فضائل التوحيد
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالي
1) و من فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا و الآخرة و دفع عقوبتهما.
2) و من أجل فوائده أته يمنع من الخلود في النار . إذا كان في القلب منه أدني مثقال حبة خردل. و أنه إذا كمل في القلب يمنع من دخول النار بالكلية .
3) و منها أنه يحصل لصاحبه الهدي الكامل و الأمن التام في الدنيا و الآخرة .
4) و منها أنه السبب الوحيد لرضا الله و ثوابه , و أن أسعد الناس بشفاعة محمد صلي الله عليه و علي آله و سلم من
قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه .
5) و من أعظم فضائله أن جميع الأعمال و الأقوال الظاهرة و الباطنة متوقفة في قبولها و في كمالها و في ترتب الثواب عليها علي التوحيد , فكلما قوي التوحيد و الإخلاص لله كملت هذه الأمور و تمت .
6) و من فضائله أنه يسهل علي العبد فعل الخيرات و ترك المنكرات و يسليه عن المصيبات , فالمخلص لله في إيمانه
و توحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه و رضوانه و يهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما
يخشي من سخطه و عقابه .
7) و منها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان و زينه في قلبه و كره إليه الكفر و الفسوق و العصيان و جعله من الراشدين .
8) و منها أنه يخفف عن العبد المكارة و يهون عليه الآلام . فبحسب تكميل العبد للتوحيد و الإيمان تلقيه المكارة و الآلام بقلب منشرح و نفس مطمئنة و تسليم و رضا بأقدار الله المؤلمة .
9) و من أعظم فضائله أنه يحرر العبد من رق المخلوقين و التعلق بهم و خوفهم و رجائهم و العمل لأجلهم و هذا
هو الغز الحقيقي و الشرف العالي . و يكون مع ذلك متألها متعبدا لله لا يرجو سواه و لا يخشي إلا إياه , ولا ينيب إلا إليه , و بذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه
10) و من فضائله التي لا يلحقه فيها شئ ان التوحيد إذا تم و كمل في القلب و تحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام ,
فإنه يصير القليل من عمله كثيرا , و تضاعف أعماله و أقواله بغير حصر و لا حساب , و رجحت كلمة الإخلاص
في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السموات و الأرض و عمارها من جميع خلق الله كما في حديث البطاقة التي فيها
لا إله إلا الله التي وزنت تسعة و تسعون سجلا من الذنوب , كل سجل يبلغ مد البصر . و ذلك لكمال إخلاص قائلها
و كم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ , لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد و الإخلاص الكامل مثل و لا قريب مما قام
بقلب هذا العبد .
11) و من فضائل التوحيد : أن الله تكفل لأهله بالفتح و النصر في الدنيا و العز و الشرف , و حصول الهداية و التيسير لليسري , و إصلاح الأحوال و التسديد في الأقوال و الأفعال .
12) و منها أن الله يدفع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا و الآخرة , و يمن عليهم بالحياة الطيبة و الطمأنينة
إليه و الطمأنينة بذكره و شواهد هذه الجمل من الكتاب و السنة كثيرة معروفة , و الله أعلم .