والعامي من الموحدين يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين ،
قال تعالى : (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )
هذا من العجائب أن العامي غير المتعلم من الموحدين يغلب ألفاً من علماء المشركين ، ذلك لأن العامي عنده الفطرة السليمة التي لم تتلوث بالشكوك والأوهام وقواعد المنطق وعلم الكلام .
أما العالم المشرك فليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح ، وصاحب الفطرة السليمة يتغلب على الذي ليس عنده فطرة ولا علم ، لأن علمه جهل .
إذاً فالناس ثلاثة أقسام :
القسم الأول : من عنده علم صحيح وفطرة سليمة ، وهذا أعلى الطبقات ، وهذا هو الذي أقبل على ربه وأصغى إلى حججه وبيناته ، فصار عنده علم صحيح وفطرة سليمة .
القسم الثاني : من ليس عنده علم لكن عنده فطرة سليمة ، وهو العامي من الموحدين .
القسم الثالث : من ليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح ، وإنما عنده سراب لا حقيقة له ، فهذا يهزم أمام العامي فكيف أمام العالم الذي عنده علم صحيح وفطرة سليمة ؟ فهذا مما يدلك على أن تعلم العلم النافع يكون سلاحاً للمؤمن أمام أعداء الله ورسوله .
" شرح كتاب كشف الشبهات "
لفضيلة العلامة صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله ووفقه ورعاه
منقول من شبكة سحاب السلفية