واقع الأمة وسبل النهضة

الاجتماع على هدي السلف عند ظهور الفتن



لا بد من رعاية هدي السلف كما جاء في النصوص في أحوال تقلبات الزمان والأحوال وظهور الفتن .

فإذا ظهرت المشتبهات فالتجاسر مذموم ، والتأني والرفق هو المحمود ، كما وصف عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - الصحابة بقوله : إنهم على علم وقفوا - يعني : فيما أقدموا عليه - وببصر نافذ كفوا - يعني : فيما كفوا عنه في أمر الدين والعمل - .

ومن المهم والضروري أن يتفقه الداعية في الدين ، وبذلك يحصل له كل خير ، ومن ذلك :

الأقسام الرئيسية:

حول حديث تداعي الأمم

حول حديث: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

الألباني الإمام ومستقبل الإسلام

 

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

التمسك بالاسلام سبب النصر فى الدنيا و النجاة فى الاخرة

لتمسك بالإسلام سبب النصر في الدنيا والنجاة في الآخرة

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

تذكير النابهين بسير أسلافهم

تذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين (المقدمة)

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

أسباب ضعف المسلمين أمام عدوهم و وسائل العلاج لذلك

أسباب ضعف المسلمين أمام عدوهم ووسائل العلاج لذلك

 

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

الدروس المهمة لعامة الأمة للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

ينبوع الفتن و الأحداث الذى ينبغى للأمة معرفته ثم ردمه

ينبوع الفتن والأحداث الذي ينبغي للأمة معرفته ثم ردمه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .

أما بعد:

فمن طباع البشر ولا سيما الإعلاميين الاهتمام بالأحداث وكثرة الحديث عنها وعن ظواهرها وأعراضها وقليل منهم من ينظر إلى أسبابها وخوافيها.

وكثر الحديث في شتى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والصحف والقنوات الفضائية وشبكات المعلومات العنكبوتية – الإنترنت-  عن أحداث أفغانستان والعراق وعن حوادث التفجير في بلاد المسلمين وغيرها.

وأكثر الناس يربط هذه الأعمال بالقاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن ومن شايعه  فحسب.

ولقد جعل الأغمار من هؤلاء أبطالاً إسلاميين مجاهدين وإن كانوا من أشد الناس فراراً من الحرب وأكثرهم  تدسساً في الكهوف والغيران، أو عيشاً في بلاد الكفر للتأليب على المسلمين والسعي في سفك دمائهم.

وإن كانت مساعيهم لا تحقق إلا إذلال المسلمين وإسقاط دولهم ولا تحقق إلا فرصاً لأعداء الإسلام وانتصارات سهلة لهم .

ولا ندري ما هي مقاييس البطولة عند هؤلاء المساكين أهو السعي في تسليم شباب المسلمين للأعداء يذبحونهم مثل الدجاج ويتصيدونهم ويأسرونهم كالحمام.

مع أن هؤلاء الشباب المدفوعين لا يملكون دفعاً عن أنفسهم فضلاً عن أن يمتلكوا أشياء من وسائل النصر والظفر بالأعداء وما أشد حرص أعداء الإسلام على مثل هذه الحروب الفاشلة.

هذا الصنف الغريب يدفع هؤلاء الشباب إلى إدخال المسلمين في دوامات من التفجيرات والتهديد بها بل بالإكثار منها(1).

فما يسع المسلمين إلا الفزع إلى كثرة الحديث عنها ما بين مؤيد وكاره وعند هذا الحد ينتهي الكثير منهم وأقل القليل من يشير إلى أصل هذا البلاء .

والحقيقة المرة أن أعمال أسامة ومن شايعه على فظاعتها ما هي إلا ثمرة لفكر ومنهج تحمله مؤلفات حظيت بكل وسائل الدعاية والترويج والطبع والنشر بشتى اللغات .

شحنت بها المكتبات وتسللت محتوياتها إلى كثير من المدارس والجامعات وشحنت بها عقول كثير من الشباب في العالم حتى وصلت إلى الغابات والأدغال ألا وهي كتب ومنهج سيد قطب.

إن هذا السيل الجارف لم يلق من الإعلام في بلاد المسلمين ولم يلق من كثير من المعلمين والمربين إلا المدح والإشادة والترويج ومن حاول إيقاف مده واكتساحه قوبل بالحرب الضروس والدعاية والإعلام المشوه له ولجهوده القائمة على الشعور بالمسئولية أمام الله وعلى الشعور بواجب الأمانة والنصيحة للإسلام والمسلمين عامتهم وخاصتهم، فتحاصر هذه الجهود، وتقام في وجهها السدود، ويحال بين وصولها إلى أيدي الأمة، بشتى الوسائل الأثيمة، من الأكاذيب والتشويهات مع التمجيد والإطراء الفائق لتلك الكتب التي تحمل في طياتها المنايا والبلايا(2).

لقد قمت أنا العبد الضعيف بكشف كل أو جل ما تحمله كتب سيد قطب التي هي المنابع الأصيلة للفتن والإرهاب والدمار في بلاد الإسلام بل وغيرها لأنها حوت ألوانا من تدمير الأسس والعقائد والمناهج الإسلامية.

حوت فكر الروافض الذي أهان به سيد قطب أصحاب رسول الله (  صلى الله عليه و سلم) ):

1-كما في كتاب "العدالة الاجتماعية".

2- وكتاب "كتب وشخصيات".

إلى جانب ما حواه الكتابان من ضلالات عقائدية تهدم الإسلام والمجتمعات الإسلامية .

3- وكما في كتاب "التصوير الفني"، الذي فيه سخرية بنبي الله موسى وأصول فاسدة تعطل صفات الله .

وأصول فاسدة أخرى تحول نصوص القرآن إلى مسرحيات بحلقاتها وتمثيليات وموسيقى بفنونها المختلفة .

ومع ذلك لا يقابل هذا الكتاب الذي حوى هذه الموبقات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإسلام لا يقابل إلا بالاحترام والتقديس طوال عقود من السنين وتقوم عليه الدراسات الجامعية التي لا تزيد أفكاره المهلكة إلا تعظيماً وتهويلا حتى قام هذا العبد الضعيف بنقده وكشف خباياه وبلاياه .

4- وكتاب "مشاهد القيامة في القرآن" وهو صنو " التصوير الفني" في كثير من القضايا ولم ينتقده إلا الأستاذ أحمد محمد جمال فيما أعلم.

5- وكتاب "في ظلال القرآن" الذي شحنه سيد قطب بتكفير المجتمعات الإسلامية وحتى إنه ليكفر من يعلن بالأذان على المنارات حتى يكفر بالجزئية مهما دقت.

كما ضمنه كثيراً من العقائد الباطلة كالقول بالحلول ووحدة الوجود والجبر وكتعطيل صفات الله عز وجل وكالقول بأزلية الروح والدندنة حول إنكار معجزات رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ).

وكتحريف كلمة لا إله إلا الله متبعاً تحريفات المتكلمين ومخترعاً لها تفسيراً سياسياً يناسب منهجه السياسي التكفيري إلى تحميل نصوصه بالموسيقى وما شاكلها مما حواه كتاب التصوير الفني .

6- وكتاب "السلام العالمي"، الذي ميع فيه الإسلام إرضاء وتملقاً لساسة الغرب ومستشرقيه.

7- وكتاب "دراسات إسلامية".

8- وكتاب "معالم في الطريق"، الذي ملأه بالتكفير والشحن لشباب الأمة.

9- وكتاب "مشكلات الحضارة".

10- وكتاب " معركة الإسلام والرأسمالية".

 وفيها من الضلال ما الله به عليم .

وقد فندت كل أباطيله أو جلها في ضوء كتاب الله وسنة رسوله   خمسة كتب و هى:

1- أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره .

2- مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ) .

3- الحد الفاصل بين الحق والباطل .

4- العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .

5- نظرات في كتاب التصوير الفني .

إلى جانب بعض المقالات التي تنتقد عقيدة هذا الرجل ومنهجه وفكره ومنها أطوار سيد قطب في وحدة الوجود حيث بينت أطواره فيها من شعره ونثره من 1935م إلى قرابة 1960م .

ومع ما فيها من البيان الواضح النير لضلالات سيد قطب التي جددت أو ساندت البدع الكبرى التي لقيت منها المجتمعات الإسلامية الويلات وأحيت أصولها وسفكت بسببها دماء كثير من المسلمين جددها سيد قطب بكل ما أوتيه من دهاء .

وما لقي سيد قطب إلا التقديس وما لقيت كتبه المهلكة إلا الإجلال والترحيب والحفاوة التي لم يحظ بمثلها كتب كبار أئمة الإسلام، كمالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وحسبك أن تعرف أن كتاب "في ظلال القرآن" قد طبع إلى عام 1418م أكثر من ثلاثين طبعة، ولعله قد زادت طبعاته ، هذا عدا الترجمات باللغات الأخرى .

وحسبك أن تعلم أن " معالم في الطريق" وهو من أهم أسس التكفير والدمار الفكري قد طبع إلى عام 1412هـ  خمس عشرة طبعة هذا عدا الترجمات ولا أدري إلى كم وصلت طبعاته إلى الآن وهناك من كتبه ما طبع إلى عشر طبعات .

وقل ما ترى نقداً لبعض كتبه إلا مع الارتجاف والحذر والتمجيد .

أما المدح والدفاع بالباطل فحدث ولا حرج، وأما الحرب والتشويه لمن ينتقده فقد ملأوا به أدمغة ملايين الشباب في كل البلدان.

ولم تحظ العقيدة الإسلامية والقرآن والصحابة الكرام بل وبعض الأنبياء وأصول الإسلام من الغيرة الإسلامية لدى هؤلاء الضحايا إلا شيئاً أو شيئاً هزيلاً، وهانت هذه العقائد والأصول والصحابة بل ومنزلة النبوة تجاه عظمة سيد قطب .

فلو وضعتها كلها في كفة وسيد قطب في كفة لرجحت كفة سيد قطب عندهم.

هذا وهم يتباكون على الإسلام ويفدونه بأرواحهم ومهجهم ولكنه إسلام سيد قطب الذي قدمه لهم في كتبه ومنها "العدالة الاجتماعية" و"الظلال" و"المعالم" أما إسلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان وإسلام أئمة الهدى كمالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري وابن تيمية وابن عبد الوهاب وغيرهم فليس له عندهم إلا الدعاوى.

فإن قالوا هذا غير صحيح قلنا لقد اعتدى على إسلامهم سيد قطب عدواناً عظيماً بل اعتدى على حملته وعلى رأسهم الصحابة الكرام بل بعض الأنبياء الكرام.

وقع كل هذا العدوان الصارخ فما لقي منكم إلا الإجلال والإكبار والدفاع عنه وعن كتبه وأفكاره التي دمرت شباب الأمة وذخيرتها ولا تزالون توردونهم المهالك والموارد المسمومة والموبوءة التي تعتبرونها تجديداً للإسلام.

 والدفاع الظالم عن سيد قطب والعدوان الصارخ الظالم على من ينتقده ذبا عن حياض الإسلام وعلى رأسها الكتاب والسنة والعقائد والأصول المستمدة منهما .

وذبا عن حياض حملته من الصحابة ومن تبعهم بإحسان.

ألا فليدرك العقلاء الناصحون لهذه الأمة وعلى رأسهم العلماء وكافة المسئولين في هذا البلد بلد التوحيد والسنة خطورة تراث سيد قطب على الإسلام والمسلمين وخاصة شباب الأمة وعدتها .

إن من أوجب الواجبات عليهم  أن يبذلوا أقصى جهودهم لحماية الأمة منه وليضربوا بيد من حديد على من يروج له- أي تراث سيد قطب- و يسربه إلى الشباب في مدارسهم وبيوتهم ومراكز نشاطاتهم .

وعلى من يروج له أن يتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، وأن يعلنوا توبتهم ومواقفهم منه - أي تراث سيد قطب- الموقف الذي يتطلبه منهم الإسلام وواقع المسلمين نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .

فكفى الشباب والأمة ما نزل بهم في الجزائر وأفغانستان ومصر والشام  والمملكة العربية السعودية والمغرب واليمن وغيرها من البلدان.

وكفى ما يتغلغل في صدور الشباب من الأحقاد والظغائن على من يشير أو يلمح إلى كتب سيد قطب، ومن تربى عليها بل وعلى المجتمعات الإسلامية كلها التي يكفرها سيد قطب .

فلا يقدمون لهم علما صحيحا ولا توجيها سديدا وإنما يقدمون لهم التكفير والتدمير والتفجير.

كما على المسلمين التحذير من الكتب والأشرطة التي انبثقت عن منهج سيد قطب مثل مؤلفات محمد قطب والصاوي وأبي بصير وأبي محمد المقدسي  وأمثالهم .



 (1) الأمور التي تتيح لأعداء الإسلام فرصاً سياسية وعسكرية وإعلامية تضر بالمسلمين وبدينهم وبمصالحهم الدنيوية.

 (2) ولشدة مكر هؤلاء وكيدهم وتمويهاتهم يلصقون اليوم كل هذه الرزايا والبلايا بمنهج الإمام محمد بن عبد الوهاب المجدد والمصلح العظيم الذي أعماله عظيمة ويناءة أعادت للإسلام جدته ونصاعته وأنارت العالم الإسلامي بضياء الحق الذي حملته دعوته الواعية الصادقة، ومع كل هذا يلصق هؤلاء الماكرون بهذا الإمام ودعوته ومنهجه ظلمهم وظلماتهم كافأهم الله بما يستحقون.

 

فكرة عن كتاب لماذا أعدموني

وهو آخر هدايا سيد قطب للمجتمعات الإسلامية، فمن زلزلة العقائد ثم التكفير إلى التصفيات الجسدية بالتفجير والتدمير .

وإني أقدم كل ما أقدمه نصحا للأمة وحماية لها وقياما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو ميزة هذه الأمة .

قال سيد قطب ص ( 48-49 ) من كتابه "لماذا أعدموني"([1]) :

" وقد بدأت أدرس معهم تاريخ الحركة الإسلامية ثم مواقف المعسكرات الوثنية والملحدة والصهيونية والصليبية قديما وحديثا من الإسلام مع إلمام خفيف بالأوضاع في المنطقة الإسلامية في التاريخ الحديث منذ عهد الحملة الفرنسية وأحيانا التعليق على الأحداث والأخبار والإذاعات مع محاولة تدريبهم على تتبعها بأنفسهم فقد كلفتهم أن يخصصوا منهم ومن بعض من يختارونهم ممن وراءهم تتبع الصحف العالمية والإذاعات العالمية وإذا أمكن الكتب التي تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية وتهتم بالإسلام وبالمنطقة الإسلامية ([2]) .

وحدث أربع مرات أن جاءني أحمد عبد المجيد بحصيلة تتبعهم للأخبار الصحفية العالمية والمحلية والإذاعات كذلك ([3])  وكانت صورة بدائية ساذجة ولكنها الخطوات الأولى الضرورية ومنها كنت أعرف مدى عقليتهم العامة .. غير أن جلساتي معهم كانت محدودة بحكم قصر المدة التي اتصلوا بي فيها فهي في مجموعها إذا استبعدنا الفترات التي كنت مشغولا فيها أو مريضا أو بعيدا عن القاهرة لا تزيد على ستة أشهر ولا تحتمل أكثر مما يتراوح بين عشرة واثنى عشر اجتماعا ، لا يتسنى فيها إلا القليل وبعضها كان يشغل بمسائل عملية أخرى تختص بموقف التنظيم من بقية الإخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته(4) .. وبخطة مقابلة الاعتداء على التنظيم وتوقع ضربة حسب ما يتردد من أخبار وإشاعات ..وأظن أن هذه هي المسألة الرئيسية التي تهم المشرفين على القضية أكثر من غيرها ..ولكنني كنت أرى أنه لابد من عرض الصورة الكاملة التي تساعد على فهم هذه المسألة من كل جوانبها .

 وقال سيد قطب في ص (49-50) :

كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة كوسيلة لتغيير نظام الحكم أو إقامة النظام الإسلامي وفي الوقت نفسه قررنا استخدامها في حالة الاعتداء على هذا التنظيم الذي سيسير على منهج تعليم العقيدة وتربية الخلق وإنشاء قاعدة للإسلام في المجتمع(5). وكان معنى ذلك البحث في موضوع تدريب المجموعات التي تقوم برد الاعتداء وحماية التنظيم منه وموضوع الأسلحة اللازمة لهذا الغرض وموضوع المال اللازم كذلك .

فأما التدريب فقد عرفت أنه موجود فعلا من قبل أن يلتقوا بي ولكن لم يكن ملحوظا فيه أن لا يتدرب إلا الأخ الذي فهم عقيدته(6) ونضج وعيه فطلبت  منهم مراعاة هذه  القاعدة وبهذه المناسبة سألتهم عن العدد الذي تتوافر فيه هذه  الشروط عندهم  وبعد مراجعة بينهم ذكروا لي أنهم حوالي السبعين وتقرر الإسراع في تدريبهم نظرا لما كانوا يرونه من أن الملل يتسرب إلى نفوس الشباب إذا ظل كل زادهم هو الكلام من غير تدريب وإعداد(7) .

وقال في ص ( 50- 52 ) ..

ثم تجدد سبب أخر فيما بعد عندما بدأت الإشاعات ثم الاعتقالات بالفعل لبعض الإخوان .. وأما السلاح فكان موضوعه له جانبان :

الأول : أنهم أخبروني – ومجدي هو الذي كان يتولى الشرح في هذا الموضوع – أنه نظرا لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حتى للتدريب فقد أخذوا في محاولات لصنع بعض المتفجرات محليا(8) . وأن التجارب نجحت وصنعت بعض القنابل فعلا ولكنها في حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة ...

والثاني : أن علي عشماوي زارني على غير ميعاد وأخبرني أنه كان منذ حوالي سنتين قبل التقائنا قد طلب من أخ في دولة عربية قطعا من الأسلحة حددها له في

كشف ، ثم ترك الموضوع من وقتها والآن جاءه خبر أن هذه الأسلحة(9) سترسل وهي كميات كبيرة حوالي عربية نقل وأنها سترسل عن طريق السودان مع توقع وصولها في خلال شهرين(10) . وكان هذا قبل الاعتقالات بمدة ولم يكن في الجو ما ينذر بخطر قريب ، ولما كان الخبر مفاجئا فلم يكن ممكنا البت في شأنه حتى نبحثه مع الباقين فاتفقنا على موعد لبحثه معهم وفي اليوم التالي على ما أتذكر وقبل الموعد جاءني الشيخ عبد الفتاح إسماعيل وحدثي في هذا الأمر وفهمت أنه عرفه طبعا من علي وكان يبدو غير موافق عليه ومتخوفا منه وقال لابد من تأجيل البت في الموضوع حتى يحضر صبري وقلت له إننا سنجتمع لبحثه .                        

وفي الموعد الأول على ما أتذكر لم يحضر صبري لذلك لم يتم تقرير شيء في الأمر وفي موعد آخر كان الخمسة عندي وتقرر تكليف علي بوقف ارسال الاسلحة من هناك حتى يتم الاستعلام من مصدرها عن مصدر النقود التى اشتريت بها فان كان من غير الإخوان ترفض والاستفهام كذلك عن طريق شرائها دفعة واحدة أو مجزأة وطريقة إرسالها وضمانات أنها مكشوفة أم لا ؟ وبعد ذلك يقال للأخ المرسل ألا يرسلها حتى يخطره بإرسالها ..

ومضى أكثر من شهر على ما أتذكر حتى وصل للأخ علي رد مضمونه الباقي في ذاكرتي : ان هذه الاسلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم وأنهم دفعوا فيها ما هم في حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التى سبق إبداؤها من هنا وأنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة ..

ولا أتذكر إن كان هذا الرد أورد تال جاء بعده قد تضمن أن الشحنة أرسلت فعلا ولا يمكن وقف وصولها وأنهم يفكرون في طريق ليبيا إلى جانب طريق السودان أو لأنه قد يكون أيسر من طريق السودان ( لا أتذكر النص بالضبط )

والأرجح أنه رد واحد وعند ذكر ليبيا قلت : أنهم إذا فكروا في طريق ليبيا فإني أعرف من يستطيعون مساعدتنا في نقل مثل هذه الأشياء .. وكنت أفكر وقتها في اثنين من إخوان ليبيا عرفتهما بعد خروجي من السجن : أحدهما ( الطيب الشين ) وكان يدرس في مركز التعليم الأساسي بسرس الليان ، وله علاقة بسائقي عربات النقل بخط الصحراء بين  ليبيا ومصر والآخر ( المبروك ) ولا اذكر ان كان اسمه الأول ( محمد ) أم لا لأني أعرفه باسم واحد .. وكان في مناسبة ذكر لي أن بعض أقاربه يشتغلون بالقوافل بين مصر وليبيا .. ولم أستوضحه وقتها عن القوافل لأنه كان كلاما عابرا بخصوص ما إذا كان يلزمني أي شيء ليس موجودا في مصر ويمكن الحصول عليه من ليبيا أو من الخارج، وقوله لي أن أطلب أي شيء فنقله مأمون تماما لأن  أقاربه في القوافل .. كذلك لا أعرف بالضبط نوع التجارة التى يزاولها هو ويحضر من أجلها إلى مصر .. إلا أنه في مرة قال لي : أنه يستورد من الإسكندرية البرانس التى تلبس في المغرب وتصنع هنا في مصر وليس في المغرب .. ومرة قال لي إن معه شحنة كتب .. ولكني غير متأكد من نوع التجارة التى يزاولها .

وقال في ص (52- 53) .

وأما مسألة المال فقد جاء ذكرها مرات في اجتماعاتنا أوفي أحاديثهم متفرقين معي وعرفت أن لدى الشيخ عبد الفتاح مبلغا ، ولكنه كان يقول لهم دائما : أنه هو مؤتمن عليه ، وهو وديعة عنده لينفق في إغراض معينة ولذلك فهو لا يملك أن ينفق منه في إعانات البيوت مثلا ولا يملك التصرف في شيء إلا بإذنه .. وقد قال لي الشيخ عبد الفتاح مثل هذا الكلام ، ولكن لما عرضت مسألة الإنفاق على الصناعة المحلية للمتفجرات وعلى الإنفاق لتسلم شحنة الاسلحة التى أرسلت بعدما تبين أنه لا يمكن وقفها ولا يمكن تركها(11) كذلك قال إن أي مبلغ تحت تصرفكم واستأذنني في هذا فأذنت له ، وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة لا يتصرف فيه إلا بإذن قيادة شرعية(12) . ولكني لم أعلم بالضبط مصدر هذا المبلغ ولا مقداره كل ما كان واضحا أنه من إخوان في الخارج وليس من أية جهة اخرى ..فهذا ما كنت أحب أن أتأكد منه في علاقاتهم السابقة ، لأني كما قلت لهم لا أجيز للحركة الإسلامية أن تستعين بأجنبي عنها لا في مال ولا في سلاح ولا في حركة(13) . كذلك لم أعرف بالضبط مقداره ولكني استنتج أنه أكثر من ألف جنيه .. فقد جاء ذلك في كلمات عرضية .

وقال في ص ( 54 – 55 )  :

خطة رد الاعتداء على الحركة الإسلامية 

كما تقدم كنا قد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم وفرض النظام الإسلامي من أعلى واتفقنا في الوقت ذاته على مبدأ رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التى هي منهجها إذا وقع الاعتداء عليها بالقوة(14) .

وكان أمامنا المبدأ الذي يقرره الله سبحأنه : "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "

وكان الاعتداء قد وقع علينا بالفعل في سنة 1954 وفي سنة 1957 بالاعتقال والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل وتخريب البيوت وتشريد الأطفال والنساء . ولكننا كنا قررنا أن هذا الماضي قد انتهى أمره فلا تفكر في رد الاعتداء الذي وقع علينا فيه ، إنما المسألة هي مسألة الاعتداء علينا الآن . وهذا هو الذي تقرر الرد عليه إذا وقع .. وفي الوقت نفسه لم نكن نملك أن نرد بالمثل لأن الإسلام ذاته لا يبيح لمسلم أن يعذب أحدا ولا أن يهدر كرامة الآدمية ولا ان يترك أطفاله ونساءه بالجوع ، وحتى الذين تقام عليهم الحدود في الإسلام ويموتون تتكفل الدولة بنسائهم وأطفالهم ، فلم يكن في أيدينا من وسائل رد الاعتداء التي يبيحها لنا ديننا إلا القتال والقتل(15) : أولا لرد الاعتداء حتى لا يصبح الاعتداء على الحركة الإسلامية وأهلها سهلا يزاوله المعتدون في كل وقت . وثانيا لمحاولة إنقاذ وإفلات أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم النظيف المتماسك الأخلاق في جيل كله إباحية وكله انحلال وكله انحراف في التعامل والسلوك كما هو دائر على ألسنة الناس وشائع لا يحتاج إلى كلام(16) .

وقال في ص (55-56) :

لهذه الأسباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد الاعتداء .. والذي قلته لهم ليفكروا في الخطة والوسيلة باعتبار أنهم هم الذين سيقومون بها بما في أيديهم من إمكانيات لا أملك أنا معرفتها بالضبط ولا تحديدها  .. الذي قلته لهم : إننا إذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه فيجب أن يكون ذلك في ضربة رادعة(17)  توقف الاعتداء وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم .   

ووفقا لهذا جاءوا في اللقاء التالي ومع أحمد عبد المجيد قائمة باقتراحات تتناول الأعمال التى تكفى لشل الجهاز الحكومي عن متابعة الإخوان في حالة ما إذا وقع الاعتداء عليهم كما وقع في المرات السابقة لأي سبب إما بتدبير حادث كحادث المنشية الذي كنا نعلم أن الإخوان لم يدبروه أو مذبحة طرة التي كنا على يقين أنها دبرت للإخوان تدبيرا ، أو لأية أسباب اخرى تجهلها الدولة أو تدس عليها وتجيء نتيجة مؤامرة أجنبية أو محلية .. وهذه الأعمال هي الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم بإزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي ، ثم نسف لبعض المنشآت التى تشل حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها وفي خارجها كمحطة الكهرباء والكباري ، وقد استبعدت فيما بعد نسف الكباري كما سيجيء(18) .

وقلت له : ان هذا إذا أمكن يكون كافيا كضربة رادعة ورد على الاعتداء على الحركة وهو الاعتداء  الذي يتمثل في الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد كما حدث من قبل – ولكن ما هي الإمكانيات العملية عندكم للتنفيذ ..

وظهر من كلامهم أنه ليس لديهم الإمكانيات اللازمة(19) ، وأن بعض الشخصيات كرئيس الجمهورية ورئيس الوزارة – فيما يذكر – وربما غيرهما كذلك عليهم حراسة قوية لا تجعل التنفيذ ممكنا ، فضلا على أن ما لديهم من الرجال المدربين والأسلحة اللازمة غير كاف لمثل هذه العمليات .. وبناء على ذلك اتفق على الإسراع في التدريب بعدما كنت من قبل أرى تأجيله ولا أتحمس له باعتباره الخطوة الأخيرة في خط الحركة وليس الخطوة الأولى .. ذلك أنه كانت هناك نذر متعددة توحي بأن هناك ضربة للإخوان متوقعة ، والضربة(20) كما جربنا معناها التعذيب والقتل وخراب البيوت وتشرد الأطفال والنساء فقد أخذ الشيوعيون ينـثرون الإشاعات في كل مكان بأن الإخوان المسلمين يعيدون تنظيم أنفسهم واختيار قيادة جديدة لهم وبلغتنا إشاعة أن الشيوعيين(21) وضعوا منشورات في نقابة الصحفيين يبدو فيها طابع الإخوان للتحريض عليهم ولم يكن هذا غريبا فقد سمعنا من قبل أنه ضبطت منشورات معدة للتوزيع في حقيبتي رجلين من رجال الدين المسيحي ماتا في حادث منذ سنوات وعليها توقيع الإخوان المسلمين بقصد الإيقاع بهم ..

فقررنا الإسراع في التدريب بقدر الإمكان وانصرفنا على أنه ليس لدينا الإمكانيات الآن .

وأتذكر أن هذا كان أخر اجتماع للمجموعة فلم ألتق بعد ذلك إلا بالشيخ عبد الفتاح وبالأخ علي العشماوي في رأس البر ولم أتبين تفصيلات ما اتخذوه بينهم من إجراءات التدريب ولا أية خطوات أخرى تنفيذية ولا أذكر أنه جاء ذكر شيء من هذا سواء في مقابلتي مع الشيخ عبد الفتاح أو مع الأخ علي في رأس البر إلى أن وقعت الاعتقالات الأولى للإخوان بالفعل ولم يكن منهم أحد من أعضاء التنظيم بعد وكانت المسافة قصيرة بين آخر اجتماع والاعتقالات لا تمكنهم من تدريب حقيقي .. وهنا أرسلت إليهم عن طريق الحاجة زينب – في تعبيرات ملفوفة غير صريحة ، أن يوقفوا نهائيا عملية السودان(22) ( أي الخاصة بالأسلحة ) بأي شكل وأن يلغوا كل عملية أخرى ( أي الخاصة برد الاعتداء ) فجاءنى استفهام من الأخ علي عن طريق الحاجة زينب كذلك عما إذا كانت هذه تعليمات نهائية حتى لو وقع التنظيم فأجبته بأنه في هذه الحالة فقط وعند التأكد من إمكان أن تكون الضربة رادعة وشاملة (23) يتخذ إجراء وإلا فصرف النظر عن كل شيء وكنت أعلم أن ليس لديهم إمكانيات بالفعل وأنه لذلك لن يقع شيء. وكان قد جرى في أثناء المناقشات الأولية عن الإجراءات التى تتخذ للرد على الاعتداء إذا وقع على الإخوان اعتداء حديث غير تدمير القناطر الخيرية الجديدة وبعض الجسور والكباري كعملية تعويق ولكن هذا التفكير استبعد لأنه تدمير لمنشآت ضرورية لحياة الشعب وتؤثر في اقتصاده ،

وجاء استبعاد هذه الفكرة بمناسبة حديث لي معهم عن أهداف الصهيونية في هذه المرحلة من تدمير المنطقة :

أولا: من ناحية العنصر البشرى بإشاعة الانحلال العقيدي والأخلاقي ..

وثانيا : من ناحية تدمير الاقتصاد .. وأخيرا التدمير العسكري .. فقال  الأخ على العشماوي بهذه المناسبة : ألا يخشى أن نكون في حالة تدمير القناطر والجسور والكباري مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية من حيث لا ندري ولا نريد(24) ونبهتنا هذه الملاحظة إلى خطورة العملية فقررنا استبعادها والاكتفاء بأقل قدر ممكن من تدمير بعض المنشآت في القاهرة لشل حركة الأجهزة الحكومية عن المتابعة إذ أن هذا وحده هو الهدف من الخطة.. ولكن الأمر في هذا كله سواء في القضاء على أشخاص أو منشآت لم يعد التفكير النظري كما تقدم .. ذلك أنه إلى آخر لحظة قبل اعتقالنا لم تكن لديهم إمكانيات فعلية للعمل –كما أخبروني من قبل – وكانت تعليماتي لهم ألا يقدموا على أي شيء إلا إذا كانت لديهم الإمكانيات الواسعة(25)  ..

   نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً للقيام بواجباتهم ومنها التخلص من هذا المنهج وسائر المناهج الضالة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

ربيع بن هادي عمير المدخلي

25/3/1424هـ

 



([1])    لقد علقت على بعض الفقرات التي عرضتها من هذا الكتاب وتركت بعضها لفهم القارئ.

([2])    هذا منطلق ما يسمونه بفقه الواقع الذي شغل كثيراً من الشباب عن الاهتمام بالعلوم الشرعية وغرس في نفوسهم احتقار العلماء وصرف الشباب عنهم بل ذهب بهم الهوى إلى إصدار التهم والأحكام بأنهم عملاء وجواسيس وعلماء حيض ونفاس وأنهم الطابور من المحنطين وان علومهم قشور، وقد سن سيد قطب السخرية بالعلماء والطعن فيهم وفي علمهم وكتبهم.

([3])    يتحدث سيد قطب مع شباب الإخوان الذين لم يعرفوا العقيدة الإسلامية التي دعا إليها وناضل من أجلها الرسل الكرام وناضل الرسول صلى الله عليه وسلم وعودي وحورب من أجلها من هذه المعسكرات التي يتحدث عنها سيد قطب، وسيد قطب والإخوان الذين يحدثهم مفلسون منها ، وليسوا على استعداد من قريب ولا من بعيد لحمل رايتها بل يحاربونها ويحاربون أهلها ويرونها عقبة في طريقهم إلى تسنم كراسي الحم ومستعدون للتحالف مع هذه المعسكرات في أي وقت إذا رأوا في هذا التحالف ما يوصلهم إلى غاياتهم المنشودة وهي التربع على كراسي الحكم أو احتلال مقاعد في البرلمانات الديمقراطية.

 (4) لا يدرب سيد قطب هؤلاء ويسلحهم إلا لإحداث المذابح والفتن في بلدان المسلمين وعملهم هذا مرفوض في أي بلد كان .

فهل درب أحد من الأنبياء الكرام أتباعه مثل هذا التدريب وسلحهم لمثل أهداف سيد قطب .

كان فرعون في بلاد مصر وهو أكبر طاغية قال الله تعالى في شأن موسى وشأنه ( نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم أنه كان من المفسدين ، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (القصص) (3-6) .

وقال تعالى (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك ، قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ، قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن  الأرض لله يورثها من يشاء  من عباده والعاقبة للمتقين ، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا قال  عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون )الأعراف (127-128) انظر : هناك علو في الأرض وإفساد وجعله أهل مصر شيعا ، ومضاعفة الطغيان والعلو على بني إسرائيل يستضعفهم فيقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم ، يقابله من نبي الله وصفيه وكليمه موسى أمر بني إسرائيل بالاستعانة بالله والصبر على الطغيان والشدائد ومواجهة المذابح ويعدهم بأن العاقبة للمتقين والرجاء في الله أن يهلك عدوهم وأن يستخلف بني إسرائيل في الأرض.

