كلام اهل العلم فى نزول المطر
السلام عليكم ورحمة الله...
هذا ما كتبته بعد أن أخبرني أحد الإخوة الأفاضل أن بعض طلبة العلم ينكر أن نزول المطر ممكن أن يكون من أسبابه الأبخرة المتصاعدة من البحر وأن هذا باطل ومخالف لمنهج أهل السنة..ألخ كلامه في رسالته فأحببت أن أضع هذا الجمع من كلام العلماء والله المستعان...
ما اجتمع من كلام أهل العلم في مسألة : هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة أو مخالف لشرعنا؟, وتحقيق القول أن حصر سبب نزول المطر على أبخرة البحار باطل, وذكر إجماع أهل السنة أن المطر ينزل من السحاب لا من السماء وأن هذا قول أهل البدع
1- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:في مج16 ص16:
فصل
قال الله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألو انه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولي الألباب
فأخبر سبحانه أنه يسلك الماء النازل من السماء ينابيع و الينابيع جمع ينبوع و هو منبع الماء كالعين و البئر فدل القرآن على أن ماء السماء تنبع منه الأرض و الإعتبار يدل على ذلك فإنه إذا كثر ماء السماء كثرت الينابيع و إذا قل قلت
و ماء السماء ينزل من السحاب و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد من الأبخرة و ليس فى القرآن أن جميع ما ينبع يكون من ماء السماء و لا هذا أيضا معلوما بالإعتبار فإن الماء قد ينبع من بطون الجبال و يكون فيها أبخرة يخلق منها الماء و الأبخرة و غيرها من الأهوية قد تستحيل كما إذا أخذ إناء فو ضع فيه ثلج فإنه يبقى ما أحاط به ماء و هو هواء إستحال ماء و ليس ذلك من ماء السماء فعلم أنه ممكن أن يكون فى الأرض ماء ليس من السماء فلا يجزم بأن جميع المياه من ماء السماء وإن كان غالبها من ماء السماء والله أعلم ا.هــ كلامه.
وهناك موطن آخر أنكر شيخ الإسلام قول قد يفهم البعض منه أنه نفس هذا القول
وإن كان فيه فائدة أذكرها بعده فقال في منهاج السنة في رده على الرازي:
189 فذكر قول أهل الحساب فيه وجعله من أقوال الفلاسفة وذكر قول الجهمية الذين يقولون إن القادر المختار يحدث فيه الضوء بلا سبب أصلا ولا لحكمة
وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب ويذكر قول من يقول إنه نزل من الأفلاك وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخروهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب ولفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا فهو اسم جنس للعالي لا يتعين في شيء إلا بما يضاف إلى ذلك))
فإنكار شيخ الإسلام رحمه الله إنكار كان لأمرين أولهما تردد الرازي في هذا ولولا طول كلام الرازي لنقلته بحروفه, فمرة يفسره بنزوله من الأفلاك ومرة ينكر ومرة يذكر غيره وهكذا..والأمر الثاني الذي من أجله أنكر عليه هو أن الرازي رجح في أكثر من موضع كما ذكر شيخ الإسلام أن المطر ينزل من الأفلاك إلى السحاب ثم من السحاب إلى الأرض توهماً منه أنه بهذا جمع بين الآيات وقد بين شيخ الإسلام أن السلف مجمعون أن نزول المطر هو من السحاب.
أما قول شيخ الإسلام ((قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو)) فيكون من أجل أنهم قصروا نزول المطر على هذه الحالة وهذا باطل بل من المطر ما لا يكون بسبب الأبخرة بل كما قال شيخ الإسلام في الأعلى ((و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد..الخ)) فهو أحد أمرين قد ينشئه ابتداء في الهواء وقد يكون نتيجة ما تصاعد من الأبخرة, ويؤيد هذا أمرين:
أ- الجمع بين كلامه وهذا هو الأولى مع مقدرتنا بتقديم ما في مجموع الفتاوى لأنه يذكر هناك ما يدين الله به أما في منهاج السنة فكان يتكلم بشكل عام حول تفسير الرازي ولم يتعرض للقول هذا نفياً أو إثباتاً.
ب- ما سيأتي نقله عن العلامة ابن القيم و ابن باز رحمهم الله في قولهم أن سبب نزول المطر يكون لسببين إما من البحر أو الله يخلقه فيه وستأتي الإشارة عند الموضعين بخط تحت النص, مما يرجح أن نسبة شيخ الإسلام هذا القول بقوله قول أولئك كان بسبب قصرهم نزول المطر على هذا السبب, وهذا باطل فقد يجيب الله دعوى مسغيث فيخلقه من العدم والله على كل شيء قدير, وإن كان لعله في قولهم هناك مزيد من الأباطيل ذكرها الرازي لذلك لم يتبناه شيخ الإسلام هناك كي لا يدخل في قوله إقرار ما زادوه من الأباطيل على هذا المذهب.
الفائدة من كلامه في المنهاج: نقل إجماع أهل العلم أن المراد بالآيات التي فيها ذكر نزول المطر من السماء إنما المراد العلو وأن السلف مجمعون على نزول المطر من السحاب والحمدلله.
2- العلامة المحقق ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
قال في مفتاح دار السعادة:
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الارض من علو ليعم
بسقيه وهادها وتلولها وظرابها وآكامها ومنخفضها ومرتفعها ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما اتى الماء على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر وفي ذلك فساد فاقتضت حكمته ان سقاها من فوقها فينشيء سبحانه السحاب وهي روايا الارض ثم يرسل الرياح فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل الانثى ولهذا تجد البلاد القريبة من البحر كثيرة الامطار وإذا بعدت من البحر قل مطرها وفي هذا المعنى يقول الشاعر يصف السحاب
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئبج
وفي الموطأ مرفوعا وهو احد الاحاديث الاربعة المقطوعة إذا نشأت سحابة بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة فالله سبحانه ينشيء الماء في السحاب إنشاء تارة يقلب الهواء ماء وتارة يحمله الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم ينزل منه على الأرض للحكم التي ذكرناها ولو انه ساقه من البحر الى الارض جاريا على ظهرها لم يحصل عموم السقي الا بتخريب كثير من الارض ولم يحصل عموم السقي لأجزائها فصاعدة سبحانه الى الجو بلطفه وقدرته ثم انزله على الارض بغاية من اللطف والحكمة التي لا اقتراح لجميع عقول الحكماء فوقها فأنزله ومعه رحمته على الارض)) ا.هــ نقلته بطوله لفائدته رحم الله الشيخ.
3- العلامة ابن باز رحمه الله:
س: في كتب الجغرافيا يعزون سبب نزول المطر إلى كثرة وجود البحار ، فهل يجوز هذا التعليل والاستغناء به عن الاستسقاء؟
ج: ذكر العلماء أن بخار ماء البحار قد يجتمع منه الماء في السحب بأمر الله سبحانه ، وقد يخلق الماء في الجو فيمطر به الناس بأمر الله سبحانه ، وهو القادر على كل شيء ، كما قال سبحانه وتعالى: (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) والله جل وعلا أعلم بما يصلح عباده ، فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذبا بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحته إلى كونه عذبا ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا. وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك. ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" وذكره غيره. فربنا سبحانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم ، كما قال جل وعلا: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فسبحانه ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الماء نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفي خارجها فشرب منه الناس وتوضئوا ، وذلك من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعلمه ورحمته وإحسانه وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يستغنى بذلك عن الاستسقاء ، بل الاستسقاء مشروع عند وجود أسبابه ، سواء كان أهل البلد يعلمون ما ذكره العلماء في هذا الشأن أم لم يعلموا ذلك ؛ لأن الله سبحانه شرع لعباده الاستسقاء عند وجود أسبابه ؛ ليسألوه ويتضرعوا إليه ويعرفوا فقرهم وحاجتهم إلى رحمته. وقد وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة واستسقى بالناس في خطبة الجمعة ، وخرج بالصحابة إلى الصحراء في وقت آخر فصلى بهم صلاة الاستسقاء وخطب
فأغاثهم الله في جميع الأوقات التي استسقى لهم فيها ، رحمة من الله لعباده وتأييدا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وإظهارا لصحة نبوته وصدق رسالته عليه الصلاة والسلام.
من ضمن الأسئلة التابعة لتعليق سماحته على محاضرة بعنوان ( الصلاة وأهميتها ) .
4- العلامة العثيمين رحمه الله:
كلام العلامة العثيمين رحمه الله من شريط نور على الدرب رقم 108 الوجه الأول دقيقة 11:
المطر الذي ينزل من السماء من أين مصدره أهو كما يقال من بخار البحر أم هو من السماء وكيف ينشأ البرق والرعد إن كان في القرآن ما يشير إلى ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قال الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) فهذا المطر ينزل من السحاب والسحاب قد أثارته الرياح بأمر الله عز وجل وليس لديّ علم بأكثر من ذلك لكن إذا علم أن هنالك أسبابا طبيعية فإنه لا حرج في قبولها إذا صحت فإن الله تعالى قد يجعل الشيء له سببان سبب شرعي وسبب كوني قدري مثل الكسوف كسوف الشمس أو القمر له سبب شرعي وهو ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله (يخوف الله بهما من شاء من عباده) وهذا هو الذي ينبغي للمرء أن يعلمه وجهله نقص وأما السبب الكوني للكسوف فهو حيلولة القمر بين الشمس والأرض في كسوف الشمس ولهذا لا يكون كسوف الشمس إلا في الاستسرار في آخر الشهر لإمكان ذلك وسبب خسوف القمر هو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر وهذا لا يكون إلا في ليالي الإبدار لإمكان ذلك والمهم أن السبب الشرعي هو النافع الذي يكون سببا لصلاح القلوب وعلى هذا فنقول إن سبب نزول المطر هو ما ذكره الله تعالى في القرآن وأما الرعد والبرق فإنه ورد في الحديث أن الرعد (صوت ملك موكل بالسحاب وأن البرق سوطه) ولكن لا يحضرني الآن صحة هذا الحديث فإن صح وجب القول بموجبه وإن لم يصح فالله أعلم.ا.هــ كلامه رحمه الله
فالحمدلله رب العالمين على توفيقه.
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=2052adidas calabasas cream factory san jose menu - GZ3194 - adidas Ultra Boost 2021 White Multicolor | 572548C , buy cheap nike spizike , Where To Buy , michael jordan number 13 for sale , Converse Chuck Taylor Inequality Earthy Tones String