من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين ، وفقني الله وإياكم للتذكر والاعتبار والاتعاظ بما تجري به الأقدار . والمبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والأوزار آمين .
ذكر الله سبحانه وتعالى في أول سورة القصص بيانا عن نشأة موسى عليه الصلاة والسلام وحاله قبل الرسالة وأتبع ذلك بيانا عن رسالته إلى أن أنجاه ومن آمن معه وأهلك أعداءه ، ليكون ذلك القصص في جملته آية على نبوة محمد صلي الله عليه وسلم وصدقه فيما أنزل عليه من الوحي ودعا إليه أمته كما يرشدنا إلى ذلك بقوله تعالى في مطلع السورة : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) .
إن هذه القصة فيها كثير من العجائب والعبر والعظات والأحكام والأخلاق وألوان الابتلاء والامتحان والفضل والإحسان . والذي أقصد إليه من مباحثها أمرين لمزيد اتصالهما بما أنا بصدد الكلام عنه ، الأول : كيف كانت هذه القصة معجزة لرسول الله محمد صلي الله عليه وسلم. الثاني : كيف كانت هذه القصة دليلا على أن الله يعد رسله في حياتهم الأولى قبل الرسالة لتحمل أعبائها حين إرسالهم إلى أممهم .
الهدف (لغة) : يطلق على معانٍ منها : (الغـَرَضُ ، ينصب ؛ ليرمي إليه ، وكل شيء مقصود ) .
أهداف العقيدة الإسلامية : مقاصدها ، وغاياتها النبيلة ، المترتبة على التمسك بها ، وهي كثيرة متنوعة فمنها :
أولاً : إخلاص النيـة ، والعبادة لله تعـالى وحده ؛ لأنه الخالق لا شريك له ؛ فوجب أن يكون القصد ، والعبادة له وحده .
ثانيـًا : تحرير العقل ، والفكر من التخبُّط الفوضويِّ الناشئ عن خـُلُوِّ القلب من هذه العقيدة ؛ لأن من خلا قلبه منها ؛ فهو إما فارغ القلب من كل عقيدة ، وعابد للمادة الحسِّيَّة فقط ، وإما متخبط في ضلالات العقائد ، والخرافات .