بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
وجوب تحذير الشباب والعوام من الجماعات والأحزاب والفرق
فتاوى الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء
وعضو اللجنة الدائمة للافتاء
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان : هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق والجماعات؟
فأجاب فضيلته : ( نعم يجب بيان (1)خطر التحزب الانقسام والتفرق ليكون الناس على بصيرة لأنه حتى العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنه على الحق ، فلابد أن نبين للناس المتعلمين والعوام خطر الأحزاب والفرق لأنهم إذا سكتوا قال الناس العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه ، فيدخل الضلال من هذا الباب ، فلابد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور (2) . والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين ، لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق ) (3). 1هـ
وسئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان : هل بيان بعض الأخطاء فى الكتب الحزبية أو الجماعات الوافدة إلى بلادنا ، يعتبر من التعرض للدعاة ؟
فأجاب فضيلته : ( لا .... هذا ليس من التعرض للدعاة (4) ، لأن هذه الكتب ليست كتب دعوة ، وهؤلاء – أصحاب هذه الكتب والأفكار ليسوا من الدعاة إلى الله على بصيرة ، وعلى علم ، وعلى حق .
فنحن حين نبين أخطاء هذه الكتب أو هؤلاء الدعاة – ليس من باب التجريح للأشخاص لذاتهم ، وإنما من باب النصيحة للأمة 51) أن تتسرب إليها أفكار مشبوهة ، ثم تكون الفتنة ، وتتفرق الكلمة ، وتتشتت الجماعة ، وليس غرضنا الأشخاص ، غرضنا الأفكار الموجودة باكتب التى وفدت إلينا باسم الدعوة ) (6) . 1هـ
________________________
1) فالجاهل يبدأ معه البيان بالحكمة واللين ،وإذا رأينا منه بعض النفور ، يوعظ ويخوف بالله عز وجل ، وإذا رأينا منه أن لا يقبل الحق ويريد أن يدفع الحق بالقوة فإنه يقابل بالقوة عند ذلك .
انظر ظاهرة التبديع للشيخ صالح الفوزان ( ص50 ) .
2) كما حدثت جماعات كثيرة جدا فى هذا الزمان كجماعة إخوان المسلمين وجماعة التبليغ وجماعة التكفير والجماعة السرورية والجماعية القطبية وجماعة عبد الرحمن عبد الخالق ( التراثيين ) ... إلخ . فلابد من بيان خطر هذه الجماعتا المنحرفة فى منهجها وأفكارها .
3) أنظر ما يجب فى التعامل مع العلماء للشيخ صالح الفوزان (ص28) والأجوبة المفيدة له ( ص68 ) .
4) دعرة المنهج السلفى لا يعتبرون الكلام فى أهل البدع والضلال والفرق الحزية الموجودة اليوم فى الساحة والتحذير منهم ومن كتبهم من التعرض للدعاة ، ولا الطعن فى ذواتهم ، بل يعتبرون التذير من أهل البدع أنفسهم ، والتحذير من كتبهم ، هو من منهج السلف الصالح. والآثار فى ذلك كثيرة جدا من كتب السنة ، وكتب الجرح والتعديل ، بل ويتقربون به إلى الله .
يقول شعبة – رحمه الله :- ( تعالوا حتى نغتاب فى الله ساعة – نذكر الجرح والتعديل ) شرح علل الترمذى ( ج1 ص 349 ) الكفاية للخطيب ( ص 91 ) .
وقال أبو زرعة الدمشقى – رحمه الله :- ( سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ، ويصحف ، فقال : بين أمره . فقلت لأبى زرعة : أترى ذلك غيبة ؟ قال : لا ) . شرح علل الترمذى ( ج1 ص 349 ) = وقال عبد الله بن الأمام أحمد : ( جاء أبو تراب النخشبى إلى أبى ، فجعل أبى يقول : فلان ضعيف ، وفلان ثقة . فقال أبو تراب : يا شيخ لا تغتاب العلماء . قال : فالتفت أبى إليه وقال ويحك .... هذا نصيحة ليس هذا غيبة ) . شرح علل الترمذى ( ج1 ص 349- 350 ) الكفاية للخطيب ( ص 46 ) .
قلت : لكن الدعاة المشبوهين هم الذين يتأثرون عندما تنفد كتب أهل البدع والأهواء ويحذر منها ومن أصحابها – إن كانوا أحياء .
5) وإن كان – ذلك – من باب جرح الرجال فى عدالتهم وتوثيقهم وعدم الاغترار بهم ، فهذا موجود فى كتب الجرح والتعديل ، كتب الرجال والسير ، ولا حرج فى ذلك لمن كان أهلا له ، فهذا للتعريف بحال الرجل والتحذير منه وليس للتشفى = فهذا الإمام أحمد – رحمه الله – سئل حسين الكرابيسى فقال : ( مبتدع ) .
وسئل أبو زرعة عن الحارث المحاسبى وكتبه فقال للسائل : ( إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر ) . التهذيب ( ج2 117 ) .
6) أنظر الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ( ص 68 ) .
_____________________
بسم الله الرحمن الرحيم
ذم الهمجية والرعاعية
قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : ( الناس ثلاثة فعالم ربانى ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج (1) رعاع – غوغاء (2) – اتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق (3).
قوله : ( وهمج رعاع ) :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله فى مفتاح دار السعادة ( 1 /144 ) : ( القسم الثالث : المحروم المعرض فلا عالم ولا متعلم، بل همج ورعاع ) .
والهمج من الناس : حمقاؤهم وجهلتهم ، وأصله من الهمج : جمع همجة ، وهو ذباب صغير كالعوض يسقط على وجوه الغنم والدواب وأعينها ، فيشه همج الناس به .
والهمج هنا مصدر معناه : سوء التدبير فى أمر المعيشة .
وقولهم : همج هامج مثل ليل لايل .
والرعاع من الناس : الحمقى الذين لا يعتد بهم . من صاح بهم ودعاهم تبعوه سواء دعاهم إلى هدى أو إلى ضلال ، فإنهم لا علم لهم بالذى يدعون إليه أحق هو أم باطل ، فهم مستجيبون لدعوته وهؤلاء من أضر الخلق على الأديان فإنهم الأكثرون عددا ، الأقلون عند الله قدرا ، وهم حطب كل فتنة بهم توقد ...
وعقول هؤلاء تميل مع كل هوى وكل داع ... بين السبب الذى جعلهم بتلك المثابة وهو : أنه لم يحصل لهم من العلم نور يفرقون به بين الحق والباطل ..
فإذا عدم القلب هذا النور صار بمنزلة الحيران الذى لا يدرى أن يذهب. 1هـ .
وقال الإمام الخطيب رحمه الله فى الفقيه والمتفقه ( 1/ 49 ) : ( والقسم الثالث : فهم المهملون لأنفسهم ، الراضون بالمنزلة الدنية ، والحالة الخسيسة ، والتى هى فى الحضيض الأوهد ، والهبوط الأسفل ، والتى لا بعدها فى هول .. نعوذ بالله من الخذلان ، وعدم التوفيق والحرمان .
زما أحسن ما شبههم الإمام على بالهمج الرعاع ، والهمج الرعاع به يشبه دناة الناس ، وأراذلهم ، والرعاع : المتبدد المتفرق ) 1هـ .
فالعلم يحفظ صاحبه ويحميه من الهمجية والرعاعية ومن موارد الهلكة .
وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
1) قال ابن قتيبة فى أدب الكاتب ( ص193 ) : ( الهمج : صغار البعوض ، ولذلك يقال للجهلة والصغار : همج ) . 1هـ .
2) قال ابن قتيبة فى أدب الكاتب ( ص 193 ) : ( الغوغاء : صغا الجراد ، ومنه ما يقال لعامة الناس : غوغاء ) . اهـ .
3) أخرجه الخطيبب فى الفقيه والنتفقه ( 1 /49 ) وأبو نعيم فى الحلية ( 1/ 79) .
_____________________
الحزبيون
بنوا أمرهم على أصل غير وثيق
( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لا يهدى القوم الظلمين )
( سورة التوبة : الآية 109 )
من رسالة انتبه لا تكن همجباً رعاعياً كأتباع الجماعات الحزبية الهمج الرعاع تعليقات الإمام ابن القيم والإمام الخطيب رحمهما الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل الشيخ صالح الفوزان فى المنتقى ( ج1 ص320 ) : ( لقد أكثر المنتسبون إلى الدعوة هذه الأيام ، مما يتطلب معرفة أهل العلم المعتبرين ، الذين يقومون بتوجيه الأمة وشبابها إلى منهج الحق والصواب ، فمن العلماء الذين تنصح الشباب بالاستفادة منهم ومتابعة دروسهم وأشرطتهم المسجلة وأخذ العلم عنهم والرجوع إليهم فى المهمات والنوازل وأوقات الفتن ؟
الجواب : الدعوة إلى الله لابد منه ، والدين إنما قام على الدعوة والجهاد بعد العلم النافع ؛ ( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) (1) . فالايمان يعنى العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته وعبادته والعمل الصالح يكون فرعا من العلم النافع ، لأن العمل لابد أن يؤسس على علم .
والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والتناصح بين المسلمين ، هذا أمر مطلوب، ولكن ما كل أحد يحسن أن يقوم بهذه الوظائف ، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم وأهل الرأى الناضج ، لأنها أمور ثقيلة مهمة ، لا يقوم بها إلا من هو مؤهل للقيام بها ، ومن المصيبة اليوم أن باب الدعوة صار بابا واسعا ، كل يدخل منه، ويتسمى بالدعوة ، وقد يكون جاهلا لا يحسن الدعوة ، فيفسد أكثر مما يصلح ، وقد يكون متحمسا يأخذ الأمور بالعجلة والطيش ، فيتولد عن فعله من الشرور أكثر مما عالج وما قصد إصلاحه ، بل ربما يكون ممن ينتسبون للدعوة ، ولهم أغراض وأهواء يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة وتشويش أفكار الشباب باسم الدعوة والغيرة على الدين ، ربما يقصد خلاف ذلك ،كالانحراف بالشباب وتنفيرهم عن مجتمعهم وعن ولاة أمورهم وعن علمائهم ، فيأتيهم بطريق النصيحة وبطريق الدعوة فى الظاهر ، كحال المنافقين فى هذه الأمة ، الذين يريدون الشر فى صورة الخير .
أضرب لذلك مثلا فى أصحاب مسجد الضرار ،بنوا مسجدا، فى الصورة والظاهر أنه عمل صالح ،وطلبوا من النبى صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيه من أجل أن يرغب الناس به ويقره ، ولكن الله علم من نيات أصحابه أنهم يرؤيدون بذلك الإضرار بالمسلمين ، الإضرار بمسجد قباء، أول مسجد أسس على التقوى، ويريدون أن يفرقوا جماعة المسلمين ، فيبين الله لرسوله مكيدة هؤلاء ، وأنزل قوله تعالى ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون . لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أجق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين ) (2) .
يتبين لنا فى هذه القصة العظيمة أن كل ما تظاهر بالخير والعمل الصالح يكون صادقا فيما يفعل فربما يقصد من وراء ذلك أمورا بعكس ما يظهر .
فالذين ينتسبون إلى الدعوة اليوم فيهم مضللون يريدون الانحراف بالشباب وصرف الناس عن دين الحق وتفريق جماعة المسلمين والايقاع فى الفتنة ، والله سبحانه وتعالى حذرنا من هؤلاء : ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالضالين ) (3) فليس العبرة بالانتساب أو فيما يظهر ، بل العبرة بالحقائق وبعواقب الأمور .
________________________
1) سورة العصر آيه (3) 2) سورة التوبة آيه ( 107 – 108 ) 3) سورة التوبة آيه (47)
_____________________
والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة يجب أن ينظر فيهم أين درسوا ؟ ومن أين أخذوا العلم ؟ وأين نشؤوا ؟ وما هى عقيدتهم ؟ وتنظر أعمالهم وآثارهم فى الناس ، وماذا انتجوا من الخير ؟ وماذا ترتب على أعمالهم من الاصلاح ؟ يجب أن تدرس أحوالهم قبل أن يغتر بأقوالهم ومظاهرهم ، وهذا لا بد منه ، خصوصا فى هذا الزمان ، الذى كثر فيه دعاة الفتنة ، وقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة ، وقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة بأنهم قوم من جلدتنا ، ويتكلمونا بألسنتنا (1) ، والنبى صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الفتن ، قال ( دعاة على أبواب جهنم ، من أطاعهم ،قذفوه فيها ) (2) ،سماهم دعاة ! .
فعلينا أن ننتبه لهذا ، ولا نحشد فى الدعوة كل من هب ودب ، وكل من قال أن أدعوا إلى الله ، وهذه جماعة تدعو إلى الله ، لابد من النظر فى واقع الأمر ، ولابد من النظر فى واقع الأفراد والجماعات ، فإن الله سبحانه وتعالى قيد الدعوة إلى اللع بالدعوة إلى سبيل الله ، قال تعالى ( قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله )(3) ، دل على أن هناك ناسا يدعون لغير الله ، والله تعالى أخبر أن الكفار يدعون إلى النار ، فقال : ( و لاتنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم و لاتنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ) 4 فالدعاة يجب أن ينظر أمرهم .
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى هذه الآية : ( قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله ) فيه الإخلاص، فإن كثيرا من الناس إنما يدعوا إلى نفسه ، و لايدعوا إلى الله عز وجل ) (5) .
وسئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان : ما حكم وجود مثل هذه الفرق – التبليغ والإخوان وغيرها – فى بلاد المسلمين عامة؟
فأجاب فضيلته : ( هذه الجامعات الوافدة يجب ألا تتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرقنا تجعل هذا تبليغا وهذا أخوانيا وهذا كذا ! لم هذا التفرق ؟ هذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى ، نحن على جماعة وعلى وحده وعلى بنية من أمرنا ، لماذا نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح وننتمى إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا وتزرع العداوة بيننا ؟ هذا لا يجوز أبدا )(6) .
وسئل فضيلة الشيح صالح بن فوزان الفوزان : ما هى جماعة التبليغ ؟ وما هو منهجها الذى تسير عليه ؟ كما يقولون – للدعوة ، ولو كانوا متعلمين وأهل عقيدة صحيحة كأبناء هذه البلاد مثلا ؟
فأجاب فضيلته : ( القاعدة التى يجب اتباعها : أن الجماعة التى يجب الانضمام إليها والسير معها والعمل معها هى الجماعة التى تسير على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، أما ما خالفها ، فإنه يجب أن نتبرأ منه .
نعم ، يجب علينا أن ندعوهم إلى الله ، وأن نبين أخطاؤهم ، وأن ندعوهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح ، لأن هذا واجب علينا ، أما أن ننضم إليهم ، ونخرج معهم ، ونمشى على تخطيطهم ، ونحن نعلم بأنهم على تخطيط غير صحيح ، فهذا لا يجوز ، لأنه ولاء لغير الجماعة المتمسكة بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
_____________________
1) كما فى صحيح البخارى (ج ص 92-93 ) من حديث حذيفة بن اليمان رضى الله عنه.
2) رواه البخارى فى صحيحه (ج8 ص 92-93 ) من ديث حيف بن اليمان رضى الله عنه. 3) سورة يوسف آيه ( 108 )
4) سورة البقرة آية ( 221 )
5) انظر ( كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد ) ص 45 -46 .
6) انظر المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ( ج2 ص 376 ) . 6) انظر المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ( ج1 ص 376 ) .
الحزبيون
بنوا أمرهم على أصل غير وثيق
(أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لا يهدى القوم الظلمين)
( سورة التوبة : الآية 109 )
من رســالة دعاة على أبواب جهنم ( الذين ينتسبون إلى الدعوة إلى الله اليوم فيهم مضللون يريدون الانحراف بالشباب وصرف الناس عن الدين الحق وتفريق جماعة المسلمين ) للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى طبع مكتبة الفرقان – عجمان - الإمارات
___________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم فلك الحمد وإليك المشتكى ، وأنت المستعان ، وبك المستغاث ، وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك ، وأنت حسبنا ونعم الوكيل ، فلنشرع الآن فى المقصود بحول الله وبقوته فنقول :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى الفتاوى ( ج18 ص 13 ) فى الحزبية : " وعلى المعلمين أن يكونوا متعاونيين على البر والتقوى كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقوله : [ مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجسد بالحمى والسهر "(1) ... وليس لأحد من المعملين أن يعتدى على الآخر ، ولا يؤذيه بقول ولا فعل بغير حق ، فإن الله تعالى يقول : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهاتنا وإثما مبينا )(2) (3) . وليس لأحد أن يعاقب أحد على غير ظلم و لاتعدى حد ولا تضييع حق ، بل لأجل هواه فإن هذا من الظلم الذى حرمه الله ورسوله ، فقد قال الله تعالى فيما روى عنه نبيه صلى الله عليه وسلم : [ يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا (4) ) وإذا جنى شخص فلا يجوز أن يعاقب بغير العقوبة الشرعية ، وليس لأحد من المتعلمين والأستاذين أن يعاقبه بما شاء ، وليس لأحد أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك مثل أن يأمر بهجر شخص فيهجره بغير ذنب شرعى ، أو يقول أقعدته أو أهدرته أو نحو ذلك ، فإن هذا من جنس ما يفعله القساوسة والرهبان مع النصارى والحزابون من اليهود (5) . ومن جنس ما يفعله أئمة الضلالة والغواية مع الضلالة والغواية مع اتباعهم (6) ... فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص ، أو بإهداره وإسقاطه ، وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه ، فإن كان قد فعل ذنبا شرعيا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة ، وإن لم يكن ذنبا شرعيا لم يجز أن يعاقب بشئ لأجل غرض المعلم أو غيره ، وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقى بينهم العداوة والبغضاء ، بل يكونوا مثل الأخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) (7)
__________________
(1) أخرجه البخارى فى صحيحه ( ج1 ص 367) ومسلم فى صحيحه ( 2586 ) من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه .
(2) سورة الأحزاب آية ( 58 ) .
(3) كم أثم الحزبية من أجل أذيتهم لطلبة العلم ... فيأذونهم بالتشويش تارة ... وبالضرب تارة ... وبالتهديد تارة أخرى . ولكن ( ومكر أولئك هم يبور ) " سورة فاطر آية 100 " و ( لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) " سورة فاطر آية 43 " .
(4) أخرجه مسلم فى صحيحه ( ج 4 ص 1994 ) والبخارى فى الأدب المفرد ( ص 171 ) من حديث أبى ذر رضى الله عنه .
(5) لقد كانت الجماعات الحزبية منتشرة فى البلدان النصرانية واليهودية على شكل تنظيمات سرية وعلنية ظاهرها الخير وباطنها السوء ثم تغلغلت فى ديار المسلمين من قبل الجهلة رؤوس الجماعات كما هو مشاهد حتى زعزعت كيانهم وفرقت جمعهم وشتت شملهم وأصبح المسلمون على حال لا يحسدون عليها من الضعف والانهزامية وهذا لا يحتاج إلى تدليل ... حتى صاروا فى الآونة الأخيرة واقعا ملموسا وأمرا مشاهدا وللأسف الشديد وأصبح الإخوة بالأمس فرقا وأحزابا . وهذا أمر ينذر بخطر كبير وشر مستطير ... وهذه منحة فى بداية عهدها فلابد من الحيطة والخذر من انتشارها أكثر من ذلك حتى لا يخل بنا ما حل بغيرنا من الفرقة والفتنة والعذاب نسأل الله السلامة والعافية .
(6) ك ( فعل الحزبية ) فإذا أمروا بهجر شخص قد خالفهم أو بإهاره وإسقاطه وإبعاده ... ينفذ أمرهم والعياذ بالله ... وهذا تشبه بتحزب اليهود والنصارى والعياذ بالله .
(7) سورة المائدة آيه ( 2 ) .
___________________________
وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على عهدا بموافقته على كل ما يريده ، وموالاة من يواليه، ومعادة من يعاديه ، بل من فعل هذا كان من جنس جنكزخان وأمثاله الذين من وافقهم صديقا والى ، ومن خالفهم عدوا باغى(1) ، بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ، ويفعلوا ما أمر به ورسوله . ويحرموا ما حرم الله ورسوله ، ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله به رسوله(2) . ويحرموا ما حرم الله ورسوله ، ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله فإن كان أستاذ أحد مظلوما نصره ، وإن كان ظالما لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه كما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله وسلم قال : [ انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، قيل يا رسول الله : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال : تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه ] ، وإذا وقع بين معلم ومعلم أو تلميذ وتلميذ أو معلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم المحق فلا يعاونه بجهل ولا بهوى ، بل ينظر فى الأمر فإذا تبين له الحق أعان المحق منهما على المبطل سواء كان المحق من أصحابه أو أصحاب غيره ، وسواء كان المبطل من أصحابه أو أصحاب غيره (3)، فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة ورسوله واتباع الحق والقيام بالقسط قال الله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كما تعلمون خبيرا )(4) .
يقال : لوى يلوى لسانه : فيخبر بالكذب والاعراض : أن يكتم الحق فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس . ومن مال مع صاحبه – سواء كان الحق له أو عليه – فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم الله ورسوله (5) ، والواجب على جمعيهم أن يكونوا يدا واحدم مع المحق على المبطل ، فيكون المعظم عندهم من عظمه الله ورسوله ، والمقدم عندهم من قدمه الله وروسوله لا بحسب الأهواء ، فإنه من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه . فهذا هو الأصل الذى عليه اعتماده وحينئذ فلا حاجة إلى تفرقهم وتشيعهم فإن الله تعالى يقول : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ ) (6) . وقال تعالى : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) (7) . وإذا كان الرجل قد علمه أستاذ عرف قدر إحسانه إليه وشكره ، ولا يشد وسطه (8) . لا لمعلمه ولا لغير معلمه فإن شد الوسط لشخص معين وانتسابه إليه – كما ذكر فى السؤال – من بدع الجاهلية (9) ، ومن جنس التحالف الذى كان المشركون يفعلونه ، ومن جنس تفرق قيس وعين فإن المقصود بهذا الشد والانتماء التعاون على البر والتقوى فهذا قد أمر الله به ورسوله له ولغيره بدون هذا الشد ،وإن كان المقصود به التعون على الاثم والعدوان فهذا قد حرمه الله ورسوله فما قصد بها من خير ففى أمر الله ورسوله ، فليس لمعلم أن يخالف تلامذته على هذا ، ولا لغير المعلم أن يأخذ أحدا من تلامذته لينسبوا على هذا ،
__________________
(1) كفعل الحزبين الحب والبغض فى الحزب والتنظيم نعوذ بالله من الخذلان .
(2)فعلى رؤوس الحزبية أن يطيعوا الله ورسوله ، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله ...فإن فعلوا فلحوا .
(3) هذا هو منهج النبوة .
(4) سورة النساء آية ( 135 ) .
(5) لذلك فى الحزبية تشبه بأهل الجاهلية والعياذ بالله .
(6) سورة الأنعام آية ( 159 )
(7) سورة آل عمران آية ( 105 ) .
(8) لا يجوز لأشياع الحزبية أن يدافعوا بالباطل عن رؤوسهم ، فإن ذلك يضلهم ضلالا بعيدا .
(9) انتبه أيها الحزبى لهذا الكلام جيدا لعلك تتوب من الحزبية .
___________________________
ولا لغير المعلم أن يأخذ أحدا من تلامذته لينسبوا إليه على الوجه البدعى لا ابتداء ولا إفادة وليس له أن يجحد حق الأول عليه وليس للأول أن يمنع أحدا من إفادة التعلم من غيره ، وليس للثانى أن يقول : شد لى وانتسب لى دون معلمك الأول، بل إن تعلم من اثنين فإنه يراعى حق كل منهما ، ولا يتعصب لا للأول ولا للثانى ، وإذا كان تعليم الأول له أكثر كانت رعايته لحقه أكثر .
وإذا اجتمعوا على طاعة الله ورسوله وتعاونوا على البر والتقوى لم يكن أحد مع أحد فى كل شئ ، بل يكون كل شخص مع كل شخص فى طاعة الله ورسوله ، ولا يكونوا مع أحد معصية الله ورسوله ، بل يتعاونون على الصدق والعدل والاحسان ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونصر المظلوم وكل ما يحبه الله ورسوله ، ولا يتعاونون على ظلم ولا عصبية جاهلية ، ولا اتباع خوى بدون هدى من الله ، ولا تفرق ولا اختلاف ولا شد وسط لشخص ليتابعه فى كل شئ ولا يحالفه على غير ما أمر الله به ورسوله .
وحينئذ فلا ينتقل أحد عن أحد إلى أحد ولا ينتمى أحد : لقيطا ولا ثقيلا ولا غير ذلك من أسماء الجاهلية (1) ، فإن هذه الأمور إنما ولدها كون الأستاذ يريد أن يوافقه تلميذه على ما يريد ، فيوالى من يواليه ، ويعادى من يعاديه مطلقا ، وهذا حرام ليس لأحد أن يأمر به أحدا ، ولا يجب عليه أحدا ، بل تجمهعم السنة ، وتفرقهم البدعة ، يجمعهم فعل ما أمر الله به رسوله وتفرق بينهم معصية الله ، فلا تكون العبادة إلا له عز وجل ولا الطاعة المطلقة إلا له سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم . 1هـ .
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى منهاج السنة ( ج5 ص255 ) : " فإن أكثرهم – أى أصحاب المقالات الضعيفة – قد صار لهم فى ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم ، لا يقصدون أن تكون كلمة الله هى العليا ، وأ، يكون الذين كله لله ، بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا لا يغضب الله عليه ، ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيئ القصد ، ليس له علم ولا حسن قصد ، فيفضى هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ، ويذموا من لم يذمه الله ورسوله (2) ، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس. اهـ
فائدة :
قال ابن القيم رحمه الله فى مدارج السالكين ( ج3 ص197 ) فى وصف الغرباء : ( وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله ، لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة ، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده ، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا ، وأكثر الناس لائم لهم ، فلغربتهم بين هذا الخل يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم . 1 هـ .
إذا فلا تنخدع بدعاوى المخالفين من الجماعات والاتجاهات التى لا تلتزم طريق أئمة الهدى، ولا تدين للمشايخ الفضلاء بفضل ولا قدوة ، فإنها فى سبيل الهوى والشذوذ والهلكة ولو بعد حين ،فإن الأمر لابد أن ينجلى عن الحق فاصبر على السنة ولو شعرت بالغربة ،وإياك والقنوط واليأس ، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين عافانا الله وإياك من ذلك وثبتنا على الحق والطريق المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله . (3)
__________________
(1) ك ( أسماء الجماعات الاسلامية ) .
(2) ك ( حال الحزبية يمدحون جهالهم ، ويذمون طلبة العلم ) اللهم سلم سلم .
(3) انظر مقدمات فى الأهواء والافتراق والبدع للدكتور ناصر العقل ( ص 69 ) .
_____________________
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن يها الخائن ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ] . قيل : وما الرويبضة؟ قال : " الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة "(1) .
وقال أبو الحسن بن المفضل المقدسى :
تصدر للتدريس كل مهوس بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع فى كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا هزالها كلاهما وحتى سامها كل مفلس (2)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
__________________
(1) حديث حسن . أخرجه أحمد فى المسند ( ج2 ص291 ) وابن ماجه فى سنته ( ج2 ص1339)
(2) انظر الإفادات والانشادات للشاطبى ( ص 86 – 87 ) .
_____________________
الحزبيون
بنوا أمرهم على أصل غير وثيق
(أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لا يهدى القوم الظلمين)
( سورة التوبة : الآية 109 )
من رسالة ذم التحزب والحزبيين لسيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طبع مكتبة الفرقان – عجمان - الإمارات
new nike football boots 2012 2017 - 002 - Nike Air Max 270 ESS Ανδρικά Παπούτσια Γκρι / Λευκό DM2462 | Στοκ, nike acg boots brown size 10 inches to millimeters , Προσφορές , Nike Air Jordan Παπούτσια. Βρες κορυφαία Jordan Sneakers στη Μοναδική Συλλογή Air Jordan , Apgs-nswShops