 والله يريد أن يمن على هؤلاء المستضعفين وأن يجعلهم أئمة ، وأن يمكن لهم في الأرض ، كل ذلك جزاء صبرهم على الظلم والطغيان وجزاء تقواهم لله واستعانتهم به على هذا العدو الطاغي المتجبر .

وحقق الله لهم وعده وحقق ما كان يرجوه كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام .

والله ما قص علينا هذه القصص إلا لنعتبر ونستفيد منها ونتأسى بالأنبياء في الصبر والثبات ورجاء النصر على الأعداء ولا يرضى سلوك أهل الضلال والجهل  في التخريب والتدمير وسفك دماء المسلمين من نساء وأطفال وإهلاك حرثهم ونسلهم كما فعل أتباع سيد قطب في أفغانستان والجزائر والسودان واليمن واليوم في المملكة والمغرب وغيرها وكل ذلك منهم بغي وظلم وعدوان على الضعفاء والمساكين والنساء والأطفال فكم هي الفروق الهائلة بين منهج سيد قطب وأتباعه وبين الأنبياء وأتباعهم .   

(5) أي عقيدة وأي خلق وأي قاعدة ومنهج التي يربي عليها سيد قطب ، لينظر المسلم العاقل ماذا يعاني الإسلام والمسلمون من منهج سيد قطب وعقائده وتربيته وتربية من يحمل هذا المنهج .

 (6) قد ينخدع  بعض الناس بترداد سيد قطب لفهم العقيدة والنضج فيها فيظن أن هذا الرجل من علماء الإسلام وخاصة في أبواب العقيدة.

 إن العقيدة التي عرضها سيد قطب في كتبه مضادة تماماً للعقيدة التي جاء بها محمد r وكان عليها أصحابه والسلف الصالح .

فلقد جمع بين عقائد المعتزلة والخوارج والجهمية والروافض وفلاسفة التصوف فهناك تعطيل لصفات الله على طريقة الفرق الضالة وهناك القول بوحدة الوجود والحلول والجبر وهناك طعن شديد في الصحابة الكرام بل هناك سخرية بمقام النبوة ظهرت في سخريته بموسى هذا عدا ما أضافه إلى هذه البلايا من تطاول على نصوص القرآن التي يرى أنها ميدان فسيح لكل الفنون من موسيقى ومسرحيات وتمثيليات وتصوير على قواعد فاسدة ومنها أن الدين والفن صنوان إلى ضلالات أخر دونها سيد قطب في كتبه منها التكفير والاشتراكية .

 (7) ما هي الغاية من السرعة بالتدريب والإعداد .

 (8) هكذا قنابل ومتفجرات محليا وانظر كيف وإلى أي مدى وصلت في رفع شأن الإسلام وحماية المسلمين فهل ترى شبيهاً لدعوة سيد قطب في سيرة الأنبياء أو المصلحين ودعواتهم .

(9- 10) انظر كيف يهرب الإخوان المسلمون الأسلحة لتقتيل المسلمين وللإفساد في الأرض فإذا انتقد انحرافهم أحد قالوا تتركون الكفار والعلمانيين وتتكلمون على الدعاة الإسلاميين ، فبيان أخطائهم جريمة وتذبيحهم للمسلمين هنا وهناك جهاد إسلامي وسعي لإعلاء الإسلام والمسلمين !!!

 

 (11) إذاً هناك اتفاق على الصناعة المحلية للمتفجرات وعلى تسلم الأسلحة المهربة وبذل المال في هذا الباب أمر لا تردد فيه، وواضح أن هذه الصناعة قد تطورت .

 (12) انظر إلى سيد قطب كيف يعتبر نفسه قيادة شرعية ، يأمر فيطاع ولا ندري هل كان يعتبر نفسه ويعتبره أتباعه إماما للمسلمين أم أنه قائد حزبية مقيتة مدمرة .

 (13) هذا الكلام يدل على مدى الهوة بين هذا الرجل وبين المسلمين ويدل على أن حركته سرية قاتلة لا تستمد هذه السرية من الإسلام وإنما استمدت من الحركات الاشتراكية والعلمانية التي  تقلب فيها ثم نكب بها الإسلام والمسلمين .

 (14) كان هناك جماعات إسلامية ومنها أنصار السنة فما كانت تترقب هذه الاعتداءات ولا كانت تقوم ضدها اعتداءات وأنصار السنة آنذاك يمثلون الإسلام الصحيح والتوحيد في حين أن دعوتكم قائمة على البدع والضلال تتهرب من الدعوة إلى التوحيد دعوة الأنبياء وإلى يومنا هذا .

 (15) لقد صبر إمام أهل السنة أحمد بن حنبل وإخوانه على القتل والتعذيب وما كان الإمام يفكر في مثل ما يفكر فيه سيد قطب ، بل لا أحد من المصلحين يفكر في أقل شيء مما يفكر فيه سيد قطب من الفتن والتخطيط للتدمير وإن تفكيره وأعماله لوافدة على الإسلام من الخارج وإن الإسلام لبريء منها .

 (16) هذه نظرة سيد قطب إلى المجتمعات الإسلامية وهو يصرح بأنها مجتمعات جاهلية مثل المجتمعات النصرانية واليهودية والهندوكية والشيوعية كما في كتابه "المعالم" وهو يلهج كثيرا بتكفير هذه المجتمعات في كتابه "الظلال" .

 (17) هذه الضربة الرادعة تشمل إزهاق النفوس وتدمير المنشآت والمؤسسات كما سيأتي بعد أسطر .

وأنها والله لعقلية تخريبية تدميرية تدمر العقول وتدمر الدين والمجتمعات وثمارها اليوم أكبر شاهد .

 (18)ما أظن أن هذه العقلية المدمرة تستبعد شيئا من هذه المدمرات فعلى من يشفق هذا الرجل؟، ومن يرحم والمجتمعات كلها كافرة جاهلية والتعامل معها لا ينطلق من الإسلام الذي يفرق بين المحارب وغيره ويرفض قتل النساء والأطفال ولا يقاتل الكفار المعاندين إلا بعد الدعوة إلى الله دون غدر أو خيانة هذا مع الكفار والمحاربين فكيف مع المسلمين الذين يكفرهم سيد قطب ويخطط لهذه الأعمال .

فإذا كان جمال عبد للناصر ومن معه قد ظلموه أفلا يسعه الصبر وكف أذاه عن المسلمين.

 (19) إن الرجل لا يتردد في تنفيذ مخططه التدميري إلا من أجل أنه ليس لديهم الإمكانيات اللازمة الخ وإلا لرأيت العجائب .

 (20) وما أكثر توقع الإخوان المسلمين للضربات ، يحسبون كل صيحة عليهم .

 (21) إن الحرب بين الإخوان المسلمين والشيوعيين والعلمانيين إنما هي حرب سياسية وعلى الكراسي والمصالح ، فإذا كان هؤلاء يحققون لهم مصلحة أو يوصلونهم إلى الكراسي التي يلهثون وراءها ، نسوا عقيدتهم المهلهلة وولاءهم للإسلام والمسلمين وتحالفوا معهم ضد المسلمين كما فعلوا في أفغانستان وتركيا واليمن مرات .

 (22) هل الحاجة زينب محرماً لسيد قطب والإخوان المسلمين وكيف يستجيز سيد قطب الخلوة بها والحديث معها وتكليمها بهذه الأمور هل هذا مستمد من قاعدة الغاية تبرر الوسيلة .

 (23) الظاهر أنه يريد الشمول الذي لا يفرق بين من يريد رد عداونهم كما يزعم وبين غيرهم من عموم المجتمع ، وهل الإسلام يقر مثل هذا القتل الفوضوي الجاهلي؟، حاشاه وحاشاه.

 (24) هكذا يفكر سيد قطب والإخوان المسلمون وهكذا يخططون وهكذا ينفذون خططهم في بلاد المسلمين إذا سنحت لهم أي فرصة ولقد دوخوا المسلمين وأخروهم ولم يفعلوا شيئا يذكر ضد أعداء الإسلام فإن فعلوا شيئا كان فرصة للأعداء في إذلال المسلمين وإسقاط دولهم كما حصل لدولة طالبان في أفغانستان وكما حصل لدولة الشيشان لأنه مجرد تحرش يعلم الله وحده دوافعه ولا يزالون يعطون الفرص لأعداء الإسلام لإذلال المسلمين ووضع رقابهم ورقاب دولهم بأيدي الأعداء المتربصين المترقبين لهذه الفرص التي يسعى فيها الإخوان المسلمون ولم يدرك ذلك كثير من المسلمين ولا سيما شبابهم الذي يستولي الإخوان المسلمون وفصائلهم على عقولهم ويقودونهم بالعواطف الهوجاء المدمرة فياليت قومي يعلمون.

 (25) أي أنه لا يمنع سيد قطب من تنفيذ خطته الجهنمية إلا عدم توفر الإمكانيات الواسعة ولو توفرت له الإمكانيات الواسعة لنفذ خطته التي ما قتل إلا من أجلها ثم ألبسها الإخوان اللباس الإسلامي وقالوا انه ما قتل إلا من أجل الإسلام ومن أجل لا إله إلا الله وما تفطن المسلمون المخدوعون إلى ان الصراع بينهم وبين جمال عبد الناصر وحزبه إنما هو صراع سياسي انتهى إلى لجوءهم لمثل هذه الأعمال التي دفعت جمالا إلى أن يتعشى بهم  قبل أن يتغدوا به.

ولا شك أن جمالا كان اشتراكيا طاغيا غير أنه تلقى اشتراكيته وطغيانه من حركة الإخوان المسلمين وتربيتهم، وما ظالم إلا سيبلى بظالم.

 

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل للوحدة الاسلامية

طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .

   أما بعد :

    فقد نشرت جريدة المدينة ضمن ملحقها ( الرسالة ) في يوم الجمعة  2/ 3 / 1427هـ الموافق 31 مارس 2006م /العدد (15682) : مقالاً  لمحمد عطية تحت عنوان " كتب الشيعة الروائية جميعها قابلة للعرض الدقيق والتمحيص والمراجعة ".

أولاً - جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين – حفظه الله – الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة .

ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النـزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به .

وخير مثال أضربه للحوار الجاد النـزيه :

أ- حوار الصحابة المهاجرين والأنصار في السقيفة حيث انتهى بجلسة واحدة فقط بتسليم الأنصار لمهاجرين بأن الخلافة في قريش , وبناءً على ذلك تمت البيعة لأبي بكر .

ب - حوار عمر والصحابة لأبي بكر في قتال أهل الردة , حيث انتهى هذا الحوار في جلسة واحدة إذ اقتنعوا بحجة أبي بكر على وجوب قتال أهل الردة , فاجتمعت كلمتهم على قتال أهل الردة وحفظ الله الإسلام وأظهره باجتماع كلمتهم على الحق والتصميم على نصرة الإسلام .

ج‌-  حوار ابن عباس مع الخوارج حين أرسله علي – رضي الله عنه لمحاورتهم وكانوا في أصح الروايات أربعة وعشرين ألفا عرضوا عليه شبههم على علي – رضي الله عنه – في قضية التحكيم ففندها ابن عباس شبهة شبهة في ضوء الكتاب والسنة .

ولما كان جلهم صادقاً في دينه مخلصاً في طلب الحق فسرعان ما تبددت عنهم تلك الشبه وتهاوت أمام حجج الكتاب والسنة التي أدلى بها حبر الأمة ابن عباس – رضي الله عنهما – في جولة واحدة فرجع منهم إلى الحق عشرون ألفاً من أربعة وعشرين ألفا .

هذه أمثلة قليلة من كثير يرجع فيها أهل الإنصاف وطلاب الحق إلى الصواب والحق

فهل يتخذ متحاورونا هذه ألأمثلة نبراساً يحسم كثرة الجدال والمراء المذمومين شرعاً وعقلا .

يجب أن يكون أطراف الحوار من الجادين في الوصول إلى الحق وحسم الخلاف وإنهائه على الوجه الذي يرضي الله ، ولا يجوز بحال أن يكون الحوار من أجل الحوار الأمر الذي لا يقف عند حد .

ثانياً - جاء ضمن مقاله ما نسبه إلى الشيخ عبد المحسن العبيكان – حفظه الله – من أنه " ميز بين الأقوال والأفعال , فأفعال الناس التي لا تستند إلى دليل وقول وحجة شرعية لا تحسب على المذاهب ، ولكن المعتبر هو قول أرباب المذاهب , وتفهمه  أن الشيعة ليس لديهم قاعدة الصحيح في كتبهم , فإن كتب الشيعة الروائية جميعها قابلة للعرض والتدقيق والتمحيص والمراجعة , فما وافق كتاب الله وثبت صدوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق معلوم سواء عن طريق أهل البيت عليهم السلام أو الصحابة المنتجبين رضوان الله عليهم قبل وما خالفه ضرب به عرض الجدار " .

أقول : إني أتفاءل بتسليم الشيخ محمد عطية بأن الشيعة ليس لديهم قاعدة الصحيح في كتبهم ، وكتب الشيعة الروائية جميعها قابلة للعرض والتدقيق والتمحيص  والمراجعة " .

وأسأله :

1-     هل علماء الشيعة كلهم على هذا الاعتقاد ؟ فإذا كانوا كلهم أو جلهم على هذا الاعتقاد فليثبت لنا ذلك بالأدلة .

2-     أطلب منه بيان وسائل وطرق وموازين هذا التدقيق والتمحيص ...الخ .

3-  جاء في كلامه قوله : " فما وافق كتاب الله وثبت صدوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق معلوم سواء عن طريق أهل البيت عليهم السلام أو عن طريق الصحابة المنتجبين رضوان الله عليهم قبل وما خالفه ضرب به عرض الجدار " .

وهذا كلام جيد نتفاءل به في الجملة .

لكن هل الشيعة مستعدون للالتزام بالأصول الصحيحة المعتبرة في نقد الأخبار وبيان صحيحها من سقيمها من باطلها وكذبها .

 فمن تلك الأصول أن رواية الكذابين والمتهمين بالكذب وأهل الفسق لا تقبل وروايات المجهولين والروايات المرسلة والمنقطعة والمعضلة لا تقبل وروايات الضعفاء في الحفظ وفاحشي الغلط لا تقبل , والروايات الشاذة والمنكرة لا تقبل .

ويعرف العلماء المعتبرون الحديث الصحيح بأنه رواية عدل تام الضبط متصل السند غير معل ولا شاذ وأدلتهم على ذلك الكتاب والسنة .

وهل الشيعة مستعدون للالتزام بالمنهج الصحيح في تفسير القرآن ومن ذلك تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة الذين نـزل القرآن بلغتهم وعرفوا أسباب النـزول وشاهدوا تطبيق الرسول وعاصروا نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وهل هم مستعدون للسير على المنهج الصحيح في التفقه في النصوص القرآنية والنبوية بحمل المجمل على المبين وحمل المطلق على المقيد ، والعام على الخاص ومعرفة الناسخ من المنسوخ وتقديم الناسخ على المنسوخ .

 فإن كان الشيعة مستعدون للأخذ بهذه الأصول في نقد كتبهم وكتبنا فقد اختصرنا طريق الحوار الطويل بل وصلنا إلى ما نريده .

ثالثاً - قال ابن عطية :

" إن أطروحة الشيخ العبيكان وكما قلتها في  اتصال هاتفي مع الأستاذ عبد العزيز قاسم بعد المكاشفة بان لها أثراً ودوراً إيجابياً في وحدة المسلمين من جهة ودعم الوحدة الوطنية من جهة أخرى . ان بلاد التوحيد يتسع قلبها لكل موحد يؤمن بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وبالكعبة قبلة وبالقرآن الكريم الذي برأه الله وضمن سلامته وصيانته من التحريف حيث يقول سبحانه وتعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)  والقائل بالتحريف يخالف شريعة السماء وقد اتفقت أقوال المذهب الشيعي المعتبرة على براءة القرآن وبراءتهم من ذلك القول وان قرآنهم قرآن سائر المسلمين ".

أقول : لو كانت الشيعة في كل زمان ومكان يقولون مثل ما قاله هنا محمد عطية لما وجدت هذه الفجوة الكبيرة والهوة السحيقة بين أهل السنة والشيعة , فالشيعة الإمامية يكفرون أصحاب محمد وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان ويكفرون أهل السنة .

وكتبهم في التفسير وفي الرواية والعقائد مشحونة بذلك .

وكتبهم في التفسير والرواية تصرح بأن القرآن قد حرفه الصحابة وزادوا فيه ونقصوا ولا سيما ما يتعلق في زعمهم بذم الصحابة وما يتعلق بالإمامة                وأهل البيت .

وقد جمع النوري الطبرسي في إثبات تحريف القرآن كتاباً ضخم الحجم سماه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بأيدي المسلمين حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين والمتأخرين يقولون : إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف , انظر " كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار" للسيد حسين الموسوي " ص79 وانظر كتاب " الشيعة والقرآن " للشيخ إحسان إلهي ظهير وانظر الكافي للكليني (2/627-633) .

فإن أردت أن ينجح الحوار وتتحد الأمة فعليك بالشجاعة والصراحة والاعتراف بواقع الشيعة وهو ما اعتقدوه ودونوه في كتبهم وتداولته أجيالهم واطلع عليه أهل السنة من أن الصحابة قد حرفوا القرآن وزادوا فيه ونقصوا , يابن عطية أرجو الابتعاد في الحوار عن إنكار البدهيات .

    

    رابعاً - قال ابن عطية : " إن الوحدة الإسلامية قادمة وما كلام هؤلاء الأعلام إلا نور على الدرب و دعم لحركة الحوار الوطني ليأخذ دوره الحقيقي وبعده العميق في توثيق الصلة والروابط بين أبناء المسلمين وأبناء الوطن الواحد "

أقول :

1- إن القاري لهذا الكلام يجد رغبة قوية من قائله في تحقيق الوحدة الإسلامية وثناء عاطراً على قيادة هذه البلاد الحكيمة وعلى العلماء الذي فتحوا صدورهم للحوار فينبغي شكرهم والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والفتن وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولا سيما علماء هذا البلد فإنهم والحمد لله دعاة إلى جمع الكلمة واجتماع الأمة كلها على كتاب الله وسنة رسوله ، وما أجمل ذلك اليوم الذي تزول فيه كل أسباب الفرقة والخلاف وتقوم على أنقاضها الوحدة الصحيحة التي يتعطش لها ويرنو إليها كل من دان بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عقيدة ومنهجاً ودان بقول الله تعالى : " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً " وبقول الله تعالى : " وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " وبقوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " وقوله تعالى : " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء " وقوله صلى الله عليه وسلم : " تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها          إلا هالك " وغير ذلك من النصوص القرآنية والسنة النبوية التي تحث الأمة على الوحدة وتحذرهم من الفرقة وتذم أهلها وتتوعدهم بالعذاب الشديد والهلاك المبيد .

2- إن ابن عطية ليصف القرآن بأنه قد برأه الله وضمن سلامته وصيانته من التحريف  ويستشهد بقول الله تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وهذا حق لا غبار عليه وهو واقع القرآن فلا يستطيع أحد أن يزيد في نصوصه وكلماته المعجزة حرفاً ولا يستطيع أن ينقص منه حرفاً ومن حاول ذلك فضحه الله وأخزاه .

ولكن التحريف لمدلولاته ومقاصده قد حصل من بعض الفرق ولا سيما الشيعة  ولا سيما في كتب تفسيرهم وكتب رواياتهم !!!

ولكن الله الذي ضمن حفظ هذا القرآن بين هذا التحريف والتبديل من نصوص القرآن نفسه وعلى أيدي العلماء الربانيين .

ولا ينكر هذا إلا مكابر وأنا أتحمل المسئولية عن إثبات ما أقول .

3- وقول ابن عطية : " والقائل بالتحريف يخالف شريعة السماء ... الخ .

أقول : ثم ما حكم من يدعي أن الصحابة حرفوه ويلعنهم ويكفرهم ؟!

أرجو من ابن عطية الإجابة على هذا السؤال بل أرجو الإجابة من كل من يحرص من الشيعة على الحوار ووحدة الكلمة بين أهل السنة والشيعة وغيرهم .

4- قول ابن عطية : وقد اتفقت أقوال المذهب الشيعي المعتبرة على براءة القرآن وبراءتهم من ذلك القول وأن قرآنهم قرآن سائر المسلمين " .

أقول : لا يسلم لابن عطية دعوى اتفاق الشيعة فإن كتبهم المعتبرة ترد دعوى هذا الاتفاق وعلماء السنة المطلعون على ما في خبايا كتب الشيعة يردون هذه الدعوى الكبيرة .

وعلماء الشيعة ومنهم الطبرسي الذي فتش كتبهم وفلاها صرح بإجماع علماء الشيعة على دعوى تحريف القرآن .

 ولا نسلم بدعوى ابن عطية ولعل مرد قوله إلى عدم إطلاعه ، ومن علم حجة على من لم يعلم .

      إن خلاص الشيعة من هذه الفاقرة العظمى يكمن في اعترافهم بها وإدانة هؤلاء بما يستحقون من الأحكام العادلة .

هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب على من يحرص على الحوار وعلى                  وحدة الأمة .

5- قول ابن عطية : " إن الوحدة الإسلامية قادمة وما كلام هؤلاء الأعلام إلا نور على الدرب ودعم لحركة الحوار الوطني ليأخذ دوره الحقيقي وبعده العميق في توثيق الصلة والروابط بين أبناء المسلمين وأبناء الوطن الواحد " .

أقول : يجب أن نجتهد جميعاً في تحقيق هذه الطموحات وندعمها بالصدق والصراحة في الأقوال والشجاعة في الأفعال وتحطيم العقبات التي تقف في وجه هذه الوحدة .

وتلك العقبات الكثيرة هي : العقائد والأقوال والأعمال المخالفة لصريح القرآن والسنة فمن توجد عنده هذه المخالفات يجب أن يعترف بها في ضوء الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة التي زكاها الله في كتابه وزكاها رسول الله في سنته وشهد لهم عدول الأمة بالتزام نصوص الكتاب والسنة ونشرها والجهاد في إعلائها وهداية البشرية إليها .

فإن فعلنا ذلك تحقق ما نصبو إليه من وحدة الأمة وتوثيق الروابط المتينة بين المسلمين وبين أبناء هذا الوطن ونكون أسوة حسنة لغيرنا في سائر العالم الإسلامي وغيره .

خامساً - قال ابن عطية : " وإذا كانت هذه الوحدة بين المسلمين سوف تدعم وحدتنا الوطنية وقد باركتها القيادة الحكيمة من جهة , ومن قبل العلماء الأفاضل وأهل العلم من جهة أخرى وتبنى الإعلام الهادف لدوره الحقيقي في إيصال هذا الصوت ونقل هذه الصورة من الانسجام الإسلامي الوطني إلى الناس فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع  لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى فيما أختلف معها من الفروع التي هي أصلاً موضع لاجتهاد المجتهدين وتأمل المحققين واختلافهم لم يكن في مصدر التشريع ( القران الكريم والسنة ) بل في موضع أعذر العلماء بعضهم بعضا في اختلافهم فيه وهو فهم الدليل وقراءته وسوف تجمع السفينة كل تلك الأطياف ولن تغرق لاختلافهم في الفروع التي لا ضير في الاختلاف فيها طالما استندت إلى دليل وحجة وبرهان مع احترام دليل الآخر وطالما كانت القوة الدافعة لهذه السفينة أقوى من الفروع ألا وهي تلك الأصول القطعية التي لا مجال للاجتهاد فيها وكل من آمن بها دخل في إطار الإسلام.وستصل السفينة إلى بر الأمان فالاختلاف بين ركابها من المسلمين في البسملة في الصلاة من حيث وجوب الجهر بها أو الإخفات، أو قولها أو عدمه من فروع الصلاة وأن الأصل الإقرار بالصلاة وما من مسلم سني أو شيعي لا يقر بها ولا يصلي إلا إلى الكعبة المشرفة قبلة المسلمين جميعا، والاختلاف في الصوم وإفطاره عند سقوط قرص الشمس أو غياب الحمرة المشرقية أو الاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول. إن الأصول القطعية التي تجمع بين مذاهب المسلمين كافية لأن نتحد فيها ونعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه بدليل وحجة شرعية فليس للفروع حكم الأصول " .

أقول :

1- كل مسلم صادق يتطلع بشوق إلى اليوم الذي تتحقق فيه الوحدة الصحيحة الحية القائمة على كتاب الله وسنة رسوله وعلى احترام سلف هذه الأمة ولاسيما الصحابة الكرام .        

2- يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- الذي وحد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة وبذل الأموال والنصح لأمة الإسلام والتعاطف معها في كل ما يواجهها من مشاكل فيجب على أطراف الحوار المبادرة بتحقيق ما تصبو إليه هذه القيادة وما يصبو إليه علماؤها الكرام ولا يتحقق ذلك إلا بحسن التجاوب والاستجابة للحق والخضوع لنصوص الكتاب والسنة وتحقيق قول الله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .

ويجب أن تسود هذه الروح كل الفئات والطوائف ولن تتحقق الوحدة المنشودة إلا إذا وجدت هذه الرغبة وهذه الروح السلسة المنقادة لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم .

فليبادر أطراف الحوار الوطني وغيره إلى الاستجابة لله ولما يحييهم حتى تنتقل صورة وحدتهم الصحيحة إلى العالم الإسلامي فيتأسى بهم وينسج على منوالهم .

3- إنني أعتب على ابن عطية في قوله : " فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى ....الخ "

أقول :

كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها .

4- أ - حصرك الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع وأنها من  مواضع الاجتهاد.

ب- تمثيلك بالاختلاف في البسملة وبالاختلاف في الصوم والإفطار عند سقوط قرص الشمس وبالاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب           وقولك : أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول .

فهذا الحصر وهذا التمثيل غير صحيح فإن هناك خلافات جسيمة لا يجوز لك إغفالها لأنها معروفة عند ألوف من علماء المسلمين وطلاب العلم والمثقفين وحتى اليهود والنصارى بأنها خلافات جسيمة واقعة بين أهل السنة والشيعة .

وأنا أسألك :

1- هل تجهل موقف الشيعة الإمامية والإسماعيلية من الصحابة ؟

2- وأسألك هل الإمامة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

3- وهل إيجاب معرفة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

4- وهل اعتقاد عصمة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .  

5- وهل الوصية لعلي بالخلافة والقول بأن الصحابة اغتصبوها منه عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .  

6- وهل الإيمان بالمهدي المنتظر عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

7- وهل الإيمان بالرجعة وما يتبعها وما يترتب عليها عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ . ؟

8- وهل ادعاؤهم على الصحابة أنهم حرفوا القرآن من الفروع عند الشيعة وأهل السنة ؟

9- وهل اعتقادهم في الأئمة أنهم يعلمون الغيوب بل إن لهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون من الفروع عند أهل السنة والشيعة .

10- وهل التقية عند الشيعة والسنة من الفروع ؟

كيف تكون التقية من الفروع وهي عندهم تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال :" أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية "

وينسبون إليه أنه قال : التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له " انظر الكافي للكليني (2/217-218 ) .

هذه العقائد يكفر بها الشيعة من لا يدين بها بل يكفرون بكل واحدة منها ؟

11- وهل تشييد القبور والطواف حولها والاستعانة بأهلها وتقديم الأموال الطائلة والنذور والقرابين لعتباتها من الفروع عند الشيعة ؟

   12- نكاح المتعة رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة والضرورة ثم نسخها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ومن رواة تحريم المتعة علي رضي الله عنه فاستباحها الشيعة ورووا في فضلها روايات يرفضها الشرع والعقل مثل قولهم :

     " من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة "

 وقولهم روى الصدوق عن الصادق عليه السلام قال : " إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا " ([1]) والمتعة بهذه الصورة عندهم من أعظم الأصول التي يكفر تاركها .

 وهناك بعض الروايات عندهم ومنها : " من تمتع مرة كانت كدرجة الحسين عليه السلام ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي " .

    فإذا تمتع المرأ عشرات المرات فكم يكون التفاوت بينه وبين أعظم الرسل صلى الله عليه وسلم ؟ .

 هذه الفواقر تشكل كل واحدة منها عقبة كأداء أمام الوحدة , فإما أن يدينها الشيعة ويتبرأون منها باطناً وظاهراً ويحكمون على قائليها ومعتقديها بما يستحقون فتحصل الغاية المنشودة وهي الوحدة وإما أن يصروا عليها فيكونون هم المسئولين عن الفرقة وهم الذين وضعوا العقبات في وجه الوحدة والذين ينشدونها ويحرصون عليها .

 إن الوحدة الإسلامية التي يعتقد أهل السنة وجوبها لابد أن تقوم على أصول صحيحة مستمدة من الكتاب والسنة .

سادساً _ قال ابن عطية : " ولقد حذر الله تعالى في كتابه الكريم من الاختلاف المذموم الذي يؤدي إلى التفرقة ووهن الأمة وتفرق كلمتها وهذا الاختلاف عبر عنه القرآن الكريم في عدد من آياته الكريمة , وأما الاختلاف المحمود فذلك الاختلاف الذي يكون في المواضيع التي يجوز الاختلاف فيها وبدلالة الأدلة الشرعية وليس استناداً للهوى والعواطف ولقد فطرنا على ذلك الاختلاف ( ولا يزالون مختلفين ) سورة هود آية 118" .

أقول :

1- ليس في الإسلام اختلاف محمود ولا مرغب فيه وإنما يعذر المجتهد الذي استفرغ جهده للوصول إلى الحق فلم يتبين له الحق ولم يبلغه الدليل فيعذر ويتجاوز الله عن خطئه ويثيبه على اجتهاده فقط ، ولا مدح ولا ثواب على الخطأ وليس لأحد أن يقلده في خطئه ومن قلده في خطئه بعد ظهور خطئه بالدليل فإنه آثم وقد يكفر إذا عاند النص من القرآن أو السنة .

2- هل ترى أن المسائل التي مرت في الفقرة السابقة والتي يكفر بها الشيعة أهل السنة مع أنه لا دليل عليها من الكتاب والسنة بل هي معاول تهدم الإسلام والمسلمين .

هل هذا الاختلاف في هذه المسائل من الاختلاف المحمود إن قلت نعم فقد أخرجت أهل السنة والصحابة من الإسلام كما هو دين الشيعة .

وإن قلت لا بل هو من الاختلاف المذموم المهلك فيجب أن تعلن براءتك من هذه الدواهي وأنه لا يمكن الاجتماع مادام الشيعة يؤمنون بهذه الأصول ويكفرون بها الصحابة وأهل السنة ويستحلون دماءهم وأموالهم ويحكمون عليهم بالخلود في النار.

كيف يجتمع الكفار والمسلمون وبأي عقل ومنطق ؟.

3- إن استشهادك بالآية ( ولا يزالون مختلفين ) وأن الاختلاف أمر فطري غير صحيح فالله فطر الناس على الإسلام كما جاء بذلك القرآن والسنة قال تعالى       ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) وفي السنة " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " وقوله صلى الله عليه وسلم "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم ... الحديث " .

وآخر الآية يرد قولك فإن الله استثنى المرحومين من المختلفين الهالكين .

فقال ( إلا من رحم ربك ) وهناك أقوال أخر هذا أرجحها .

سابعاً - قال ابن عطية : " ومع علم الله سبحانه وتعالى بذلك الاختلاف ولكن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نتحد في تلك المشتركات التي تمثل حبل الله فقال تعالى                 ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) فاختلافنا المحمود لا يمنع اعتصامنا بحبله تعالى بعد أن توفرت شروط الاعتصام عندنا فكلنا نعتصم بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والخمس والتولي لأولياء الله والتبري من أعداء الله كلنا سنة نتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنا شيعة نحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنا سنة " .

أقول :

1- إن هذه الأمور الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي هن المنكر ليست هي كل ما أمر الله بالاعتصام به وإنما هي من جملة ما أمر الله بالاعتصام به من أصول وفروع ومنها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وهناك محرمات أمر الله باجتنابها وأوامر كلفنا باتباعها لا يتسع المقام لسردها .

2- إن هذه الأمور التي ذكرتها لا يؤديها الشيعة كما أمر الله ومنها شهادة أن لا إله إلا الله حيث يدعون غير الله ويستغيثون بهم ويتوكلون عليهم وغير ذلك من مخالفاتهم وذلك ينافي شهادة أن لا إله إلا الله بل تجاوزوا ذلك إلى اعتقاد أن الأئمة يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون بل لهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون فهذا شرك عظيم في الربوبية .

وشهادة أن محمداً رسول الله قد أخلوا بها إذ أعطوا الأئمة حق التشريع وفضلوهم على الأنبياء والملائكة وهذه عقيدة باطنية كان أوائل الشيعة يكفرون بها الباطنية .

والجهاد عقيدة الشيعة فيه أنه لا جهاد إلى أن يقوم المهدي المزعوم .

 والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد قلب موضوعهما الشيعة فأصبح كثير من المعروف عندهم منكراً وعلى رأس ذلك التوحيد , والمنكر معروفاً وعلى رأس ذلك الشرك والخرافات والغلو في أهل البيت ...الخ .

والوحدة الإسلامية لا تقوم إلا على أسس صحيحة فإذا قامت على أسس خائرة متهاوية فسرعان ما تتهاوى وتسقط .

فمن كان ناصحا صادقا في نشدان الوحدة الإسلامية فليجتهد في إقامتها على الأسس المتينة الصحيحة التي قامت عليها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين – رضوان الله عليهم - والقرون المفضلة وليجتنب الغش والخلل .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من غشنا فليس منا " قالها في بائع الطعام  فكيف بمن يريد أن يقيم صرح الإسلام .

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد . 

 

                                                               كتبه

                                                      ربيع بن هادي المدخلي

                                                           7/3/1427هـ       

         

         

         

        



[1] )  ) انظر من لا يحضره الفقيه ( 3/366 ) بواسطة كتاب لله ثم للتاريخ كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار للسيد حسين الموسوي.

 

الأقسام الرئيسية:

المشائخ والعلماء:

بماذا يتحقق الوفاق و ينتهى الخلاف؟

بماذا يتحقق الوفاق وينتهي الخلاف؟
صالح بن فوزان الفوزان

الأقسام الرئيسية:

Pages

Subscribe to RSS - واقع الأمة وسبل النهضة