الحمدُ لله المتفردِ بالجلالِ والبقاء، والعظمةِ والكبرياء، والعزِّ الَّذِي لا يُرام، الواحد الأحدِ، الرب الصمدِ، الملِكِ الَّذِي لا يحتاجُ إلى أحَد، العليِّ عن مُداناةِ الأوهام، الجليل العظيم الَّذِي لا تدركُه العقولُ والأفْهامُ، الغنيِّ بذاتِه عن جميعِ مخلوقاتِه، فكلُّ مَنْ سواه مفتقرٌ إليه على الدَّوامَ، وَفَّقَ مَنْ شاء فأمَنَ به واستقام ثم وَجَدَ لذة مناجاةِ مولاهُ فَهَجَر لذيذَ المنام، وصَحِب رُفقةً تتجافى جنوبُهم عن المضَاجع رغبةً في المقام، فَلَوْ رأيتَهم وَقَدْ سارتْ قوافلُهم في حَنْدسِ الظَّلام، فواحدٌ يسْأَلُ العفَو عن زَلَّته، وآخَرُ يشكو ما يجدُ من لَوْعَتِهِ، وآخَرُ شَغله ذِكْرُ
الحمد لله وحده ، والصلاة على نبينا محمد الذي لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه .. أما بعد : اعلموا أن هناك عبادة عظيمة تتعلق بالصيام وبالعشر الأواخر وهي : عبادة الاعتكاف ، وقد ختم الله به آيات الصيام حيث قال سبحانه " ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد " [البقرة 187] والاعتكاف لغة : لزوم الشيء والمكث عنده .
الحث على زيادة الاجتهاد في الأعمال الصالحة في العشر الأخير من رمضان
الحمد لله الذي فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وخص العشر الأواخر بعظيم الأجور ، حث على تخصيص العشر الأواخر بمزيد اجتهاد في العبادة ، لأنها ختام الشهر والأعمال بالخواتيم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وكل من تبعه بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :