نبذة عن حياة العلامة المحدث عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش
نسبه : هو الشيخ الحافظ عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش أحد علماء المملكة العربية السعودية و هو من أعلام منطقة نجد.
مولده و نشأته : ولد الشيخ عبد الله فى عام 1373 بمدينة الزلفى و قد تربى فى كنف والدته و هو رضيع ثم ترعرع و نشأ نشأة مباركة عرف من خلالها بالصفات الحميدة و الأخلاق الطيبة من العفاف و الطهارة و حسن الخلق. و فد كان رحمه الله ملازما لخدمة والده منذ الصغر اذا أثرت فيه هذه الملازمة مما جعله فى نفس والده محبوبا اليه يعز عليه مفارقته و قد كان رحمه الله اية فى سرعة الحفظ و الفهم مع الذكاء المتوقد و قد كانت هذه الصفات الموجودة فيه مما دفعته الى طلب المزيد من العلم و المعرفة و طلب العلم من مظانه.
بدايته لطلب العلم : بدأ الشيخ بطلب العلم صغيرا حيث اتجهت أنظاره لطلبه بالجد و الاجتهاد و عدم الاخلاد للكسل فأحب الرحلة لذلك فقدم الشيخ مدينة بريدة عام 1391 و بدأ الدراسة فيها و جد و اجتهد فى سبيل تحصيل العلم على أيدى العلماء العاملين فنزل فى المسجد فى احدى غرفه و ذلك فى مسجد الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله فكان فى كل طلبه للعلم على مشايخه بارزا و نابغا . فأدرك العلم فى وقت قصير و كان سعيه دائما فى تحصيل العلم و ادراكه و اقتناء المؤلفات النادرة فى جميع العلوم الشرعية كالفقه و الحديث و مصطلحه و رجاله و التفسير و غير ذلك. و كان رحمه الله تعالى مكبا على كتب السلف الصالح رحمهم الله تعالى ككتب العقيدة و الفقه و الحديث و لذلك تجده رحمه الله شديد التأثر بهم و بأحوالهم و ذلك ظاهر فى سلوكه و طريقته فى حفظ الوقت و معاملة الطلاب و غيرهم و كان أشد تأثرا بشيخى الاسلام ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب و تلاميذهم من أئمة هذه الدعوة فكان بالعقيدة يأخذ بأقوالهم و كذلك فى المسائل الفقهية .
و لقد كان رحمه الله واسع الأفق شديد الفهم و الحفظ لما يقرأ و يلقى عليه . و شاهد ذلك بروزه فى وقت قصير و كذلك كان أقرانه الكبار منهم و الصغار يسألونه فى ما أشكل عليهم من المسائل . فكان قدوة صالحة لزملائه فى بذلك النفس و كفها عن شهواتها فى سبيل تحصيل العلم و العمل به . فاشتغل به و حصل.
حفظه: كما مر بنا أنه كان سريع الحفظ و الفهم فانه يحفظ الأمهات الست و غيرها من كتب الحديث و المتون و لذلك كان يحرص طلابه على أخذ العلم من المتون ثم يشرع الطالب بدراسة غيرها كما قيل "من حفظ المتون حاز الفنون" و كان عنده من كل فن علما لأنه كان مكبا على دراسة هذه الفنون فكان عالما بالعقيدة و التوحيد و الفقه و التفسير و النحو اليه المرجع فى تعلم الحديث.
شواهد على حفظه : اجتمع الشيخ عبد الله بالشيخ الألبانى فى المدينة المنورة و ذلك عام 97 ه تقريبا و حصل بينهما نقاش علمى فلما انتهى قال الشيخ الألبانى أنت أحفظنا و نحن أجرؤا منك أو كما قال وفقه الله . الشاهد الثانى عندما كان فى مكة المكرمة و ذلك فى عام 1406 ه فى رمضان جلست معه و اجترأت على سؤاله و قلت له يقولون أنك تحفظ الأمهات الست و أجاب بتواضع و كأنه لا يود أن يشتهر عنه فى حياته "كما هى عادة السلف " فقال نعم و لكن صحيح مسلم يحتاج الى تربيط , الشاهد الثالث كان بعض الطلاب يقرأ عليه فى صحيح البخارى فى السفر فقال ائت بالحديث و اقرأ عليك الاسناد , و معلوم كثرة اختلاف الأسانيد للحديث .
مشايخه :
1-الشيخ صالح بن أحمد الخريصى وفقه الله
2- الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى.
3- الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتى رحمه الله تعالى .
4-الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله تعالى .
5-الشيخ صالح بن ابراهيم البليهى رحمه الله تعالى .
6- الشيخ محمد بن سليمان العليط وفقه الله تعالى.
7-الشيخ محمد بن صالح المنصور وفقه الله تعالى.
8-الشيخ عبد الله بن عبد العزيز التويجرى وفقه الله تعالى.
طريقة تدريسه :
تتميز طريقة الشيخ عبد الله بأنها على الطريقة التى أخذ بها الاباء و الأجداد العلم عن مشايخهم فكان الطالب يقرأ عليه المتن فيقوم بايضاح غوامض و تحليل ألفاظه و الاستدلال على ذلك من الكتاب أو سنة نبيه صلى الله عليه و سلم أو من كلام أهل العلم رحمهم الله تعالى و كل ذلك مع الأدب و الخشية . أما اذا كان الطالب لا يقرأ فى متن كأن يقرأ فى كتب الشروح فهو يكتفى بكشف ما لبس أو يخفى على الطالب من الألفاظ.
و مع هذا كله كان كثيرا ما ينصح الطلاب بتقوى الله و يحثهم على الاستقامة ممتثلا بقوله تعالى "و اتقوا الله و يعلمكم الله"
أوقات التدريس:
كان الشيخ رحمه الله تعالى محتسبا على نشر العلم و تعليمه فكانت له عدة جلسات يومية فكان يجلس فى المسجد المجاور لبيته من بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس بوقت طويل ثم يخرج الى بيته وقت قصير يأكل مما تيسر ان لم يكن صائما ثم يخرج الى المدرسة العلمية فيجلس للتدريس فى مكتبة المدرسة حتى يحين وقت تدريسه فى الفصول الدراسية و هذا اذا لم يكن يوم الخميس فاذا كان يوم الخميس فانه يجلس فى بيته مستقبلا طلاب العلم من باحثين و مسترشدين و غير ذلك مستفيدين منه و عرض ما يخفى عليهم من الأحاديث ثم اذا خرجوا منه جلس فى بيته مطالعا و باحثا فى مكتبه و مع ذلك فانه كان سريع الكتابة ثم ينام الى قبل أذان الظهر بساعة ثم يخرج الى المسجد قبل الأذان و يصلى الظهر و يجلس للتدريس حتى أذان العصر و مع كثرة الطلاب يبقى و يصلى العصر فيه ثم يجلس من قبل أذان العشاء بنصف ساعة و يبقى حوالى مقدار ساعة و نصف ثم بعد ذلك انتهى عمله اليومى و قد كان قبل وفاته بشىء قليل زاد وقت التدريس و ذلك من قبل صلاة المغرب حتى تقام صلاة العشاء و مع هذا الجهد المتطاول فانه لم يمنعه من التأليف و العبادة و أوراده اليومية من صلاة و صيام.
صفاته :
كان رحمه الله هينا لينا فى غير ضعف مهابا سمحا كريما حليما محبوبا متقربا للطالبين و الفقراء و المساكين صبورا على الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر يُخاف و لا يخاف فى الله فعل فاعل أو كلام قائل فيه نخوة و شهامة و هيبة منها العجب و مع هذا كله كان بالمعروف معروفا و بالاحسان مذكورا كثير العبادة مشهورا بكثرة الصلاة و الصيام باذلا جهده بالقيام معرضا عن القيل و القال سالكا أهدى سبيل دائم الصمت الا فيما ينفع قليل الكلام حسن السمت دائم البشر مبتسما.
زهده :
كان رحمه الله تعالى طيلة حياته لم يزاول التجارة بنفسه بل يوكل من يبيع له و يشترى مع بذل أجره لمن يقوم بأعماله الا اذا كان من أقاربه و أحبابه و كان لا يبذل فى تحصيلها و لا ادراكها بل يأخذ منها ما يحتاج اليه و لا تذكر فى مجالسه و هو لا يذكرها و لا تدور فى فكره و كان مع هذا عفيفا نزها صالحا نسكا خاشغا حسن الأخلاق شديد الخشية و الاشفاق عظيم التواضع و الاحسان لا يسلك فى مطعمه و ملبسه و مركبه سبيل أبناء زمانه و استمر على ذلك الى أن لحق بالسابقين من العلماء الأعلام.
تلاميذه :
تعرف أن الشيخ رحمه الله جلس للتدريس من عام 1395 ه أى حينما كان عمره ثلاثة و عشرون عاما فكان مدة جلوسه حوالى أربعة عشر عاما فبهذه المدة التف حوله طلاب كثيرون من طلبة العلم و جلس عليه من الكبار و الصغار العدد الغير قليل فكان يجلس عليه للقراءة فى اليوم و الليلة أكثر من مائة و عشرين طالب سوى المستمعين و المرشدين فلقد مر بنا أنه كان يجلس فى اليوم و الليلة أكثر من ثلاث جلسات و كلهم و لله الحمد فيهم بركة و يؤمل أن يحملوا راية العلم و العمل من البلاد التى قدموا منها .
مؤلفاته :
1- التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد .
2- الزوائد على مسائل الجاهلية.
3- الألفاظ الموضحات لأخطاء دلائل الخيرات.
4- دفاع أهل السنة و الايمان عن حديث خلق ادم على صورة الرحمن.
5- المورد الزلال فى التنبيه على أخطاء الظلال.
6- التنبيهات النقيات على ما جاء فى أمانة مؤتمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
7- تنبيه القارىء على تقوية ما ضعفه الألبانى.
8- الكلمات المفيدة على تاريخ المدينة .
9- ارسال الريح القاصف على من أجاز فوائد المصارف .
10- مختصر بدائع الفوائد.
11- التعليق على فتح البارى.
مراثيه :
قد رثى رحمه الله تعالى فى عدة مراثى تعكس صورة الشاعر فى عظيم به و من مرثية عبد الرحمن الدوسرى وفقه الله .
أبنائه:
خلف الشيخ رحمه الله تعالى ثلاثة أبناء جعل الله فيهم البركة و جعلهم خير خلف لخير سلف أكبرهم محمد ثم عبد الرحمن و أما أحمد فقد ولد بعد وفاة الشيخ بشهر تقريبا.
وفاته :
توفى الشيخ رحمه الله فى مساء يوم السبت الموافق 28\10\1409 ه و قد كان وقع المصاب به فادحا على مشايخه و على أهله و ذويه و أصدقائه و تلاميذه و قد كان سبب وفاته على اثر رمض لزمه حوالى خمسة عشر يوما و قد كان عمره حين وفاته ما يقارب أربعة و ثلاثين عاما قضاها فى العلم و التعليم و عبادة ربه و قد خلف الشيخ مكتبة علمية عامرة بالكتب النفيسة فرحمه الله تعالى و أسكنه الفردوس الأعلى و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على اله و صحبه أجمعين .
بقلم عبد العزيز بن أحمد المشيقح
هذه مرثية للأخ عبد الله بن عبد الرحمن الدوسرى
الى الله أشكو ما حل بى من مصيبة و حل بالأحباب أهل التصافيا
و ما حل بالاسلام من كل و جهة و ما حل فيه من أليم الدواهيا
أعزيكم يا أخوتى بمحبكم متى أبقت الدنيا صديقا مصافيا
نعزيكم للزاهد الورع الذى على طاعة المولى حريصا و داعيا
لقد كان كنزا للمهمات مرصدا يفيدك علما نافعا غير وانيا
هو أخى عبد الله الدويش ملقبا على فقده هلت دموع بواكيا
به عمرت دار الأحبة مدة له مجلس بين الأحبه زاهيا
له مجلس بالدار تعلوه هيبة و لكنما الرحمن حسبى و كافيا
عسانا بعد التفرق نلتقى بدار بها تمت جميع التمانيا
لأجوبة للعلم أنى معازيا كذاك بخارى مع فتح لباريا
و مجلسه للعلم أنى معزيا كذا حلقة أمسى به الحق عاليا
قلوب لموت الشيخ حنت جبلة تشيعه من بين ماش و ساعيا
نعاه من لا يعرف اليوم شخصه يهرول نحو المقابر داعيا
و ما هى الا من الرب حكمة و ود من الرحمن عم النواحيا
لقد حملوه لا يحسوا بثقله لقد قاله من ليس بالشيخ غاليا
و لكنه حب و ود و رحمة و يدعون ربا لا يخيب داعيا
يجازيه بالاحسان الذى هو أهله و يمحوا عنه جميع المساويا
و يبدله من فضله عن شبابه شبابا بدار ليس بفانيا
و عن أهله و الدار ملكا و زوجة من الحور لا تفنى و لا الملك باليا
و عن صحبه الأحباب صحبة أحمد بيوم به يبدو قبيح المساويا
و طلابه من بعده يا رب كن لهم حفيظا و عونا من جميع الأعاديا
و عوضهموا شيخا سليم عقيدة يقيم دروسا قد علاها التدانيا
و عوضهموا علما و صدقا و نية و فهما و اخلاصا لوجهك صافيا
فيا اخوتى بالدين حقا تمسكوا عليكم بتقوى الله فالحق غاليا
فان دعاة بالجهل اليوم أقبلوا فلازموا كتب الشيخ فالأصل غاليا
هو شيخنا الوهابى (1) أوهبه الرضا و اتباعه أهل التقا و التواصيا
لقد جمع التوحيد و ألف شمله فصار على الطلاب سهلا لقاريا
و شيخنا من بعده يارب مده بعمر سليم من جميع المواذيا
و متعه بالسمع و العقل و البصر كذا سائر الأعضاء يا خير واقيا
هو الشيخ صالح (2) أصلح الله دينه و أولاده يارب خير هاديا
فيا حى يا قيوم أنى متوسل بأسمائك الحسنى تجيب سؤاليا
تثبتنا على الحق كلنا و تحفظنا من كل طاغ و غاويا
و تحفظ الاسلام من كل ملحد فأنت الذى ترجى لخذل الأعاديا
و أختم قولى بالصلاة على الذى ببعثته الاسلام أشرق ضاحيا
محمد المبعوث للناس رحمة و الال و الأصحاب أهل التاخيا
-المصدر : مجموع مؤلفات الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله – طبع على نفقة صاحب السمو الملكى الأمير عبد الله بن محمد بن سعود الكبير جزاه الله خيرا
air-jordan-4-retro-cement-x-new-era-chicago-bulls-sneaker-hook-up-hat | Women's Nike Air Force 1 Shadow trainers - Latest Releases - Ietp , nike tiempo leather turf 2010