الذب عن رسالة النبى صلى الله عليه و سلم

الذب عن رسالة محمد

 صلى الله عليه وسلّم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فقد اطلعت على تصريح نشرته جريدة المدينة (العدد /15640) في ملحقها المسمّى بالرسالة في يوم الجمعة 18/محرم/1427هـ، الموافق 17/فبراير/2006م.

للمفكر الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، تحت عنوان "احترام الأديان ضرورة وعلى الغرب التخلص من معاداة الإسلام ".

ومما قاله في هذا التصريح :

أولاً - قوله : " بضرورة فتح مجالات مختلفة وحديثة للحوار بين الإسلام والديانات الأخرى من خلال المفكرين والعلماء والباحثين من أجل التقارب وحل المشكلات والاختلافات ".

نسأل نائب رئيس المجلس القومي :

1- ما هي المجالات المختلفة التي تدعو إلى فتحها ؟ وما المراد بقولك حديثة ؟ وهل نصوص القرآن والسنة تدخل في هذه المجالات الحديثة ؟.

2- وما هي القواعد والأصول والضوابط التي يتحتم الرجوع إليها في القضايا الكبرى التي يختلف فيها أهل الديانات وتدور حواراتهم حولها ؟.

3- ما هو التقارب الذي تدعو إليه ؟ بيّنه لنا !.

ليدرك المسلمون هل الإسلام كتاباً وسنة وإجماعاً يسلم به ويقره أو يرفضه لأنه باطل -ولا يكون إلا كذلك-؟ لأنه لا يمكن إلا بالتنازل عن نصوص لا تحصى من الكتاب والسنة وعن أصول من الضروري في الإسلام التمسك بها والثبات عليها.

ثانياً – قوله : "إن الحوار يفتح الطريق أمام أهل الديانات السماوية في العالم للتعاون والحوار الهادئ البناء من خلال أنشطة مختلفة ومشتركة لمقاربة الأخطار التي تتعرض لها الإنسانية ومواجهة العنف والإرهاب ومشاكل ازدراء الأديان ".

أقول : إن المسلمين يؤمنون بكل الأنبياء وكل الكتب التي أُنزلت عليهم من السماء، وذلك من أركان دينهم التي من أخل بواحد منها لا يكون مؤمناً أبداً، ومن هذه الكتب (التوراة) التي أنزلها الله على موسى، و(الإنجيل) الذي أنزله الله على عيسى -عليهما الصلاة والسلام-، ونحن نسأل الدكتور أحمد كمال.

1-   هل اليهود يؤمنون بمحمّد وعيسى -عليهما الصلاة والسلام- و(بالقرآن) المنزّل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، و(بالإنجيل) المنـزّل على عيسى -صلى الله عليه وسلم-؟ أو هم كافرون جاحدون بمحمّد وبما أنزل عليه؟.

ما أخال الدكتور ومن يسير على دربه إلا أنهم سيعترفون بأن كلاً من اليهود والنصارى قد كفروا بمحمّد ورسالته السماوية، وأن اليهود قد كفروا بعيسى ورسالته السماوية.

وإذا كان هذا هو واقع أتباع الديانات؛ فما هو المرجع الذي يرجعون إليه في حل الخلافات العقائدية التي هي أساس كل الخلافات والعداوات والحروب؟ وما هو المرجع أيضاً في سائر الخلافات من سياسية واجتماعية واقتصادية... الخ.

2-   هل يعرف الدكتور أو يعترف بأن كلاً من اليهود والنصارى قد كفروا بما في التوراة والإنجيل من توحيد الله وإخلاص الدين له وتنـزيهه عن الشركاء والأنداد، فجعلوا لله أبناء وأنداداً وشركاء؟.

قال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ( التوبة : 30 -32).

3 – وهل يعترف بأن اليهود والنصارى قد كفروا كذلك بما في الكتابين من وجوب الإيمان بمحمّد -صلى الله عليه وسلم- ورسالته ووجوب اتباعه, بل تعدوا ذلك إلى  الطعن فيه وتشويهه والطعن في رسالته وشن الحروب على أتباعه، حسداً منهم وعداوة وبغضاً؟.

4 - هل يعترف الدكتور بما جاء في القرآن والسنة من تحريف اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل والتلاعب بكثير من نصوصهما في التوحيد وغيره ؟.

5- وهل يعرف ما سجله عليهم علماء الإسلام من كفر وشرك وتحريف في دواوين معروفة؟ بل بعض علماء النصارى يدينونهم بالتحريف!.

وإذا كان الأمر كذلك, فهل يصح شرعاً وعقلاً قوله عن اليهود والنصارى إنهم من أهل الديانات السماوية؟، أي أنهم على دين سماوي يقف مع الإسلام المحفوظ كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبيانه السنة من التحريف والتبديل.

ثالثاً – قال الدكتور أحمد خلال استقباله لوفد مجلس الشيوخ الأسباني : " إن الاحترام بين الديانات ومقدساتها ضرورة ملحة وضمان لحقوق الأقليات الدينية، وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية والتخلص من ظاهرة معاداة الإسلام والتهجم على شخص الرسول والمسلمين المقيمين في أوربا".

أقول :

لا أدري عن هذا الوفد الأسباني هل جاء لمقابلة الدكتور وحده أو قصده بالزيارة مع آخرين يحملون اتجاه الدكتور!, ولا ندري عن أهداف هذا الوفد!, وكيف كان يدور الحوار بينهم إن كان هناك حوار!, وما أظن أنّ الدكتور حاول إقناع هذا الوفد بالإسلام!, لأن لهم ديناً سماوياً ومقدسات يجب احترامها كما صرّح بضرورة احترامها.

ونطلب من الدكتور أن يبين لنا بالتفصيل هذه المقدسات في هاتين الديانتين التي من الضروري احترامها، وما هو نوع هذا الاحترام الذي يجب على المسلمين تجاه هذه المقدسات؟ ولعل منها الصلبان والصور والقبور المعبودة.

ونسأل الدكتور: ما هي الطرق التي تخلّص اليهود والنصارى من ظاهرة معادات الإسلام؟ ألا يعلم أنّه لا يمكنهم التخلّص من هذا الداء المهلك إلا أن يتركوا ديانتهم المحرفة... الخ، ويعتنقوا الإسلام دين الله الحق؟ ألا يعلم الدكتور أن الله قال عن اليهود: (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر: الآية 14)، وقال عن النصارى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:14).

فمن هذا حالهم فيما بينهم كيف يتخلصون من معادات الإسلام ويصبحون من المحبين للإسلام وأهله ؟!

لقد سرد لنا الدكتور في هذا التصريح الموجز عدداً من العبارات التي يطلقها كثير من المفكرين الذين يدعون أهل الديانات إلى وحدة الأديان ألا وهي :

1-  الحوار بين الأديان.

2-   التقارب بين الأديان

3-  الديانات السماوية.

4-  الديانات ومقدساتها.

5-  حرية الاعتقاد.

ولهم عبارات أخرى لم يذكرها الدكتور.

ولا أدري هل هو ممن يقول بوحدة الأديان أو هو ممن يحاربها, ولكنّ التقليد والجهل بما يرمي إليه دعاة وحدة الأديان من إطلاق هذه العبارات دفعه إلى سردها خلال هذا التصريح.

وأخيراً:

 أرى أن لي الحق أن أذبّ عن رسالة محمّد -صلى الله عليه وسلم-, بل أرى من الضروري الذبّ عنها، وأن ذلك من واجبي وواجب المسلمين جميعاً.

فكما هبّ الكثير من المسلمين للذبّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجب عليهم أن يذبّوا عن رسالته، ولا يجوز لهم السكوت عن تشويه هذه الرسالة العظيمة وتحقيرها بالتسوية بينها وبين الديانات الوثنية أو الديانات المحرّفة المبدّلة التي  استحال فيها التوحيد إلى الشرك والكفر، واتخاذ البشر والأخشاب والصور أنداداً لله.

وتحولت المحرّمات فيها إلى الحلال والعذب الزلال، بالإضافة إلى ما فيها من كفر وتكذيب لمحمّد -صلى الله عليه وسلم- ولرسالته، إلى ضلالات وأعمال تنـزّه عنها رسالة محمّد -صلى الله عليه وسلم- وجميع الرسالات.

فهل يجوز المساواة بين الظلمات والنور؟! وبين الإيمان والكفر؟! وبين التوحيد والشرك؟!.

اللهم إننا نبرأ إليك مما يدور في الساحة وفي بعض الصحف ووسائل الإعلام الأخرى من هذا اللون من الفكر المدمّر والمدندن حول وحدة الأديان تحت ستار الدفاع عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وباسم الإسلام.

اللهم انصر دينك واحمه وأظهره على الدين كلّه، وانتصر لرسولك انتصاراً ظاهراً مؤزراً يا قوي يا عزيز.  

 

 

  

كتبه :

ربيع بن هادي عمير المدخلي

في 19/محرم/1427هـ

"من موقع الشيخ على الشبكة www.rabee.net"

991 - CN9671 - Blauw - Nike Air Max 1 By You Custom herenschoen - nike air max lays blue cheese commercial actor | b75904 adidas sneakers shoes - FU9521 - Subsidize now Adidas Superstar

المشائخ والعلماء: