أبو داود السجستاني

سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر كذا اسماه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال ( محمد بن عبد العزيز الهاشمي سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد وقال ابن داسة وأبو عبيد الآجري سليمان ابن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد وكذلك قال أبو بكر الخطيب في تاريخه وزاد ابن عمرو بن عمران  الإمام شيخ السنة مقدم الحفاظ أبو داود الأزدي السجستاني محدث البصرة
      ولد سنة اثنتين ومئتين ورحل وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن  قال ابو عبيد الآجري سمعته يقول ولدت سنة اثنتين وصليت على عفان سنة عشرين ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذن فسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا  قلت مات في شعبان من سنة عشرين ومات عثمان قبله بشهر  قال وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه وسمعت من سعيد بن سليمان مجلسا واحدا ومن عاصم بن علي مجلسا واحدا  قلت وسمع بمكة من القعنبي وسليمان بن حرب  وسمع من مسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء وأبي الوليد الطيالسي وموسى بن إسماعيل وطبقتهم بالبصرة  ثم سمع بالكوفة من الحسن بن الربيع البوراني وأحمد بن يونس اليربوعي وطائفة وسمع من أبي توبة الربيع بن نافع بحلب ومن أبي جعفر النفيلي وأحمد بن أبي شعيب وعدة بحران ومن حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه وخلق بحمص ومن صفوان بن صالح وهشام بن
       عمار بدمشق ومن إسحاق بن راهويه وطبقته بخراسان ومن أحمد بن حنبل وطبقته ببغداد ومن قتيبة بن سعيد ببلخ ومن أحمد بن صالح وخلق بمصر ومن إبراهيم بن بشار الرمادي وإبراهيم بن موسى الفراء وعلي بن المديني والحكم بن موسى وخلف بن هشام وسعيد بن منصور وسهل بن بكار وشاذ بن فياض وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد وعبد الرحمن بن المبارك العيشي وعبد السلام بن مطهر وعبد الوهاب بن نجدة وعلي بن الجعد وعمرو بن عون وعمرو بن مرزوق ومحمد بن الصباح الدولأبي ومحمد بن المنهال الضرير ومحمد بن كثير العبدي ومسدد بن مسرهد ومعاذ بن اسد ويحيى بن معين وامم سواهم  حدث عنه أبو عيسى في جامعه والنسائي فيما قيل وإبراهيم ابن حمدان العاقولي وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن الاشناني البغدادي نزيل الرحبة راوي السنن عنه وأبو حامد أحمد بن جعفر الاشعري الاصبهاني وأبو بكر النجاد وأبو عمرو أحمد بن علي بن حسن البصري راوي السنن عنه وأحمد بن داود بن سليم وأبو سعيد بن الأعرابي راوي السنن بفوت له وأبو بكر أحمد بن محمد الخلال الفقيه وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي وأحمد بن المعلى الدمشقي وإسحاق بن موسى الرملي الوراق وإسماعيل بن محمد الصفار وحرب بن إسماعيل الكرماني والحسن بن صاحب الشاشي والحسن بن عبد الله الذارع
       والحسين بن ادريس الهروي وزكريا بن يحيى الساجي وعبد الله بن أحمد الاهوازي عبدان وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله ابن اخي أبي زرعة وعبد الله بن محمد بن يعقوب وعبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي وعلي بن الحسن بن العبد الانصاري احد رواة السنن وعلي بن عبد الصمد ما غمه وعيسى بن سليمان البكري والفضل بن العباس بن أبي الشوارب وأبو بشر الدولأبي الحافظ وأبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي راوي السنن ومحمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري راوي كتاب القدر له ومحمد بن بكر بن داسة التمار من رواة السنن ومحمد بن جعفر بن الفريأبي ومحمد بن خلف بن المرزبان ومحمد بن رجاء البصري وأبو سالم محمد بن سعيد الادمي وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الهاشمي المكي وأبو اسامة محمد ابن عبد الملك الرواس راوي السنن بفواتات وأبو عبيد محمد بن علي ابن عثمان الاجري الحافظ ومحمد بن مخلد العطار الخضيب ومحمد ابن المنذر شكر ومحمد بن يحيى بن مرداس السلمي وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفراييني
