بيان ما جاء فى سجود السهو

بيان ما جاء فى سجود السهو

قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى رسالته "اداب المشى الى الصلاة" : "و أما سجود السهو فقال أحمد : يحفظ عن النبى صلى الله عليه و سلم خمسة أشياء : قام من اثنتين فسجد وقام من ثلاث فسجد و فى الزيادة و النقصان و قام من الثنتين فلم يتشهد , قال الخطابى : المعتمد عليه عند أهل العلم هذه الأحاديث الخمسة يعنى حديثى ابن مسعود و أبى سعيد و أبى هريرة و ابن بحينة"

قال محدث المدينة العلامة عبد المحسن بن حمد العباد فى شرحه لهذه الرسالة(ط.دار المغنى ص.70-73):

الأحاديث الخمسة المعتمد عليها عند أهل العلم التى أشار اليها الخطابى فى كتابه معالم السنن (1\238):

-الأول : حديث عبد الله بن مسعود  رضى الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر خمسا فقيل له : أزيد فى الصلاة؟ فقال : و ما ذاك؟ قال: صليت خمسا , فسجد سجدتين بعدما سلم" رواه البخارى(1226) و مسلم (1281)

-الثانى : حديث ابن مسعود الذى رواه ابراهيم عن علقمة: قال " صلى النبى صلى الله عليه و سلم –قال ابراهيم: لا أدرى –زاد أو نقص, فلما سلم قيل له : يا رسول الله ! أحدث فى الصلاة شىء؟ قال: و ما ذاك ؟ قالوا: صليت كذا و كذا , فثنى رجليه و استقبل القبلة و سجد سجدتين ثم سلم, فلما أقبل علينا بوجهه قال : انه لو حدث فى الصلاة شىء لنبأتكم به و لكن انما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فاذا نسيت فذكرونى و اذا شك أحدكم فى صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم يسلم ثم يسجد سجدتين " رواه البخارى (401) و مسلم (1247).

و المعنى أنه اذا شك فى ركعة هل هى الثانية أو الثالثة فتحرى الصواب و غلب على ظنه أنها الثالثة اعتبرها الثالثة و أتم صلاته بناء على ذلك ثم سجد للسهو بعد السلام.

-الثالث : حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اذا شك أحدكم فى صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك و ليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فان كان صلى خمسا شفعن صلاته و ان كان صلى اتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان" رواه مسلم (1272)

و المعنى أنه اذا شك فى ركعة هل هى ثالثة أو رابعة و لم يغلب على ظنه أنها الرابعة فانه يبنى على اليقين و هو الأقل و يأتى بالرابعة و يسجد قبل السلام.

-الرابع : حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ان أحدكم اذا قام يصلى جاء الشيطان فلبس عليه حتى لا يدرى كم صلى فاذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين و هو جالس" رواه البخارى(1232) و مسلم (1265) و لأبى هريرة حديث اخر فى سجود السهو قال " صلى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر فسلم فى ركعتين فقام ذو اليدين فقال : أقصرت الصلاة –يا رسول الله! أم نسيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل ذلك لم يكن , فقال : قد كان بعض ذلك يا رسول الله ! فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس فقال : أصدق ذو اليدين ؟ فقالوا : نعم يا رسول الله ! فأتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بقى من الصلاة ثم سجد سجدتين و هو جالس بعد التسليم" رواه البخارى (482) و مسلم (1290) و اللفظ له.

و الركعتان الأخيرتان من الصلاة أتى بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يحصل فيهما نقص و انما زيد فيها تسليم فى وسطها فسجد له النبى صلى الله عليه و سلم بعد السلام.

-الخامس : حديث عبد الله بن بحينة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم صلى بهم الظهر فقام فى الركعتين الأوليين لم يجلس فقام الناس معه حتى اذا قضى الصلاة و انتظر الناس تسليمه كبر و هو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم" رواه البخارى(829) و مسلم (1269)

و الذى حصل فى الصلاة نقص التشهد الأول و الجلوس له و قد سجد له الرسول صلى الله عليه و سلم قبل السلام و ذكر النووى فى المجموع (4\35) أن الأحاديث الصحيحة التى تدور عليها أحكام سجود السهو ستة: و هى الأحاديث الخمسة التى تقدمت الا أنه لم يذكر حديث ابن مسعود فى زيادة ركعة خامسة و ذكر حديثى أبى هريرة و السادس عنده حديث عبد الرحمن بن عوف وهو بمعنى حديث أبى سعيد المتقدم , أخرجه الترمذى (398) و ابن ماجة(1209).

و الوجوه التى ذكرها الشيخ رحمه الله عن الامام أحمد :

-الأول : و هو السلام من اثنتين جاء فى حديث أبى هريرة.

-الثانى : الزيادة ,  و قد جاءت فى حديث ابن مسعود.

-و الثالث و الرابع : النقص و القيام من الثنتين و لم يتشهد, قد جاء فى حديث عبد الله بن بحينة,

-و الخامس : السلام من ثلاث , و قد جاء فى حديث عمران بن حصين رضى الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى العصر فسلم فى ثلاث ركعات , ثم دخل منزله, فقام اليه رجل يقال له الخرباق و كان فى يديه طول, فقال : يا رسول الله ! فذكر صنيعه , و خرج غضبان يجر رداءه حتى انتهى الى الناس , فقال : أصدق هذا ؟ قالوا : نعم , فصلى ركعة ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم" رواه مسلم (1293)

و الرسول صلى الله عليه و سلم أتى بالركعة الباقية و قد زاد تسليما قبلها فسجد له صلى الله عليه و سلم و سلم بعده.

انظر مسائل الامام أحمد برواية ابنه صالح (3\217) و مسائل الامام أحمد و اسحاق بن راهوية برواية الكوسج (1\268) و المغنى لابن قدامة (2\403).