الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع:
مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال. قال تعالى : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }, وقد وضح ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : خط لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطاً فقال هذا سبيل الله, ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله, ثم قال : وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه... ثم تلا : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه, ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } . فمن أعرض عن الكتاب والسنة تنازعته الطرق المضللة والبدع المحدثة, فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية : الجهل بأحكام الدين, اتباع الهوى, التعصب للآراء والأشخاص, التشبه بالكفار وتقليدهم, ونتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل :
السبب الأول : الجهل بأحكام الدين : كلما امتد الزمن وبعد الناس عن آثار الرسالة قل العلم وفشي الجهل, كما أخبر بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : { من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ) وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) , فلا يقاوم البدع إلا العلا والعلماء, فإذا فقد العلم والعلماء أتيحتالفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر, ولأهلها أن ينشطوا .
السبب الثانــي : اتباع الهوى : من أعرض عن الكتب والسنة اتبع هواه, كما قال تعالى : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}
وقال تعالى : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم الله على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله }, والبدع إنما نسيج الهوى المتبع .
السبب الثالث : التعصب لآراء الرجال : التعصب لآراء الرجال يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق قال تعالى : { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءابائنا } , وهذا هو شأن المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والفبوريين إذا دعوا إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما احتجوا بمذاهبهم ومشائخهم وآبائهم وأجدادهم .
السبب الرابع : التشبه بالكفار : التشبه بالكفار هو من أشد ما يوقع في البدع كما في حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر, وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم, يقال لها ذات أنواط, فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط, فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الله أكبر, إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى : { اجعل لنا إلاهاً كما لهم ءالهة قال إنكم قوم تجهلون} ( لتركبن سنن من كان قبلكم) . ففي هذا الحديث أن التشبيه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح من نبيهم وهو أن يجعل لهم لآلهة يعبدونها ويتبركون بها من دون الله, وهذا هو نفس الواقع اليوم, فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات كأعياد الموالد وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات وإقامة التماثيل والنصب التذكارية, وإقامة المآتم وبدع الجنائز والبناء على القبور وغير ذلك.
*** من كتاب البدعة : تعريفها – أنواعها - أحكامها لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
75% - تسوق أونلاين في السعودية مع خصم 25 , أحذية ازياء رياضية الجري للرجال , adidas copa mundials in color today schedule 2016 , نمشي | Giftofvision, ALWAYS LIKE A SALE