       وقد روى النسائي في سننه مواضع يقول حدثنا أبو داود حدثنا سليمان بن حرب وحدثنا النفيلي وحدثنا عبد العزيز بن يحيى المدني وعلي بن المديني وعمرو بن عون ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد فالظاهر ان أبا داود في كل الاماكن هو السجستاني فانه معروف بالرواية عن السبعة لكن شاركه أبو داود سليمان بن سيف الحراني في الرواية عن بعضهم والنسائي فمكثر عن الحراني  وقد روى النسائي في كتاب الكنى عن سليمان بن الاشعث ولم يكنه وذكر الحافظ ابن عساكر في النبل ان النسائي يروي عن أبي داود السجستاني  انباني جماعة سمعوا ابن طبرزد أخبرنا أبو البدر الكرخي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو عمر الهاشمي أخبرنا أبو علي اللؤلؤي أخبرنا أبو داود حدثنا محمد بن كثير أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي رجاء عن عمران بن حصين قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر ثم جاء اخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال عشرون ثم جاء اخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس وقال ثلاثون
      أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد فيما اظن وعمر بن محمد الفارسي وجماعة قالوا أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا عبد الاول بن عيسى أخبرنا أبو الحسن الداوودي أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا عيسى ابن عمر السمرقندي أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ أخبرنا محمد ابن كثير فذكره بنحوه  اخرجه أبو عبد الرحمن النسائي عن أبي داود عن محمد بن كثير واخرجه أبو عيسى في جامعه عن الحافظ عبد الله الدارمي فوافقناهما بعلو  أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم الفقيه بقراءتي أخبرنا علي بن مختار أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي الصوفي أخبرنا علي بن أحمد الرزاز حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا أبو داود سليمان بن الاشعث بالبصرة حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا عبيد الله بن عمرو عن ايوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقي الجلب فان تلقاه متلق فاشتراه فصاحب السلعة بالخيار إذا ورد السوق
       هذا حديث صحيح غريب واخرجه الترمذي من طريق عبيد الله ابن عمرو وهو من افراده  وقع لنا عده احاديث لأبي داود وكتاب الناسخ له وسكن البصرة بعد هلاك الخبيث طاغيه الزنج فنشر بها العلم وكان يتردد إلى بغداد  قال الخطيب أبو بكر يقال انه صنف كتابه السنن قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه  قال أبو عبيد سمعت أبا داود يقول رايت خالد بن خداش ولم اسمع منه ولم اسمع من يوسف الصفار ولا من أبن الاصبهاني ولا من عمرو بن حماد والحديث رزق  قال أبو عبيد الاجري وكان أبو داود لا يحدث عن ابن الحماني ولا عن سويد ولا عن ابن كاسب ولا عن محمد بن حميد ولا عن سفيان ابن وكيع  وقال أبو بكر بن داسه سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مئه الف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني
     كتاب السنن جمعت فيه أربعه الاف حديث وثماني مئه حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الانسان لدينه من ذلك أربعه احاديث احدها قوله صلى الله عليه وسلم الاعمال بالنيات والثاني من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه والثالث قوله لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لاخيه ما يرضى لنفسه والرابع الحلال بين الحديث  رواها الخطيب حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القاري الدينوري بلفظه سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي سمع ابن داسه  قوله يكفي الانسان لدينه ممنوع بل يحتاج المسلم إلى عدد كثير من السنن الصحيحه مع القران
       قال أبو بكر الخلال أبو داود الامام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه احد في زمانه رجل ورع مقدم سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا كان أبو داود يذكره  قلت هو حديث أبي داود عن محمد بن عمرو الرازي عن عبد الرحمن بن قيس عن حماد بن سلمه عن أبي العشراء عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيره فحسنها  وهذا حديث منكر تكلم في ابن قيس من اجله وانما المحفوظ عند حماد بهذا السند حديث اما تكون الذكاة الا من اللبة  ثم قال الخلال وكان إبراهيم الاصبهاني ابن اورمة وأبو بكر بن صدقه يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون احدا في زمانه مثله  وقال أحمد بن محمد بن ياسين كان أبو داود احد حفاظ الاسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله وسنده في اعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث
         وقال أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني وإبراهيم الحربي لما صنف أبو داود كتاب السنن الين لأبي داود الحديث كما الين لداود عليه السلام الحديد  الحاكم سمعت الزبير بن عبد الله بن موسى سمعت محمد بن مخلد يقول كان أبو داود يفي بمذاكرة مئة الف حديث ولما صنف كتاب السنن وقراه على الناس صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف يتبعونه ولا يخالفونه واقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه  وقال الحافظ موسى بن هارون خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الاخرة للجنة  وقال علان بن عبد الصمد سمعت أبا داود وكان من فرسان الحديث  قال أبو حاتم بن حبان أبو داود احد ائمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا واتقانا جمع وصنف وذب عن السنن  قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة الذين خرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطا من الصواب أربعة البخاري ومسلم ثم أبو داود والنسائي  وقال أبو عبد الله الحاكم أبو داود امام اهل الحديث في عصره بلا مدافعة سمع بمصر والحجاز والشام والعراقين وخراسان وقد كتب
       بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده وهراة وكتب ببغلان عن قتيبة وبالري عن إبراهيم بن موسى الا ان اعلى اسناده القعنبي ومسلم بن إبراهيم وسمى جماعه قال وكان قد كتب قديما بنيسأبور ثم رحل بابنه أبي بكر إلى خراسان  روى أبو عبيد الاجري عن أبي داود قال دخلت الكوفه سنه احدى وعشرين وما رايت بدمشق مثل أبي النضر الفراديسي وكان كثير البكاء كتبت عنه سنة اثنتين وعشرين  قال القاضي الخليل بن أحمد السجزي سمعت أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستاني فقيل يا أبا داود هذا سهل بن عبد الله جاءك زائرا فرحب به واجلسه فقال سهل يا أبا داود لي اليك حاجة قال وما هي قال حتى تقول قد قضيتها مع الامكان قال نعم قال اخرج الي لسانك الذي تحدث به احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقبله فاخرج اليه لسانه فقبله  روى إسماعيل بن محمد الصفار عن الصاغاني قال لين لأبي داود السجستاني الحديث كما لين لداود الحديد  وقال موسى بن هارون ما رايت افضل من أبي داود  قال ابن داسة سمعت أبا داود يقول ذكرت في السنن الصحيح وما يقاربه فان كان فيه وهن شديد بينته
       قلت فقد وفى رحمه الله بذلك بحسب اجتهاده وبين ما ضعفه شديد ووهنه غير محتمل وكاسر عن ما ضعفه خفيف محتمل فلا يلزم من سكوته والحالة هذه عن الحديث ان يكون حسنا عنده ولا سيما إذا حكمنا على حد الحسن باصطلاحنا المولد الحادث الذي هو في عرف السلف يعود إلى قسم من اقسام الصحيح الذي يجب العمل به عند جمهور العلماء او الذي يرغب عنه أبو عبد الله البخاري ويمشيه مسلم وبالعكس فهو داخل في أداني مراتب الصحة فإنه لو انحط عن ذلك لخرج عن الاحتجاج ولبقي متجاذبا بين الضعف والحسن فكتاب أبي داود أعلى ما فيه من الثابت ما أخرجه الشيخان وذلك نحو من شطر الكتاب ثم يليه ما أخرجه احد الشيخين ورغب عنه الآخر ثم يليه ما رغبا عنه وكان اسناده جيدا سالما من علة وشدود ثم يليه ما كان اسناده صالحا وقبله العلماء لمجيئه من وجهين لينين فصاعدا يعضد كل اسناد منهما الآخر ثم يليه ما ضعف اسناده لنقص حفظ راويه فمثل هذا يمشيه أبو داود ويسكت عنه غالبا ثم يليه ما كان بين الضعف من جهة راويه فهذا لا
        يسكت عنه بل يوهنه غالبا وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته والله أعلم  قال الحافظ زكريا الساجي كتاب الله أصل الإسلام وكتاب أبي داود عهد الاسلام  قلت كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء فكتابه يدل على ذلك وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد لازم مجلسه مدة وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول  وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها وترك الخوض
        في مضائق الكلام  روى الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال كان عبد الله بن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وكان علقمة يشبه بعبد الله في ذلك  قال جرير بن عبد الحميد وكان إبراهيم النخعي يشبه بعلقمة في ذلك وكان منصور يشبه بإبراهيم  وقيل كان سفيان الثوري يشبه بمنصور وكان وكيع يشبه بسفيان وكان أحمد يشبه بوكيع وكان أبو داود يشبه بأحمد  قال الخطأبي حدثني عبد الله بن محمد المسكي حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود رحمه الله قال كنت مع أبي داود ببغداد فصلينا المغرب فجاءه الامير أبو أحمد الموفق يعني ولي العهد فدخل ثم اقبل عليه أبو داود فقال ما جاء بالامير في مثل هذا الوقت قال خلال ثلاث قال وما هي قال تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا ليرحل اليك طلبة العلم فتعمر بك فانها قد خربت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من محنة الزنج فقال هذه واحدة قال وتروي لاولادي السنن قال نعم هات الثالثة قال وتفرد لهم مجلسا فان اولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة قال اما هذه فلا سبيل اليها لان الناس في العلم سواء  قال ابن جابر فكانوا يحضرون ويقعدون في كم حيري عليه ستر ويسمعون مع العامة
         قال ابن داسة كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والاخر لا يحتاج اليه  قال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول خير الكلام ما دخل الاذن بغير اذن  قال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول الليث روى عن الزهري وروى عن أربعة عن الزهري حدث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري  وسمعت أبا داود يقول كان عمير بن هانئ قدريا يسبح كل يوم مئة الف تسبيحة قتل صبرا بداريا ايام يزيد بن الوليد وكان يحرض عليه  قال أبو داود مسلمة بن محمد حدثنا عنه مسدد قال أبو عبيد فقلت لأبي داود حدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة اياكم والزنج فإنه خلق مشوه فقال من حدث بهذا فاتهمه  وقال أبو داود يونس بن بكير ليس هو عندي حجة هو والبكائي سمعا من ابن إسحاق بالري  قال الحاكم سليمان بن الأشعث السجستاني مولده بسجستان وله ولسلفه إلى الآن بها عقد وأملاك وأوقاف خرج منها في طلب الحديث إلى البصرة فسكنها وأكثر بها السماع عن سليمان بن حرب وأبي النعمان
       وأبي الوليد ثم دخل إلى الشام ومصر وانصرف إلى العراق ثم رحل بابنه أبي بكر إلى بقية المشايخ وجاء إلى نيسأبور فسمع ابنه من إسحاق بن منصور ثم خرج إلى سجستان وطالع بها اسبابه وانصرف إلى البصرة واستوطنها  وحدثنا محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو الرازي حدثنا عبد الرحمن بن قيس عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة فحسنها  قيل ان أحمد كتب عن أبي هذا فذكرت له فقال نعم قلت وكيف كان ذلك فقال ذكرنا يوما احاديث أبي العشراء فقال أحمد لا اعرف له الا ثلاثة احاديث ولم يرو عنه الا حماد حديث اللبة وحديث رأيت علي أبي العشراء عمامة فذكرت لأحمد هذا فقال امله علي ثم قال لمحمد بن أبي سمينة عند أبي داود حديث غريب فسألني فكتبه عني محمد بن يحيى بن أبي سمينة  قال الحاكم وأخبرنا أبو حاتم بن حبان سمعت ابن أبي داود سمعت أبي يقول ادركت من اهل الحديث من ادركت لم يكن فيهم احفظ للحديث ولا اكثر جمعا له من ابن معين ولا اورع ولا اعرف بفقه الحديث من أحمد واعلمهم بعلله علي بن المديني ورأيت إسحاق على حفظه ومعرفته يقدم أحمد بن حنبل ويعترف له
        وحدثني أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة حدثني عبد الكريم بن النسائي حدثني أبي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة قال سمع الزهري من ثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس سهل السائب سنين أبي جميلة محمود بن الربيع رجل من بلي ابن أبي صغير أبو امامة بن سهل وقالوا ابن عمر فقال رأيت ابن عمر سن على وجهه الماء سنا وقالوا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض وعبد الرحمن بن ازهر  أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وإسماعيل بن عبد الرحمن ومحمد بن بيان بقراءتي اخبركم الحسن بن صباح أخبرنا عبد الله بن رفاعة أخبرنا علي بن الحسن القاضي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر النحاس قال حدثنا أبو سعيد احمد بن محمد بن الأعرابي حدثنا أبو داود سليمان بن حرب ومسدد قالا أخبرنا حماد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة
       أخرجه مسلم ايضا من حديث حماد هذا وهو ابن زيد واخرجه مسلم من حديث عمرو بن مرة عن أبي بردة عن الأغر بن يسار المزني وقيل الجهني وما علمته روى شيئا سوى هذا الحديث  وأخبرناه أبو سعيد الثغري أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا عبد الحق أخبرنا علي بن محمد أخبرنا أبو الحسن الحمامي أخبرنا ابن قانع حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال عمرو بن مرة أخبرني قال سمعت أبا بردة يحدث عن رجل من جهينة يقال له الأغر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إلى الله في كل يوم مائة مرة  قال أبو داود في سننه شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا ورأيت أترجه على بعير وقد قطعت قطعتين وعملت مثل عدلين  فأما سجستان الإقليم الذي منه الإمام أبو داود فهو إقليم صغير منفرد متاخم لإقليم السند غربيه بلد هراة وجنوبيه مفازة بينه وبين إقليم فارس وكرمان وشرقيه مفازة وبرية بينه وبين مكران التي هي قاعدة السند وتمام هذا الحد الشرقي بلاد الملتان وشماليه أول الهند  فأرض سجستان كثيرة النخل والرمل وهي من الإقليم الثالث من السبعة وقصبة سجستان هي زرنج وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وتطلق
       زرنج على سجستان ولها سور وبها جامع عظيم وعليها نهر كبير وطولها من جزائر الخالدات تسع وثمانون درجة والنسبة اليها ايضا سجزي وهكذا ينسب أبو عوانة الإسفراييني أبا داود فيقول السجزي واليها ينسب مسند الوقت أبو الوقت السجزي وقد قيل وليس بشيء إن أبا داود من سجستان قرية من اعمال البصرة ذكره القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان فأبو داود اول ما قدم من البلاد دخل بغداد وهو ابن ثمان عشرة سنة وذلك قبل أن يرى البصرة ثم ارتحل من بغداد إلى البصرة  قال أبو عبيد الآجري توفي أبو داود في سادس عشر شوال سنة خمس وسبعين ومئتين  قلت كان أخوه محمد بن الأشعث أسن منه بقليل وكان رفيقا له في الرحلة  يروي عن أصحاب شعبة  روى عنه ابن اخيه أبو بكر بن أبي داود ومات كهلا قبل أبي دواد بمدة  أبو بكر  عبد الله بن سليمان بن الأشعث الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد

-المصدر : سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد الثالث عشر ص 204-221


 

JmksportShops , Chaussures, sacs et vêtements , Livraison Gratuite | Footwear NIKE - DialadogwashShops - Sneakers , Men's shoes - Low shoes - Jordan Exit AR3762 106 White/Black/Gym Red - nike free rn motion flyknit 2015 black gold women

الأقسام الرئيسية: