كلمة الشيخ علي الحلبي عن أحداث لبنان

كلمة فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي حول أحداث لبنان الأخيرة . . .


قال فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي في لقاء البالتوك الذي عقد يوم الخميس 7/شعبان/1427هـ الموافق 31/8/2006:

« . . .
وكلمتي في هذه الأمسية لها جانبان:

الجانب الأول: متعلِّقٌ بتلكم الفتنة التي صعقت الأمَّة قبل أسابيع في تلكم الحرب الظالمة التي أوقعها اليهود على إخواننا المسلمين في لبنان، وانتهت الحرب على ما عَرَفَ الجميع، وانفضَّ الجمع على ما تناهى إلى الأسماع الخبر، ولكن لا بدَّ من وقفة، وهذه الوقفة ترتضبها أمور:

أمّا الأمر الأول: فإنه لا يجوز لمسلمٍ رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً- أن يلين قلبه لليهود الذين هم أشدُّ الناس عداوة للذين آمنوا بنصِّ كتاب الله؛ لأنَّهم قتلة الأنبياء، وإخوان القردة والخنازير، وهم يكيدون الليل والنهار للفتك بالمؤمنين، ولو تحت مسمَّياتٍ شتَّى، وعناوين متعددة.

النقطة الثانية: بغض النظر عن أسباب أو مسبِّبات الحرب واعتباراتها، وما سبق من قبل وما ورد من بعد، فيكفينا أنَّ من تزعَّم هذه الحرب من الجانب الذي كان ضدَّ اليهود أعلن قبل أيام أنَّه لو عَلِمَ أنَّ حجم الفتنة والمحنة والحرب سيكون بهذه الصورة لما أقدم على مسبِّبات هذه الحرب وأبوابها، وهذه ذكَّرنا بكلمةٍ لقيت استنكاراً كبيراً من بعض القادة والحكَّام المسلمين في أوَّل الحرب؛ حيث وصفوا هذا الفعل بأنّه مغامرة، وثارت دنيا الناس العاطفيين الحماسيين ولم تقعد بحيثُ وُجِّهتْ طعونات وكلمات وإلى آخر هذه الأمور تعاطفاً حماسيَّاً مع كلِّ من ضد اليهود، وهذه طبيعتنا نحن المسلمين بعامَّة والعرب بخاصَّة؛ نتعاطف مع كلِّ أحدٍ يناوئ اليهود ويقاومهم ولو في الصورة، وإن كانت الحقيقة غير ذلك، ولو لم تكن عقيدته كعقيدتنا نحن أهل السنَّة، حتى قال قائلهم في فترة من الفترات: (لو أنَّ الشيطان قاتل اليهود وقفتُ مع الشيطان).

النقطة الثالثة: أنَّ الخطر الكبير الذي يهدّد المسلمين ليس هو الحرب، ولا الموت، ولا القتل، وليس هو الدمار، وليس هو ما يجري، وجرى، وقد يجري، وإنَّما الذي يُهدِّد المسلمين: الخلل العقائديّ الذي قد يُصيبهم، ويجعل الباطل عندهم حقاً، والحقَّ عندهم باطلاً، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول فيما يرويه عن ربه كما في «صحيح البخاري» عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله -تعالى-: «من عادى لي وليَّاً فقد آذنته بالحرب»، فأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- هم خيار الأمَّة، وأبرارها، وصفوتها، وسادة أوليائها، فكيف إذا عرفنا أنَّ ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم يُكفِّرُ هذه الجلَّة المباركة، ويُكفِّر هذه الصفوة المختارة ولو بتقيَّةٍ يُظهر فيها خلاف ما يُبطن، ويُلبِّسُ فيها على الناس بعبارات مطّاطة تخدع الجاهل، وتغرُّ الغافل، وأنا أتذكر كلمة قالها من قاد هذه الحرب من الجهة التي ناوأت اليهود من المسلمين أنه عندما ذكر مقدمةً لبعض خطاباته قال: (الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الطاهرين، وعلى صحبه المنتجبين) المنتجب هو: المختار، والمنتقى، وهذه كلمة تلتقى ما ورد في كتاب «الكافي» لهم عن أبي جعفر، وكتاب الكافي بالمناسبة هو أصح الكتب بعد كتاب الله عند الروافض، قالوا عن أبي جعفر إنه ارتدَّ الناسُ في عصر محمد إلا أربعة، أي: طبعاً من غير آل البيت، فإذا كان الصحابة خيار الأمَّة وأبرارها مكفَّرين عند هؤلاء، والذي يُعادي أولياء الله من عامَّة المسلمين موعودٌ ومتوعَّدٌ بالحرب، فكيف إذا كفَّر وليس فقط عادى خيار المسلمين وهم أصحاب رسول الله، فالحرب مع الله، هذه حقيقة جزئيَّة وإلا فإنَّ وجوه الخلاف والنقد والبيان والاختلاف كثيرة وكبيرة جداً، ودعونا من الكلام الذي يقوله بعض السياسيين وبعض عامَّة الدعاة عندما يقولون: لا فرق بين السنّة والشيعة، هذه مكابرة؛ إذا نحن لم نعتبر فرقاً بين السنّة والشيعة باعتبارنا أهل سنَّة فلن يُمرِّر الشيعة هذا الأمر، وما يجري في العراق أكبر دليل على ما أقول، ومن توهَّم أنَّ روافض العراق يختلفون عن روافض لبنان أو روافض إيران، أو روافض الباكستان فهو مخطئ خطأً كبيراً جداً وعليه أن يُراجع نفسه، وأن لا يجعل الإعلام يُغيِّرُ أفكاره وأقواله وحقائقه.

المهم والخلاصة -ولا أريد أن أطيل-: أنَّ الخطر العقائدي الذي نتوقعه بعد هذه الحرب من تحسين الظن بمن هم ليسوا أهلاً لهذا الظن الحسن في عقائدهم المنحرفة وفي أفكارهم الموبوئة هو أخطر من مجرَّد حرب يدَّعي أطرافها -جميعاً- إلى الآن أنَّهم منتصرون، وأنًّهم كذا وكذا مما هو سهل قوله، ويسيرٌ كلامه، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، فليتَّعظ المسلمون، وليستيقظ المسلمون، وليعلموا أنَّ خطر العقيدة، وشرر الخلل فيها شرٌّ بألف مرّةٍ ومرّة من كلِّ خطرٍ يُصيبُ الأمَّةَ في مالها، أو في نفسها، أو في أيِّ شيءٍ من أشيائها، فهذا سرعان ما يزول، والله وليُّ المتقين، والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين».

 منقول عن شبكة البرق السلفية

JuzsportsShops , Achète, vends ou échange les vêtements, chaussures et accessoires que tu ne portes plus ! | This Nike Dunk Low Gets Ready for the 75th Anniversary of the NBA - nike acquit run 2 heel height chart for kids - Grailify

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء: