لا يخفى على كل مسلم مكانة العلماء و رفعة شأنهم و علو منزلتهم و سمو قدرهم , إذ هم فى الخير قادة و أئمة تقتص آثارهم , و يقتدى بأفعالهم و يُنتهى إلى رأيهم , تضع الملائكة ُ أجنحتها خضعانا لقولهم , و يستغفر لهم كل رطب و يابس حتى الحيتان فى الماء , بلغ بهم علمهم منازل الأخيار , و درجات المتقين الأبرار , فسمت به منزلتهم , و علت مكانتهم , و عظم شأنهم و قدرهم كما قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ]المجادلة:١١ [
و قال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ]الزمر:٩ [
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه . .
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى بعث رسله عليهم الصلاة والسلام دعاة للحق وهداة للخلق بعثهم مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فبلغوا الرسالة وأدوا الأمانة ونصحوا لأممهم وصبروا على أذاهم وجاهدوا في الله حق جهاده حتى أقام الله بهم الحجة وقطع بهم المعذرة . كما قال تعالى: