الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
فَإِنَّ احترام أنبياء الله ورسله، وحفظ حقهم، واعتقاد عظيم منزلتهم عِنْدَ ربهم، مِنْ أصول الإيْمَان الذي لا يقبل الله مِنَ العبد عملاً حتى يأتي بِهِ.
فهم صفوة الله من خلقه، وخيرة أوليائه، وهم رسل الله إِلَى عباده لبيان دينه وما يحبه يرضاه.
فصلوات ربي وسلامه عليهم.
وَقَدْ ظهر فِي الآونة الأخيرة استطالة بَعْضِ الأوباش أَهْل الذلة والمهانة من أراذل البشر من الدنماركيين والنرويجيين من تطاول على مقام سيد البشر نبينا الكريم مُحَمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فهبت أمة الإسلام لنصرة هَذَا النبي الكريم، وحمد العقلاء هذه النصرة التي قاموا بِهَا، وهاب العدو الاجتراء على مقام نبينا الكريم، وظهر مصداق قوله تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين}
ثم تفأجنا بكلمة أحد السقطة من أهل العفن الفني! حيث تجرأ على مقام نبينا وأبينا المكرم آدم عليه السلام، فذمه كل سامع، واستحقر هذا المغني الفاسد كل عاقل والحمد لله.
ولكن الأمر العجيب، والسر الخطير هو ما اجترأ عليه أحد العقلانين، ودعاة التكفير والتفجير، وأحد قادة الفكر الفاسد، والطرح الممجوج والذي استهزأ بنبي الله الكريم موسى عليه الصلاة والسلام ..
حيث وصف صاحب الشركة المذكور، والمفكر المغرور نَبِيَّ الله موسى عليه السلام بالفتى العصبي، والزعيم المندفع العصبي المزاج ( 1 ) ، وأن عنده التعصب القومي، والانفعال العصبي، وأن هيئته هيئة المتفزغ المتلفت المتوقع للشر في كل حركة، وتلك سمة العصبيين!، وينفي عن نبي الله موسى كونه صلى الله عليه وسلم صار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس!!
وهذه الأوصاف القبيحة التي وَصَفَ بها صاحبُ تلك الشركة النبِيَّ الكريم موسى عليه السلام ذكرها كلها في كتاب وَاحِد (2)
فانظر كيف يفعل هؤلاء الفنانون؟!!
فالواجب على أمة الإسلام مقاطعة منتجات تلك الشركة نصرةً لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، وحتى نكون صادقين في تلك النصرة ..
ونحن لا نُوْلِي مقاطعة صاحب تلك الشركة كبيرَ عنايةٍ فقد أفضى إلى ربه، ولكن ندعو إلى مقاطعة منتجات تلك الشركة التي ما زال الشريك الثاني لها ينشر تلك الكفريات، وذلك الاستهزاء مع بيان أهل العلم وتحذيرهم له.
إضافة إلى أن منتجات تلك الشركة تزخر بالسخرية بآيات الله، ووصف كلام الله رب العزة والجلال بالأنغام، والإيقاعات الموسيقية، وَكَذَلِكَ بالتعدي على أسماء الله، وصفاته، والطعن في الصحابة رضي الله عنهم، وتكفيره لبعض من خيرتهم ( 3 ) ، وتكفير المجتمعات الإسلامية، وسخريته بمن يحث عَلَى الحجاب ويمنع الاختلاط!
فهبوا يا أمة الإسلام، ويا حماة التوحيد، ويا رجالات العقيدة السلفية، وأنصار الشريعة المحمدية لنصرة نبي الله الكريم موسى عليه السلام، وقاطعوا منتجات شركة سيد قطب ومحمد قطب .
أسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عله وسلم، وأن ينصر أنبياءه وأولياءه وينتقم ممن ينشر ما يشينهم وينتهك حرمتهم.
وَاللهُ أَعْلَمُ. وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحَمَّد
كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي
الحاشية
1 ) )قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله معلقاً على هذا الكلام: "الاستهزاء بالأنبياء ردَّة مستقلة " . من شريط أقوال العلماء في مؤلفات سيد قطب: تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض
( 2 ) وهو كِتَابُ "التصوير الفني في القرآن" لسيد قطب .
( 3 ) قال في "كتب وشخصيات" ص242: "إن معاوية وزميله عَمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان فِي استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليٌ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح".
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله معلقاً على هذا الكلام: " كلامٌ قبيح, هذا كلامٌ قبيح, سب لمعاوية, و سب لعمرو بن العاص". وقال عن هذه الكتب: " ينبغي أن تمزق " (من شريط أقوال العلماء في مؤلفات سيد قطب: تسجيلات منهاج السنة بالرياض)
من الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي