري أمامها موقف التلميذ أمام أستاذه القوي , خاضعاً ذليلاً لا يستطيع أن يتحرك إلا بإذنه , فإن خالف بأي حركة ألهب ظهره بسياط التأديب , فيالها من سخرية .

 

ومن أي بوابة تتدخل الأمم المتحدة في شئون المسلمين ولحل مشاكلهم إنه لمن بوابة الديمقراطية , التي ترعاها أمريكا ودول الغرب .

 

ويقف إلى جانب هذه المنظمة الحقوقية جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان , ليطالب بإعادة الانتخابات , التي سادتها البلطجة , لتكون هذه الانتخابات تحت إشراف حكومة محايدة – ولعلها إمريكا – أو تحت إشراف الأمم المتحدة .

 

أما آن لكم أيها المسلمون، حكومات وشعوباً وعلماء وسياسيين أن ترجعوا إلى دينكم، الذي لا حل لمشاكلكم إلا فيه كما ندبكم إلى ذلكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناصح الأمين في قوله : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر , ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد , سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " رواه الإمام أحمد في مسنده , وأبو داود في سننه , والطبراني في الكبير , والبيهقي في السنن الكبرى , وغيرهم وهو صحيح , انظر الصحيحة للألباني رقم (11) .

 

ومما يؤيِّد معنى هذا الحديث قول الله تبارك وتعالى : ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه 123-124) .

 

أما آن لكم - وأعداء الإسلام يستعبدونكم ويستذلونكم، ويفرضون مبادئهم وأخلاقهم وديمقراطيتهم ووصاياتهم عليكم - أن تهبوا من نومكم، وتستيقظوا من غفلتكم، لتهرعوا إلى مصدر عزتكم وكرامتكم، ألا وهو الإسلام كتاباً وسنة , فتحتشدوا عليه وتعتصموا به جميعكم , عقيدة وشريعة ومنهجاً في الحياة .

 

أيا حكام المسلمين , جندوا عقولكم , وإمكانياتكم المادية , والمعنوية لتحقيق هذه الغاية النبيلة , واعقدوا من أجل ذلكم المؤتمرات , وأعلنوها صريحة للغرب , والشرق , أن لا حكم إلا لله , ولا دستور لنا إلا القرآن والسنة ولا مصدر لعقائدنا ولأحكامنا إلا الإسلام وحده , لا ديمقراطية , ولا غيرها من المناهج الأرضية , التي تصادم الإسلام , ونصوصه العادلة , التي لا تسعد البشرية في الدنيا والآخرة إلا بالإيمان بها , والتزامها , وتطبيقها .

 

ويا علماء الإسلام، وكُتَّاب الإسلام، جندوا أقلامكم وصحفكم ومجلاتكم ومؤلفاتكم , ومؤتمراتكم , لتحقيق هذه الغاية العظيمة، التي فيها عزكم وكرامتكم، وسعادتكم في الدنيا والآخرة، وتآخوا على ذلك وتناصروا ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُم ْ) (محمد من الآية 7 ) .

 

واعتبروا , أيها المسلمون , بماضي الإسلام والمسلمين الزاهر , حينما كان قائماً على الإسلام , واعتبروا في العصر الحاضر ببلاد الحرمين , التي كانت تعيش فوضى وبلطجية , وفقر وضنك عيش وجهل وسلب ونهب، فبفضل الله , ثم بفضل تطبيق شرائع الإسلام , وعقائده , تحولت إلى أمن وأمان , وسعة ورغد عيش , واحترام لحقوق الله , وحقوق الإنسان واستبدلت بالجهل علماً , وبالفوضى والبلطجية نظاماً ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ) ( آل عمران من الآية 13 ) .

 

 

 

ونسأل الله عز وجل , أن يحفظ هذه البلاد من الديمقراطية وعقابيلها وأن يخلص بلاد الإسلام والمسلمين منها.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

 

وكتبه : 

ربيع بن هادي بن عمير المدخلي 

27/10/1426هـ

" مقال للعلامة ربيع بن هادى المدخلى من موقعه على الشبكة"

Women's shoes - adidas hermosa mesh backpack purple and blue color , GiftofvisionShops - Fitness - adidas nite jogger kids - Sports shoes | Sneakers , IetpShops STORE , Air Jordan 1 Retro , buy nike pink galaxy sneakers shoes sale

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء: