1- الدلالة القرآنية. 2- التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة (ط). مرضه: أصيب عام 1371هـ بمرض ضغط الدم وضيق الشرايين وكانت أعراضه تبدو بعض الساعات في الكلام فيقف ولو كان يقرأ القرآن، ثم يتكلم ويرجع كعادته فسافر إلى لبنان عام 1372هـ على نفقة الحكومة السعودية أيدها الله، وبقي في لبنان شهراً يعالج وشفاه الله وبعد أن رجع إلى مدينة عنيزة باشر أعماله التي كان يباشرها قبل مرضه من تدريس وإفتاء وتصنيف وخطابة جمعة وإمامة. فعاوده المرض فلما كان في شهر جمادى الآخرة سنة 1376هـ أحس بالذي فيه وكان معه مثل البرد والقشعريرة وفي ليلة الأربعاء 22 من الشهر المذكور عام 1376هـ بعد فراغه من الدرس المعتاد العمومي الذي يشبه محاضرة من المحاضرات والذي كان يقوم بإلقائه على الجماعة في المسجد بعد فراغ من هذا الدرس أحس بثقل وضعف حركة بعد الصلاة وفراغها فأشار إلى بعض تلامذته أن يمسك بيده ويذهب معه إلى داره ففعل فهرع معه أناس من الحاضرين فلم يصل إلى داره إلا وقد أغمي عليه وبعد ذلك أفاق -رحمه الله- وأثنى على الله وحمده وتكلم مع الحاضرين بكلام حسن طيب ثم عاوده الإغماء فلم يتكلم بعد ذلك. فلما أصبحوا صباح الأربعاء دعوا الطبيب فقرر أنه نزيف في المخ وإن لم يتدارك فوراً فإنه يموت فأبرقوا إلى جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بذلك فأصدر أمره الكريم عاجلاً بكل ما يلزم فقامت الطائرة فوراً وفيها مهرة من الأطباء والعلاجات إلى مدينة عنيزة ولكن الجو كان ملبداً بالغيوم والرعد والبرق والعواصف الشديدة فلم تستطع الطائرة الهبوط على أرض المطار فتوفي -رحمه الله- قبل فجر يوم الخميس الموافق 22 جمادى الآخرة سنة 1376هـ فأصب الناس لموته فانهمرت الدموع ووجفت القلوب وصلى عليه الناس بعد صلاة ظهر يوم الخميس في حشد عظيم لم يشهد في عنيزة له
مثيل فامتلأ الجامع بالمصلين والمشيعين، وانهمرت العيون بالدموع وانطلقت الألسن بالترحم عليه والدعاء له بالمغفرة والرضوان، فلما صلى عليه، حملوه فوق الأعناق بزحام شديد إلى مقبرة الشهوانية المعروفة بمدينة عنيزة. فبعد ذلك هتفت التعازي بالبرقيات من المعزين من جميع الجهات ورثى بمراث كثيرة يصعب عدها وخلف ثلاثة أبناء: هم عبد الله، ومحمد، وأحمد -غفر الله للشيخ المترجم عبد الرحمن بن سعدي ورحمه وعفا عنه فإنه كان من العلماء العاملين الورعين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
المصدر : مشاهير علماء نجد و غيرهم للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف ال الشيخ رحمه الله - الطبعة الأولى - المجلد الثالث
|