وقفات مع فالح الحربى

وقفات

مع

فالح الحربي

في مقاله النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي

كتبه

أحمد بن يحيى الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد :

فقد اطلعت على مقال في شبكة الأثري !!! بعنوان " النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي ( في قوله: ولا يلتقي الجسد والروح إلا يوم القيامة) (وفي: علاقة الروح بالجسد في البرزخ) بقلم: فالح بن نافع بن فلاح المخلفي الحربي!!!

وسأقف مع هذا الرجل عدة وقفات من خلالها يتبين المحق من المبطل .

وسميت هذا الكتاب :

"وقفات مع فالح الحربي في مقاله النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي "

سائلاً المولى عز شأنه وجلت قدرته أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ونسأله بمنه وكرمه أن يرد ضال المسلمين إلى الحق رداً جميلاً وأن يخزي أهل الشر والعناد والبدع والفتن والمحن والإحن خزياً عظيما ويفضحهم فضحاً مبينا في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الوقفة الأولى / في قوله : فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي .

أقول :

1- مذهب الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – هو مذهب أهل الحديث والأثر مذهب أهل السنة والجماعة والعلماء الكبار كابن باز والألباني وابن عثيمين والوادعي – رحمهم الله – والنجمي والسبيل واللحيدان والفوزان وغيرهم⁽¹⁾ متفقون على صحة عقيدته وسلامة منهجه ويعرف ذلك القاصي والداني ولا يشك في ذلك أو يشكك إلا أ حد رجلين :

إما جاهل أو صاحب هوى وأحلاهما مر والثاني أمر.

قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - :

" فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى ".

بل المخالفون لمنهج السلف من :

قطبيين وصوفيين وخوارج وروافض- لم أر مكتوباً في كتاب أو مقال ولم أسمع في حدود علمي وسؤالي – الحكم عليه من قبلهم بالاعتزال إلا من فالح الحربي!!!

وهذا من شذوذاته – وما أكثرها- والشاذ لا يعتد به .

ويشبه في مخالفته للعلماء بمخالفة واصل بن عطاء المعتزلي لأهل الحق حينما رأى رأياً شذ به عن رأيهم مما نتج عنه من التفرق والاختلاف والفتن والمحن والإحن ما الله به عليم

ونأمل ممن يحرص على معرفة الأوائل في المجالات العلمية والعملية أن يسجل هذا الشذوذ والتفرد لفالح الحربي في حكمه على الشيخ ربيع المدخلي بالاعتزال!!!

في موسوعة جينيس للأرقام القياسية حتى يكون معروفاً للأجيال القادمة بطعنه في أهل الحديث وكفى بها مذمة .

2. الشيخ ربيع عالم نحرير ومجاهد كبير ومؤلفاته العديدة ومقالاته الكثيرة في نصرة مذهب السلف الصالح في شتى النواحي والمجالات وردوده على أهل البدع والأهواء من : جهمية ومعتزلة وخوارج ومرجئة وروافض وإخوان وصوفية وتبليغ يعرفها الموافق والمخالف .

فأين مؤلفاتك يافالح في الرد على المعتزلة؟

بل أين مؤلفاتك في من هم أشد من المعتزلة : الخوارج ؟

بل أين مؤلفاتك في من هم أشد من الخوارج : الروافض ؟

بل أين مؤلفاتك في من هم أكذب من الروافض: الحدادية ؟

الجواب : لاشيء وإنما جهوده منصبة على حرب أهل السنة والطعن فيهم والتشكيك في أصولهم وخاصة الشيخ ربيع فمرة مرجئ ومرة معتزلي.

إن ما يفعله فالح – وزمرته الحدادية الغاشمة– مع السنة وأهلها :

إما لاختلال عقولهم وخرفهم!!

وإما عن سوء اعتقاد وجهل وحقد !!

وهذا هو حال أهل الهوى مع العلماء الربانيين المجتهدين .

قال العلامة جمال الدين القاسمي – رحمه الله – في كتابه الفتوى في الإسلام (ص 168-169 ) : إن العالم لما أخذ الله عليه الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن لا يخاف في الله لومة لائم كان معرضا من أعداء أنفسهم وعبيد أهوائهم للشنآن والنبز بالألقاب فتراهم إن وجدوه يميل للنظر في الأدلة على الأحكام والوقوف على مآخذ المذاهب والأقوال وتحري الأقوم والأصلح بدون تعصب لإمام ولا تحزب لآخر نبزوه بالاجتهاد وسموه ( مجتهدا ) تهكما مع أنه بذلك لم يقم إلا بواجبه .

وإن أبصروا ميله لعلوم الحكمة والرياضيات وتشويقه لاقتطاف ثمارها سموه ( طبيعا).

وإن رأوا حثه على البذل والإنفاق في سبيل الله ودعواه الموسرين للعطف على البؤساء لقبوه ( اشتراكيا) .

وإن سمعوه يتكلم في الزيارة المشروعة وينهى عما أحدث فيها أو يتكلم على أنواع الشرك المقررة في السنة أو يزجر عن الغلو في الصالحين دعوه ( وهابيا ) إلى غير ذلك من أفانين أقوالهم ونبزهم بالألقاب لكل من لا يمالئهم على ميولهم ولا يسايرهم على أهوائهم .

ولهم في كل عصر تلقيب جديد مبتدع .⁽²⁾

العالم الحكيم لا يأبه لهذه الألقاب إذا صدع بالحق ولا تحزنه بل يعيرها أذنا صماء لأنه يجري على ما يوجبه دينه ويفرضه عليه يقينه وهو ما يرضي ربه وخالقه تعالى فإن رضاء الناس غاية لا تدرك وأنى للعاقل إرضاء أهواء متباينة ومنازع متناقضة !

ما ألذ الألقاب التي تتنوع على المصلح ⁽³⁾ وهو ساع إلى خير قومه .

وما أوجب الترحيب بها والابتسام لها !

فإن أمامه من الأنبياء ووارثيهم ما يعزيه ويسليه وكفى بهم أسوة .

وما أصدق قول ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم :

إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي " رواه البخاري .

الثبات على تحمل المشاق والصبر الجميل من الواجبات المحتمة على كل داع إلى حق والصدمات التي يجدها البطل المقدام يجب أن تقابل بثبات الجأش وأن تكون كلما تجددت باعثة على تجدد القوى ومواصلة العمل والسير ولذلك قرن تعالى في كتابه الحكيم التواصي بالصبر .. وصدق الله العظيم .

الوقفة الثانية/ قال في ص( 2 ) : فإن من النكبات الكبار، والمصائب العظام، أن يبتلى الإسلام وأهله بمن يعمل على نقض بنيانه من الداخل، ....الخ .

أقول : ما أكذب هذا الكلام وأفجره حين ينزله هذا الأفاك الأثيم على الشيخ ربيع الذي أفنى حياته في توضيح أصول الإسلام وعقائده ومناهجه والذب عنها في عشرات الكتب والمقالات والأشرطة وشهد له بذلك شيوخه شيوخ السنة في هذا العصر ولم نر منك إلا التشكيك في أصول السنة والقدح في دعاتها والذابين عنها وإحداث أقوال تخدم بها دعاة البدعة وتهدم بها عرى الإيمان والسنة ومن ذلك :

1. شغبك بجنس العمل على أهل السنة وتفريقهم بهذا اللفظ المحدث.

2. إشغالك للسلفيين بشرط صحة وشرط كمال في الإيمان والسعي في زعزعتهم بهذا اللفظ المحدث .

3. وقولك فيمن لم يقل في تعريف الإيمان:" لم يبق منه شيء" فهو: مرجئ.

4. ودعوتك الناس لتقليدك ومخالفك في ذلك- ولو كان أعلم منك - تصفه بأنه: جاهل و من دعاة أبواب جهنم وأنه نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم وهذا تكفير واضح عياذاً بالله من ذلك .

5. عدم مراعاتك للمصالح والمفاسد⁽⁴⁾ مما سبب مشاكل وفتن بين الشباب في شتى البلدان .

6. التفرد في الفتوى في قضايا خطيرة والاعتداد برأيك فيها بحجة أن العلماء سكتوا وما درى المسكين أن سكوتهم لحكمة مراعاة منهم للمصالح والمفاسد التي لا يلقي فالح لها أي اعتبار مما نتج عنه كوارث وفتن ومحن وهذا ما نراه من فالح وأعوانه في شبكة الأثري .

7. وقولك : لا يشترط بيان أسباب الجرح مما فتح لضعفاء النفوس أمثالك القدح في أهل السنة والتطاول عليهم .

8. وقولك : من أطلق ولم يفصل أو أغفل شيئاً أو من ضعف حديثاً تبنيته وزمرتك لهوى عندكم يكون مخالفهم ولو كان من أهل العلم وأساطينه معتزلياً وخارجياً وغيرها من البلايا والرزايا .

فما رأينا من الشيخ ربيع إلا البناء والجد في سد أي خلل يحصل في صفوف أهل السنة والجماعة .

وما رأينا من فالح وزمرته الحدادية الماكرة الغاشمة إلا الهدم والتفريق والتمزيق لأي اجتماع سلفي وكثفوا جهودهم لحرب السنة وأهلها وتركوا أهل البدع والأهواء يسرحون ويمرحون .

متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

الوقفة الثالثة/ في أحكام فالح على علماء السنة .

تكلم فالح على الشيخ ربيع بكلمات يترفع عنها الفضلاء من عامة الناس فضلاً عن طلبة العلم ولا يتفوه بتلك الكلمات إلا السفهاء وأهل البدع والأهواء والرعاع وسقط المتاع ومن تلك الكلمات :

1. في ص( 4 ) " من خصوم أهل السنة والجماعة وأعدائهم "

2. في ص( 7 ) : " ولا يستغرب من مثله من خصوم أهل السنة".

3. في ص( 8 ) : " ترد على المدخلي في مذهبه الاعتزالي الفاسد، وقد قام عليها إجماع الأمة " .

وأقول :

1- إن الشيخ ربيعاً لا يضمر في قلبه ولا يكن في صدره لكل سلفي صادق في سلفيته إلا الحب والاحترام والتقدير والتبجيل والتشجيع وإن سمع أو رأى خلافاً بين سلفيين في أي بلد سعى إلى إصلاحه وتقويمه وزرع المحبة والمودة بينهم وحثهم على التعاون والترابط والابتعاد عن أسباب الخلاف من أصله كل ذلك بالطرق الحكيمة والأساليب المفيدة مراعياً المصالح والمفاسد لذا أحبه أهل السنة وأبغضه أهل البدعة .

وأما فالح فلم نر منه إلا التفريق والتمزيق والتشكيك والطعن في السلفيين وفي أصولهم بالقواعد الفاسدة والتأصيلات الباطلة .

وما سلم أحد من العلماء السلفيين وطلبة العلم من لسان فالح وانظر كتاب المصارعة

( من 54 إلى 59 جمع وترتيب : شكيب بن عمار بن حمد نجاحي ترى العجب !!!.

وهو بهذا مخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

2- فالح في أحكامه على الناس لا ينطلق من منطلق أهل العلم لأنه ليس منهم وإنما منطلقه الهوى والحقد والحسد والغل والظلم ومما يؤكد ذلك أن فالحاً قال في المصارعة (ص92-93 ):

والمرجعية موجودة ، وأهل السنَّة والجماعة ، والطائفة المنصورة ، والفرقة الناجية موجودة ، قد أثبت ذلك نبينا ص .

ولا ينكرهم أحد -ولله الحمد- ، منهم الشيخ صالح الفوزان ، ومنهم الشيخ عبد المحسن العبَّاد ، ومنهم الشيخ ربيع المدخلي ، ومنهم الشيخ زيد المدخلي ، ومنهم الشيخ أحمد النجمي ، وهكذا علماء معرفون تعرفهم الأمّة الإسلامية -ولله الحمد- من علماء أهل السنَّة والجماعة وترجِع إليهم ".

واليوم فالح يتكلم في هذه المرجعية ⁽⁵⁾ ويقدح في عقيدتهم فمرة مرجئة ومرة معتزلة ويصفهم بأوصاف عجيبة وغريبة !!!وهذا دليل الهوى ودليل التناقض الذي هو أمارة الجهل فاعتبروا ياأولي الأبصار .

3- تشكيك فالح في منهج وعقيدة الشيخ لا يعود عليه إلا بالخيبة والخذلان لأن العلماء وطلبة العلم وغيرهم على يقين من أن الشيخ من أهل السنة ومن الذابين عن منهج السلف الصالح ومؤلفاته وأشرطته وموقعه من أظهر الأدلة على ذلك ناهيك عن ثناء العلماء عليه وكل هذا معلوم والناس منه على يقين واليقين لا يزول بالشك كما أن اليقين لا يزول إلا بيقين

وليت فالحاً استراح وراح وراء بعارينه في البادية يشرب من ألبانها وأبوا لها ففيها شفاء من الأمراض والأسقام وعبد ربه وتاب إليه وأناب من هذه التصرفات التي تجلب عليه الويلات والآثام في الدنيا والآخرة لكان خيراً له.

الوقفة الرابعة/ وقوله في ص( 5 ) : وإن كثيرين قد اطلعوا في الانترنت وفي موقع المدخلي على هذه الضلالة ولم يلاحظوها أو ينتبهوا إلى هذه العقيدة الخبيثة وخطورتها وذلك دليل على تقبلها واعتقادها وقد انحرفت بهم عن السبيل في هذا الأمر الخطير في أصل من أصول أهل الإسلام ومعتقد أهل السنة والجماعة تبعاً لغواية المدخلي .

وقال في ص(6 ) : فهذا الإجمال من المقدم والمقدم له يدل على مذهب فاسد، وأنه قديم وليس عارضاً أو حادثاً، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال في ص( 8 ) : وما ذكرناه من الأدلة من النصوص الكثيرة المتنوعة ترد على المدخلي في مذهبه الاعتزالي الفاسد⁽⁶⁾، وقد قام عليها إجماع الأمة.اهـ

يريد بهذا الكلام وبنقله لكلام علماء السنة في مقاله عن عذاب القبر ونعيمه وعلاقة الروح بالجسد في البرزخ تأكيد فريته أن الشيخ ربيعاً ينكر عذاب القبر ونعيمه وأنه على طريقة الفلاسفة والخوارج والمعتزلة ومخالف للكتاب والسنة والاجماع.

وأقول له : كذبت ورب الكعبة فإن الشيخ ربيعاً يؤمن بعذاب القبر ونعيمه ويؤمن بعلاقة الروح بالجسد وارتباطها به في البرزخ على عقيدة السلف الصالح ،والمعتزلة لا تؤمن بذلك ولقد تصدى لنقد مذهبهم في إنكار عذاب القبر ونعيمه في كتاباته العديدة ومقالاته المفيدة ودروسه النافعة ومنها : كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ونقد بعض آرآئه وكتاب حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام وغيرها .

وهذه بعض أقواله من كتبه وأشرطته وفي موقعه :

وهذه البراهين تدمغك وتدمغ من معك من الشياطين فمهما حاولتم بالطرق الماكرة والأساليب الفاجرة من :تلبيس وتدليس وبتر وقلب للحقائق فلن تجدوا إلا وصوت الحق عالياً فاضحاً لكم كاشفاً ألاعيبكم وترهاتكم وهاك النصوص الدامغة للحدادية الغاشمة :

أ- قال الأمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – في أصول السنة : والإيمان بعذاب القبر، وأنّ هذه الأمة تُفتَن في قبورها، وتُسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه؟ ومن نبيه؟

ويأتيه منكر ونكير، كيف شاء الله عز وجل، وكيف أراد، والإيمان به والتصديق به.

قال الشيخ ربيع شارحاً هذا الأصل العظيم في كتابه شرح أصول السنة ⁽⁷⁾ (ص/ 46- 49 ط . مجالس الهدى بالجزائر 1427هـ ):

والإيمان بعذاب القبر) هذا وردت فيه أحاديث، ومن الآيات قوله تبارك وتعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ ففرعون وقومه وكذلك سائر الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا، هذا عذاب البرزخ، ثم عطف عليه عذاب يوم القيامة، ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ إلى آيات أخرى تفيد هذا.

وورد في عذاب القبر عن الرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيحين مرَّ على قبرين وقال: ((إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير)) قال: ((بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنز من البول))، وقع في كبيرة فعذبه الله في البرزخ، هذا من الأدلة على أن الناس يعذبون في القبر بذنوبهم .

منها حديث البراء يعني أنه يأتيه منكر ونكير ويسألانه، فالمؤمن يقول: هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى كما في حديث أسماء فآمنَّا به واتبعناه.

وحديث البراء؛ يسأل: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول: عرفناك لقد كنت مؤمنا فنم إن كنت لمؤمنا، فيعرض عليه مقعده من النار لو كان كافرا، ثم يقال: عوضك الله بمقعد في الجنة. فيقول: ربي أقم الساعة. فيقول: انتظر.

و الكافر يأتيه الملكان فيسألانه: من ربك ؟ وما دينك ؟ فيقول: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.

ونسأل الله السلامة، فإنه يخاف على كثير من الناس؛ لأنه لا يعرف معنى الرسالة حق المعرفة، ولا يعرف أن محمدا جاء بالبينات والهدى، ولا يعرف معنى لا إله إلا الله، وإنما وجد الناس يقولون شيئا فقاله.

فليحذر المؤمن ويتدبر كتاب الله وليعد العدة لهذه الإجابة، ومحمد بن عبد الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه؛ يعني هذا الإيمان مترتب على معرفة الهدى والبيان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فنفع في هذا الامتحان الشديد.

والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة الدجال)) وفي التشهد أيضا: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات)).

وأدلة عذاب القبر وفي البرزخ كثيرة، ومنها ما ذكرناه لكم، وهو أمر ثابت يؤمن به أهل السنة وينكره المعتزلة ومن قلَّدهم من أهل الضلال.

(وإن هذه الأمة تُفتَن في قبورها، وتُسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه؟ ومن نبيه؟

ويأتيه منكر ونكير، كيف شاء الله عز وجل، وكيف أراد، والإيمان به والتصديق به.) كيف يدخل منكر ونكير في القبر؟

كيف يشاء الله، الملك يدخل في الرحم ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه واجله وشقي أم سعيد ويدخل في القبر ويسأل كيف ما نعلم هذا، يعلمه الله سبحانه وتعالى وأخبر بذلك، فما عليك إلا الإيمان وميزة المؤمن أفضل مزاياه أنه يؤمن بالغيب، ﴿ الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ فتؤمن بالغيب الذي تضمنه القرآن وتؤمن بالغيب الذي تضمنته سنة محمد صلى الله عليه وسلم الذي كلفه الله بتبليغ هذا القرآن وبيانه، وهذه من جملة البيانات، وهذه أحاديث فيها تفصيل الآيات التي دلت على عذاب البرزخ أو النعيم فيه.

ب- وقال في كتابه كشف موقف الغزالي مبيناً عقيدة السلفيين (ص/72 ) :

ويؤمنون بالملائكة وباليوم الآخر وما فيه من تفاصيل الثواب والعقاب ويؤمنون بالقدر خيره وشره .

ج- وقال في موقعه ⁽⁸⁾ ضمن [فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]:

الشاهد: أن الميزان مذكور في القرآن وفي السنة ويجب الإيمان به, والمشكلة في إنكاره، فقد أنكره المعتزلة وأنكروا عذاب القبر وأنكروا أشياء من العقائد هذه، لماذا؟

لأن المقياس عندهم عقولهم الفاسدة! لا يعتبرون بنصوص الكتاب والسنة! ما وافق من النصوص عقولهم قبلوه وما خالفها رفضوه لأن الميزان هو عقولهم في أبواب العقائد والغيبيات، نسأل الله العافية.

وبعد هذه النقول الواضحة والصريحة يتبين لكل منصف كذب فالح وفجوره في الخصومة عياذا بالله من ذلك .

لا يكذب المرء إلا من مهانته

أو عادة السوء أو قلة الأدب

الوقفة الخامسة " / قال في ( 5 ) : وقد أتى هذه المرة بثالثة الأثافي وباقعة البواقع، ففي موقعه الرسمي في شبكة سحاب فرغ من كلامه - في أجوبته المسجلة - فواز الجزائري - بعنوان ( فتاوى متنوعة في العقيدة والمنهج) وعرضها عليه بعد التفريغ وأضيفت إلى موقعه بتاريخ4/شوال/1427هـ 26/10/2006 م، ومن ضمنها (في الحلقة الأولى ص2) - سئل: "هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط؟"

فأجاب قائلاً: " أرواحهم في الجنة أرواح الشهداء أرواح الأنبياء أرواح المؤمنين كلها في الجنة.

إذا كان المؤمنون تسرح أرواحهم في الجنة حيث شاءت فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟!، فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس, إنما هي في السماء في الجنة ولا يلتقي الجسد والروح إلا يوم القيامة:  يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً.

هناك يبعثهم الله، أول من ينشق عنه القبر محمد صلى الله عليه وسلم، أول من يبعث عليه الصلاة والسلام، وحديث: " الأنبياء في قبورهم يصلون وإن كان صححه الشيخ الألباني فإنه ضعيف جداً، وهو أول حديث اعترضت به عليه رحمه الله ".

وإن كثيرين قد اطلعوا في الانترنت وفي موقع المدخلي على هذه الضلالة ولم يلاحظوها أو ينتبهوا إلى هذه العقيدة الخبيثة وخطورتها وذلك دليل على تقبلها واعتقادها وقد انحرفت بهم عن السبيل في هذا الأمر الخطير في أصل من أصول أهل الإسلام ومعتقد أهل السنة والجماعة تبعاً لغواية المدخلي .

أقول :

العاقل المنصف يرى أن سؤال السائل لم يكن عن عذاب القبر ونعيمه وإنما عن مستقر أرواح الأنبياء أين تكون ؟

فأجاب الشيخ ربيع على قدر السؤال إجابة موجزة تبطل ما يعتقده غلاة الصوفية في رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه حي في قبره وروحه في جسده وأنه يجول في الأرض ويحضر احتفالاتهم في موالدهم ويحضر حلقات ذكرهم مستدلين بحديث تكلم فيه أهل العلم " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " وسيأتي الكلام عليه.

وبعضهم يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلازمه وأنه أخذ منه طريقته الصوفية مشافهة ودعاوى كثيرة.

فذهب فالح بجهله وظلمه وهواه وسوء قصده يلزم الشيخ ربيعاً بأمور لم يُسأل عنها

ولا يلزمه ذكرها - كالإيمان بعذاب القبر ونعيمه وغيره- لأنها من الأمور الواضحة والتي يقف عليها طالب العلم في كتب العقائد المقررة على طلاب العلم كأصول السنة للإمام أحمد والشريعة للآجري وعقيدة أصحاب الحديث للصابوني وشرح السنة للبربهاري وغيرها وقد درسناها على الشيخ وبعضها قد طبع .

فحكم فالح على الشيخ ربيع : بأنه قد اعتقد عقيدة المعتزلة والخوارج والفلاسفة !!!

إلى آخر طعونه وهذا راجع إلى أمرين :

1. الجهل بأقوال السلف وعباراتهم في هذا الباب وغيره

2. الهوى المستحكم وعدم مراقبة الله والخوف منه فيما يقول.

وهل إذا علم فالح أن ما قاله الشيخ ربيع قال به أئمة من السلف سيحكم عليهم بأنهم معتزلة وخوارج وفلاسفة ؟!!

سوف أنقل كلام أهل العلم في المسألة وننظر هل التزموا مذهب فالح وقاموا بشروطه التي يضلل من لم يقم بها ؟

قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الروح (ص : 125 ):

المسالة الخامسة عشرة : وهى أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى القيامة.

هل هي في السماء أم في الأرض ؟

وهل هي في الجنة أم لا ؟

وهل تودع في أجساد غير أجسادها التي كانت فيها فتنعم وتعذب فيها أم تكون مجردة ؟   هذه مسالة عظيمة تكلم فيها الناس واختلفوا فيها وهى إنما تتلقى من السمع فقط واختلف في ذلك فقال قائلون:

أرواح المؤمنين عند الله في الجنة شهداء كانوا أم غير شهداء إذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولا دين وتلقاهم ربهم بالعفو عنهم والرحمة لهم وهذا مذهب أبى هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.

  وقالت طائفة هم بفناء الجنة على بابها يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها.

  وقالت طائفة الأرواح على أفنية قبورها
  وقال مالك بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت.

  وقال الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله أرواح الكفار في النار وأرواح المؤمنين في الجنة .

  وقال أبو عبد الله بن منده وقال طائفة من الصحابة والتابعين أرواح المؤمنين عند الله عز وجل ولم يزيدوا على ذلك .

قال روى عن جماعة من الصحابة والتابعين أرواح المؤمنين بالجابية وأرواح الكفار ببرهوت بئر بحضرموت.

  وقال صفوان بن عمرو سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال : إن الأرض التي يقول الله تعالى ^ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ^ قال هي الأرض التي يجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث.

وقالوا : هي الأرض التي يورثها الله المؤمنين في الدنيا.

وقال كعب : أرواح المؤمنين في عليين في السماء السابعة وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة تحت جند إبليس.

 وقالت طائفة أرواح المؤمنين ببئر زمزم وأرواح الكفار ببئر برهوت .

  وقال سلمان الفارسي أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت وأرواح الكفار في سجين وفي لفظ عنه نسمة المؤمن تذهب في الأرض حيث شاءت.

  وقالت طائفة أرواح المؤمنين عن يمين آدم وأرواح الكفار عن شماله.

  وقالت طائفة أخرى منهم ابن حزم مستقرها حيث كانت قبل خلق أجسادها

  وقال : والذي نقول به في مستقر الأرواح هو ما قاله الله عز وجل ونبيه لا نتعداه فهو البرهان الواضح وهو أن الله عز وجل قال وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين وقال تعالى "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم " فصح أن الله تعالى خلق الأرواح جملة وكذلك أخبر أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وأخذ الله عهدها وشهادتها له بالربوبية وهى مخلوقة مصورة عاقلة قبل أن يأمر الملائكة بالسجود لآدم وقبل أن يدخلها في الأجساد والأجساد يومئذ تراب وماء ثم أقرها حيث شاء وهو البرزخ الذى ترجع إليه عند الموت ثم لا يزال يبعث منها الجملة بعد الجملة فينفخها في الأجساد المتولدة من المنى إلى أن قال فصح أن الأرواح أجساد حاملة لأغراضها من التعارف والتناكر وأنها عارفة مميزة فيبلوهم الله في الدنيا كما يشاء ثم يتوفاها فيرجع إلى البرزخ الذى رآها فيه رسول الله ليلة أسرى به عند سماء الدنيا أرواح أهل السعادة عن يمين آدم وأرواح أهل الشقاوة عن يساره وذلك عند منقطع العناصر ويعجل أرواح الأنبياء والشهداء إلى الجنة.

  قال وقد ذكر محمد بن نصر المروزى عن اسحاق بن راهويه أنه ذكر هذا الذى قلنا بعينه قال وعلى هذا أجمع أهل العلم.

  قال ابن حزم وهو قول جميع أهل الإسلام قال وهذا هو قول الله تعالى فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين وقوله تعالى ^ فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ^ إلى خرها فلا تزال الأرواح هنالك حتى يتم عدد الأرواح إلى أجسادها ثانية وهى الحياة الثانية يحاسب الخلق فريق في الجنة وفريق في السعير مخلدين أبدا انتهى .

  وقال أبو عمر بن عبد البر أرواح الشهداء في الجنة وأرواح عامة المؤمنين على أفنية قبورهم .

ونحن نذكر كلامه وما احتج به ونبين ما فيه.

  وقال ابن المبارك عن ابن جريج فيما قرىء عليه عن مجاهد ليس هي في الجنة ولكن يأكلون من ثمارها ويجدون ريحها.

  وذكر معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد أنه سأل ابن شهاب عن أرواح المؤمنين فقال بلغنى أن أرواح الشهداء كطير خضر معلقة بالعرش تغدو وتروح إلى رياض الجنة تأتى ربها في كل يوم تسلم عليه.

  وقال أبو عمر بن عبد البر في شرح حديث ابن عمر أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة قال وقد استدل به من ذهب إلى أن الأرواح على أفنية القبور وهو أصح ما ذهب إليه في ذلك والله أعلم لأن الأحاديث بذلك أحسن مجيئا وأثبت نقلا من غيرها .

  قال :والمعنى أنها قد تكون على أفنية قبورها لا على أنها تلزم ولا تفارق أفنية القبور كما قال مالك رحمه الله أنه بلغنا أن الأرواح تسرح حيث شاءت.

  قال وعن مجاهد أنه قال الأرواح على أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارق ذلك والله أعلم
  وقالت فرقة مستقرها العدم المحض وهذا قول من يقول: إن النفس عرض من أعراض البدن كحياته وإدراكه فتعدم بموت البدن كما تعدم سائر الأعراض المشروطة بحياته وهذا قول مخالف لنصوص القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين كما سنذكر ذلك إن شاء الله والمقصود أن عند هذه الفرقة المبطلة أن مستقر الأرواح بعد الموت العدم المحض.

  وقالت فرقة مستقرها بعد الموت أرواح أخر تناسب أخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها فتصير كل روح إلى بدن حيوان يشاكل تلك الأرواح فتصير النفس السبعية إلى أبدان السباع والكلبية إلى أبدان البهائم والدنية والسفلية إلى أبدان الحشرات وهذا قول المتناسخة منكرى المعاد وهو قول خارج عن أقوال أهل الإسلام كلهم.

  فهذا ما تلخص لي من جمع أقوال الناس في مصير أرواحهم بعد الموت ولا تظفر به مجموعا في كتاب واحد غير هذا البتة ونحن نذكر مأخذ هذه الأقوال وما لكل قول وما عليه وما هو الصواب من ذلك الذي دل عليه الكتاب والسنة على طريقتنا التي من الله بها وهو مرجو الإعانة والتوفيق .

يرى القارئ اختلاف أقوال أهل العلم في مستقر الأرواح وعلى اختلاف أقوالهم:

1. لم يذكروا عودة الأرواح إلى أجسادها في القبور.

2. ولم يذكر أحد منهم علاقة الروح بالجسد في القبر .

3. ولم يفصل أحد منهم التفصيل الذي يطلبه فالح ويشترطه .

وهذه أمور يضلل بها فالح ويرمي من لم يقل بها بأنه : من المعتزلة والخوارج والفلاسفة ويشتد في النكير والإرجاف .

وهكذا يقتضي تأصيله تضليل السلف الذين خالفوا أصله ومنهجه .

ونحن نجزم أن أهل السنة الذين قالوا هذه الأقوال يؤمنون بعذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير وبماذا يجيب المؤمن وبماذا يجيب الكافر والفاجر وبعلاقة الروح بالجسد وغيرها مما يتعلق بعذاب القبر ونعيمه .

ثم أورد ابن القيم في ص ( 187 ) بعد مناقشة الأقوال سؤالاً وأجاب عليه :

فإن قيل فقد ذكرتم أقوال الناس في مستقر الأرواح ومأخذهم فما هو الراجح من هذه الأقوال حتى نعتقده ؟

  قيل الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها:

أرواح في أعلى عليين في الملا الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي ليلة الإسراء .

  ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه أو غيره كما في المسند عن محمد بن عبد الله بن جحش أن رجلا جاء إلى النبي فقال يا رسول الله مالي إن قتلت في سبيل الله قال الجنة فلما ولى قال إلا الدين ! سارني به جبريل آنفا .

  ومنهم من يكون محبوسا على باب الجنة كما في الحديث الآخر رأيت صاحبكم محبوسا على باب الجنة.

  ومنهم من يكون محبوسا في قبره كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد فقال الناس هنيئا له الجنة فقال النبي والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارا في قبره.

  ومنهم من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية رواه أحمد

وهذا بخلاف جعفر بن أبى طالب حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.

  ومنهم من يكون محبوسا في الأرض لم تعل روحه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت روحا سفلية أرضية فإن الأنفس الأرضية لا تجامع الأنفس السماوية كما لا تجامعها في الدنيا والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها ومحبته وذكره والأنس به والتقرب إليه بل هي أرضية سفلية لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك كما أن النفس العلوية التي كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله وذكره والقرب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها فالمرء مع من أحب في البرزخ ويوم القيامة والله تعالى يزوج النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويوم المعاد كما تقدم في الحديث ويجعل روحه يعنى المؤمن مع النسم الطيب أي الأرواح الطيبة المشاكلة فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها فتكون معهم هناك.

  ومنها أرواح تكون في تنور الزناة والزواني وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة فليس للأرواح سعيدها وشقيها مستقر واحد بل روح في أعلى عليين وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض .

  وأنت إذا تأملت السنن والآثار في هذا الباب وكان لك بها فضل اعتناء عرفت حجة ذلك ولا تظن أن بين الآثار الصحيحة في هذا الباب تعارضا فإنها كلها حق يصدق بعضها بعضا لكن الشأن في فهمها ومعرفة النفس وأحكامها وان لها شانا غير شأن البدن وأنها مع كونها في الجنة فهي في السماء وتتصل بفناء القبر وبالبدن فيه وهي أسرع شيء حركة وانتقالا وصعودا وهبوطا وأنها تنقسم إلى مرسلة ومحبوسة وعلوية وسفلية ولها بعد المفارقة صحة ومرض ولذة ونعيم وألم أعظم مما كان لها حال اتصالها بالبدن بكثير فهنالك الحبس والألم والعذاب والمرض والحسرة وهنالك اللذة والراحة والنعيم والإطلاق وما أشبه حالها في هذا البدن بحال ولد في بطن أمه وحالها بعد المفارقة بحاله بعد خروجه من البطن إلى هذه الدار .اهـ

وهذه الأقوال وتعليق ابن القيم عليها وتأليفه بينها ينافي مذهب فالح وما شرطه من شروط وما بنى عليها من أحكام .

وما أجاب به الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله هو الصحيح من بين تلك الأقوال .

قال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – في تحقيقه لكتاب الآيات البينات للألوسي- رحمه الله - (ص/ 99 ) معلقاً على كلام ابن القيم - رحمه الله -:

هذه مسألة عظيمة تكلم فيها الناس واختلفوا فيها وهي إنما تتلقى من السمع فقط واختلف في ذلك فقال قائلون : أرواح المؤمنين عند الله تعالى في الجنة شهداء كانوا أم غير شهداء إذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولا دين ويلقاهم ربهم بالعفو عنهم وهذا مذهب أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما .

قلت – الألباني رحمه الله - :

وهو الصحيح من الأقوال الآتية لأن غيره مما لا دليل عليه في السنة أو في أثر صحيح تقوم به الحجة كما سترى وهو الذي جزم به شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى "

( 24 / 365 ) وقال : " ومع ذلك فتتصل بالبدن متى شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم " وللحافظ ابن رجب تفصيل جيد في ذلك في كتابه " الأهوال " ( ق 95 - 113 / 3 ) ولولا خشية الإطالة لنقلته برمته فاكتفيت بالإشارة .

ومع أن بعض الأقوال لا دليل عليها فلم يضلل الألباني – رحمه الله – من قال بها

فهل من قال بما نطقت به الأدلة وعليه الأئمة يكون معتزلياً وخارجياً ؟

نعوذ بالله من الكبر وعمى القلوب .

الكبر تبغضه الكرام وكل من

يبدي تواضعه يحب ويحمد

خير الدقيق من المناخل نازل

وأخسه وهي النخالة تصعد

الوقفة السادسة / قال فالح في ص( 6 ) قول المدخلي: "ولا يلتقي الجسد والروح إلا يوم القيامة " ليس معتقد أهل السنة والجماعة الذي قامت عليه الأدلة من الكتاب والسنة وقام عليه إجماع أهل السنة، وإنما هو معتقد الفلاسفة ومن قال به من الخوارج أو من قال به من أهل الكلام من المعتزلة ومن سلك سبيلهم.

أقول :

1- وردت نصوص صحيحة على أن أرواح الشهداء وكذا المؤمنين في الجنة وأن أرواحهم لا تعاد إلى أجسادهم إلا يوم القيامة أما أرتباط الأرواح بالأجساد فهذا لا مانع منه ولا يعلم كيفية ذلك إلا الله والشيخ ربيع مؤمن بها وبعذاب القبر ونعيمه وهاك بعض النصوص التي تدل على ذلك :

1. قال تعالى : {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154.⁽⁹⁾

ب- قال تعالى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169

ت- قال الإمام مسلم – رحمه الله - : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ح و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ ح و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَا حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }

قَالَ أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا قَالُوا أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا.⁽¹⁰⁾

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلَا يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ }إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .⁽¹¹⁾

وعن أبي بن كعب – رضي الله عنه - : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ أَوْ شَجَرِ الْجَنَّةِ.⁽¹²⁾

وقوله : " إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ" ⁽¹³⁾

وهذه النصوص تؤكد أن الأرواح لا تلتقي بالأجساد إلا يوم القيامة وما ورد من رد الروح وقت المساءلة لا شك فيه ثم تعاد الأرواح إلى مستقرها فأرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في سجين .

فهل رسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ورواة هذه الأحاديث – وحاشاهم - من المعتزلة والخوارج لأنهم نصوا على أن الأرواح لا تلتقي بالأجساد إلا يوم القيامة ؟

وهل هم – وحاشاهم – من المعتزلة والفلاسفة والخوارج لأنهم لم يذكروا العلاقة بين الروح والجسد ؟

وهل هم- وحاشاهم - معتزلة وخوارج وفلاسفة لأنهم أطلقوا ولم يفصلوا تفصيل أهل السنة ؟

على أصل فالح ومنهجه الفاسد وميزانه الظالم يكونون من أغرق الناس في الضلال والاعتزال وفي منهج الفلاسفة والخوارج !!

انظروا إلى ماذا تؤدي أصول وقواعد فالح الظالمة والمهلكة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ( 4/278 ): وَأَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْآثَارُ وَهُوَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ تَعْلَقُ مِنْ الْجَنَّةِ } أَيْ تَأْكُلُ وَلَمْ يُوَقَّتْ فِي ذَلِكَ وَقْتٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَالْأَرْوَاحُ مَخْلُوقَةٌ بِلَا شَكٍّ وَهِيَ لَا تَعْدَمُ وَلَا تَفْنَى ؛ وَلَكِنَّ مَوْتَهَا مُفَارَقَةُ الْأَبْدَانِ وَعِنْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ تُعَادُ الْأَرْوَاحُ إلَى الْأَبْدَانِ .

وقال في الفتاوى الكبرى ( 2/156 ): وأرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في النار إلى أن تعاد إلى الأبدان .

وكلام شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله : وَعِنْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ تُعَادُ الْأَرْوَاحُ إلَى الْأَبْدَانِ ألا يلتقي مع كلام الشيخ ربيع:ولا يلتقي الجسد والروح إلا يوم القيامة سواء بسواء وعلى أصل فالح الفاسد يكون شيخ الإسلام ابن تيمية من أئمة الفلاسفة والمعتزلة والخوارج نعوذ بالله من سوء القصد والمعتقد .

2. نقل فالح عدة نقول في مقاله !عن عدد من العلماء تؤكد ما قاله الشيخ ربيع :ولا يلتقي الجسد والروح إلا يوم القيامة".

مما يؤكد أن فالحاً إما أنه يهرف بما لا يعرف أو يعرف ذلك ولكنه يصر على مخالفة أهل العلم -وما نصروه بالأدلة الواضحات - وهذا هو الهوى بعينه ومن أولئك العلماء :

1. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

قال فالح في ص( 14 ) : وقال – أيضاً – ( كما في المجموع 24/365): " ... وأرواح المؤمنين في الجنة كما في الحديث الذي رواه النسائي ومالك والشافعي وغيرهم أن نسمة المؤمن طائر يَعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه، وفى لفظ ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، ومع ذلك فتتصل بالبدن متى شاء الله؛ وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم".

2. ابن القيم رحمه الله .

قال فالح في ص(21 ) : [و]أن الموت معاد وبعث أول فإن الله سبحانه وتعالى جعل لابن آدم معادين وبعثين يجزى فيهما الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى فالبعث الأول مفارقة الروح للبدن ومصيرها إلى دار الجزاء الأول، والبعث الثاني يوم يرد الله الأرواح إلى أجسادها ويبعثها من قبورها إلى الجنة أو النار !

5. نعمان الآلوسي رحمه الله .

قال فالح في ص( 26 ) : وأخرج الإمام أحمد ومسلم في " صحيحه " والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مررت ليلة أسري بي على موسى قائما يصلي في قبره " ... ولا تدافع بين هذا وبين رؤيته إياه تلك الليلة في السماء السادسة؛ لأن للأنبياء عليهم الصلاة والسلام مسارح أو لأن أرواح الأنبياء بعد مفارقة البدن في الرفيق الأعلى، ولها إشراف على البدن وتعلق به وبهذا التعلق رآه يصلي في قبره ورآه في السماء فلا يلزم كون موسى عليه السلام عرج به من قبره ثم رد إليه، بل ذلك مقام روحه واستقرارها، وقبره مقام بدنه، واستقراره إلى يوم معاد الأرواح إلى الأجساد، كما أن روح نبينا صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وبدنه الشريف في ضريحه المكرم يرد السلام على من يسلم عليه".

وهذه النقول عن هؤلاء العلماء التي نقلها فالح في مقاله تؤكد جهله المطبق وتناقضه الفاحش وتنقض مقاله الذي افترى فيه على الشيخ ربيع ورماه بالعظائم وحكم عليه بأنه من المعتزلة والخوارج والفلاسفة وهو منها محذر ولها مفارق.

وصدق من قال :

من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع والمعارضة قبل أن يفهم والحكم بما لا يعلم .

الوقفة السابعة/ قال في ص( 6-7 ) : ويبعد أن لا يكون المدخلي قد أجاب عن مذهب واعتقاد؛ فهذه القضية من أصول معتقد أهل السنة والجماعة، بل من أصولهم البينة الظاهرة غير الخفية، التي لا يكاد يخلو تقرير من تقريراتهم منها، ولا مؤلف من مؤلفاتهم، ويسأل عنها علماؤهم فيفتون بها، ويبينونها تفصيلاً، ويطلع على ذلك العامة والخاصة، خصوصاً في هذا الوقت الذي انتشرت فيه المعلومات في وسائل الإعلام والتسجيل ومواقع الانترنت والتوسع في طباعة الكتب والنشر، فهذا متاح لغير المتخصصين، أما هذا الرجل فقد اطلع على كتب أهل السنة وتآليفهم المتخصصة فمن الممتنع عدم معرفته بعقيدتهم في هذا الباب، بل قد درًّسها فأي سبيل إلى عدم قصد الاعتقاد في إجابته، بل قوله " فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس"!، مع قوله" لا يلتقي الجسد والروح..." غمز لمن يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة.

ومع كون هذا الغمز لأهل السنة ومع نفيه علاقة الروح بالجسد في البرزخ _وهو المأخذ عليه، ولا يستغرب من مثله من خصوم أهل السنة.

أقول :

1. يريد أن الشيخ ربيعا قد أجاب عن مذهب واعتقاد المعتزلة والخوارج وأن هذا اعتقاده من قديم وهذا افتراء كبير وخطير ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم .

ووالله إن اعتقاد الشيخ ربيع هو: اعتقاد أهل السنة والجماعة اعتقاد أهل الحديث ولقد درس كتب هذا الاعتقاد بإخلاص وإيمان واطلع عليها وأفاد منها وبينها للناس في كتبه وأشرطته ومجالسه وموقعه فدرس أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل وكتاب الشريعة للآجري وشرح السنة للبربهاري وعقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب- رحم الله الجميع – وغيرها من المؤلفات والمقالات في نصرة السنة وأهلها ودحر البدعة ودعاتها .

فأين جهودك يافالح ؟ لم نر منك إلا الطعن في السلفيين وكفى بها لك مذمة .

2. قوله : نفيه علاقة الروح بالجسد في البرزخ _وهو المأخذ عليه، ولا يستغرب من مثله من خصوم أهل السنة.

هذا من كذبه ودجله فالشيخ عقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب وغيره فيؤمن بعذاب القبر ونعيمه ولا ينفي البتة العلاقة بين الروح والجسد وهاك هذا النص الذي يشكف كذبك وفجورك في الخصومة .

قال حفظه الله في شرحه ⁽¹⁴⁾ للشريعة للآجري - رحمه الله - باب : ذكر الإيمان والتصديق بمساءلة منكر ونكير:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .

ساق المؤلف رحمه الله تعالى هذا الباب : باب : ذكر الإيمان والتصديق بمساءلة منكر ونكير ولم يكتف بالمساءلة بل هناك أموراً أخر غير مجرد السؤال وهي :

أنه هناك في القبر عذاباً وفيه نعيماً⁽¹⁵⁾وهناك سؤال عن محمد صلى الله عليه وسلم وسؤال عن هذا الدين وسؤال عن الرب قبل كل شيء .

فالأمر عسير ويحتاج والله إلى استعداد لهذا اليوم الرهيب فإنه كما يقال مفترق الطرق إما إلى جنة وإما إلى نار فيجب أن نستعد لهذه الأهوال وبدايتها البرزخ ( القبر ) أن نستعد بالإيمان الصادق والأعمال الصالحة فإن الأمر جد والأمر خطير والله .

{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }

وقال هناك في وعيد الكفار " وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

هذا البرزخ وهو يبدأ بأول ما يوضع في القبر إلى أن تقوم الساعة ماذا يلاقي فيه ؟

المؤمن يلقى نعيماً حسب إيمانه وعمله الصالح والكافر والمنافق والفاجر يلقى أهوالاً وعذاباً نعوذ بالله .

فتعلموا العلم النافع واعملوا صالحاً تقربوا إلى الله بالأعمال الصالحة يكرمكم الله عزوجل في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة وفي بدايتها البرزخ فلا منجاة يا أخوه من هذه الأهوال إلا الإيمان الصادق والعمل الصالح ولابد لنا من العلم النافع الذي يقوم عليه الإيمان الصادق والعمل الصالح .

وتعلموا فإن تعلم العلم يرفعكم عند الله درجات وينجيكم من الأهوال إذا أنتم عملتم به وإلا يكون العلم حجة والقرآن حجة لك أو عليك .

ساق المؤلف عدداً من الأحاديث فيها الحسن وفيها الضعيف وتشترك كلها في أن هناك ملكين يسألان العبد وذكرهما في بعض الأحاديث أنهما يأتيان أسودان مهيبان إلى آخره وسماهما منكر ونكير والشيخ الألباني يحسن هذا الحديث الذي وردت فيه هذه التسمية وورد في ورد في المساءلة مساءلة الملكين في عدد من الأحاديث الصحيحة ولم يسمي فيهما الملكان .

فنؤمن بهذه المساءلة وأن الله يرسل الملكين يسأل العبد عن ربه ودينه ونبيه سواء صحت التسمية أو لم تصح .

لابد من الإيمان أنك ستسأل هذه الأسئلة فإن نجحت فإلى النعيم يفتح الله باب إلى الجنة ويفرش لك في الجنة ويوسع لك سبعون ذراعاً أو أكثر .

بل هناك أحاديث صحيحة وردت أن أرواح المؤمنين في الجنة تسرح من الجنة حيث شاءت ولا مانع أن يكون لها علاقة بالجسد فتنعم الروح والجسد إذا كان من أهل الجنة ويعذب الروح والجسد روح الكافر في سجين .

ولا مانع أن يتناول العذاب الروح والجسد.⁽¹⁶⁾

وهذه الأمور غيبية لا تدركها الحواس ولا حتى العقول وإنما تدرك بالإيمان بالغيب فتصدق هذا الرسول في كل ما أخبر عليه الصلاة والسلام ونطيعه في كل ما نهى عنه وزجر في كل ما أمر وما نهى عنه وزجر عليه الصلاة والسلام .

فإن هناك أموراً لا يدركها البشر فليس أمام الإنسان إلا الاستسلام لله والتصديق بما يقوله رسول الله عليه الصلاة والسلام .

فإن روحك التي بين جنبيك لا تدري ما هي لا تعرف ما هي ولا تعرف ما في أحشائك وما في قلبك وما في كذا فكيف تعرف هذه الأمور؟ بارك الله فيكم .

فلا بد من الإيمان بالأخبار الصادقة الصادرة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى .

فنؤمن بأننا نسأل وينعم المؤمنون ويعذب الكافرون والمنافقون والفجار .

وذكر في الأحاديث يعني إذا دفن الإنسان وأنصرف أصحابه وهو يسمع قرع نعالهم في هذه الحالة يأتيه ملكان يسألانه ترد إليه روحه بعد أن تعرج إلى السماء كما في حديث البراء وتعاد إليه روحه ويسأله الملكان فينصرف الناس وهو في هذه الحال إنه ليسمع قرع نعالهم .

3. قوله فهذه القضية من أصول معتقد أهل السنة والجماعة، بل من أصولهم البينة الظاهرة غير الخفية، التي لا يكاد يخلو تقرير من تقريراتهم منها، ولا مؤلف من مؤلفاتهم....الخ.

أقول : أورد الإمام هبة الله بن الحسن اللالكائي - رحمه الله –في كتابه العظيم شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( 1/ 151 )جملة من اعتقاد بعض الأئمة لم يرد في اعتقادهم ذكر للإيمان بعذاب القبر ونعيمه ولا ذكر للعلاقة بين الروح والجسد وهم في نظر الناس أئمة هدى وشيوخ الإسلام من طعن فيهم أو عابهم اتهمه الناس في دينه ومن أولئك :

1. الإمام سفيان الثوري رحمه الله فلم يذكر في اعتقاده عذاب القبر ولا نعيمه ولم يذكر العلاقة بين الروح والجسد ولم يذكر مستقر الأرواح أين تكون .

2. وكذا الإمام الأوزاعي رحمه الله .

3. وكذا الإمام البخاري رحمه الله .

4. وكذا الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله .

بل إن الإمام الحميدي شيخ البخاري - رحمهما الله – لم يذكر في رسالته أصول السنة هذه القضية .

وكذا معالي الشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله – لم يذكر في كتابه

" مجمل عقيدة السلف الصالح "⁽¹⁷⁾ هذه القضية .

وعلى مبدأ فالح وأصله الكالح يكون أئمة الإسلام وحماة الدين من المعتزلة والخوارج والفلاسفة لأنهم لم يذكروا هذه القضية ولم يذكروا العلاقة بين الروح والجسد ولم يفصلوا فيها وهكذا يستمر الحال في إسقاط أئمة وشيوخ وعلماء السنة وتشويه صورتهم والتشكيك في أصولهم على أيدي الحدادية الجديدة بقيادة الزعيم الجديد فالح .

فإن قيل : هؤلاء الأئمة ذكروا هذه القضية أو نقل عنهم في مكان آخر .

ونقول : كذلك الشيخ ربيع ذكر هذه القضية في العديد من كتبه وأشرطته وفي موقعه.

وإن قيل : هؤلاء العلماء على الأصل في الإيمان بكل ما ورد في الكتاب والسنة.

ونقول : وكذلك الشيخ ربيع على هذا الأصل ولا فرق وهو إمام في السنة .

والعدل والإنصاف مطلوب ولو كان مع عدوك .

ولكن عند فالح وزمرته لا ذكر لذلك وأصولهم التي يحكمون بها على علماء السنة خير دليل على ذلك وانصرافهم عن أهل البدع وكشف عوارهم وتفنيد شبهاتهم من خوارج وروافض وصوفية وغيرهم دليل على حقدهم الدفين على أهل السنة فلا تغتروا بشعارهم المرفوع نصرة السنة وأهلها فالعبرة بالحقائق والآثار لا بالدعاوى والمسميات ومن آثارهم تعرفونهم .

4. قوله : غمز لمن يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة.ومع كون هذا الغمز لأهل السنة .

أقول : لا يغمز ويطعن في أهل السنة كالشيخ بن باز والألباني وابن عثيمين والوادعي والنجمي وزيد وربيع ومحمد بن هادي وعبيد وغيرهم⁽¹⁸⁾ من طلبة العلم إلا أنت يافالح وزمرتك الظالمة في شبكة الأثري وانظر كتاب المصارعة ترى عجباً.

ومنه يتبين أن مقصوده بأهل السنة "الطائفة الحدادية" كباشميل ورفاقه فتفطنوا بارك الله فيكم لمكره وكيده .

الوقفة الثامنة / قال فالح في (ص 6 ) : قلت: يلاحظ في هذا من كلام المدخلي ما يتفق مع كلامه السابق، حيث لم يذكر العلاقة بين الروح والجسد في البرزخ كما يذكر ذلك أهل السنة وكما يفصلون في هذه المسألة الخطيرة ولا يطلقون.

وقال في ص( 6 ) : ويلاحظ – أيضاً – أن تلميذه وممدوحه صاحب الكتاب هو الآخر اتفق مع شيخه فلا يذكر الأرواح المنعمة في الجنة إلا ويطلق كما أطلق شيخه ولا يفصل تفصيل أهل السنة والجماعة، ولا يعرج على نقل تفصيل أهل السنة في العلاقة بين الروح والجسد كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن أبي العز وابن رجب وغيرهم من علماء أهل السنة وأئمتهم المتقدمين والمتأخرين، فكيف يتفق المقدّم والمقدّم له إلا أن يكون ذلك عن تجاهل وعمد وقصد لما يعتقده الإثنان، مما يصدق عليه المثل: (وافق شن طبقه).

أقول : وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم

1- الشيخ ربيع على طريقة السلف الصالح في التفصيل والإجمال فعلماء السنة يذكرون في مؤلفاتهم في العقيدة والفقه وغيرها بعض الأمور على وجه الإجمال وفي كتب أخرى على وجه التفصيل ولم يلم أحد منهم الآخر على فعله بل لم يضلل بعضهم بعضاً كما يفعله أهل البدع والأهواء .

وانظر رسالة الإمام أحمد – رحمه الله – أصول السنة واعتقاد أبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم مختصرة وتجد في الأخرى ما لا تجد في الثانية وتجد في مؤلفات أخرى التفصيل كالسنة لعبد الله بن أحمد والسنة للخلال وغيرهما .

وانظر عمدة الفقه لابن قدامه – رحمه الله – هل هو مثل: المغني والمقنع في نقل الأقوال والأدلة ومع ذلك لا تجد إلا الثناء العاطر على صنيعه .

وكذا كتب النحو والأصول والأخلاق والسلوك .

وعلى مبدأ فالح وأصله الفاسد يسقط علماء السنة وتسقط أصولهم وكتبهم المؤصلة والنافعة بل يجر إلى ترك نصوص القرآن والسنة بحجة عدم التفصيل!!!

انظروا إلى ماذا تجر أصول فالح الفاسدة الغاشمة إلى الطعن في القرآن والسنة والإجماع شعر أو لم يشعر.

وأما قوله في النقض ( 6 ) : يلاحظ في هذا من كلام المدخلي ما يتفق مع كلامه السابق، حيث لم يذكر العلاقة بين الروح والجسد في البرزخ كما يذكر ذلك أهل السنة وكما يفصلون في هذه المسألة الخطيرة ولا يطلقون.

فأقول له : هاك هذا النص⁽¹⁹⁾ – وقد سبق غيره - الذي يكشف كذبك ودجلك وفيه ذكر عذاب القبر ونعيمه والمساءلة ومستقر الأرواح والعلاقة بينها وبين الجسد والتفصيل في ذلك على طريقة أهل السنة كابن تيمية وابن القيم وابن رجب وغيرهم .

قال الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله - في شرحه لشرح السنة للبربهاري – رحمه الله – عام 1424هـ

قال الإمام البربهاري – رحمه الله - :

واعلم أن أرواح الشهداء في قناديل تحت العرش تسرح في الجنة ، وأرواح المؤمنين تحت العرش ، وأرواح الكافرين والفجار في برهوت⁽²⁰⁾، وهي في سجين .

قال الشيخ ربيع حفظه الله - :

نعم يعني أرواح الشهداء في قناديل تحت العرش هذا ورد في أحاديث صحيحة ، وكذلك أرواح المؤمنين في الجنة تسرح من الجنة حيث شاءت وأرواح الشهداء كذلك- هذا أيضاً ثبت به أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه كلها أحاديث ثابتة

وأرواح الكفار في سجين كما قال الله تعالى : ( {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ }، كتاب مرقوم ويل يومئذٍ للمكذبين ) ثم قال : كلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كتاب مرقوم )

يعني : هذا ورد أيضاً في حديث البراء بن عازب الطويل الذي يتحدث عن قبض روح المؤمن ، وأن هناك ملائكة تأتي وجوههم مثل الشمس ويجلسون على مد البصر من الميت ويأتي ملك الموت فيستل روحه فيأخذونها منه ويصعدون بها إلى السماء ، من السماء الأولى إلى الثانية إلى الثالثة ، ويصحبه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي فيها الله تبارك وتعالى ، فكل ما مر بسماء ما هذه الروح الطيبة ؟ وكذا فيقال : هذه روح فلان إلى آخر الحديث . فيه اختلاف فمنهم من يصححه ومنهم من يضعفه ثم تعاد روحه إلى القبر ، يقول أعيدوه إلى الأرض فمنها خلقناهم ومنها نعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى ، ويجلس في قبره يعيد روحه إلى جسده في هذا الحال ، ويأتيه ملكان يسألانه ما ربك وما دينك وماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه . هذا القدر ثابت في الصحيحين من حديث أسماء يشارك حديث البراء .

وفي حديث البراء ما يشهد لهذا ، وفي هذا ما يشهد لحديث البراء في السؤال في القبر ، ويدل عليه قول الله تبارك وتعالى ( يثبت الله اللذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) هذا عبارة عن توفيق الله لعبده وتثبيته له حينما يسأله الملكان عن الله وعن الدين وعن محمد عليه الصلاة والسلام فيوفق ويسدد . وكما في حديث البراء يقال : صدقت ، ثم إن كنت لمؤمنا ، ويفتح له باب إلى الجنة يأتيه من روحها ومن نسيمها إلى آخره .

وأما الكافر فيأتيه ملائكة سود الوجوه ويجلسون منه مد البصر ، ويأتي يستلها ملك الموت فتخرج بصعوبة كما يأخذ السفود من الحرير يعني تخرج بصعوبة ثم تستلم منه الملائكة وتصعد به لا يقبلها الله لا يفتح لها أبواب السماء فتعود فيقول : أسكنوها في سجين . ويعود إلى القبر ويُسأل : فيقال من ربك ؟ فيقول ها ه هاه لا أدري ، فيضرب بمطرقة من حديد يسمعها كل شيء إلا العقلاء ،الحيوانات والبهائم وهذه تسمع هذا ، ثم يفتح له باب إلى النار ويأتيه من سمومها و زمهريرها - والعياذ بالله – وهذا يد ل عليه القرآن والسنة – عذاب القبر– ( النار يعرضون عليها غدوا وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) هذه الآية من الأدلة على أن في القبر نعيم للمؤمن وعذاب للكافر ولمن يشاء الله من عصاة الموحدين ، فالبرزخ – بارك الله فيك – هو مرحلة بين الدنيا والآخرة ينال العبد فيها من النعيم إذا كان مؤمنا ، ويناله من العذاب إذا كان عاصياً أو كافراً .

ولهذا يقول : وأرواح المؤمنين تحت العرش .

تقدم أنها كما قال في الأول : أرواح المؤمنين تسرح من الجنة حيث شاءت وهذا هو الكلام الصحيح وفي قناديل تحت العرش كما يقول ايضاً .

وأرواح الكفار في سجين ، وهذا يختلف فيه الناس أين تكون أرواح الكفار ؟

منهم من يقول: في النار ، ومنهم من يقول : في بئر برهوت ، منهم – يعني أرواح المؤمنين - من يقول :في زمزم وما أدري أين ؟

وأقوال كثيرة ولكن نقول : أرواح المؤمنين في الجنة ، وأرواح الكفار في البرزخ يعذبون – بارك الله فيك – ويأتيهم من سمومها ومن زمهريرها كما اخبر بذلك ، ولا مانع أن تكون في سجين ، وهذا جزء من سجين الذي هو النار والعياذ بالله .

قال البربهاري- رحمه الله - : والإيمان بأن الميت يقعد في قبره ، ويرسل الله فيه الروح حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه ثم تسل روحه بلا ألم ، ويعرف الميت الزائر إذا أتاه وينعم في القبر المؤمن ، ويعذب الفاجر كيف شاء الله .

قال الشيخ ربيع : يعني الإيمان أن العبد يفتن في قبره وجاء في حديث التشهد : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات )

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة الدجال ) .

وهذه الفتنة هي الامتحان والاختبار ويختبر عن دينه ونبيه ورسوله فالمؤمن يجيب يقول : الله ربي ومحمد نبيي والإسلام ديني ، وجاء أيضاً : ( ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو محمد بن عبد الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه ) هذا المؤمن يقول هذا ثم قرأ الراوي أو الرسول : ( يثبت الله اللذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )

وأما الفاجر أو الكافر فيقول : هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيعذب.

ذاك يقال له صدقت ويفتح له باب الجنة إلى الجنة فيأتيه من روحها ونسيمها وتكون روحه في الجنة تسرح من الجنة حيث شاءت ، أرواح الأنبياء أرواح الشهداء أرواح المؤمنين والصديقين كلها في الجنة ، وتسرح من الجنة حيث شاءت ، ولها صلة ²¹

لا يعلمها إلا الله بالأجساد ، بحيث إن هذا النعيم يقع للروح يقع للجسد أيضاً وإن كانت الروح في أعلى عليين في الجنة والجسد في القبر ولو كان ترابأ ، هذا يرجع إلى قدرة الله وعلمه وحكمته ، فيمس الجسد من النعيم مثل ما يمس الروح ، فإذا نعمت الروح نعم الجسد ، والروح المعذبة الكافرة والفاجرة هذه أيضاً العذاب يشملها ويشمل الجسد ولو قطع و ......... وروحه في سجين وهذا الشاهد منه الإيمان بفتنة القبر وبعذاب القبر وبنعيمه ، المؤمن ينعم والكافر والفاجر يعذبان ، والسؤال يأتي عن الدين ، التوحيد عن الرسالة يعني يسأله ملكان أحدهما يسمى منكر والآخر يسمى نكير هما اللذان يسألان العبد .⁽²²⁾

سئل الشيخ يسمع الصياح كل شيء ؟

ش : يسمع صوته كل شيء إلا الجن والأنس المكلفون .

..... والسؤال يكون عن الإيمان وشرائعه يسأل عن الإيمان وشرائعه ، يسأل عن محمد صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين ( يقال ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو محمد بن عبد الله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه ).

فهذا يحث المسلم على أن يعرف هذه البينات ويهتدي بها ويتبع الرسول على علم وبصيرة ، وأما الذي يأخذ الإسلام تقليداً ووراثة لللآباء والأجداد فقد يسلم بعضهم وقد يقع بعضهم والله في قوله:هاه هاه لا أدري ، خاصة إذا تصدى لمحاربة من يدعو الناس إلى إتباع كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول : عقيدتي ويقول : مذهبي ويقول : كذا ويتشبث بما نشأ عليه من عادات وتقاليد وما نشأ عليه من مذاهب وعقائد ، هذا الخطر عليه شديد جداً خاصة هؤلاء الذين يحاربون أهل التوحيد ويقولون : وهابية من عباد القبور ومن المتعصبين التعصب الأعمى للمذاهب والعقائد الفاسدة كالأشعرية وأهل الاعتزال والرفض والزيدية وما شاكل ذلك ، هؤلاء كثيرون منهم يحاربون هذا المنهج وأهله وهم يعلمون أنهم على حق وبعضهم يحاربهم تقليداً ، فالذي يحاربهم تقليداً يخشى على كثير منهم أن يقول : هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته .

ثم يقول : تسل روحه بلا ألم .

يعني: كأنه بعد أن تعاد روحه تسل وتعود تأتي لمهمة وهو المساءلة والإجابة وإذا نجح في الإجابة رجعت روحه إلى عليين وإذا فشل راحت في سجين ،ثم يبقى هناك ارتباط⁽²³⁾

لا يعلمه إلا الله عز وجل بين الروح والجسد ، فما يقع للروح من النعيم يمس الجسد يناله الجسد ، وما يقع عليه من العذاب كذلك يشاركه فيه الجسد .

يقول: ( ويعرف الميت الزائر إذا أتاه ).

هذا الكلام مبني على أحاديث ضعيفة ⁽²⁴⁾ لا يثبت منها شيء والظاهر والله اعلم أن الموتى لا يسمعون

( إنك لا تسمع الموتى ) وما ورد من الأحاديث في أنهم يسمعون فتقصر على تلك الحالات وتقيد بتلك الحالات ولا يتوسع في هذا فإن هذا أمر غيبي ، فمثلاً الرسول أخبر أن الميت يسمع قرع النعال يعني حين السؤال ترد روحه وفي هذه الحال يسمع قرع النعال ويقيد بتلك الحال ولا يتوسع فيها ،ما دام روحه ترد إذا رفعت إلى العليين لا تدري ماذا يحدث على وجه هذه الأرض؟ .

وورد في حديث أهل القليب من رؤوس وصناديد قريش مثلاً أبو جهل وعتيبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف هؤلاء رؤوس الكفر أمر عليه الصلاة والسلام بعد اليوم الثالث بعدما جيفوا وأنتنت أجسادهم أمر بهم أن يرموا في القليب إلا أمية بن خلف فإن جسده كان قد تهرى ,والبقية رُمُوا في القليب فخاطبهم الرسول عليه الصلاة والسلام فناداهم الرسول يا فلان يا فلان يا أبا جهل يا عتبة يا ربيعة هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا ، فقال له عمر رضي الله عنه : ماذا تخاطب من أجساد قد جيفوا قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . فقيد بهذا الحال ، وقد ألف العلامة الآلوسي كتاباً سماه الآيات البينات في عدم سماع الأموات وحققه الشيخ الألباني وأجرى عليه أيضاً دراسة جيدة وقدم له وذهب إلى ما نرى أنه الحق إن شاء الله من أن الموتى لا يسمعون .

يعني القبوريين يتعلقون بمثل هذه الأقوال ويعتقدون في الأولياء أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ويشدون الرحال إلى قبورهم ويطلبون منهم قضاء الحاجات وكشف الكربات بناء على هذه الأفهام .......⁽²⁵⁾. أنها خطأ فالذي يحسم مادة الشرك هو الآخذ بالقرآن فعلاً في أنهم لا يسمعون ، وتبين السنة تلك الحالات حالة أهل القليب وحالة أن الميت بعد دفنه يسأل ويحاسب والمطلوب من المسلم بعد صلاته عليه ودفنه والقيام بحقه هذا أن يقف على قبره ما شاء الله يسأل له التثبيت لأنه في هذه الحالة يسأل وحينما ينصرفون في هذا الظرف يكون يسمع قرع نعالهم ثم لا نتوسع في ذلك ونقول : ( إنك لا تسمع الموتى ) وقوله : ( ما أنت بسمع من في القبور )

( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ) يعني بعد فرض المستحيل ( ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ) فالقرآن يثبت في غير ما آية أنهم لا يسمعون ، ويُشبّه الكفار الذين لا يستجيبون للحق بالأموات ، والأموات أكمل في هذه الصفة في عدم السماع .

وهنا يقول : ( الميت يعرف الزائر إذا أتاه ).

يعني كما قلنا في أحاديث ضعيفة – بارك الله فيكم – وهي مما يجرئ أهل البدع والضلال على الاهتمام بالقبور والاحتشاد حولها وطلب الحاجات منها إلى آخره لأنهم يسمعون ويعرفون الزائرين، وكثير من البدع والضلالات إنما تقوم على الأفهام الخاطئة من العمومات وتقوم على الآثار والأحاديث الضعيفه- بارك الله فيكم –

يقول : ( ويعذب الفاجر كيف شاء الله ) .

نعم الكيفية لا يعرفها إلا الله عز وجل يعني روحه في سجين وهو يعذب في قبره ، روحه في عليين وهو ينعم في قبره كيف هذا ؟

لا يعلمه إلا الله عز وجل ، هناك نصوص كثيرة متواترة أن أرواح المؤمنين في الجنة وهناك نصوص تدل أن الكافر والفاجر يعذب⁽²⁶⁾.

إذن روحه إذا كانت في عليين لها ارتباط بالجسد⁽²⁷⁾ لا يعلمه إلا الله عز وجل فما يجري من العذاب و ما يجري من النعيم على الروح يشارك فيها الجسد .

2- وهذه أقوال بعض أئمة الإسلام أطلقوا في المسألة ولم يفصلوا ولم يذكروا العلاقة بين الروح والجسد وننتظر من فالح وزمرته بماذا سيحكمون عليهم !!!

1. إمام السنة سفيان بن عيينه رحمه الله .

قال : السنة عشرة فمن كن فيه فقد استكمل السنة ومن ترك شيئاً فقد ترك السنة وذكر منها : عذاب القبر .

وعلى أصل فالح يكون هذا الإمام معتزلياً وخارجياً لأنه لم يذكر العلاقة بين الروح والجسد وأطلق ولم يفصل !!!!

2. إمام السنة الإمام المبجل أحمد بن حنبل – رحمه الله - .

- قال الإمام عبدالله بن أحمد : سألت أبي عن أرواح الموتى أتكون في أفنية قبورها أم في حواصل طير ؟ أم تموت كما تموت الأجساد ؟

فقال : قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : نسمة المؤمن طائر يعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ".

وقد روي عن عبد الله بن عمرو قال : إن أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر كالزائر يتعارفون فيها ويرزقون من ثمرها .

وقال بعض الناس : أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تأوي إلى قناديل في الجنة معلقة بالعرش " ⁽²⁸⁾

هذا هو قول إمام السنة وفيه فوائد نفيسة :

1. أطلق ولم يفصل في المسألة.

2. ولم يذكر عذاب القبر ونعيمه.

3. ولم يذكر العلاقة بين الروح والجسد

4. وسؤال عبد الله لأبيه قريب من السؤال الذي وجه للشيخ ربيع وإجابة الشيخ ربيع هي مثل إجابة الإمام أحمد رحمه الله .

وتناقل العلماء هذه المسائل ولم نر منهم لوم على الإمام أحمد وابنه وإنما القبول والثناء والتبجيل .⁽²⁹⁾

فعلى أصل فالح يكون إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل من أئمة الفلاسفة والخوارج والمعتزلة !!!

لماذا ؟

لأنه لم يفصل تفصيل أهل السنة ولم يذكر العلاقة بين الروح والجسد !!!

ولا تستغربوا من فالح - وزمرته - إذا حكموا على بقية أهل السنة بالاعتزال في ضوء أصلهم الفاسد .

- وقال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة: والإيمان بعذاب القبر إن هذه الأمة تفتن في قبورها وتسأل عن النبي ويأتيه منكر ونكير كيف شاء الله عز وجل وكيف أراد الإيمان به والتصديق به .

فأين ذكر أرواح الأنبياء والشهداء وأنهم ينعمون في الجنة وأن أرواحهم تسرح من الجنة حيث شاءت الخ

وهذه النصوص عن الإمام أحمد كسابقتها تؤكد ما ذكرته سابقاً.

فما رأي فالح وزمرته فيها وبماذا سيحكمون على إمام السنة !!!

ب- شيخ الإسلام الإمام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية – رحمه الله - .

سُئِلَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ - كما في مجموع الفتاوى (4/ -311-312) :

هَلْ يَتَنَاسَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ .

" وَالْوِلْدَانُ " هَلْ هُمْ وِلْدَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ وَمَا حُكْمُ الْأَوْلَادِ وَأَرْوَاحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ إذَا خَرَجَتْ مِنْ الْجَسَدِ هَلْ تَكُونُ فِي الْجَنَّةِ تُنَعَّمُ ؟ أَمْ تَكُونُ فِي مَكَانٍ مَخْصُوصٍ إلَى حَيْثُ يَبْعَثُ اللَّهُ الْجَسَدَ ؟ وَمَا حُكْمُ وَلَدِ الزِّنَا إذَا مَاتَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْأَعْرَافِ أَوْ فِي الْجَنَّةِ ؟ وَمَا الصَّحِيحُ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ هَلْ هُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ وَهَلْ تُسَمَّى الْأَيَّامُ فِي الْآخِرَةِ كَمَا تُسَمَّى فِي الدُّنْيَا مِثْلُ السَّبْتِ وَالْأَحَدِ ؟.

الْجَوَابُ

" الْوِلْدَانُ " الَّذِينَ يَطُوفُونَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الْجَنَّةِ ؛ لَيْسُوا بِأَبْنَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا بَلْ أَبْنَاءُ أَهْلِ الدُّنْيَا إذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ يَكْمُلُ خَلْقُهُمْ كَأَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةِ آدَمَ أَبْنَاءِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً فِي طُولِ سِتِّينَ ذِرَاعًا . وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا أَنَّ الْعَرْضَ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ.

وَأَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَأَرْوَاحُ الْكَافِرِينَ فِي النَّارِ ؛ تُنَعَّمُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ وَتُعَذَّبُ أَرْوَاحُ الْكَافِرِينَ إلَى أَنْ تُعَادَ إلَى الْأَبْدَانِ . ثم استوفى الإجابة على بقية الأسئلة .

انظر كيف قصر العذاب والنعيم على الأرواح دون الجسد ولم يذكر العلاقة بين الروح والجسد في البرزخ.

وتأمل قوله : "إلى أن تعاد الأبدان " تجده مثل قول الشيخ ربيع: "ولا تلتقي الروح والجسد إلا يوم القيامة ".

وقال أيضاً في ( 4/ 278 ):

وَإِذَا دَخَلَ أَطْفَالُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ فَأَرْوَاحُهُمْ وَأَرْوَاحُ غَيْرِهِمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَتْ دَرَجَاتُهُمْ مُتَفَاضِلَةً وَالصِّغَارُ يَتَفَاضَلُونَ بِتَفَاضُلِ آبَائِهِمْ وَتُفَاضِلُ أَعْمَالِهِمْ - إذَا كَانَتْ لَهُمْ أَعْمَالٌ - فَإِنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ كَغَيْرِهِ وَالْأَطْفَالُ الصِّغَارُ يُثَابُونَ عَلَى مَا يَفْعَلُونَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ وَإِنْ كَانَ الْقَلَمُ مَرْفُوعًا عَنْهُمْ فِي السَّيِّئَاتِ ؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا مِنْ مِحَفَّةٍ فَقَالَتْ : أَلِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَلَك أَجْرٌ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ . وَفِي السُّنَنِ أَنَّهُ { قَالَ مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشَرِ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ } وَكَانُوا يُصَوِّمُونَ الصِّغَارَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَغَيْرَهُ فَالصَّبِيُّ يُثَابُ عَلَى صَلَاتِهِ وَصَوْمِهِ وَحَجِّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِهِ وَيُفَضَّلُ بِذَلِكَ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْمَلْ كَعَمَلِهِ وَهَذَا غَيْرُ مَا يُفْعَلُ بِهِ إكْرَامًا لِأَبَوَيْهِ كَمَا أَنَّهُ فِي النِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ قَدْ يَنْتَفِعُ بِمَا يَكْسِبُهُ وَبِمَا يُعْطِيهِ أَبَوَاهُ وَيَتَمَيَّزُ بِذَلِكَ عَلَى مَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ .

وَأَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْآثَارُ وَهُوَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ تَعْلَقُ مِنْ الْجَنَّةِ } أَيْ تَأْكُلُ وَلَمْ يُوَقَّتْ فِي ذَلِكَ وَقْتٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَالْأَرْوَاحُ مَخْلُوقَةٌ بِلَا شَكٍّ وَهِيَ لَا تَعْدَمُ وَلَا تَفْنَى ؛ وَلَكِنَّ مَوْتَهَا مُفَارَقَةُ الْأَبْدَانِ وَعِنْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ تُعَادُ الْأَرْوَاحُ إلَى الْأَبْدَانِ .

فأين بيان العلاقة بين الروح والجسد؟

وأين التفصيل الذي يضلل فالح بعدم ذكره ؟!!

وقال في الفتاوى الكبرى ( 2/156 المسألة السادسة والعشرون ):

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهل الجنة هل يتناسلون أم لا وهل الولدان أولاد أهل الجنة وما حكم الأولاد وعن أرواح أهل الجنة والنار إذا خرجت من الجسد هل تكون في الجنة تنعم والتي في النار تعذب أو تكون في مكان مخصوص إلى حيث يبعث الجسد وما حكم ولد الزنا إذا مات هل يكون مع أهل الأعراف أو في الجنة وما الصحيح في أولاد المشركين هل هم من أهل النار أم من أهل الجنة وهل تسمى الأيام في الآخرة كما تسمى في الدنيا مثل السبت والأحد وسئل عن قوله صلى الله عليه وسلم أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر وعن فاطمة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله إن عليا يقوم الليالي كلها إلا ليلة الجمعة فإنه يصلي الوتر ثم ينام إلى أن يطلع الفجر فقال إن الله يرفع روح علي كل ليلة جمعة تسبح في السماء إلى طلوع الفجر فهل ذلك صحيح أم لا وهل هذا صحيح عن علي أنه قال اسألوني عن طرق السماء فإني أعرف بها من طرق الأرض ؟

الجواب:

الحمد لله الولدان الذين يطوفون على أهل الجنة هم خلق من خلق الجنة ليسوا أبناء أهل الدنيا بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم كأهل الجنة على صورة آدم أبناء ثلاث وثلاثين سنة في طول ستين ذراعا وقد روي أيضا أن العرض سبعة أذرع .

وأرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في النار إلى أن تعاد إلى الأبدان .

ثم استوفى الإجابة على بقية الأسئلة .

والسؤال : هل ذكر ابن تيمية في فتاواه السابقة العلاقة بين الروح والجسد في البرزخ ؟

وهل فصل في أجوبته السابقة تفصيل أهل السنة ؟

إن ما أجاب به الشيخ ربيع أجاب به ابن تيمية –رحمه الله - .

وعلى أصل فالح يكون شيخ الإسلام ابن تيمية المجاهد لأهل البدع طيل حياته من شيوخ الفلاسفة والخوارج والمعتزلة !!! لماذا ؟

لأنه لم يذكر العلاقة بين الروح والجسد !!! ولأنه أطلق ولم يفصل .

ج- الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - . قال في رسالته لأهل القصيم ( 3/ 6 مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله) :

وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فأومن بفتنة القبر ونعيمة، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا تدنو منهم الشمس، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.

والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كما ترى لم يفصل في المسألة ولم يذكر العلاقة بين الروح والجسد في البرزخ وعلى أصل فالح الفاسد الظالم يكون إمام الدعوة السلفية في نجد والحجاز وغيرها والمجاهد المناضل من شيوخ الفلاسفة والمعتزلة والخوارج لماذا ؟

لأنه لم يستجب لأصل فالح فلم يذكر العلاقة بين الروح والجسد ولم يفصل تفصيل أهل السنة .

وأقول لك يافالح :

سل الله عقلاً نافعاً واستعذ به

من الجهل تسأل خير معط لسائل

فبالعقل تستوفي الفضائل كلها

كما الجهل مستوف جميع الرذائل

8. إمام السنة في عصرنا الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - . قال في كتابه العقيدة الصحيحة وما يضادها ( 1/ 21 مجموع الفتاوى ) : وأما الإيمان باليوم الآخر فيدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت كفتنة القبر وعذابه ونعيمه، وما يكون يوم القيامة من الأهوال والشدائد والصراط والميزان والحساب والجزاء ونشر الصحف بين الناس، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره، ويدخل في ذلك أيضا الإيمان بالحوض المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والإيمان بالجنة والنار، ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتكليمه إياهم، وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيجب الإيمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

فلم يذكر جزاء الأنبياء والشهداء وأن أرواحهم في الجنة ولم يذكر الأدلة على ذلك

وكما ترى لا ذكر للعلاقة بين الروح والجسد ولا تفصيل في المسألة أتدري لماذا ؟ لأن هذه الأشياء من الأمور المستقرة عند أهل السنة فلا يلزم ذكرها ولا يضلل ويحكم بالاعتزال على من لم يذكرها ومن ذكرها فلا تثريب عليه.⁽³⁰⁾

وأما على أصل فالح فمن لم يذكرها فالويل له قد ارتكب جرماً عظيما وأصبح خارجياً كبيراً ومعتزلياً وفيلسوفياً خطيراً.

ذ- وهاك هذا النقل النفيس الذي يدمغ الحدادية كلها وعلى رأسهم فالح.

قال الشيخ : حسن بن الشيخ حسين، بن الشيخ محمد رحمهم الله تعالى :
قال ابن القيم رحمه الله : ونحن نحكي إجماعهم، كما حكاه حرب، صاحب الإمام أحمد، بلفظه، قال في مسائله المشهورة : هذا مذهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بها، المقتدى بهم فيها، من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء الحجاز، والشام، وغيرهم عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن مذهب أهل السنة وسبيل الحق .
قال : وهو مذهب أحمد، وإسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا، وأخذنا عنهم العلم، فكان من قولهم : .. وذكر أموراً ثم قال :

والأعور الدجال : خارج لاشك في ذلك، ولا ارتياب ؛ وهو أكذب الكاذبين وعذاب القبر، حق، يسئل العبد عن دينه، وعن ربه، وعن الجنة، وعن النار، ومنكر ونكير، حق ؛ وهما فتانا القبر، نسأل الله الثبات .

ثم قال : و الدين إنما هو كتاب الله عز و جل و اثار و سنن و روايات صحاح عن الثقات بالإخبار الصحيحة القوية المعروفة يصدق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله و أصحابه رضي الله عنهم و التابعين و تابعي التابعين و من بعدهم من الأئمة المعروفين المقتدى بهم المتمسكين بالسنة و المتعلقين بالآثار و لا يعرفون ببدعة و لا يطعن فيهم بكذب و لا يرمون بخلاف إلى أن قال فهذه الأقاويل التي وصفت مذاهب أهل السنة و الجماعة و الأثر و أصحاب الروايات و حملة العلم الذين أدركناهم و أخذنا عنهم الحديث و تعلمنا منهم السنن و كانوا أئمة معروفين ثقات أهل صدق و أمانة يقتدى بهم و يؤخذ عنهم و لم يكونوا أهل بدعة و لا خلاف و لا تخليط و هو قول أئمتهم و علمائهم الذين كانوا قبلهم فتمسكوا بذلك و تعلموه و علموه قلت حرب هذا صاحب احمد و إسحاق و له عنهما مسائل جليلة و أخذ عن سعيد بن منصور و عبد الله بن الزبير الحميدي و هذه الطبقة و قد حكى هذه المذاهب عنهم و اتفاقهم عليها و من تأمل المنقول عن هؤلاء و أضعاف أضعافهم من أئمة السنة و الحديث وجده مطابقا لما نقله حرب و لو تتبعناه لكان بمقدار هذا الكتاب مرارا و قد جمعت منه في مسالة علو الرب تعالى على خلقه و استوائه على عرشه وحدها سفرا متوسطا فهذا مذهب المستحقين لهذه البشرى قولا و عملا و اعتقادا و بالله التوفيق انتهى كلامه من " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " رحمه الله .
قال الشيخ حسن بن حسين :

الذي أعتقده، وأدين الله به، وأشهد الله عليه وملائكته، والواقف عليه، هذا وهو المذهب الصحيح، الذي درج عليه السلف الصالحون، والخلف التابعون، وأبرأ إلى الله مما سواه، ولا إلَه إلا ّ الله، عدة للقاه، وصلى الله على سيدنا محمد، وصحبه، ورضي عنهم أجمعين.⁽³¹⁾ 

فهذا ما ذكره الشيخ حسن بن حسين نقلاً عن ابن القيم الذي حكى إجماع أهل السنة فيما يعتقدون .

وأنت ترى لا ذكر لمستقر الأرواح ولا ذكر للعلاقة بن الروح والجسد ولا عودة الروح إلى الجسد ولا تفصيل في المسألة أتدري لماذا ؟

لأن هذه الأمور مستقرة عندهم وإذا ذكرت في موضع لا يلزم ذكر ها في موضع آخر لوضوحها وشهرتها .

وعلى أصل فالح يكون الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ وكذا ابن القيم ومن حكى ابن القيم عنهم الإجماع : معتزلة وخوارج وفلاسفة !!

لأنهم لم يخضعوا لالزامات فالح الفاسدة وقواعده الباطلة ومن يخالفه يعيبه ويقدح في عقيدته .

وفالح بقواعده وتأصيلاته والزاماته مخالف لإجماع أهل السنة وينطبق عليه قول حرب الكرماني رحمه الله : فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن مذهب أهل السنة وسبيل الحق .

 

وأقول :

وإن في مطالبة فالح الشيخ ربيعاً بالتفصيل في المسألة وإنكاره عليه الإطلاق فيها غمز لمن يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة ممن أطلق ولم يفصل .

3. إن من منهج فالح وزمرته:

أ- من سقطت عليه كلمة أو سطر عن طريق الغفلة فهو: كذاب خائن مفتر إلى آخر طعنوهم.

2. من خفيت عليه كلمة ولم يستطع أن يكتبها كما هي لشدة غموضها فإنه: كذاب مفتر في منهجهم الفذ⁽³²⁾

3. أن من أطلق ولم يفصل يعتبر معتزلياً خارجياً ولو كانت له جهود عظيمة في نصرة السنة وأهلها ولو كان محارباً لأهل البدع والأهواء .

إن هذا المنهج أخطر وأشر وأضل من منهج الموازنات الباطل وبهذا المنهج يسعى هو وزمرته إلى اسقاط علماء السنة والتشكيك في أصولهم .

أمن أجل كلمة يا فالح تسقط جهود الشيخ ربيع - هو فيها مصيب - التي فرح بها كل سلفي في مشارق الأرض ومغاربها وشرق بها كل صاحب هوى.

إن أصولك الباطلة وتصرفاتك الطائشه لا تصب إلا في خدمة أهل البدع والأهواء فهنيئاً لك بهم ونعوذ بالله من الحور بعد الكور .

الوقفة التاسعة/قوله في (ص 4 ) عن الشيخ ربيع :

فقد قال بعدم العمل بالمجمل والمفصل إلا بكلام الله أو كلام المعصوم، وبالتنازل عن أصول الدين، وعدم الكفر بترك جميع العمل (جنس العمل)، وقال بوجود مسلم لا يؤمن بمراعاة الشريعة للمصالح والمفاسد ولا بالسماحة والرخص والضرورات فيها، وهو تكفير يرده التدافع العقلي أي لا يقبله العقل فضلاً عن الشرع، ويقول أيضاً بوجود مسلم سني يقول: لا كمال في الإيمان، وهذا كله تنطق به نصوصه، وذلك كله خلاف إجماع أهل السنة والجماعة، _ وهو بهذه الأصول الفاسدة والإنحرافات الفادحة من خصوم أهل السنة والجماعة وأعدائهم، إلا أن يراجع نفسه ويبين ويتبرأ من الضلال ويتوب من كل هذا ويستقيم على جادة الحق، وذلك بعيد إلا أن يشاء الله فكل الهداية بيديه سبحانه ـ.

أقول :

هذا من كذبه الواضح فقد رد عليه الشيخ ربيع في هذه المسائل كلها في عدة مقالات⁽³³⁾ ونصحه عدة نصائح ولم يستفد من تلك النصائح وأخذته العزة بالإثم فذهب يحارب السنة وأهلها ويطعن فيهم وفي أصولهم وخصوصاً الشيخ ربيع ويكذب ويفتري ويبتر ويقلب الحقائق .

وهذا نص من فالح ينبئك عن كذبه وتناقضه في قضية واحدة فكيف ببقية القضايا!!!

قال فالح في شريط له مسجل في حي العوالي بمكة بعنوان "لقاء مع الشيخ فالح " بتاريخ الجمعة 24/4/1423هـ ما نصه:

[السائل أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول ما حكم من يتعذّر لأهل البدع الذين بدّعهم العلماء في وقوعهم في البدعة بقاعدة حمل المجمل على المفصّل ليخرجهم من البدعة علماً أن الحامل للمجمل على المفصّل ليس بعالم؟

الجواب:

هذا الموضوع فصّل فيه فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي – حفظه الله- وهي قضية واضحة ولكن كما يقال:

الحق شمس والعيون نواظر *** لكنها تخفى على العميان

فهي شنشنة نعرفها من أخزم نعرف من هؤلاء أهل البدع أنهم يلبّسون على الناس ويقعّدون قواعد من جنس القواعد التي سمعناها في الكلمة فمن ذلك قضية حمل المجمل على المفصّل وإذا نظرت إلى ما يريدونه بالمجمل وإذا به ليس المجمل عند أهل الأصول وعند أهل العلم وإنما يقصدون به أن المفصّل يُحمل يعني مفصل في الخطأ يُحمل على المفصّل في الصواب بزعمهم وهذا في الحقيقة لا يدخل أولاً في المجمل الموجود في الشرع في كلام الشارع وهو مالم يتبين معناه إلا بقرينة وإلا بما يفصّله ولعدم تبين معناه كما في قوله سبحانه وتعالى:[ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ ] فالقرء متردد بين الحيض وبين الطهر ولا ترجيح لأحدهما على الآخر إلا بمرجح خارجي وبقرائن والراجح في هذه الحقيقة هو قول الشافعي: إنه الحيض ترجحه السنة المبيّنة المفصّلة وهو قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة (دعي الصلاة أيام أقرائك) لكن اللفظ محتمل بدون البيان وبدون أن يوجد المبيّن لكن ما يريدونه هم غير هذا يريدوا كلام شخص واضح في الخطأ أو واضح في الصواب ثم يأتي خطأ آخر، فيُحمل الخطأ على الصواب فيصوب الشخص لكونه قال الصواب في موطن بينما هذا أولاً ليس كلامه هو كلام المعصوم.

وثانياً: الشخص في آن واحد وفي جلسة واحدة وفي حال واحدة قد يقول الحق ويقول الباطل فالحق حق والباطل باطل إذا كان واضحاً فليس هذا من باب المجمل ولا من باب المفصّل الذي يعني معروف عند الأصوليين وعند أهل العلم.

إنما تلبيس وقاعدة شيطانية قاعدة إبليسية يريدوا أصحابها أن يلبّسوا على الناس وألا يرد خطأ المخطئ وألا ترد بدعة على مبتدع وألا ينشر على أهل البدع وأن يُرفع بذلك عقيرتهم وخسيستهم بل قد يُرفعون على أهل السنة ويتطاولون عليهم وبواسطة هذه القواعد هذا الرجل الذي قال بهذا . . . . .

ملاحظة: هنا انتهى الوجه الأول من الشريط حيث كان الجواب على هذا السؤال في نهاية هذا الشريط.

وهذا تكملة كلام فالح من بداية الوجه الثاني من الشريط:

[منازلة أهل الأهواء وأهل البدع في هذا الزمان فهو عَلَم لأهل السنة نسأل الله أن يمد في عمرة وأن ينفع بعلمه وقد رفع الله به لواء أهل السنة ونصر به السنة وقمع به أهل البدع ورد الله به مكايد لأولئك ودرء الله به شروراً عظيمة وهذا الرجل مجاهد وأنا أرجو أن يكون كما قال أهل العلم أنه في جهاد مستمر وجهاد أعظم من جهاد السنان، كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأن هذا الجهاد أعظم الجهاد والجهاد جهاد الأعداء والجهاد بالسنان إنما هو جهاد له وقت معين وقد لا يتمكن المسلم منه حينما لا تتوفر مقوماته أو شروطه، ولكن هذا الجهاد إنما هو جهاد مستمر طوال الحياة، وذكر ابن القيم رحمه الله كلاماً نفيساً حول هذه المسألة عند تفسيره لقل أعوذ برب الناس ومما ذكر أنه حينما يتسلط الشيطان وأعوان الشيطان ويجلب على أهل السنة وأهل الحق بخيله ورجله وسلط عليهم جنوده بالتكفير والتضليل والتفسيق والتبديع يلبس المؤمن لأمة الحرب فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله فإن وضعها أُصيب أو أُسر.

أرجو أن يكون الشيخ ربيع؛ بل نجزم أنه إن شاء الله من أهل هذا الجهاد ونسأل الله أن يسدد سهامه وأن ينصر به السنة وأن يعلي به هامة أهلها وأن يقمع به أهل البدع وأهل الشر وأن ينفع بعلمه وما كتبه وأن يرفع به درجاته في علمه وأن يرفعه به في الدنيا والآخرة.]اهـ.

ففالح قديماً يؤكد أن : قاعدة حمل المجمل على المفصل في غير نصوص الشرع من قواعد أهل البدع وقاعدة شيطانية قاعدة إبليسية.

واليوم فالح يقول:بهذه القاعدة الشيطانية قاعدة أهل البدع ويتطاول على أهل السنة ويطعن فيهم وفي أصولهم !!

وفالح يقول: إن القضية واضحة وفصل فيها الشيخ العلامة ربيع ويجزم أنه من أهل الجهاد ويسأل الله أن يسدد سهامه وأن ينصر به السنة وأن يعلي به هامة أهلها وأن يقمع به أهل البدع وأهل الشر وأن ينفع بعلمه وما كتبه وأن يرفع به درجاته في علمه وأن يرفعه به في الدنيا والآخرة.

واليوم فالح يقول عنه : إنه من خصوم السنة ومن المعتزلة و....الخ وأصبحت القضية الواضحة من المآخذ على الشيخ ربيع .

قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ، قال معمر : وكتب به إلي أيوب السختياني أن أبا مسعود الانصاري دخل على حذيفة ، فقال : أوصنا يا أبا عبد الله ! فقال حذيفة : أما جاءك اليقين ؟ قال : بلى وربي ، قال : فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم ، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد.⁽³⁴⁾

وصدق الألباني رحمه الله حينما قال : وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه ".اهـ

" ومن هذا النوع الذي يتكلم بلا علم ولم يلتزم نصوص الشرع أو يرجع إلى أصول الدين وقواعده العظيمة المتينة فالح بن نافع الحربي !!! الذي ضل وأضل وفُتِن وفَتَن ولا يزال يفتح أبواب الشر والفتنة ويوقع الناس في الشك والالتباس في أصول دينهم فضلاً عن الفروع، وهو إما أنه يفعل ذلك عن سوء اعتقاد وجهل وإما لاختلال عقل وخرف" .

الوقفة العاشرة/قوله في ص( 7 ) : ومما يدل على قدم مذهبه الباطل: اعتراضه على الشيخ الألباني– رحمه الله – في تصحيحه لحديث « الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون»، وهو حديث صحيح لا سبيل إلى تضعيفه بحال فضلاَ عن تضعيفه جدا كما يقول المدخلي, وليس فيه ما يعارض عقيدة أهل السنة والجماعة وقد حققه الشيخ في السلسلة الصحيحة برقم ( 621) بما لم يسبق إليه ولا مزيد عليه، وصححه – أيضاً – في صحيح الجامع برقم (2787)، والتوسل (ص60).

أقول :

1. قوله : مذهبه الباطل " سبق الرد عليه بما فيه الكفاية وما أخذه أهل العلم على فالح من تجاوزات ظاهرة وتأصيلات فاسدة وطعون فاجرة في أهل السنة تؤكد أن مذهبه هو الباطل .

2. قوله : اعتراضه على الشيخ الألباني– رحمه الله – في تصحيحه لحديث .الخ

أقول :

1. إن الألباني – رحمه الله – إمام من أئمة السنة والتوحيد وبهذا يعترف ويقول أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين وغيرهما.

وقد آذاه خصوم أهل السنة من الكوثريين والأحباش والصوفية والأشاعرة والروافض والخوارج والأحزاب الضالة من تحرير وإخوان وتبليغ ومن أشدهم أذى وحربا بالأكاذيب والافتراء طائفة فالح الحدادية وعلى رأسهم باشميل وفالح له نصيب كبير من هذا الأذى والافتراء لا سيما وهو يتخذ خصوم الألباني الحدادية أحباء وأصدقاء وأولياء - وهم أهل السنة في نظره – وكثير من هذا الافتراء والكذب ينشر في شبكة الأثري التي يزكيها فالح ويزكي أهلها !!

فمن يصدقك أنك تحترم الألباني ؟

وما تعلقت بتصحيحه لهذا الحديث إلا لأنه يوافق هواك !!

وصدق وكيع حينما قال : من طلب الحديث كما هو فهو صاحب سنة ومن طلب الحديث ليقوي هواه فهو صاحب بدعة .

والإمام الألباني -رحمه الله- لا ينكر جهوده العظيمة في خدمة الكتاب والسنة ودعوته إلى لزوم منهج السلف الصالح إلا جاهل أو صاحب هوى.

ونقول كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله : وعلى كل حال فالرجل طويل الباع واسع الاطلاع قوي الاقناع وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك سوى قول الله ورسوله ونسأل الله تعالى أن يكثر من أمثاله في الأمة الإسلامية وأن يجعلنا وإياه من الهداة المهتدين والقادة المصلحين وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم

2. أورد ابن عدي الحديث في الكامل ووافقه ابن طاهر ⁽³⁵⁾ وضعفه

ابن القيم رحمه الله في النونية ⁽³⁶⁾ والذهبي في ميزان الاعتدال⁽³⁷⁾ فهل هؤلاء الأئمة مذهبهم باطل لأنهم ضعفوا الحديث ؟

وهل نطرح أحكامهم على هذا الحديث وغيره لأنه لا سبيل إلى تضعيفه كما يزعم فالح !!!

بل إن العلماء تناقلوا كلام ابن القيم رحمه الله على هذا الحديث وخاصة شراح النونية فمنهم الموافق ومنهم المخالف ولم يقولوا : إن مذهبهم باطل !!! ولم يشنعوا على من ضعفه ولم يطعنوا في عقيدته .

وهذه تضاف إلى منهج الحدادية بقيادة فالح نعوذ بالله من شرهم .

3. مما يضحك صغار طلبة العلم و الثكلى أن فالحاً نقض نقضه بنفسه في ص ( 27) حيث أورد كلاماً للشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن – رحمه الله – ذكره فيه تضعيف ابن القيم رحمه الله للحديث وهو ما ذهب إليه الشيخ ربيع .

قال فالح في ص( 27 ): وسئل الشيخ: إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن – رحمه الله – ( كما في الدرر السنية 1/544): عن كيفية حياة الرسول في قبره ؟ وهل هي كحياة الشهداء ؟ أم أعلى عند الله ؟

فأجاب.

"الجواب : وبالله التوفيق، قال الحافظ، الحجة شمس الدين: ابن القيم - رحمه الله تعالى -، لم يرد حديث صحيح أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره لكن نقطع أن الأنبياء لا سيما خاتمهم، وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم أعلى مرتبة من الشهداء وقد قال سبحانه وبحمده، عن الشهداء انهم: ( أحياء عند ربهم يرزقون ) فالأنبياء أولى بذلك، قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [ آل عمران : 169 ] ومع ذلك فالشهداء داخلون في قوله تعال : ( كل نفس ذائقة الموت ) [آل عمران : 185]

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [ الزمر : 30] فاثبت سبحانه للشهداء موتاً بدخولهم في العموم كالأنبياء وهو الموت المشاهد ونفى عنهم موتاً، فالموت المثبت غير الموت المنفى، فالموت المثبت هو فراق الروح الجسد، وهو مشاهد محسوس والمنفى: زوال الحياة بالجملة من الروح والبدن، وقال البيضاوي على قوله سبحانه: ( بل أحياء ) فيه تنبيه على أن حياتهم ليست بالجسد، ولا بجنس ما يحس به من الحيوانات، وإنما هي أمر لا يدرك بالعقل بل بالوحي" انتهى .

وهذا يدل على جهل فالح بعلم الحديث وتناقضه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :"الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ".

والعاقل يعرف الذي له والذي عليه.

لكل داء دواء يستطب به

إلا الحماقة أعيت من يداويها

وفي جواب الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن – رحمه الله – فوائد نفيسة :

1-فيه تأييد للشيخ ربيع في تضعيف الحديث .

2-وفيه تأييد لما قاله الشيخ ربيع من أن أرواح الأنبياء والشهداء في الجنة وليست في القبور .

3. وفيه أن السؤال الذي وجه للشيخ إسحاق يشبه السؤال الذي وجه للشيخ ربيع وإجابة الشيخ ربيع تشبه إجابة الشيخ إسحاق .

4. وفيه أن الشيخ إسحاق أجاب على قدر السؤال وكذا الشيخ ربيع .

5. وفيه أن الشيخ إسحاق لم يتعرض لعذاب القبر ونعيمه .

وعلى أصل فالح يكون الشيخ إسحاق ممن ينكر عذاب القبر ونعيمه وكل ما طعن به فالح في الشيخ ربيع هو طعن في الشيخ إسحاق وفي ابن القيم الذي نقل الشيخ إسحاق كلامه في إجابته على السؤال الموجه إليه.

فتأملوا بارك الله فيكم أصول فالح الفاسدة إلى ماذا تؤدي ؟

تؤدي إلى الطعن في أئمة الدين نسأل الله السلامة .

الوقفة الحادية عشر : في خياناته .

الخيانة خصلة ذميمة لا يرتضيها العقلاء ويتنزه عنها الفضلاء ولا يقدم عليها إلا الجبناء السفهاء ومن هانت عليهم أنفسهم وهاك بعض خيانات فالح .

أ- قال فالح في (ص 7 ): ومعلوم أن تصحيح الألباني قوي جداً، ولا يكاد يصحح حديثاً ولا يكون كذلك بخلاف ما يحسنه من الأحاديث فقد يخالف فيه.

وقد كنت أقول هذا بعد تتبع من القديم، ووجدت الشيخ ابن عثيمين _ رحمه الله _ يقوله في رسالته إلى محمد ابن إبراهيم الشيباني -، كما في ترجمته للشيخ الألباني -، ويقوله غيره.

أقول : الذي قاله الشيخ العثيمين – رحمه الله - : ... أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به على تساهل منه أحياناً في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين أو التصحيح وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن مخالفاً لأحاديث كالجبال صحة ومطابقة لقواعد الشريعة العامة .

ففالح يقول : إن تصحيحه قوي جداً ولا يكاد يصحح حديثاً ولا يكون كذلك بخلاف ما يحسنه من الأحاديث فقد يخالف فيه.

والشيخ ابن عثيمين رحمه الله لم يقل : إن تصحيحه قوي جداً بل قال ما رأيته سلفاً.

فلماذا ينسب إلى ابن عثيمين ما لم يقله ؟

ولماذا يحذف فالح كلام ابن عثيمين – رحمه الله - الذي يهدم دعواه ؟!!

أليست هذه خيانة ؟!!! وألا يكون بها ساقطاً ؟

الخائن عند العقلاء يسقط ولا كرامة .

لا تأمنن امرءاً خان امرءاً أبداً إن من الناس ذا وجهين خوانا

أما عند الحدادية فإمام من أئمة المسلمين ولو كذب وخان وبتر ودلس ولبس وقلب الحقائق ولو ظلم وافترى ولو طعن في أئمة الدين ولو فجر في الخصومة فلا تثريب عليه نعوذ بالله من الخذلان .

ب- في ص( 30) وفي فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم: (4283) برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وعضوية نائبه الشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله بن قعود، والشيخ عبد الله بن غديان " إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل له بها التنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه ولم تتصل به وهو في قبره اتصالا يجعله حياً كحياته يوم القيامة، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة..."

وما بعد هذه العبارة حذفه فالح لأن في آخره ما يدينه وعند الحدادية يجوز ما هو أكبر من هذا !!

وهذا النص المحذوف : وبذلك يعلم أنه قد مات، كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم، قال الله تعالى: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون وقال: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال: إنك ميت وإنهم ميتون إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله قد توفاه إليه؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، ولو كان حيا حياته الدنيوية ما فعلوا به ما يفعل بغيره من الأموات، ولأن فاطمة رضي الله عنها قد طلبت إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته، ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة، بل أجابها أبو بكر رضي الله عنه: بأن الأنبياء لا يورثون ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه، وتم ذلك بعقد الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك، فهو إجماع منهم على موته، ولأن الفتن والمشاكل لما كثرت في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما، وقبل ذلك وبعده لم يذهبوا إلى قبره لاستشارته أو سؤاله في المخرج من تلك الفتن والمشكلات وطريقة حلها، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما أهملوا ذلك وهم في ضرورة إلى من ينقذهم مما أحاط بهم من البلاء، أما روحه فهي في أعلى عليين; لكونه أفضل الخلق، وأعطاه الله الوسيلة وهي أعلى منزلة في الجنة عليه الصلاة والسلام.اهـ

إن في حجبه كلام هيئة كبار العلماء عن القراء وحذف ما يدينه لدليل على سوء قصده وخبث طويته وأنه كاذب فيما يقوله ويكتبه ضد أهل السنة وهو بهذا لا يضر إلا نفسه

إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل

لدى الناس كذابا وإن كان صادقا

الوقفة الثانية عشر/ قوله في ص(8 ) : وهذان نصان يدلان على أن أجسام الأنبياء في قبورهم، وليست في السماء، وهو جواب ما أغفل جوابه المدخلي.

أقول :

1. لم يقل أحد من أهل العلم ولا من أهل البدع أن أجساد الأنبياء في السماء !!

2. الشيخ ربيع لم ينكر أن أجسام الناس في قبورهم أما الأرواح فأرواح الأنبياء والشهداء والمؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في سجين.

ومن تناقضه وجهله ذكر فالح في نفس الصفحة كلاماً لابن القيم والآلوسي وفيه ما يؤكد ما قاله الشيخ ربيع من أن أرواح الأنبياء في الجنة.

3. على قاعدتك الفاسدة وتأصيلك الباطل يلزمك الطعن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما ورد عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا من فتاوى وكتب ومقالات وغيرها بحجة " الإغفال ".

فمن أغفل شيئاً في جوابه أو كتابه طعن في دينه وقدح في عدالته وهذه بدعة جديدة تضاف إلى منهج الحدادية والتي فيها هدم للدين من الداخل .

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الحج عرفة " .

فلم يذكر الشروط ولا الواجبات ولا السنن ولا الكفارات ولا صفة الحج في هذا النص وكذا رواه الرواة إلى يومنا هذا .

وعلى أصل فالح لا مفر له من أمرين لا ثالث لهما :

إما أن يطبق أصله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الحديث أو لا ؟

فإن قال بالأول: فمروق من الدين عياذا بالله من ذلك .

وإن قال بالثاني : فيسقط ويسقط مقاله ويرجع بخفي حنين .

من يزرع النار لم تسلم أصابعه

ومن يعش أهوجاً أودى به الهوج

4. لقد أغفلت يا فالح في مقالك العديد من المسائل التي ذكرها ابن القيم في كتابه الروح وابن رجب في كتابه أهوال القبور والقرطبي في كتابه التذكرة

وعلى أصلك وقاعدتك تكون خارجياً ومعتزلياً و خصماً من خصوم السنة ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

الوقفة الثالثة عشر / لقد حوى مقال فالح عدة نقول شأنها على النحو التالي :

1. منها ما يدينه وتبطل دعواه في كتابه وقد بينت ذلك .

2. ومنها ما لا علاقة لها بالموضوع الذي كتب الكتاب من أجله من أحاديث وآثار وقصائد فيها حث على الزهد في الدنيا وقصر الأمل والاهتمام بالآخرة والدعوة إلى التوبة⁽³⁸⁾ ومراده تضخيم مقاله فقط لا غير وهذه طريقة معروفة يلجأ إليها من يريد التلبيس والتدليس وإشعار الناس بقوة رده .

3. ومنها نقول في غير موضعها عن : ابن تيمية وابن القيم يريد تطبيقها على الشيخ ربيع وهي عليه لا له وهي كالتالي :

أ- في (ص 2-3 ): قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – (في الرد على المنطقيين ص 319): " فليس لأحد قط أن يتكلم بلا علم، بل يُحَذر ممن يتكلم في الشرعيات بلا علم، وفي العقليات بلا علم؛ فإن قوماً أرادوا بزعمهم نصر الشرع بعقولهم الناقصة وأقيستهم الفاسدة، فكان ما فعلوه مما جرأ الملحدين أعداء الدين عليه، فلا للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا". وقال (في الجواب الباهر ص12): "إذا ميز العالم بين ما قاله الرسول وبين ما لم يقله، فإنه يحتاج إلى أن يفهم مراده، ويفقه ما قاله، ويجمع بين الأحاديث، ويضم كل شكل إلى شكله، فيجمع ما جمع الله بينه ورسوله، ويفرق بين ما فرق الله بينه ورسوله؛ فهذا هو العلم الذي ينتفع به المسلمون ويجب تلقيه وقبوله، وبه ساد أئمة المسلمين كالأربعة وغيرهم رضي الله عنهم ".

وقال في الرد على الإخنائي ( ص9): " ... فإن من الناس من يكون عنده نوع من الدين مع جهل عظيم، فهؤلاء يتكلم أحدهم بلا علم فيخطئ، ويخبر عن الأمور بخلاف ما هي عليه خبراً غير مطابق، ومن تكلم في الدين بغير اجتهاد مسوغ له الكلام وأخطأ فإنه كاذب آثم ..."

أقول : الشيخ ربيع لا تنطبق عليه هذه الأقوال فهو إمام في السنة كذا قال الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - فعلمه غزير وقدره عزيز عند كل سلفي وفضله عليك وعلى غيرك معلوم ومعروف لا ينكره إلا جاحد وحاقد .

وطلبة العلم يافالح فضلاً عن العلماء⁽³⁹⁾ يعرفونك حق المعرفة : لا علم ولا أخلاق وإنما : دعاوى كاذبة وأيمان فاجرة وآراء فاسدة وتأصيلات باطلة وتلبيسات وتدليسات وكذبات واضحات .

ومن فيه هذه الخصال هل يعرف قدر العلم وأهله ؟

وهل يعرف طريقتهم في تفهم النصوص والجمع بينها إذا احتيج إلى ذلك ؟

كلا والله ما هو بعالم⁽⁴⁰⁾ ولا شم رائحة العلم الذي أسه ولبه خشية الله عز وجل والتي تقود صاحبها إلى : الصدق في القول والعمل وعدم ظلم الناس والافتراء عليهم.

وما فعله فالح في مقالاته السابقة - في شبكة الأثري- ضد علماء السنة وفي مقاله هذا ينبيك عن حاله المريضة الهزيلة المتشبعة بما لم تعط نعوذ بالله من الحور بعد الكور .

ب- في (ص 3 ) وقال ابن القيم رحمه الله (في شفاء العليل ص14): "وكل من أصّل أصلاً لم يؤصله الله ورسوله قاده قسراً إلى رد السنة وتحريفها عن مواضعها فلذلك لم يؤصل حزب الله ورسوله أصلاً غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو أصلهم الذي عليه يعوّلون، وجُنتهم التي إليها يرجعون".

أقول : هذا عليك – وعلى زمرتك - لا لك .

فأنت وزمرتك الذين أشغلتم الناس باللفظ المحدث جنس العمل.

وأنتم الذين فرقتم ومزقتم الناس باللفظ المحدث شرط كمال وشرط صحة .

و حكمتم على من لم يقل في تعريف الإيمان:"لا يبقى منه شيء " بالإرجاء .

وأخرجتم بعبقريتكم أهل البدع عن قواعد أئمة الجرح والتعديل، ومن أصولهم - أي أئمة أهل الجرح والتعديل - ماضلّت به الأمة.

وحكمتم على من خفيت عليه كلمة ولم يستطع أن يكتبها كما هي لشدة غموضها بأنه: كذاب مفتر^.

وحكمتم على من سقطت عليه كلمة أو سطر عن طريق الغفلة بأنه:كذاب خائن مفتر إلى آخر طعنوهم

ولم تراعوا المصالح والمفاسد .

وطعنتم في السنة وأهلها وغير ها من الأصول الفاسدة الباطلة.

وقد رد الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله - على هذه الأصول الباطلة وغيرها ⁽⁴¹⁾ ويصدق في حق فالح وزمرته الماكرة الغاشمة المثل السائر : رمتني بدائها وأنسلت .

ج- في (ص 3-4 ) ولابن القيم (في الروح 1/310) كلام جميل في هذا المجال وفيه:

" أن يفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير، فلا يحمل كلامه مالا يحتمله ولا يقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان، وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام، بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع، لا سيما إن أضيف إليه سوء القصد، فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع مع حسن قصده وسوء القصد من التابع فيا محنة الدين وأهله، والله المستعان، وهل أوقع... أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صار الدين بأيدي أكثر الناس هو موجب هذه الأفهام، والذي فهمه الصحابة ومن تبعهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فمهجور لا يلتفت إليه ولا يرفع هؤلاء به رأساً، ولكثرة أمثلة هذه القاعدة تركناها، فإنا لو ذكرناها لزادت على عشرة ألوف حتى إنك لتمر على الكتاب من أوله إلى آخره فلا تجد صاحبه فهم عن الله ورسوله مراده كما ينبغي في موضع واحد.

وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس، وعرضه على ما جاء به الرسول، وأما من عكس الأمر بعرض ما جاء به الرسول على ما اعتقده وانتحله وقلد فيه من أحسن به الظن فليس يجدي الكلام معه شيئاً، فدعه وما اختاره لنفسه، ووله ما تولى واحمد الذي عافاك مما ابتلاه به".

أقول :

وهل رميك لمن لم يقلدك في آراءك بأنه :مكذب للكتاب وللسنة والإسلام !!!

وأنه من دعاة أبواب جهنم !!!

وأنه نسف رسالات الرسل والكتب التي نزلت عليهم - هذا عدا السب والطعن والتجهيل والتحذير .... الأمور التي لا يقرها شرع ولا عقل – من الفهم الصحيح الذي ذكره ابن القيم رحمه الله أم لا؟

ويكفي في الدلالة على سوء فهمك وجهلك وسوء قصدك وكذبك وفساد منهجك ما تشنه أنت وزمرتك الحدادية الغاشمة – في شبكة الأثري وغيرها بمقالات وأشرطة - من حرب على علماء السنة فيما يكتبونه ويقولونه مما هو قائم على نصوص الكتاب والسنة وأصول السلف الصالح ومنهجهم.

واعرف من أنت ؟ وأعرف قدرك ؟

فمثلك لا يتكلم في مثل هذه الأمور فضلاً عن أن يحكم على الناس بكلام العلماء وهو مخالف لهم فيه فقوله ينقاض فعله وفعله ينقاض قوله.

فحمداً لله على السنة ونعمة العقل والعافية من الهوى .

د- في (ص4 ) قال النعمي (في معارج الألباب ص 195): "... فالأحمق يضرك بعين ما يزعم أنه لك نافع".

وأي حمق أكبر من ترك السنة إلى البدعة والهدى إلى الضلال، ولو أدى به عقله إلى أنه حق غير باطل، أو زعم أنه يريد تعبيد الناس لربهم، قال شيخ الإسلام ( في الصفدية ص88): " الإنسان قد يعتقد قضية من القضايا وهي فاسدة فيحتاج إلى اعتقاد لوازمها فتكثر اعتقاداته الفاسدة".

أقول : والله لست بفالح ولا نافع فشرك شر من هذا الأحمق فظلمك لعلماء السنة والافتراء عليهم وتقصد الإضرار بهم دليل على شرك وحمقك .

ونصحك العلماء بالتوبة النصوح فما زدت إلا عتواً وعناداً واستكباراً وفراراً.

وصدق الله إذ يقول: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً نعوذ بالله من الخذلان .

4. ومنها عبارات فيها طعن وقذف وكذب وافتراء واضح على الشيخ ربيع وقد سبق بعضها .

5. ومنها إلزامات باطلة وتناقضات واضحة وخيانات في بعض النصوص .

إذا لم تخش عاقبة الليالي

ولم تستحي فاصنع ما تشاء

فلا والله ما في العيش خير

ولا في الدنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير

ويبقى العود ما بقي اللحاء

وبعد هذه الطوام هل يكون رده مثالياً؟

أقول :

في نظر الحدادية رد مثالي وعمل بطولي لم تكسر له كلمة ، ما تجدَّد ولا مَالَ ولا زَاغَ هُنَا وهناك جبل شامخ وعالم راسخ .

أما في نظر العقلاء والشرفاء والفضلاء والنبلاء فالرد المبني على الكتاب والسنة الصحيحة وأقوال السلف ووضعها في موضعها هو الرد المثالي.

أما الرد المبني على: الكذب والدجل والتلبيس وبتر النصوص وما شابه ذلك فلا يسمى ردا مثالياً وإنما رد عاطل وعمل باطل ودعاوى فارغة وإلزامات باطلة وهو ما اشتمل عليه رد فالح فرده: خبال في خبال بل لا استبعد أن الكتاب جمع له وكتب اسمه عليه كما حصل في كتاب " حقيقة الدعوة إلى الله تعالى وما اختصت به جزيرة العرب وتقويم مناهج الدعوات الإسلامية الوافدة إليها " بقلم : سعد بن عبدالرحمن الحصين تقديم قضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان والشيخ صالح بن عبدالله العبود والشيخ صالح بن سعد السحيمي

اعتنى به وخرج أحاديثه وعلق عليه : الشيخ فالح بن نافع الحربي وليس لفالح فيه أي تخريج أو تعليق البتة !!! بل ادعى عمل غيره فكتب اسمه عليه – ويشهد على ذلك بعض الدكاترة ممن يعرفهم فالح ويعرفونه حق المعرفة - ويصدق في حقه قوله صلى الله عليه وسلم : المتشبع بما لا يعط كلابس ثوبي زور ". .

ولقد نصح العلماء – وعلى رأسهم الشيخ أحمد النجمي والشيخ ربيع والشيخ زيد والشيخ محمد بن هادي والشيخ وصي الله عباس والشيخ محمد بازمول وغيرهم - فالحاً في عدة مقالات وطالبوه بالرجوع إلى الطريق الحق وأهل الحق والتوبة إلى الله من الأصول الفاسدة والآراء الكاسدة والإلزامات الباطلة والطعون الفاجرة والتهم الكاذبة والدعاوى الفارغة فما زاد إلا فراراً وعنادا واستكباراً فجال وصال ومال إلى الطعن فيهم وفي منهجهم !!!

وقد أحسن العلماء إليه في النصح ولكن ما حاله إلا كحال من قيل فيه :

أتانا من الأعراب قوم تفقهوا و ليس لهم في الفقه قبل ولا بعد

يقولون هذا عندنا غير جائز ومن أنتم حتى يكون لكم عند

و أقول لفالح بما قاله في مقاله النقض (ص 4 ) :

" وهو بهذه الأصول الفاسدة والإنحرافات الفادحة من خصوم أهل السنة والجماعة وأعدائهم، إلا أن يراجع نفسه ويبين ويتبرأ من الضلال ويتوب من كل هذا ويستقيم على جادة الحق، وذلك بعيد إلا أن يشاء الله فكل الهداية بيديه سبحانه ".

الخلاصة :

بعد هذه الوقفات يظهر بوضوح :

1. أن فالحاً في أحكامه على الشيخ ربيع وغيره من أهل السنة مخالف للعلماء الأكابر كابن باز والألباني وابن عثيمين والوادعي – رحم الله الجميع – واللحيدان والسبيل والفوزان وغيرهم وتزكياتهم للشيخ ربيع وتقديمات بعضهم لكتبه وشكرهم على جهوده الواضحة في نصرة السنة وأهلها ودحر البدعة ودعاتها رد على فالح - وزمرته ومن نحى نحوهم – فيما ادعاه وفيما أصله وفيما شذ به والشاذ لا يعتد به .

2. وأن فالحاً يلزم بلوازم لم يشترطها السلف الصالح ولم يجر العمل عليها لا في كتبهم ولا في دروسهم ولا في فتاواهم ومن ذلك :

1. أن من لم يذكر العلاقة بين الروح والجسد في فتاواه فهو معتزلي وخارجي !!!

2. وأن من أطلق ولم يفصل تفصيل أهل السنة فهو معتزلي وخارجي !!!

3. وأن من أغفل شيئاً في جوابه فهو معتزلي وخارجي !!!

وهذه أصول فاسدة والزامات باطلة تقتضي تضليل السلف وإهدار جهودهم العظيمة على مر الدهور .

والسلف إذا سئلوا عن مستقر الأرواح لا يذكرون عذاب القبر ونعيمه ولا العلاقة بين الروح والجسد ولا يلزمهم ذلك ؛لأن هذه الأمور مستقرة عندهم.

3. وأن منهج فالح وأصوله التي يضلل بها الناس أشد خطراً من منهج الموازنات الباطل فمنهج فالح وأصوله التي يحكم بها فيها هدم للدين من الداخل ونسف لجهود علماء السنة كلها ولا تخدم أصوله إلا أهل البدع والأهواء نعوذ بالله من الضلال .

5- فالح يكذب في دعواه ويفجر في الخصومة ويتناقض كثيراً فلا علم ولا حلم بل جهل وهوى وبينا ذلك بما فيه الكفاية .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه أحمد بن يحيى الزهراني

الفهرس

المقدمة / ........................................................... 2

الوقفة الأولى / مناقشة فالح في عنوان مقاله.................................. 3 - 5

الوقفة الثانية/ بعض أصول فالح الفاسدة.................................... 6- 7

الوقفة الثالثة / من أحكام فالح على علماء السنة............................. 8-9

الوقفة الرابعة / طعن فالح في عقيدة الشيخ ربيع والرد عليه ...................10-13

الوقفة الخامسة /كلام العلماء في مستقر الأرواح ............................ 14-22

الوقفة السادسة / موافقة الشيخ ربيع للعلماء فيما أفتى به ................... 23- 27

الوقفة السابعة / .كلام الشيخ ربيع في ذكر العلاقة بين الروح والجسد....... 28- 34