الحمد لله الحمد لله الذي بعثه نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في خير القرون وأختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولا وأقومهم دينا وأغزرهم علما وأشجعهم قلوبا قوماً جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على المشركين والكافرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلي الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا عباد الله لقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم انه قال: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) فاتقوا الله عباد الله واعرفوا ما منّ الله به على نبيكم محمد صلي الله عليه وسلم من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا به الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم افضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه تشهد بذلك أفعالهم وتنطق به آثارهم وكان أجلهم قدرا وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبا بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر رضي الله عنه وفي مثل ليلة اليوم الثالث والعشرين من جمادي الأخر عام ثلاثة عشر من الهجرة توفي رضي الله عنه بعد أن خلف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في أمته بإشارة من بإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم أو بنص صريح كما ذهب إلي ذلك طائفة من علماء أهل السنة ففي صحيح البخاري: ( أن امرأة أتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حاجة فأمرها أن ترجع إليه فقالت ا رأيت إن لم أجدك كأنها تريد الموت قال:فأتي أبا بكر وهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يكتب كتاباً لأبي بكر حتى لا يختلف الناس في خلافته ثم قال يأبى الله والمسلمون إلا أبى بكر) وهذا اشد وقعا من الكتاب لانه لو كتب له لكانت خلافته بنص من الرسول صلي الله عليه وسلم ينقاد لها المسلمون بكل حال ولكن لما كانت خلافته بإجماع المسلمين وكان ذلك بإشارة من رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ذلك اشد وأوطد أقول إن النبي صلي الله عليه وسلم قال للمرأة :(إن لم تجدني فأتى أبا بكر ) وهم صلي الله عليه وسلم أن يكتب كتابا لأبى بكر أن يكون خليفة بعده ثم قال :(يأبى الله والمسلمون الا أبا بكر ) وفي رواية معاذ الله وفي رواية إن النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم قال: (معاذ الله أن يختلف المسلمون في أبى بكر ) وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على الناس في الصلاة فصار إمام للمسلمين في الصلاة مرض النبي صلي الله عليه وسلم أمره النبي صلي الله عليه وسلم علي المسلمين في الحج في السنة التاسعة في السنة التاسعة من الهجرة وكل هذا إشارة من النبي صلي الله عليه وسلم إلى أن أبا بكر هو الخليفة إلى أن أبا بكر رضي الله عنه هو الخليفة من بعد الرسول صلي الله عليه وسلم ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى أبي بكر لخلفه النبي صلى الله عليه وسلم في الامامتين إمامة الصلاة وإمامة الحج ولهذا قال الإمام احمد بن حنبل رحمه الله: ( لا يطعن في خلافة الصديق وسائر الخلفاء الأربعة لا يطعن فيها احد الا كان أضل من حمار أهله) كان أبو بكر رضي الله عنه من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له بن الدغنة سيد القارة أمام أشراف قريش بما شهدت به خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له بن الدغنة: ( انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتغري الضيف وتعين على نوائب الحق) وكانت هذه الأوصاف هي الأوصاف التي ذكرتها خديجة للنبي صلي الله عليه وسلم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بادر أبو بكر رضي الله عنه إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه إلى الإيمان بل امن به فورا ولازم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم طول إقامته بمكة وصحبه في هجرته صلى الله عليه وسلم في المدينة وشهد معه جميع الغزوات وأسلم على يديه يدي ابوبكر رضي الله عنه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين وأشترى رضي الله عنه سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم رضي الله عنهم منهم بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامر بن فهيرة الذي صحبهما في هجرتهما ليخدمهما كان النبي رضي الله عنه أول من جمع القرآن و أول من سمي القرآن مصحفا و أول من سمي خليفة في هذه الأمة و أول من ولي الخلافة وأبوه حي و أول خليفة مات وأبوه حي كان أبو بكر رضي الله عنه أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ومدلول كلامه وفحواه فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في أخر حياته وقال:(إن عبداً خيره الله تعالي بين الدنيا وبين ما عنده فأختار ما عند الله ) ففهم أبو بكر رضي الله عنه أن المخير رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فعجب الناس من بكائه لأنهم لم يفهموا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما فهم وكان رضي الله عنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلي الله عليه وسلم في ابوبكر وهو يخطب الناس:(إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته ) هكذا قال نبي الله صلي الله عليه وعلى اله وسلم : (لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) لم يقل لاتخذت علي بن أبى طالب ولا العباس بن عبد المطلب ولا غيرهما من أقاربه ولا عمر ولا عثمان لكنه قال: ( لو اتخذت لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) فرضي الله عن أبى بكر وجاء مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله إنه كان بيني وبين أبن الخطاب يعني عمر شئ فأسرعت إليه ثم ندمت ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر ) ثم إن عمر رضي الله عنه ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أسم أبو بكر قالوا لا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ما يكره فجثا على فجثا رضي الله عنه على ركبتيه فقال: ( يا رسول الله والله أنا كنت أظلم والله أنا كنت أظلم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم معلنا فضل أبى بكر :(إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مر تين ) فما أوذي أبو بكر بعدها رضي الله عنه بعد ذلك وكان رضي الله عنه أثبت الصحابة عند النوازل وأشدهم قلبا ففي صلح الحديبية لم يتحمل كثير من الصحابة رضي الله عنهم الشروط التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش وكان من هذه الشروط أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية دون أن يكمل عمرته وأن من جاء من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم رده إليهم وإن كان مسلما ومن جاء من المسلمين إلى قريش لم يرد إلى المسلمين فشق ذلك على المسلمين كثيرا حتى إن عمر وهو عمر رضي الله عنه راجع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:(إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري) فذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنه فذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنه يستعين به على مشورة رسول الله صلي الله عليه فكان جواب أبى بكر كجواب النبي صلي الله عليه قال له ابوبكر أي لعمر: ( أيها الرجل انه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بقفزه فوالله انه على الحق) فكان جواب أبى بكر رضي الله عنه كجواب النبي صلي اله عليه وسلم سواء بسواء وفي هذا دليل على أن أبا بكر رضي الله عنه أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتاً في موطن الضيق ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أندهش المسلمون لذلك حتى قام عمر حتى قام عمر رضي الله عنه وانكر موته وقال: (والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وليبعثن الله فليقطعن أيد رجال وأرجلهم) ولكن أبا بكر رضي الله عنه كان له منزل بالسلح وكان قد خرج صبيحة موت الرسول صلي الله عليه وسلم لانه النبي صلي الله عليه وسلم في صبيحتها كان احسن ما يكون واشفي ما يكون فاستبعد رضي الله عنه أن يموت فخرج إلى مكانه السنح فلما بلغه الخبر رجع إلى المدينة فكشف رضي الله عنه عن رسول صلي الله عليه وسلم فقبله فقال: ( بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتا ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطبهم الناس بقلب ثابت وقال كلماته المشهورة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب بل بفوق ماء الذهب قال رضي الله عنه :( ألا من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وتلا قوله تعالى:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وقوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) قال عمر بن الخطاب فما والله ما سمعتها ألا عقلتها فما تقلني رجلاي واصبح المسلمون في المسجد يرددون هذه الآية ولما أراد أبو بكر رضي الله عنه أن ينفذ جيش أسامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم راجعه عمر وغيره من الصحابة أن لا يسير الجيش لانهم محتاجون اليه في قتال أهل الردة لكنه رضي الله عنه صمم على تنفيذه وقال: ( والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن الطير تخطفنا) فهذه المقامات الثلاث يتبين بها قوة أبى بكر الصديق رضي الله عنه وانه اشد الصحابة ثباتا فنسال الله تعالي أن يمن علينا بصحبته في جنات النعيم مع نبينا صلي الله عليه وسلم وسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرتد من أرتد من العرب وارتد من ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم ابوبكر على قتالهم فراجعه من راجعه في ذلك فصمم على قتالهم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعرفت أن ذلك هو الحق وصف أبا بكر علي رضي الله عنه فقال: ( كنت أول الناس إسلاما وأخلصهم إيمانا وأحسنهم صحبة وأشبههم برسول الله صلى الله عليه هدياً وسمتا وأكرمهم عليه خلفةً في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف متواضعاً في نفسك عظيماً عند الله أقرب الناس عندك أطوعهم لله واتقاهم) وقال رضي الله عنه: ( كان أبو بكر خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم رضيه الرسول صلي الله عليه وسلم لديننا فرضيناه لدنيانا) تولي أبو بكر الخلافة بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم فسار في الناس سيرة حميدة فبارك الله في مدة خلافته على قلتها فقد كانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال ومات رضي الله عنه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاثة وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاثة عشر من الهجرة وكان من بكرته رضي الله عنه أن خلف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان ذلك من حسنات أبي بكر رضي الله عنه وعن جميع الصحابة انه على كل شئ قدير أيها المسلمون هذا هو احد الصحابة الفضلاء الكرماء وقد قال الله تعالي: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)اللهم أنا نسالك اللهم انا نسالك اللهم انا نسالك بأسمائك الحسني وصفاتك العليا أن تجعلنا من من اتبعوهم بإحسان وان تحشرنا في زمرتهم وان تجمعنا بهم في جنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه أجمعين. الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر والتابعين لهم بإحسان ما بدأ الصباح وأنور وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
فان صحابة النبي صلي الله عليه وسلم هم خير القرون بشهادة النبي صلي الله عليه وسلم هم افضل الناس أقربهم إلى الله عز وجل فقد قال الله تعالي فيمن بايع تحت الشجرة:(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) وكانوا نحو ألف وأربعمائة رجل قال النبي صلي الله عليه وسلم: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة) وأصحاب بدر قال الله تعالي فيهم فيما يرويه عنه صلي الله عليه وسلم : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم: ( انهم خير القرون) قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله في العقيدة الواسطية : ( إنه لا كان ولا يكون مثلهم وما جري بينهم فان أهل السنة والجماعة يمسكون عن ما جري بينهم ولا يتحدثون به) لانه إذا تحدث الناس لا سيما عند العامة فيما جري بينهم فانه لابد أن ينقدح في قلوب من لا يفهمون شيئا من الغل علي هؤلاء أو على هؤلاء ولهذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة الإمساك عن ما جري من الفتن بين الصحابة قال الناظم : ( ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جري بينهم كان اجتهادا مجردا ) فالذي حصل هو اجتهاد المصيب منهم له الأجر مرتين والمخطئ منهم له اجر واحد ولقد عفا الله تعالي عن خطئه وها أنا انقل لكم شيئا من ما قاله العلماء فيما جري بين الصحابة من الحروب والفتن نقل السفاريني رحمه الله عن صاحب نهاية المبتدئين أحد علماء الحنابلة المعتبرين قال: ( يجب حب الصحابة والكف عن ماجري بينهم كتابة وقراءة وإقراء وسماعا وتسميعا ويجب ذكر محاسنهم والترضي عنهم والمحبة لهم وترك التحامل عليهم واعتقاد العذر لهم وإنهم فعلوا ما فعلوا باجتهاد صايغ لا يوجب كفرا ولا فسقا) وكان الإمام احمد رحمه الله ينكر على من خاض يعني في ذلك ويثمن أحاديث الفضائل وقال : ( السكوت عن ما جري بينهم ) وقال بعض المحققين البحث في هذا ليس من العقائد الدينية وليس مما ينتفع به في الدين بل ربما اضر باليقين فلا جرم أن السلامة كف اللسان عن هذا المدخل الضيق العظيم وقال أبو زرعة وهو من اجل شيوخ أصحاب مسلم صاحب الصحيح قال : ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك كان حق والرسول حق وما جاء به حق ولم يودي ذلك كله ألا الصحابة فمن جرحهم فإنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة أقوم والحق ) هكذا ذكره السفاريني في شرحه على عقيدته المذكورة في الصفحة التاسعة والثلاثين بعد المائة في الجزء الثاني فمن احب يكمل ما قاله فليذهب إليه أيها الاخوة المسلمون انه يجب علينا أن نسكت عن ما جري بين الصحابة والذي جري بين الصحابة إنما كان بعد انقراض الخلفاء الثلاثة أبى بكر وعمر وعثمان حين انتشرت الأهواء ودخل في الدين من يكره الدين ويكره أهل الدين فحصلت الفتن وحصل القتال ولكنه كان عن اجتهاد فالواجب علينا أن نكف عن ما جري بين الصحابة وان ننزه ألسنتنا عنه كما نزه الله عنه أسيافنا ذكر إن عمر بن عبد العزيز رحمه الله سال عن ذلك فقال: ( تلك دماء طهر الله أسيافنا منها فيجب علينا أن نطهر ألسنتنا ) ولقد صدق رحمه الله إن الذي ينبغي لنا والذي يجب علينا أن ننشر فضائل الصحابة وأن نكف عن مساوئهم وأن نعتقد أن ما جري منهم فإنه مغمور إلي جنب فضائلهم التي لا يلحقون بها اللهم ارضي عن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أجمعين اللهم ارضي عنهم أجمعين اللهم كف السنة الحاقدين عليهم يا رب العالمين اللهم اجعلهم مدفوعين لنا ونحن أتباعا لهم يا رب العالمين .
من موقع الشيخ ابن عثيمين
001 - DC4091 - NikesneakersShops , nike air chromeposite for sale california cheap - Jordan Jordan 1 Mid MMD (Black) | Página no encontrada - Facultad de Enfermería y Fisioterapia Salus Infirmorum