أحمد محمد شاكر

السمع و الطاعة

 

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

أحمد محمد شاكر

الشيخ أحمد محمد شاكر الملقب شمس الأئمة أبو الأشبال

           امام من أئمة الحديث فى هذا العصر  "1309-1377"   "1892-1958"

                                                                قمة عالية من تواضع العلماء  كان يبتغى الشاردة من العلم فى أدنى مواقعها كما يتطلبها فى أعلى مجاليها درس علوم الاسلام جميعها فكان عالما فى فنون كثيرة فهو فقيه و محقق و أديب و ناقد لكنه برز فى علم الحديث الذى أولاه من نفسه دراسة وافية حتى صار اماما من أئمته فى هذا العصر رغم اشتغاله بأعمال القضاء الذى تدرج فيه حتى وصل الى عضوبة المحكمة العليا الشرعية اذ كان للقضاء الشرعى كيان مستقل بذاته قبل أن تقوم حكومة الثورة بعد 23 يوليو 1952 بالغائه و ادماج اختصاصه فى القضاء الوطنى .

ذلك هو الشيخ أحمد محمد شاكر بن العالم الأزهرى الجليل محمد شاكر الذى كان وكيلا للأزهر الشريف فى العقد الثانى من القرن الميلادى من أسرة أبى علياء عائلة شريفة المحتد تقطن مدينة جرجا من أعمال محافظة سوهاج ينتهى نسبها الى الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما

مولده و نشأته:

ولد الشيخ أحمد شاكر بعد فجر يوم الجمعة 29 من جمادى الاخرة سنة 1309 هجرية الموافق 29 من يناير سنة 1892 ميلادية بمدينة القاهرة حيث كان والده الشيخ محمد شاكر أمينا للفتوى مع أستاذه الشيخ العباسى المهدى مفتى الديار المصرية وقتئذ.

و لما شب الغلام عن الطوق و بلغ من عمره ثمانى سنوات صدرت أوامر الدولة لوالده بالتوجه الى السودان ذلك أنه أسند اليه منصب قاضى القضاة هناك بتاريخ 11 من مارس سنة 1900 م عقب خمود الثورة المهدية و فى الخرطوم عاصمة السودان ألحق ابنه صاحب هذه الترجمة بكلية غوردون و استمر بها حتى عاد به والده الى مصر اثر نقله لتولى مشيخة علماء الاسكندرية فى 26 من ابريل سنة 1904 م فألحقه وقتئذ بمعهد الاسكندرية الدينى الذى كان شيخا له.

و عندما عين والده وكيلا للأزهر فى 29 من ابريل سنة 1909 م عاد بابنه الى القاهرة حيث انتظم ضمن طلاب الأزهر الشريف و استمر فى الدراسة به حتى جاز الشهادة العالمية فى سنة 1917م.

أساتذته الذين تلقى عنهم:

كان حظ الشيخ أحمد شاكر و قت دراسته بالأزهر الشريف و معاهده أن التقى فى الاسكندرية و فى القاهرة بالكثير من علماء المسلمين فى هذا العصر مصريين و غير مصريين نذكر منهم:

1-     الشيخ محمود أبو دقيقة أحد علماء معهد الاسكندرية و عضو جماعة كبار العلماء فيما بعد فقد حبب اليه الفقه و أصوله و دربه و خرجه حتى تمكن منه.

2-     والده الشيخ محمد شاكر فقد قرأ له و لزملائه فى معهد الاسكندرية التفسير مرتين مرة فى تفسير البغوى و الأخرى فى تفسير النسفى كما قرأ لهم صحيح الامام مسلم و سنن الامام الترمذى و شمائل الرسول صلى الله عليه و سلم و شيئا من صحيح الامام البخارى.        وفى الأصول قرأ لهم جمع الجوامع و شرح الأسنوى على المنهاج و فى المنطق قرأ لهم شرح الخبيصى و شرح القطب  على الشمسية و فى البيان قرأ لهم الرسالة البيانية و فى فقه الحنفية قرأ لهم كتاب الهداية على طريق السلف فى استقلال الرأى و حرية الفكر و نبذ العصبية لمذهب معين.

3-     السد عبد الله بن ادريس السنوسى عالم المغرب و محدثها فقد تلقى عنه الشيخ أحمد شاكر طائفة كبيرة من صحيح الامام البخارى و أجازه بروايته و رواية باقى الكتب الستة.

4-     الشيخ محمد الأمين الشنقيطى أخذ عنه كتاب بلوغ المرام و أجازه به و بالكتب الستة.

5-     الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطى عالم القبائل الملثمة و أجازه بجميع علمه.

6-     الشيخ شاكر الجزائرى سمع منه الحديث فأجازه بجميع الكتب الستة.

7-     الشيخ طاهر الجزائرى عالم السنة المتنقل.

8-     السيد محمد رشيد رضا صاحب دار المنار

9-     الشيخ سليم البشرى أخذ عنه شرح الموطأ

10- الشيخ حبيب الله الشنقيطى أخذ عنه زاد المسلم

كما لقى خلاف من سبق ذكرهم كثيرا من علماء السنة سمع منهم أو قرأوا عليه فكان من أثر هذا اللقاء المتتابع للعلماء أن مهد له أن يستقل بمذهب فى علم الحديث استطاع به أخيرا أن يقف فى منتصف هذا القرن الميلادى من زمماننا المعاصر علما مشهور فى امامة التحديث . و كان أعظم ما استفاده من دراسة الحديث هو ذلك المسلك الخلقى النزيه الذى لزمه فى مناقشة الاراء العلمية , اذ كان يرجع الى الصواب حيث راه كما جعل الأمانة العلمية سبيله الأكيد.

بعده عن التعصب لمذهب معين و سعة نظره:

رغم أن الشيخ أحمد شاكر عند طلبه للعلم تفقه على مذهب أبى حنيفة و نال شهادة العالمية من الأزهر حنفيا وولى القضاء الشرعى يحكم فيه على مذهب الأحناف , لكنه قام بدراسة السنة النبوية أثناء طلب العلم و بعده مدة ثلاثين سنة درس فيها أخبار العلماء و الأئمة و لم يتعصب لواحد منهم , و لم يحد عن سنة الحق فيما بدا له , لذلك فهو يقول عن الامام محمد بن ادريس الشافعى فى مقدمة رسالته التى حققها ( فانى أعتقد غير غال و لا مسرف أن الشافعى لم يظهر مثله فى علماء الاسلام فى فقه الكتاب و السنة و نفوذ النظر فيهما و دقة الاستنباط مع قوة العارضة و نور البصيرة و الابداع فى اقامة الحجة و افحام مناظره فهو صحيح اللسان ناصح البيان فى الذروة العالية من البلاغة تأدب باداب البادية و أخذ العلوم و المعارف عن أهل الحضر حتى سما عن كل عالم قبله و بعده).

الكتب التى قام بتحقيقها و نشرها:

كانت هذه الكتب كثيرة و مشعبة فى فنون كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:

1-     رسالة الامام محمد بن ادريس الشافعى عن أصل تلميذه الربيع بن سليمان الذى كتبه بخط يده فى حياة الشافعى و من املائه و هو أول كتاب عرف به الشيخ أحمد محمد شاكر فى دنيا التحقيق مع اتقانه لفهارسها و الابداع فيها مما لا يكاد يعرف نظيره و هى فى ثلاثة أجزاء مع المقدمة و السماعات و اللوحات المصورة و الاستدراك و جريدة المراجع و المفاتيح و قد بلغت ثمانية فهارس.

2-     اخراجه مسند الامام أحمد بن حنبل , بذل فى احيائه أقصى ما يستطيع عالم من جهد فى الضبط و التحقيق و التعليق و التنظيم لكن المنية عاجلته دون أن يتمكن من تمام اخراجه كاملا و ان كان قدم منه خمسة عشر سفرا فقط.

3-     أخرج الجزء الأول من مسند ابن حبان و جزأين من الجامع الصحيح للترمذى كما شارك فى اخراج تهذيب سنن أبى داود.

4-     قام بشرح مستفيض لكتاب ابن كثير (اختصار علوم الحديث) فى مجلد كبير عظيم النفع لعلماء الحديث و طلابه جلى فيه الكثير من الغوامض و أزال فيه كثيرا من الشبهات.

5-     وفى مجال التفسير قام باعداد (عمدة التفسير) تهذيبا لتفسير ابن كثير و قد أتم منه خمسة أجزاء كما شارك فى تفسير الطبرى فخرج أحاديثه الى الجزء التاسع و علق على بعضها الى الجزء الثالث عشر.

6-     أما فى مجال الفقه و أصوله فقد شارك فى نشر كتاب (الأحكام) لابن حزم الأندلسى و جزأين من (المحلى ) لابن حزم أيضا و كتاب (العمدة فى الأحكام) للحافظ عبد الغنى المقدسى و كتاب جماع العلم للامام محمد بن ادريس الشافعى.

7-     و فى الدراسات الأدبيه شارك فى اخراج (المفضليات للمفضل الضبى ) و الأصمعيات (للأصمعى) و هما الكتابان اللذان يحتلان مكانا مرموقا فى الدراسات الأدبيه المعاصرة للتراث و اخراجه كتاب ( الشعر و الشعراء لابن قتيبة) و كتاب (لباب الاداب لأسامة بن منقذ).

8-     و فى مجال اللغة لا ينسى اللغويون جهده فى اخراج كتاب (المعرب للجواليقى) نشرا علميا دقيقا.

الكتب التى ألفها:

1-     من أهم ما ألفه الشيخ أحمد شاكر كان كتاب (نظام الطلاق فى الاسلام ) دل فيه على اجتهاد صائب و بحث حر فلم يتعصب لمذهب من المذاهب بل سار على طريقة السلف اذ استخرج نظام الطلاق من نص القران الكريم و من بيان السنة المطهرة فيه .

2-     كتاب (الكتاب و السنة) و هو فى الدعوة الى وجوب أخذ القوانين من القران الكريم و السنة النبوية المطهرة.

3-     كتاب (كلمة الحق) و هو فى شئون المسلمين و حرب الوثنية و الشرك و الدفاع عن القران الكريم و عن  السنة النبوية المطهرة و يبدو أنه مقالات كتبها الشيخ أحمد شاكر فى مجلة (الهدى النبوى ) جمعت بعد وفاته احياء لذكره.

4-     كتاب (كلمة الفصل فى قتل مدمنى الخمر) و فيه يستحث ملوك المسلمين و زعماءهم ضد الخمور و تجارها و مدمنيها.

5-     و له فى جميع ما ألفه أو نشره تعليقات دافع فيها عن أحكام الاسلام و ادابه دفاعا تفرد به و نطق فيه بالحق الذى يراه.

الوظائف التى أسندت اليه حتى تاريخ وفاته:

بعد أن نال الشيخ أحمد شاكر شهادة العالمية من الأزهر الشريف فى سنة 1917 ميلادية كما قدمنا فى صدر هذا المقال عين بمعهد عثمان ماهر لكنه لم يستمر فيه غير أربعة أشهر فقط اذ ألحق بالوظائف القضائية بالمحاكم الشرعية ثم قاضيا بها و ظل فى ساحة القضاء الشرعى يتدرج فيه الى أن بلغ فى وظائفه درجة العضوية بالمحكمة العليا ثم أحيل الى التقاعد فى سنة 1951م عند بلوغه سن الستين لكنه كان فى كل يوم من أيام حياته الوظيفية و بعدها لا يترك البحث العلمى محققا و مؤلفا فى الحديث و الفقه و اللغة و الأدب حتى لقى ربه راضيا مرضيا فى فجر يوم السبت 26 من ذى القعدة سنة 1377 ه الموافق 14 من يونية سنة 1958.

المراجع :

1-     رسالة عن حياة الشيخ أحمد محمد شاكر امام المحدثين بقلم شقيقه الأستاذ محمود محمد شاكر مرفقة بكتاب (الكتاب و السنة يجب أن يكونا مصدر القوانين فى مصر) دار الكتب السلفية الطبعة الثالثة سنة 1407 ه

2-     تقديم بقلم شيخ المحققين الأستاذ عبد السلام هارون الأمين العام لمجمع اللغة العربية بتاريخ 13-5-1407 ه الموافق 13- 1- 1987 عن الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر مرفق بكتاب كلمة الحق مكتبة السنة الطبعة الثانية سنة 1408   ه.

3-     كتاب النهضة الاسلامية فى سير أعلامها المعاصرين الجزء الرابع تأليف الدكتور محمد رجب البيومى عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة مطبوعات مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر سنة 1405 ه سنة 1984 م

4-     الرسالة للامام المطلبى محمد بن ادريس الشافعى 150-204 هجرية عن أصل بخط الربيع بن سليمان كتبه فى حياة الشافعى بتحقيق و شرح الشيخ أحمد محمد شاكر الطبعة الأولى سنة 1358 ه 1940 م مكتبة و مطبعة مصطفى البابى الحلبى و أولاده بمصر.

5-     كتاب عن الشيخ (محمد شاكر علم من أعلام العصر) تأليف الشيخ أحمد محمد شاكر عضو المحكمة العليا الشرعية سابقا .

6-     مجلة الأزهر الجزء السادس السنة السابعة و الخمسون جمادى الاخرة سنة 1405 ه مارس سنة 1985م.      

 

"نشر بمجلة الأزهر فى الجزء السادس من السنة الثانية و الستين جمادى الاخرة سنة 1410 ه – يناير 1990م" (منقول بتصرف يسير)   

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

Subscribe to RSS - أحمد محمد شاكر