إسماعيل بن كثير

           ترجمة الحافظ ابن كثير  للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة "امام و خطيب المسجد الحرام سابقا    "رحمهما الله                                  (1)"                          

 

 

نسبه و ميلاده و شيوخه و نشأته

هو أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن الشيخ أبى حفص شهاب الدين عمر خطيب قريته ابن كثير  بن ضوء بن كثير بن زرع القرشى البصروى الأصل الدمشقى المولد و المنشأ و التعليم .

ولد بمجدل القرية من أعمال مدينة بصرى شرق دمشق سنة احدى و سبعمائة و كان أبوه خطيبا و مات أبوه فى الرابعة من عمره فرباه أخوه الشيخ عبد الوهاب و به تفقه فى مبدأ أمره .

ثم انتقل الى دمشق سنة 706 فى الخامسة من عمره و تفقه بالشيخ برهان الدين ابراهيم عبد الرحمن الفزازى الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة 729 و سمع بدمشق من عيسى بن المطعم و من أحمد بن أبى طالب المعمر أكثر من مائة سنة الشهير بابن الشحنة و بالحجار المتوفى سنة 730 و من القاسم بن عساكر(2) , و ابن الشيرازى و اسحاق بن الامدى (3) و محمد بن زراد و لازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال و أطراف الكتب الستة  المتوفى سنة 724  و به انتفع و تخرج و تزوج بابنته و قرأ على شيخ الاسلام تقى الدين ابن تيمية المتوفى سنة 728 كثيرا و لازمه و أحبه و انتفع بعلومه و على الشيخ الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبى محمد بن أحمد بن قايماز المتوفى سنة 748 و أجاز له من مصر أبو موسى القرافى و الحسينى و أبو الفتح الدبوسى و على بن عمر الوانى و يوسف الختى و غير واحد.

و قال الحافظ شمس الدين الذهبى فى المعجم المختص " الامام المفتى المحدث البارع فقيه متقن و مفسر نقال و له تصانيف مفيدة"

و قال الحافظ ابن حجر فى الدرر الكامنة :" اشتغل بالحديث مطالعة فى متونه و رجاله و كان كثير الاستحضار حسن المفاكهة سارت تصانيفه فى حياته و انتفع الناس بها بعد وفاته و لم يكن على طريق المحدثين فى تحصل العوالى و تمييز العالى من النازل و نحو ذلك من فنونهم و انما هو من محدثى الفقهاء. و أجاب السيوطى عن ذلك فقال " العمدة فى علم الحديث على معرفة صحيح الحديث و سقيمه و علله و اختلاف طرقه و رجاله جرحا و تعديلا و أما العالى و النازل و نحو ذلك فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة" ا.ه

و قال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بابن تغرى بردى الحنفى فى كتابه المنهل الصافى و المستوفى بعد الوافى " الشيخ الامام العلامة عماد الدين أبو الفداء ...لازم الاشتغال و دأب و حصل و كتب و جمع و صنف و درس و حدث و ألف و كان له اطلاع عظيم فى الحديث و التفسير  و الفقه و العربية و غير ذلك و أفتى و درس الى أن توفى."

و اشتهر بالضبط و التحرير و انتهت اليه رياسة العلم فى التاريخ و الحديث و التفسير و هو القائل:

" تمر بنا الأيام تترى و انما                                                                نساق الى الاجال والعين تنظر

فلا عائد ذاك الشباب الذى مضى                                                           و لا زائل هذا المشيب المكدر"

 

و تلامذته كثيرة : منهم ابن حجى و قال فيه  " أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث و أعرفهم بجرحها و رجالها و صحيحها و سقيمها و كان أقرانه و شيوخه يعترفون له بذلك و ما أعرف أنى اجتمعت به على كثرة ترددى اليه الا واستفدت منه".

و قال ابن العماد الحنبلى فى كتابه شذرات الذهب " الحافظ الكبير عماد الدين حفظ التنبيه و عرضه سنة 18 و حفظ مختصر ابن الحاجب و كان كثير الاستحضار قليل النسيان جيد الفهم يشارك فى العربية و ينظم نظما وسطا قال فيه ابن حبيب : سمع و جمع و صنف و أطرب الأسماع بالفتوى و شنف و حدث و أفاد و طارت أوراق فتاويه الى البلاد و اشتهر بالضبط و التحرير".

 

مؤلفاته من كتب مطولة و رسائل مختصرة:

 

(1)   و من مؤلفاته تفسير القران الكريم و هو من أفيد كتب التفسير بالرواية يفسر القران بالقران ثم بالأحاديث المشهورة فى دواوين المحدثين بأسانيدها و يتكلم على أسانيدها جرحا و تعديلا فيبين ما فيها من غرابة أو نكارة أو شذوذ غالبا ثم يذكر اثار الصحابة و التابعين . قال السيوطى فيه  " لم يؤلف على نمطه مثله "

(2)   و التاريخ المسمى "البداية و النهاية " ذكر فيه قصص الأنبياء و الأمم الماضية على ما جاء فى القران الكريم و الأخبار الصحيحة و يبين الغرائب و المناكير و الاسرائيليات ثم يحقق السيرة النبوية و التاريخ الاسلامى الى زمنه ثم ينتقل الى الفتن و أشراط الساعة و الملاحم و أحوال الاخرة . قال ابن تغرى بردى : وهو فى غاية الجودة ا.ه و عليه يعول البدر  العينى فى تاريخه.

(3)   و كتاب ( التكميل فى معرفة الثقات و الضعفاء و المجاهيل ) جمع فيه كتابى شيخيه المزى و الذهبى و هما (تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ) و (ميزان الاعتدال فى نقد الرجال) مع زيادات مفيدة  فى الجرح و التعديل.

(4)   و كتاب ( الهدى و السنن فى أحاديث المسانيد و السنن) و هو المعروف بجامع المسانيد جمع فيه مسند الامام أحمد و البزار و أبى يعلى و ابن أبى شيبة مع الكتب الستة : الصحيحين و السنن الأربعة , و رتبه على الأبواب.

(5)   (طبقات الشافعية) مجلد وسط و مع مناقب الشافعى.

(6)   و خرج أحاديث أدلة التنبيه فى فقه الشافعية.

(7)   و خرج أحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلى.

(8)   و شرع فى شرح البخارى و لم يكمله.

(9)   و شرع فى كتاب كبير فى الأحكام – لم يكمل , وصل فيه الى الحج.

(10)                       و اختصر كتاب ابن الصلاح فى علوم الحديث – و هو هذا – قال الحافظ العسقلانى : و فيه فوائد.

(11)                       و مسند الشيخين – يعنى أبى بكر و عمر.

(12,13) السيرة النبوية مطولة مختصرة , ذكرها فى تفسيره فى سورة الأحزاب فى قصة غزوة الخندق.

(14) كتاب المقدمات ذكره فى مختصر مقدمة ابن الصلاح و أحال عليه.

(15) مختصر كتاب المدخل للبيهقى كما ذكره فى مقدمة هذه الرسالة .

(16) رسالة فى الجهاد – وهى مطبوعة.

 

وفاته:

قال صاحب المنهل الصافى : توفى فى يوم الخميس السادس و العشرين من شعبان سنة أربع و سبعين و سبعمائة عن أربع و سبعين سنة .

قال الحافظ  ابن حجر : و كان قد أضر – يعنى فقد بصره – فى اخر حياته , رحمه الله و رضى عنه.

 

 

 

 

(1)   نقلا عن المنهل الصافى و المستوفى بعد الوافى) نسخة مخطوطة بمكتبة شيخ الاسلام بالمدينة المنورة للمؤرخ الشهير أبى المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بابن تغرى بردى الأتابكى الظاهرى صاحب النجوم الزاهرة فى أخبار مصر و القاهرة  المولود سنة 812 و المتوفى فى شهر ذى الحجة سنة 874 , و من كتاب (الدرر الكامنة) للحافظ ابن حجر العسقلانى المتوفى سنة 852 و من ( ذيل التذكرة للحافظ أبى المحاسن الحيسنى) و من ذيل ( الطبقات) لجلال الدين السيوطى المتوفى سنة 912 , و من ( شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ) لعبد الحى بن العماد الحنبلى المتوفى سنة 1080 ج6 ص 238 , و من الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقى المتوفى سنة 842.

(2)   هو مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر – ابن عساكر المتوفى سنة 723.

(3)   هو اسحاق بن يحيى الامدى شيخ الظاهرية عفيف الدين المتوفى سنة 725.

 

- المصدر : مقدمة الباعث الحثيث فى شرح علوم الحديث للشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله.

shock drop air force 1 full uv reactive | adidas chunky sneakers white gold women jeans size

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء: