العقيقة من حق الولد على والده ، وهي الذبيحة التي يذبحها عنه تقربا إلى الله سبحانه وتعالى ، فهي سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد عق عن الحسن والحسين ، كما رواه أبو داود وغيره ، وفعل ذلك صحابته الكرام ، فكانوا يذبحون عن أولادهم ، وفعله التابعون .
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها ، لما رواه الحسن عن سمرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل غلام مرتهن بعقيقته ، قال أحمد : " معناه : مرتهن عن الشفاعة لوالديه " ، وقال ابن القيم : " إنها سبب في حسن سجاياه وأخلاقه إن عق عنه " .
والصحيح أنها سنة مؤكدة ، وذبحها أفضل من الصدقة بثمنها ، وهي شكر لله على تجدد نعمته على الوالدين بولادة المولود ، وفيها تقرب إلى الله تعالى ، وتصدق على الفقراء ، وفداء للمولود .
ومقدار ما يذبح عن الذكر شاتان متقاربتان سنا وشبها ، وعن الأنثى شاة واحدة ، لحديث أم كرز الكعبية ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عن الغلام شاتان متكافئتان ، وعن الجارية شاة رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عائشة .
والحكمة في الفرق بين الذكر والأنثى في مقدار العقيقة ، أنها على النصف من أحكام الذكر ، والنعمة على الوالد بالذكر أتم ، والسرور والفرحة به أكمل ، فكان الشكر عليه أكثر .
ووقت ذبح العقيقة ينبغي أن يكون في اليوم السابع من ولادته ، ولو ذبحها قبل اليوم السابع أو بعده ، جاز .
والأفضل أن يسمى في هذا اليوم ، ففي " السنن " وغيرها : يذبح عنه يوم سابعه ويسمى ، ومن سماه في يوم ولادته ، فلا بأس ، بل هو عند بعض العلماء أرجح من اليوم السابع .
ويسن تحسين الاسم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إنكم تدعون بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فأحسنوا أسماءكم رواه أبو داود .
وكان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ، ويحرم تعبيده لغير الله ، كأن يسمى عبد الكعبة ، وعبد النبي ، وعبد المسيح ، وعبد علي ، وعبد الحسين .
قال الإمام ابن حزم رحمه الله : " اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، كعبد عمر ، وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك ، حاشا عبد المطلب ؛ لأنه إخبار ، كبني عبد الدار وعبد شمس ، ليس من باب إنشاء التسمية بذلك ، وتكره التسمية بالأسماء غير المناسبة ، كالعاصي ، وكليب ، وحنظلة ، ومرة ، وحزن ، وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة الاسم القبيح من الأشخاص والأماكن ، وقال صلى الله عليه وسلم : إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن رواه مسلم وغيره ، فينبغي الاهتمام باختيار الاسم الحسن للمولود ، وتجنب الأسماء المحرمة والمكروهة ؛ لأن ذلك من حق الولد على والده .
ويجزئ في العقيقة ما يجزئ في الأضحية من حيث السن والصفة ، فيختار السليمة من العيب والأمراض ، والكاملة في خلقتها المناسبة في سنها وسمنها ، ويستحب أن يأكل منها ويهدي ويتصدق ، أثلاثا كالأضحية .
وتخالف العقيقة الأضحية في كونها لا يجزئ فيها شرك في دم ، فلا تجزئ فيها بدنة ولا بقرة إلا كاملة ؛ لأنها فدية عن النفس ، فلا تقبل التشريك ، ولم يرد فيها تشريك ، حيث لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه .
وينبغي العناية بأمر المولود بما يصلحه وينشئه على الأخلاق الفاضلة ويكون سببا في صلاحه ، فيحتاج الطفل إلى العناية بأمر خلقه ، فإنه ينشأ على ما عوده المربي ، قال الشاعر :
فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك ، ولهذا تجد بعضا أو كثيرا من الناس منحرفة أخلاقهم بسبب التربية التي نشئوا عليها .
فيجب أن يجنب الطفل مجالس اللهو والباطل وقرناء السوء ، ويجب أن يكون البيت الذي ينشأ فيه بيئة صالحة ؛ لأن البيت بمثابة المدرسة الأولى ، بما فيه من الوالدين وأفراد الأسرة ، فيجب إبعاد وسائل الشر والفساد عن البيوت ، خصوصا في هذا الزمان الذي كثرت فيه وسائل الشر ، وامتلأ بها غالب البيوت ، إلا من رحمه الله ، فيجب الحذر من ذلك .
كما يجب تنشئة الطفل على العبادة والطاعة واحترام الدين والعناية بالقرآن ومحبته ؛ لأنه من أعظم وسائل السعادة في الدنيا والآخرة .
وبالجملة ، يجب على والد الطفل والمتولي شأنه أن يكون قدوة صالحة في أخلاقه وسلوكه وعاداته ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
من كتاب الملخص الفقهي
nike air force 1 low uv | Sb-roscoffShops , air max 90 sz 13 , Just Dropped // Contrast Stitch Air Force 1 Low